أكثر من (150) مليون دولار سنوياً تدفع رشاوى لجهات حكومية
الاثنين* 30-يونيو-2008
نبأ نيوز- خاص -
كشف تقرير أعدته منظمة "نسكو" لمناهضة الفساد، أن أكثر من (150) مليون دولار تذهب سنوياً كرشاوى للقائمين على الجهات الحكومية، نظير الخدمات الأساسية التي تقدمها تلك الجهات.
وبين التقرير: إن القسم الأعظم من تلك المبالغ تدفعها "فئات المجتمع الفقيرة، ومحدودي الدخول" لقاء خدمات هي في الأصل مجانية، غير أن الجهات الحكومية تفرض رسوم "غير مشروعة" عليها، والبعض منها تثبتها في اللوائح المالية لتضفي عليها الصفة الشرعية، فيما قسم ثالث منها يدفعه المواطن تفادياً للعراقيل والبيروقراطية، إلاّ أنها في جميع الأحوال ينتهي بها الأمر إلى جيوب فاسدين.
وأشار التقرير- الذي حصلت "نبأ نيوز" على مسودته الأولية- إلى أن غياب الردع القانوني لمتعاطي الرشوة، وغياب الإسناد القانوني "الحماية" لمن يقوم بالتبليغ عن الرشوة، ثم غياب حملات التوعية الوطنية المناهضة للرشوة تسبب بتكريس الرشوة "كظاهرة ثقافية غير معيبة" يتحلى بها المجتمع في تعاملاته اليومية- سواء داخل أروقة القطاع العام أم الخاص.
وفي تصريحه لـ"نبأ نيوز"، أوضح المحامي فيصل الخليفي- رئيس المنظمة: إن تقديرات مبالغ الرشوة المتداولة في أوساط المجتمع جاء وفق دراسة بحثية ميدانية شملت عدداً من القطاعات الخدمية، واستغرقت ستة أشهر، تمت خلالها عمليات استقصاء لمكامن الفساد الحكومي، ووسائله، وطرقه، والجهات الحكومية الأكثر تعاطياً للرشاوى، مشيراً إلى أن المنظمة ستقوم بإصدار تقريرها بصورته النهائية، ووضعه بين أيدي الجهات المختصة بغية بناء شراكة مدنية في مكافحة الفساد، والوقوف على أفضل وأسرع طرق مكافحته.
وأكد أن الأضرار الفادحة التي خلفها تفشي ثقافة تعاطي الرشاوى كانت أعظم أثراً على الفقراء ومحدودي الدخول مما هي على غيرهم، كونها تسببت في زيادة فقرهم فقراً، في نفس الوقت الذي ازداد الأثرياء ثراء، واتسعت الهوة بين الطرفين.
ولفت المحامي الخليفي إلى أهمية أن تسعى القيادة السياسية وبتعاون كل القوى الشريفة إلى تنظيم حملات إعلامية واسعة ضد الرشوة، ونبذ ثقافتها، وتشجيع المواطنين على الإبلاغ عنها، وإيجاد الصيغ المناسبة التي تؤمن الحماية للمبلغ عن الرشوة.
ووعد رئيس منظمة "نسكو" بأن منظمته ستقوم خلال الأيام القليلة القادمة بإشهار قائمة بالمرافق الحكومية الأكثر تعاطياً للرشاوى، كمرحلة أولى، ستعقبها بحملات التشهير بالفاسدين بالتعاون مع مختلف وسائل الإعلام، والمنظمات، والجهات الرسمية ذات العلاقة.
Bookmarks