لافرق بين الاحتلال اليمني والاحتلال الإسرائيلي :القيادي اليمني الجنوبي جمال عبادي في لقاء خاص
بتاريخ : الخميس 29-05-2008 04:54 مساء
فجر الوطن – حاورته نجلاء سليمان
في 22 مايو عام 1990م أعلن رسميا قيام الجمهورية اليمنية التي تضم الجمهورية العربية اليمنية ( اليمني الشمالي) وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ( اليمن الجنوبي) واستمرت اقل من أربع سنوات ليتم إعلان حرب على اليمن الجنوبي حينها وتنتهي الوحدة بقرار إعلان الحرب الذي أعلنه الرئيس اليمني صالح في 27 ابريل 1994. حينها اعتبر الجنوبيين أنها إعلان حرب والتراجع عن الوحدة وقامت حرب يمنية يمنية استولى الشمال على الجنوب وفي يوم 21 مايو 1994 أعلن نائب الرئيس ا اليمني علي سالم البيض حينها فك الارتباط مع الشمال اليمني وأعلن قيام جمهورية اليمن الديمقراطية التي لم تستمر إلا ليوم 7/7/ 1994 لتسقط كل المدن الجنوبية تحت سلطة الشمال.
وإن كانت اليمن في نظر البعض هي إنموذج للتعايش السلمي والحضاري في توحيد الشعوب العربية، فإن الكثيرين يرونها حالة إحتلال وهيمنة لمقدرات اليمن الجنوبي، ناهيك عن قمع حرية الفكر العربي.
فاليمن الجنوبي الذي أصبح محتل رسمياً قبل 14 سنة لليمن الشمالي تحت قوة السلاح، هو الآن يرفض تلك الهيمنة، ويعتبر أن الشمال غزاه بكل معنى الكلمة، ولهذا بدأت الجماهير الجنوبية بحراك سلمي، ما لبث أن لفظ أنفاسة الأخيرة قبل إنتشاره، بفعل سيطرة الأمن اليمني وإعتقال عشرات القياديين الجنوبيين، من بينهم الأستاذ جمال عبد اللطيف عبادي القيادي الجنوبي ورئيس الهيئة الوطنية لأبناء عدن.
وتسلط شبكة فجر الوطن الضوء على ما يجري هناك، فالأمر لم يعد يمنياً خالصاً.. بل هو إهتمام كل عربي يبحث عن حريته أينما كان... وكان اللقاء مع القيادي الجنوبي جمال عبادي.. رئيس الهيئة الوطنية لأبناء عدن في حوار صريح مع شبكة فجر الوطن.
شبكة فجر الوطن: ماذا تسمي الحراك في الجنوب اليمني؟ هل هو بداية لإعادة الوضع لما هو قبل 14 عام؟
ج/ الحراك الشعبي السلمي في الجنوب يهدف إلى تصحيح أوضاع الجنوب بشكل عام وأهم ما يطلبه هو وضع الجنوب في دولة الوحدة المغدورة
فإذا كان نظام صنعاء قد أنهى الوحدة السلمية بشنه الحرب الغادرة التي أعلنها في 27 أبريل 1994م على الجنوب وكنتيجة لها أصبح الجنوب محتلاً من قبل القوات الشمالية وأدعى ويدعي أن الحرب كانت من أجل الوحدة .. أية وحدة هذه التي لا يحافظ عليها إلا بالقوة!! .. إنها الإحتلال بعينه.
شبكة فجر الوطن: بالأمس يتم محاكمة بعض قيادات الحراك الجنوبي في صنعاء هل هذا يعني أنكم خارجون عن القانون وما تنادون به هو عمل ينافي الدستور ويخالف القانون؟
ج/ نحن ننادي بحريتنا وهي الثابت الوحيد لدينا والحرية تقدسها كل الشرائع وعلى رأسها شريعتنا الإسلامية كما تقدسها كل قوانين العالم ولهذا أن من يحاكم قياداتنا هو الذي يستحق أن يقف في قفص الإتهام، لأنه أعتدي على أهم مبدأ في الحياة وهي (الحرية) التي فطر الله الناس أجمعين عليها.
شبكة فجر الوطن: ماذا ترون في مستقبل الوحدة اليمنية.. هل باتت في مهب الريح؟
الوحدة اليمنية انتهت ونظام صنعاء هو الذي أنهاها كما أسلفت في إجابتي على سؤال سابق ولهذا لا يجب أن نكون ملكيين أكثر من الملك. وأنا شخصياً لا أفهم.. كيف يطلب مننا أن نكون وحدويين بينما هو يمارس الإنفصال في كل ممارساته في الجنوب..!؟ .. لقد انفصلنا على مستوى الواقع والنفوس ولم يبق إلا الأرض التي يحكمها بالقوة، وهذا أمر لا بد له أن يجد طريقه إلى الحل وشعبنا في الجنوب بنضاله السلمي وبتكاتفه قادر على فرض الحل الذي يريده.
شبكة فجر الوطن: كيف ستجابهون سياسة الإعتقالات التي تفرضها صنعاء على الجنوبيين؟
ج/ مجابهتنا لسياسة الإعتقالات والقمع والضرب بالرصاص الحي ستكون عبر المزيد من التمسك بقواعد النضال السلمي المدني والحضاري لأنه سلاح أثبت فعاليته ضد أنظمة كهذه.
