وددت أن أحلل نتائج إنتخابات المحافظين وفقاً لنتائج الإنتخابات المحلية التي جرت في العشرين من سبتمبر 2006 والتي أسفرت عن النتائج التالية :
ومن هذا المنطلق نجد بأن الأغلبية الكاسحة في المجالس المحلية هي للمؤتمر الشعبي العام في أغلب محافظات الجمهورية عدا محافظة الضالع ، وبالتالي كانت نتائج إنتخابات المحافظين ستكون محسومة بنسبة عالية لصالح المؤتمر وخاصة مع غياب أحزاب اللقاء المشترك ، لكن ما حدث في هذه الإنتخابات يمثل نقلة نوعية ، حيث أظهرت نتائج الإنتخابات ما يلي :
1. جاء فوز المؤتمر في بعض المحافظات سهلاً وحصل مرشحه على أكثر من 90% من الأصوات في المحافظات ، وقد يكون السبب هو وجود عدد كبير من أعضاء المؤتمر في المجالس المحلية لتلك المحافظات ، أو أن يكون المرشح هو الأفضل من بين المترشحين ، مثل ما حدث في : أمانة العاصمة ، عدن ، تعز ، الحديدة ، المحويت ، عمران ، المهرة ، ذمار ، إب ، حضرموت ، صعدة ، حجة ، شبوة ، صنعاء .
2. في حين جاء فوز البعض الآخر من المحافظين صعباً ، حيث كان المرشح الفائز يفوز بفارق بسيط من الأصوات ، وهو ما يستدعي الوقوف عنده لتحليله ، حيث حصلت منافسة في بعض المحافظات بين مرشحي المؤتمر والمرشحين المستقلين ، كما حدث في الجوف حيث فاز المرشح المستقل على مرشح المؤتمر بستة أصوات ، وكذلك لحج حيث فاز مرشح المؤتمر على المرشح المستقل بفارق ثمانية أصوات فقط ، وكذلك إبين والتي فاز فيها مرشح المؤتمر بـ 125 صوت مقابل 94 صوت للمرشح المستقل ، بالرغم من وجود عدد كبير من أعضاء المؤتمر هناك والتي كانت كفيلة بفوز مرشح المؤتمر بسهولة ، وهذا يبين بأن عضو المؤتمر ليس شرطاً أن ينتخب إبن حزبه بل ينتخب الأفضل من وجهة نظره ، وهذا ما إنعكس في محافظة البيضاء تحديداً حينما فاز المرشح المستقل على مرشح المؤتمر بفارق كبير بالرغم من أن المؤتمر يمثل 85% من أعضاء المجالس المحلية في هذه المحافظة .
3. هناك محافظين إحتاجوا إلى جولة ثانية لحسم النتيجة أمثال : محافظ ريمه والذي تنافس في جولة ثانية مع أحد المرشحين المستقلين بعد أن تعادلا في الجولة الأولى ، وكذلك البيضاء والذي حصل فيها المحافظ المنتخب 194 صوت فيما حصل منافسه مرشح المؤتمر على 158 صوت ، بالرغم من أن الغالبية واضحة لأعضاء المؤتمر في هاتين المحافظتين .
4. أظهرت النتائج التي وردت بأن هناك مشاركة كبيرة من أحزاب المعارضة بالرغم من إعلان قيادات اللقاء المشترك مقاطعة هذه الإنتخابات ، وهو ما ظهر في الكثير من المحافظات من خلال النتائج الواردة ، لكن المشترك لم ينفي مشاركة أعضاءه في هذه الإنتخابات لكنه أصر على أن أعضاءه لم يشاركوا في إنتخابات محافظ الضالع ولسبب بسيط وهو إنهم كانوا يعولون على تخريب الجو الديموقراطي الذي ساد هذه الإنتخابات كونهم يملكون الإغلبية في المجلس المحلي .
5. لا يمكن إنكار مشاركة أعضاء المعارضة ممثلة بأعضاء اللقاء المشترك ، وهذا يثبت مقدار وطنيتهم بالرغم من إعلان قياداتهم مقاطعة الإنتخابات فالوطن فوق الجميع ، وبالتالي يتضح لنا مقدار الشرخ الكبير بين قيادات اللقاء المشترك وأعضائه .
6. أثبتت الإنتخابات بأن الشعب اليمني شعب واحد ، فلا يوجد فرق بين شمالي وجنوبي كما يزعم الإنفصاليين ، وهذا ما أظهرته هذه الإنتخابات في محافظات حجة والمحويت من خلال إنتخاب محافظين من محافظات جنوبية لمحافظات شمالية .
المحللة السياسية للشئون المحلية نعم يمانية
Bookmarks