مررت على الشاطئ في وقت المغيب..
وأتأمل في غروب الشمس الجميل ..
فجأة ... رأيت شيخا جالس على حجر أمام البحر ..
وحيدا يتحدث مع نفسه .. وسيجارة بين يديه ..
وانا انظر اليه .. واذا طفل دون سن العاشرة يلعب بالكرة .
يرمي بها بقوة حتى ذهبت الى هذا الشيخ ..
وانا على مقربة منه ...
سمعت الطفل يقول له: أسف على ازعاجك؟!!
الشيخ : تعودت على هذا " انسى ماسمعته اذهب والعب هيا"؟؟
فأثار فضولي فاستأذنته بالجلوس معه ..
لم يرحب بي في البداية ..
فأصريت على الجلوس معه ..
فتنهد الشيخ .. قائلا : ماذا تريد؟!!
عفوك ايها الشيخ الكبير..
رأيتك تتحدث مع نفسك .. وسمعتك تقول للطفل " تعودت على هذا ".. تعودت على ماذا !!!..
قال الشيخ : جارت بي الأيام والسنين .. فلا أخ محب كريم .. ولا زوجة ولا.... أتريد أن تسخر مني !!
كلا .. ولكني أريدك أن تفصح عما بداخلك لكي ترتاح ..
الشيخ : أنا افضفض مابداخلي لشخص هو الوحيد الذي يسمعني .. يريحيني ..
لا يهزأبي .. كلما اذهب اليه يكون حاضرا ومستعدا لي في أي وقت بلا تجافي ..
صباحه ومساءه .. لي ولغيري ..
أتعلم عن من اتكلم ؟؟!
نعم لقد عرفت .. انه البحر الهادئ ..
نعم يابني .. البحر هو بالنسبة لي الصديق الوفي .. المؤنس عند وحشتي ..
الأم والأب وكل شيء لي في هذة الحياة هو البحر..
ثم تبسم .. قائلا : دعني اكمل بقية الحديث معه ..
تركته وأنا حزين عليه ... ولكن في نفس الوقت فرحة به..
للجوءه الى البحر بدلا من اللهو وزينة الحياة الفانية ..
Bookmarks