Results 1 to 5 of 5

Thread: (( قد شغفهــا حباً ))

  1. #1

    Abo Imad's Avatar
    Join Date
    Dec 2006
    Location
    yemen
    Posts
    11,517
    Rep Power
    608

    (( قد شغفهــا حباً ))

    الإسلام يريد من الحب صفاءه ونقاءه.. واتزانه..الإسلام يريد من الحب صفاءه ونقاءه.. واتزانه..


    الحبّ كلمة تبعثرت حروفها على رمال العاشقين.. ولؤلؤة نفيسة؛ يغوص الزوج في لجج العواطف ليستخرج من عمقها معاني الرحمة والأمان.. وشجرة مثمرة؛ تستفيء الزوجة في ظلالها لتستخلص من نسائمها أسرار الوداد.
    وشَرِبْتُ الحب كَأســاً بـعـــــدَ كـَـــــأسٍ فَمَــــا نَفِـــــدَ الشـــــــرَابُ ومَـــا رُويـــــتُ

    الحبّ نبع العطاء الذي ينبض في العروق.. وينبوع الأمل الذي يثلج الصدور.. ويقصّر المسافات ويعيد إلى الإنسان شبابه.
    وتــــدنــــو الطـــريــــقُ إذا زرتــكـــــم وتـبــعـــــدُ إذ أنْــثَــنــــي راجــعــــــــاً

    إنّـه الحبّ الذي يفعل أكثر من ذلك، لكنّ الإسلام لا يريد من قيس جنونه بليلى، ولا يريد الحبّ الذي يدفع صاحبه إلى الكسل والخمول وعدم الإنتاج والإعمار، فيكون رافداً يصب في بحر الافتتان، ونبعاً يتفجر منه الانحلال والانحطاط. إنّ الإسلام يريد من الحبّ صفاءه.. ونقاءه.. واعتداله.. واتزانه.
    يقول الدكتور مصطفى أحمد شحاتة: «الطيور تحترم الحبّ وتقدّس العِشْرة الزوجية، فالذكر عندما يغني لأنثاه لا يسعى وراء لذة عابرة أو وصال وقتي، ولكنّه يطلب القرب منها، والتآلف معها، لتكون شريكة حيــاته حتى نهاية عمره، ولتتعاون معه في بناء عش الزوجية، وفي الرقاد على البيض حتى الفقس، وفي تربية الصغار وإطعامهم حتى يكبروا، وليجمعهما رباط الحب والتآلف دائماً في الطيران والرحيل والهجرة والسعي وراء الغذاء والمعيشة. يقوم الذكر بالغناء لأنثاه ويداعبها ويقبّلها ويتودد إليها وهي تتفانى في حبه وخدمته ومعاونته. إنها حياة سعيدة تستمر بينهما إلى نهاية العمر«.
    وما ذاق طعم العيش من لم يكن له
    حبيب إليه يطمئن ويسكن
    وقال الأقرع بن معاذ:
    ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر حبيباً ولا وافى إليك حبيب
    وقال آخر:
    ولا خير في الدنيــــا بغير صبَابة ولا نعيمٍ ليس فيه حبيــــبُ

    تهذيب عاطفة الحبّ
    الإسلام لا يطارد العاشقين.. ولا يصادر نسائم الحبّ والغرام.. ولا يجفف منابع اللقـــاء والاشتيـاق.. ولكنــه - كطبيعته في كلّ أمر من أمور الحياة - يبين الحلال والحرام.. ويهذب الأمور المباحة حتى لا يختلط الحابل بالنابل، ويتسع الخرق على الراقع، وتنفرط المسبحة بين الأصابع، ويقع الإنسان في الحرام، فهو دائماً يحذر الراعي الذي يرعى حول الحمّى، يوشك أن يرتع في وحل الإثم وأرباض الرذائل، ومستنقع الموبقات.
    فقد أثبتت الدراسات الحديثة أنّ الفتاة المتدينة لا تستخدم الحب سلعة تتاجر بها ولكنها تدّخره عاطفة طاهرة في علاقتها بزوجها فيما بعد.. في فترة حساسة تحتاج إلى مزيد من العواطف لتوثيق الروابط وبناء الأسرة.
    كما تبين أنّ تفوّقها في الحب كعاطفة سامية يجعلها تخشى أن تتعثر في تجربة تسيء إلى أخلاقها ودينها، ومن ثمّ عواطفها التي تحرص على أن تصونها من نزوات العبث وخيالات المراهقة الجامحة في الإباحيّة، ومن هنا أثبتت الفتاة الملتزمة المتديّنة أنها أستاذة في الحب، تعرف متى تحب، وكيف تحب، فضلاً عمّن تحب.

