دعونا* نعمر* الوطن
> للأسف الشديد أن مَن يقرأْ الصحُفَ الموجودةَ في الساحة سواء أكانت حزبيةً حاكمةً أو معارضةً أو غيرها يجدْ أن ثقافة الكراهية والعداء هي المسيطرة على ذلك الخطاب الإعلامي الموجود فيها..
ثقافة الكراهية هي التي يتم نشرُها وتعميقـُها في نفوس المواطنين.. فالحزب الحاكم لا يكلُّ ولا يملُّ عن وصف أحزاب اللقاء المشترك بأنهم ضدَّ الوطن، وأنهم يسعَون إلى تدمير المنجزات، وأنهم إنفصاليون إلى ظلاميين إلى رجعيين إلى غير ذلك من الصفات.. وإعلامُ اللقاء المشترك أيضاً لا يكفُّ عن وصف الحزب الحاكم والحكومة والمسؤولين بأبشع الصفات، مستغلاً في ذلك الفسادَ الموجود، لكنه للأسف الشديد تجاوز الوصف إلى حد كبير لم يترك معه مجالاً للوصول إلى كلمة سواء مع الحاكم.
حقيقة أن هُناك فساداً إلتهم خيرات البلاد، ولا شك أن هناك أزمة سياسية خانقة تعيشُها البلادُ في ظل العلاقة المتوترة بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك، بالإضافة إلى الإحتجاجات في بعض المحافظات الجنوبية، واستمرار الحرب في محافظة صعدة، ومع ذلك فإن على الإعلام أن يعمل في ظل وضع كهذا على نشر ثقافة المحبة، والإخاء، والسلام.
إن العملَ على نشر ثقافة الإخاء والمحبة في ظل الإحتقانات السياسية أمرٌ واجبٌ لنزع فتيل هذا الإحتقان، وعلى أن يكون ذلك في ظل حوارات وطنية بين الأحزاب، ولا نعني بأي حال أن دعوة نشر ثقافة الإخاء والمحبة والسلام هي دعوة لاستمرار الفساد، أو استمرار الإحتقان، بل تكون جزءً من محاولة الوصول إلى بر الأمان.
الأمرُ الذي ينساه السياسيون والقادة والأحزابُ هو أن الكلَّ على مركب واحد، هم وأفراد الشعب دون استثناء، كما أن تأزيمَ الأوضاع والسيَر بها نحوَ المجهول يشكل خطراً على الجميع حُكاماً ومحكومين، وأحزاباً حاكمة ومعارضة، فالجميعُ على متن هذه السفينة، ومَن يسعى إلى إغراقها فعليه أن يعرفَ أنه سيكون من ضمن الغرقى، كما أن من يسعى إلى السير بهذه السفينة إلى بَرِّ الأمان ففي النتيجة سيكونُ هو كغيره من الناجين.
ثقافةُ الإخاء والمحبة جزءٌ من التعاليم الإسلامية، الجميعُ إخوة وأبناءُ دين واحد ووطن واحد، وللأسف الشديد أن الناس أصبحوا اليوم ينظرون إلى بعضهم شذراً، هذا يكره هذا، وهذا يتآمر على هذا، وهذا يعتدي على هذا، وهذا يقتل هذا، وهذا يتهم هذا، إلى غير ذلك من التصرفات التي لا تليق بالإخوة وأبناء الوطن الواحد.
الشعبُ واحد، والدين واحد، الوطنُ للجميع والإختلاف طبيعة بشرية، لكن ذلك لا يعني إعطاءَ الحَقِّ لأي طرف بأن ينزعَ حق المواطنة والوطنية عن غيره ولا أن يكون سبباً للظلم أو إلقاء التهم جُزافاً.
الإختلافُ يجبُ أن يكونَ في ظلِّ البحث عن المصلحة العُليا للوطن، وفي ظل الثوابت الوطنية، وفي ظل إحترام حق الآخر في العيش بسلام، في ظل الحُقوق والواجبات المكفولة للجَميع دونَ استثناء.
دعونا نعمر البلد، وننشُرُ ثقافة المحبة بدلاً عن الهدم ونشر ثقافة الكراهية، فدعوةُ الإصلاح خيرٌ من دعوة الهدم، وليكن الجميعُ على ثقة بأن المكرَ السيءَ لا يحيقُ إلا بأهله.
والعاقبةُ للمتقين..
(عبدالله الوزير رئيس تحرير البلاغ)
بالرغم من ان الكاتب معارض سياسي الا ان دعوته للحاكم والمعارضه تنطلق من رؤية وطنيه حتى لا يغرق المركب بالجميع
منقول
القيادهـ العامهـ
Bookmarks