لكني لا زلت أنادي:
لن أستصرخ ذا القرنينْ
...
أهرب من رقعة شطرنجٍ
دومًا كنت أنا فيها الجُنْدِيَّ الحالِمَ
بالشَّطِّ الآخر
حين يُتَوَّجُ بعد عناءٍ
خيلاً أبيض
يعدو معه فوق حدود اللعبة
يهرب من واقِعِهِ
و تَحَكُّمِ من يملك تلك الرقعة في منصِبِهِ
كلاّ كلاّ
أنا خيلٌ أبيض
أقفز من ذاك الجزءِ الداكنِ من لعبتكم
نحو الحرية و المجهول
كلا كلا
لن تُرْسَمَ بعد اليوم خُطايْ
سأثور على رقعة لعبتكم
و سأقلب كل عساكرها
فوق رؤوسكم المحشُوَّةِ بالغازات
و سأعدو نحو المجهول
...
أهرب من حوصلة الطِّبِّ
و من سور الجامعة المتهالك
حول الجثث و أشلاء الموتى
من رائحة الفورْمالينْ
أرقص مع عزف الأموات لسيمفونية حلمي الضائعِِ
في المشرحة الكبرى
أتذكر حطين فأهرب
أهرب من نفسي
و أفر إلى البحر العابث بالريح الشتوية
و أحدثه..
ها سَعْد الواقف تحت الشمسْ
ينظر للبحر بعينيه الحالمتينْ
يرمق بهما من تحت القدم
و يتمنى لو كان بوسعه ركلُ أولئك بالقدمينْ!!
ها زغلول و قد أضْحى
قطعةَ تمثال!!
______________>> يتبــع
Bookmarks