    مادّة القلوب
    الحب مادة حياة القلوب، وضرورة من ضرورات المعاشرة الزوجية، وعندما يقوم في كنف المودّة تتساقط بقيامه قشور الزلات والعثرات.. وأوراق العيوب والأخطاء.. ويجعل من البيوت سكناً وأمناً.. ومن اللقاء راحة وطمأنينة. كثير من الأزواج المتمسّكين بدينهم غير سعداء لأنهم لم يبلوروا حياتهم على تآلف القلوب.. وتوادّ العواطف.. وتماسك المشاعر.. ففرّطوا في التزامهم ولم يعلموا أنّ من الالتزام الحب النقيّ بين الأزواج، ولهم في رسول اللّه أسوة حسنة. فقد كان يحب زوجته عائشة رضي اللّه عنها، وكان يحبّ مداعبتها وملاطفتها.

    سماء العواطف
    منذ أن أدرك الإنسان أهميّة قانون الجاذبيّة الذي يمسك النجوم والأفلاك والكواكب أن تصطدم أو تتساقط أدرك قبل ذلك أو قبل بزوغ فجر الحياة أنّ قانون الحبّ يمسك العِشْرة الزوجيّة من الانهيار.. كما يتقرب الطائر من حبيبه في رفق وإشفاق ليطيرا معاً في سماء العواطف ويستنشقا من هواء التآلف نسمات الوفاء، ويستفيئا في فلكهما ظلال الحنان الوارف .
    إنمـا أنــا أنـــت وأنــــت أنــــا
    نحـــن روحان حللنا بدنا
    والحبّ في كنف العِشْرَة الزوجيّة يساعد على التخلص من غالبية أشكال الضغوط النفسية والعصبية، ومن توابع مشاكل العمل والاصطدام بالمجتمع.
    ما عالجَ الناس مِثْلَ الحُبّ منْ سَقَم
    ولا بَرى مثله عظماً ولا جسداً

    الفوائد الصحيّة للزواج
    أكدت دراسة حديثة بجامعة لوجانو السويسرية الفوائد الصحية للزواج والاستقرار العاطفي، فقد ثبت أنّ الزواج وسكن المشاعر يقي الرجال والنساء متاعب الصداع العارض والمزمن، حيث يساعد الشعور النفسي بالعلاقة المستديمة المستقرة على تخفيف حدّة توتر الجسم، ويفرز هرمونات السعادة بكمّ أكبر من هرمونات القلق والخوف والحزن.
    ففي الولايات المتحدة الأمريكية اكتشف الباحثون أنّ الأسبرين لا يشفي الصداع؛ لكن نصف ساعة من الإلفة الزوجيّة هي الدواء. وأكدت مجموعة كبيرة من النساء الأمريكيّات اللاتي يعانين من نوبات الصداع النصفي أنّ الأسبرين لا يفيد، ولكن النوبة تزول بعد ساعة صفاء مع الزوج الحبيب.
    مَرِضَ الحبيبُ فعُدْتُه
    فمرضتُ من حَذَري عليه
    وأتى الحبيبُ يعودني
    فبرئت من نظري إليه
    أضف إلى ذلك أنّ الحب والدفء الأسري يساهم في علاج الأرق ويساعد على الوقاية من سرطان البروستاتا بنسبة لا تقل عن 58%.
    وأثبتت الفحوصات والتحاليل أنّ هناك فرصة أفضل للمصاب بالسرطان للشفاء إذا كان زوجاً أو زوجة ترفرف على حياتهما السعادة والمحبّة، لأنّ العواطف الإيجابيّة والسلوك الودود ينشطان نظام المناعة في الجسم.
    كما أكدت الدراسة أنّ الزواج يفيد في تقوية عضلات القلب لما فيه من دفع مؤقت للدم وتنشيط للدورة الدموية، وبالتالي تمدّ الجسم بالمزيد من الطاقة، وفي هذا الصدد يقول الباحثون إنّ الزواج أفضل ألف مرة من استخدام أغلى الأدوية التي تعالج سقوط الشعر الذي يحدث في غياب الإحساس بالاستقرار النفسي، ويستثنى من ذلك حالات الصلع الوراثي أو تلك الحالات المرضيّة المفاجئة التي تصيب الرجال والنساء لأسباب مختلفة.

