السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
في البداية نود أن نتفق سويا على هدف أساسي ألا وهو صلاح الأسرة
وهذا يؤدي بالتبعية إلي صلاح المجتمع و إلي التقدم والرقي
في جميع شعب الحياة...
ونلقي الضوء سويا على الأسرة هل هي حقا سبب في النماء والرخاء والتقدم ...
هل هي حقا السبب الرئيسي .....
سمات المجتمع الناجح :
المجتمع الناجح هو المجتمع الذي يتسم بحضارة واضحة له *
وبشخصية لها سمات واضحة يستطيع الناظر التعرف عليها بسهوله *
ويستطيع الباحث عن النجاح والاستقرار في الحياة أن يرغب في تعلم
حضارة هذا المجتمع * وأيضا الاتصاف بصفاته....
ما هو مفهوم الحضارة:
الحضارة هي الجهد الذي يُقدَّم لخدمة الإنسان في كل نواحي حياته،
أو هي التقدم في المدنيَّة والثقافة معًا، فالثقافة هي التقدم في
الأفكار النظرية مثل القانون والسياسة والاجتماع والأخلاق وغيرها،
وبالتالي يستطيع الإنسان أن يفكر تفكيرًا سليمًا، أما المدنية فهي
التقدم والرقى في العلوم التي تقوم على التجربة والملاحظة مثل
الطب والهندسة والزراعة، وغيرها.. وقد سميت بالمدنيَّة؛ لأنها
ترتبط بالمدينة ، وتحقق استقرار الناس فيها عن طريق امتلاك
وسائل هذا الاستقرار، فالمدنية تهدف إلى سيطرة الإنسان على الكون
من حوله، وإخضاع ظروف البيئة للإنسان.
ولابد للإنسان من الثقافة والمدنية معًا؛ لكي يستقيم فكر الأفراد
وسلوكياتهم، وتتحسن حياتهم، لذلك فإن الدولة التي تهتم بالتقدم
المادي على حساب التقدم في مجال القيم والأخلاق، دولة مدنيَّة،
وليست متحضرة؛ ومن هنا فإن تقدم الدول الغربية في العصر الحديث
يعد مدنية وليس حضارة؛ لأن الغرب اهتم بالتقدم المادي على حساب
القيم والمبادئ والأخلاق، أما الإسلام الذي كرَّم الإنسان وأعلى من شأنه،
فقد جاء بحضارة سامية، تسهم في تيسير حياة الإنسان.
السؤال هنا هل يستطيع الإنسان أن يتقدم في الحياة المدنيَّة دون الحياة الثقافية :
أن هذا الأمر ممكن أن يحدث وهذا بأن يتنازل الإنسان بنفسه ورغبته
عن التقدم في الأفكار النظرية مثل القانون والسياسة والاجتماع
والأخلاق وغيرها ويصبح إنسان صاحب شخصية غير سوية غير مأمونة
الجانب ليس لها سمات واضحة في أفعالها وتصرفاتها ولا تفكيرها
وتصبح هذه الشخصية ليس لها معالم واضحة ويختار الحياة المدنيَّة
فقط ويجتهد فيها بكل طاقته ويصبح تماما مثل الآلة التي يعمل
عليها ليس لها شخصية هي فقط مكلفه بعمل تقوم به فقط * ونحكم
على جودة الآلة من جودة الإنتاج فقط ولا نهتم بحالتها النفسية وما شابة .....
إذا يستطيع الإنسان أن يرتقي مدنيَّا ويهبط ثقافي...
وهذا باختياريه ولا يشتكي بعد ذلك من التفكك الذي سيحدث لحياته
بوجه عام ولا ينظر أو يلتفت إلي الخلل الذي سيصيب حياته ولا إلي
التشتت الذي أختاره لنفسه أن يعيش فيه * لأنه أصبح مجرد الآلة....
منقول لفائده ..........
Bookmarks