شبكة فجر الوطن: برأيك هل العمل السياسي هو المطلوب هذه المرحلة ، أم الجماهيري أيضاً؟، وهل تعولون على الجماهير الجنوبية؟
ج/ العمل السياسي والمرتبط بالجماهير من حيث تبني مطالبها هو عمل مهم. وأظن أن الجنوبيون قد اخذوا أهمية هذا الأمر في الإعتبار، وجماهير الجنوب متحمسة ومجربة، وهي دائماً تسبق قياداتها بسقف المطالب، ولهذا أي نزول بالسقف يعني الإنتحار السياسي لأي قائد يقوم به.
شبكة فجر الوطن: ما هو الفرق بين الاحتلال اليمني والاحتلال الإسرائيلي في نظرك..؟ وهل المقارنة منصفه في ذلك؟
ج/ الإحتلال هو إحتلال.. وأسوء أنواعه ذلك الذي يأتي تحت أسماء أخرى ويغلف نفسه بأغلفة ماكرة ومنها الوحدة، لأنه يستغل عواطف الجماهير ويخدعها، وعندما ينكشف الخداع يصعب على الجماهير إنتزاع الإحتلال من على الأرض بسبب ذلك الغلاف الماكر.
الإحتلال الإسرائيلي واضح في عدائيته وكلما تعرض أشقائنا في فلسطين للعدوان، نجد أننا جميعاً نتجه بقلوبنا إليهم. ونحن في الجنوب للأسف نواجه حتى اليوم من بعض الأشقاء بشعارات وحدوية لا يفهمها نظام صنعاء نفسه ولا يطبقها على الأرض.
شبكة فجر الوطن: كيف ترون في توحيد الأحزاب السياسية الجنوبية، كمدخل لقوة ضغط أكبر على صنعاء ومطالبتها بالانفصال الحقيقي والتام؟
ج/ لا توجد حالياً أحزاب سياسية جنوبية ولكن يوجد جنوبيون كأعضاء وبعض القياديين في الأحزاب .. هذه الأحزاب تشكلت على أساس وحدوي ولكنها لم تحدد موقفها من قتل نظام صنعاء للوحدة، عندما شن حربه على الشريك الجنوبي وهو الجنوب بأكمله . ولهذا لا أتوقع منها خيراً لقضيتنا في الجنوب إلا كأفراد جنوبيين أحرار يسعون مع بقية شعبهم لإنتزاع الحرية ..
شبكة فجر الوطن: بعد أيام تحل الذكرى 14 لسقوط الجنوب يوم 7/7/1994م ماذا انتم فاعلين في هذا اليوم الذي يشبهــه الجنوبيين انه يوم النكسة؟
ج/ سنفعل ما نفعله منذ أن قررنا المضي في حراك شعبي وسلمي ومدني وحضاري.. ولاحظوا تركيزي على وصف حراكنا بالسلمي والمدني والحضاري، أن هذا الحراك يواجه بكل ما لا يمت للمدنية والسلم والحضارة بصلة من أدوات القمع، فنظام صنعاء يقمعنا بقوة الرصاص الحي والإعتقالات والضرب بالهراوات الذي طال حتى طالبات الجامعة من الفتيات.
ولا يكتفي نظام صنعاء بهذا بل يمارس ضدنا كل صنوف العنجهية والإيذاء الجسدي والنفسي وعلى سبيل المثال .. أنا شخصياً تم إنتزاعي بالقوة من منزلي في منتصف الليل وأمام أنظار طفلي وزوجتي. وكذلك أنتزعوا المناضل والقائد حسن باعوم الذي يقبع الآن في سجونهم العائدة للقرون الوسطى في صنعاء .. تم هذا معنا جميعاً في وقت واحد فقد اعتقلوا الأخوة علي منصر محمد وأحمد عمر بن فريد ويحي غالب الشعيبي المحامي ومحمود حسن زيد وعلي هيثم الغريب، بنفس الطريقة وبنفس التوقيت .. وليتهم يعرفون أنهم زادونا صلابة وتمسكاً بحقنا في الجنوب الذي لن نتركه لهم، حتى لو أنتزعوا أرواحنا من الأجساد لأن أولادنا وسيواصلون مسيرتنا.
شبكة فجر الوطن: هل من كلمة أخيرة تحب توجهـــها القيادي الجنوبي ورئيس الهيئة الوطنية لأبناء عدن؟
ج/ كلمتي الأخيرة وأنا أتمنى لا تكون الأخيرة بالفعل .. أطلب من شعبنا الجنوبي في الداخل والخارج التكاتف ورص الصفوف ونبذ كل أنواع الخلاف والتوحد في سيل واحد هادر يمضي نحو حل قضية الجنوب، لأن حرية الجنوب هي المدخل الصحيح لتصحيح وضعنا جميعاً. وإن كانوا رفضوا أن تكون حريتنا في داخل دولتهم فلنجعلها نحن خارجها بتكاتفنا لأننا لم نتعود على العيش مثل العبيد.
Reply With Quote
Bookmarks