    علوم الحبّ والعشق
    تبحّر الكثير من العلماء في علوم الحب والعشق، منهم: «ابن القيّم« في كتابه روضة المحبين ونزهة المشتاقين حيث شرح (60) نوعاً من أنواع الحب، منها: المحبّة.. والهوى.. والصبابة.. والشغَف.. والتتيم.. والعشق.. والغرام.. والهُيام.. إلخ . ولأهل الأدب نصيب وافر في هذا العلم، ولم يترك الشعراء كلمة أو همسة أو إشارة إلا وترجموها في عالم البلاغة والبديع والمعاني.
    إن هذه الإشارات العاطفيّة تحثّ الأزواج على الوسطيّة في الحب، حتى نفرق بين السمين والغث.. والنفيس والخسيس.. فنغوص في بحار الحب فقط لنستخرج الأصداف النادرة.. والجواهر النفيسة التي تنوّر لنا معالم الحياة.. وتبصرنا بعيوبنا وأخطائنا وتقصيرنا.


    بقلم: م. عيسى المسكري


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2

    بنت اليمن's Avatar
    Join Date
    Dec 2004
    Location
    +:: فراشة اليمن::+
    Posts
    3,070
    Rep Power
    694

    رد: (( قد شغفهــا حباً ))

    أضف إلى ذلك أنّ الحب والدفء الأسري يساهم في علاج الأرق ويساعد على الوقاية من سرطان البروستاتا بنسبة لا تقل عن 58%.
    معقوله!!

    سبحان الله الخالق* فما بالك حينما يعم الحب في العالم كله!!



    الله يغمر بيوتنا بالدفء والامان .. والحب

    اشكرك اخي العنسي على هذه المقتطفات الرائعه التي لانزال عن بعضها غافلين


    خويتك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    :|:|

  3. #3

    Abo Imad's Avatar
    Join Date
    Dec 2006
    Location
    yemen
    Posts
    11,517
    Rep Power
    608

    رد: (( قد شغفهــا حباً ))

    Quote Originally Posted by بنت اليمن View Post

    معقوله!!

    سبحان الله الخالق* فما بالك حينما يعم الحب في العالم كله!!



    الله يغمر بيوتنا بالدفء والامان .. والحب

    اشكرك اخي العنسي على هذه المقتطفات الرائعه التي لانزال عن بعضها غافلين


    خويتك
    إن في الحب اسرار وعجائب لا يتخيلها عقل الأنسان
    تسلمي اختي بنت اليمن على مرورك المشرف
    ودمتي اختي في كرم الله


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4

    مشتاقة ليك's Avatar
    Join Date
    Apr 2008
    Posts
    210
    Rep Power
    200

    رد: (( قد شغفهــا حباً ))

    بارك الله فيك ...فعلا موضوع مميز ورائع
    جزاك الله الف خير

  5. #5

    Abo Imad's Avatar
    Join Date
    Dec 2006
    Location
    yemen
    Posts
    11,517
    Rep Power
    608

    رد: (( قد شغفهــا حباً ))

    مرورك بمتصفحي اختي هو التميز بعينه
    ودمتي اختي في كرم الله


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. Replies: 54
    Last Post: 11-05-2010, 08:48 PM
  2. زيديني حباً
    By السـ عربي ــيد in forum ملتقى النـثـر
    Replies: 9
    Last Post: 22-12-2006, 05:31 AM
  3. الحجاب والنقاب ... حباً فيهما .. أم واقع مفروض
    By جني ومتحني in forum ملتقى البيت والأسرة
    Replies: 28
    Last Post: 27-05-2006, 02:37 AM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •