Results 1 to 3 of 3

Thread: دليل العناية

  1. #1

    الطبيب العراقي's Avatar
    Join Date
    Apr 2008
    Posts
    208
    Rep Power
    201

    دليل العناية

    تفكر ساعة…… دليل العناية… 2
    لو تأملنا في هذا الكون الواسع ونظرنا نظرة تفكر واعتبار في ما أحاطنا في هذه الأرض من حيوانات ونباتات وجمادات وأنهار وبحار ومحيطات لخرجنا بحقيقة عظيمة وثمينة جدا من حقائق هذا الوجود. هذه الحقيقة هي أن الله عز وجل قد أعد الأرض إعدادا ملائما لعيش الناس فيها، وأمدهم بكل ما يطلبوه بعناية فائقة، وهكذا فكل ضروريات حياة الإنسان نجدها مهيأة حاضرة من حوله سهلة المنال وسهلة التحصيل، وكل ما يحتاج الإنسان لغذائه وكسائه ومسكنه ودوائه ووسائل انتقاله، بل حتى ما يحتاجه الإنسان كممتعات لحواسه ونفسه ومشاعره، كل ذلك يجده الإنسان حوله حاضرا مهيئا أو ممكن التحصيل، بالتجزئة والتحليل أو بالجمع والتركيب أو بالبحث والتنقيب. وهذا الإعداد وهذه التهيئة كانت قبل أن يخلق الإنسان بآماد طويلة كما هو معروف من آيات القرآن ومن الحقائق التي أثبتها علماء الجيولوجيا (علم طبقات الأرض) والتاريخ الطبيعي. ¬ وهذا كمثل الأسرة التي تنتظر مولودا فتعد ما يحتاج إليه المولود الجديد من فراش ولباس وحاجيات أخرى قبل أن يولد. ¬ وكما يعد صاحب الوليمة أصناف المأكولات والمشروبات والمكان المريح لضيوفه الذين يريد أن يضيفهم ويكرمهم. والقرآن الكريم يذكر هذه الحقيقة في آيات كثيرة جدا. فكل آية فيها خطاب للناس نحو قوله - خلق لكم، جعل لكم، سخر لكم، أخرج لكم، أنزل لكم- فيها إشارة إلى هذه الحقيقة العظيمة. كما في قوله تعالى في سورة البقرة… بسم الله الرحمن الرحيم: ((هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم.)) (البقرة:29) وهذه الحقيقة العظيمة تدل مع عناية الله سبحانه وتعالى بالإنسان، وفي هذه الحقيقة دليل إيماني عظيم يسميه علماء العقائد (دليل العناية) أي إن هذه الحقيقة هي ظاهرة مقصودة للعناية بالإنسان ولا يكون القصد إلا من قدير عليم خبير مختار وتدل أيضا على أثر من آثار رحمة الله سبحانه وتعالى بالإنسان وإنعامه عليه. فتسخير ما في السماوات والأرض للإنسان نعمة عظيمة يمنها الله سبحانه وتعالى على عباده في آيات كثيرة كما في سورة لقمان. بسم الله الرحمن الرحيم ((ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجدل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتب منير.)) (لقمان:20) أما الذي يعزي هذا التسخير وهذا الأنعام إلى المصادفة والى الطبيعة الجامدة فهو يجادل في الله بغير أساس علمي أو أي مستند مقبول آخر.. فلا يستحق المناقشة والتعب معه. ولولا هذه النعم وهذه العناية المقصودة لما استطاع الإنسان أن يحيى ولو لدقيقة واحدة على هذه الأرض. وها هو الإنسان يبحث في الكواكب الأخرى وفي الأقمار البعيدة والقريبة عن بيئة أخرى مشابهة للأرض فيها أثر للحياة فلا يجد، طبعا العلماء عندما يبحثون عن أثر للحياة هم لا يبحثون عن مخلوقات غريبة الأشكال كما قد نتصور وإنما يبحثون عن الماء!!، فإذا وجد الماء وجدت الحياة وصدق الله العظيم بسم الله الرحمن الرحيم: ((أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون.)) (الأنبياء:30) ويبحث عن مكان آخر يصلح لحياته فلا يجد. فمن الذي سخر هذه الأرض لتكون بهذه الصفات التي تلائم حياة الإنسان وتوافق احتياجاته فكانت بحق مائدة كريمة طيبة ومهيئة لهذا المخلوق الضعيف بنفسه المحتاج لخالقه؟ ومن يقرأ القرآن الكريم يجد فيه آيات كثيرة تشير إلى هذه النعم الجليلة، وهنالك سورة كاملة في القرآن الكريم تتحدث عن نعم الله وتحصيها وتعددها وتفصل فيها، هذه السورة هي سورة النحل، ولهذا تسمى أيضاً بسورة (النعم). فنجد في هذه السورة آيات كثيرة فيها امتنان من الله على عباده بنعم كثيرة أعدها لهم. وطريقة القرآن كما نلاحظ في هذه السورة وفي السور الأخرى انه يذكر أمثلة مألوفة تمر على الإنسان كل يوم ويشاهدها في كل وقت ولكنه لا يحس بها لألفتها ولتعود الإنسان عليها… ولكن نجد القرآن يذكرها وينبه عليها كنعمة من نعم الله تستدعي التفكر وما يلحق به من شكر للمنعم، ويستعملها القرآن كذلك كدليل على أثر الرحمة والحكمة والإبداع. وهذا وجه من أوجه إعجاز القرآن العلمي. والآن لنأتي إلى شئ من التفصيل في هذه النعم الظاهرة والباطنة التي تذكرها بعضا من آيات سورة النحل ونتفكر فيها. وعلى طريقة القرآن نأخذ أمثلة مألوفة من نعم الله نشاهدها كل يوم فنحس بها أو لا نحس ومشار إليها في هذه الآيات الكريمات. الأنعــام بسم الله الرحمن الرحيم: ((والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون. ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون. وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم.)) (النحل:5-7) (والأنعام خلقها…) من الذي خلقها؟ الله سبحانه وتعالى. (لكم فيها دفء…) في جلودها وشعورها وأصوافها وأوبارها. (ومنافع…) أخرى كثيرة ظاهرة وباطنة. (ومنها تأكلون…) فالبروتين الحيواني حاجة ماسة للإنسان، بدونه يكون الجسم عرضة للالتهابات ولضعف المناعة مع توقف النمو وتورم الأطراف، عافانا وعافاكم الله.. فرزقه الله سبحانه وتعالى باللحوم واللبن تلبية لاحتياجه هذا. (ولكم فيها جمال تريحون وحين تسرحون…) سبحان الله حتى الحاجة النفسية المتمثلة في رؤية الجمال، جمال المخلوقات، لباها الله سبحانه وتعالى فيستمتع الإنسان بهذا الجمال في أوقاته وأحواله المختلفة. وفي هذا العصر نسى الإنسان المعاصر هذه الحاجة النفسية وقضى معظم أوقات حياته بين الجدران العالية وفي داخل الأبنية فسجن نفسه بيديه فهجمت عليه أمراض العصر التي يلعب فيها العامل النفسي دور مهم فانتشرت أمراض كثيرة منها الجلطة القلبية والدماغية وارتفاع ضغط الدم والسكري وقرحة المعدة وتهيج القولون. فهل يعود الإنسان إلى تذكر نعم الله في رؤيته جمال الطبيعة والنظر إلى المخلوقات الجميلة. (وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بلغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم.) فسبحان ربنا الرؤوف الرحيم. المــاء بسم الله الرحمن الرحيم: ((هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون. ينبت به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.)) (النحل:10-11) (هو الذي…) الله سبحانه وتعالى الرزاق الكريم. (أنزل من السماء ماء…) وفق نواميس وقوانين وتسخير للرياح وسنن كونية كثيرة ولولا ذلك ما نزل الماء. (لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون…) وهي المراعي التي تربون فيها السوائم. انظروا أخواني.. كل جملة وكل كلمة ورائها حقائق عظيمة وتسخير كبير من الله سبحانه وتعالى ونعم عظيمة لهذا الإنسان الضعيف. (ينبت لكم به الزرع…) والإنسان يحتاج إلى الزرع كغذاء ودواء ومرعى وكذلك لمعادلة نسبة الأوكسجين في الجو. والله سبحانه وتعالى يذكر لنا أمثلة لهذه الزروع والثمار والتي فيها نعم عظيمة ظاهرة وباطنة لهذا الإنسان تندهش منها العقول المتفكرة. الزيتـون (والزيتون…) تعتبر المواد الدهنية من حاجات الإنسان الغذائية الأساسية حيث أنها تدخل في تركيب خلايا الجسم وبخاصة النسيج العصبي وتركيب الدماغ، كما إنها تعزل حرارة الجسم بحيث تحافظ على ثباتها، والمخزون منها يعمل كاحتياطي طاقة ولكن برزت في هذا العصر مشكلة صحية جديدة وهي مشكلة زيادة نسبة الدهون والكولسترول في الدم وما يتبع ذلك من أمراض الشرايين كتصلب الشرايين وجلطة القلب والدماغ وارتفاع ضغط الدم. وللحصول على المواد الدهنية مصدرين أساسيين:- 1. حيواني: كاللحوم والبيض والحليب ومشتقاته. 2. نباتي: كزيت الزيتون وفول الصويا والذرة والسمسم وزهرة الشمس. وبعد بحوث طويلة وتجارب كثيرة أثبت العلماء إن المصادر النباتية تحتوي على أحماض دهنية مشبعة وهي أسلم وأفضل للصحة من الدهون الحيوانية التي تحتوي على حوامض دهنية غير مشبعة، وليس هذا فقط بل وجدوا أن زيت الزيتون هو أفضل هذه الزيوت النباتية فزيته فيه أحماض دهنية أحادية التشبع فهو أفضل زيت من الناحية الصحية، ولهذا السبب وجد العلماء أن الإصابة بأمراض الشرايين التاجية منخفضة في الدول التي تعتمد على زيت الزيتون كمصدر للزيت في الطعام كدول حوض البحر الأبيض المتوسط. والله سبحانه وتعالى يقسم في كتابه العظيم بالزيتون، بسم الله الرحمن الرحيم: ((والتين والزيتون.)) (التين:1) ويمتن سبحانه وتعالى على الناس بهذه النعمة في سورة المؤمنون، بسم الله الرحمن الرحيم: ((وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين.)) (المؤمنون:20)، صبغ:أي أدام لأنه يصبغ اللقمة. وأخيرا فالزيتون شجرة مباركة كما يصفها القرآن الكريم في سورة النور، بسم الله الرحمن الرحيم: ((يوقد من شجرة مباركة زيتونه…)) (النور:35) النخيــل (والنخيل…) فاكهة التمر نعمة عظيمة أنعمها الله سبحانه وتعالى على الإنسان فالتمر يحتوي على نسبة عالية من السكريات سريعة الامتصاص والسكريات هي الغذاء الوحيد والمهم للدماغ كما هو معروف، ويحتوي على نسبة عالية من الفسفور(غذاء المخ) ولهذا فان في الإفطار على التمر حكمة وظيفية بالغة تتمثل في سرعة زوال الشعور بالجوع وزوال الخمول والكسل وتنشط الذهن وتهيئ أجهزة الهضم لما ستستقبله من طعام. ولكن الشيء العجيب في التمر هو أن يحتوي على نسبة عالية من مادة البيتوسين أو الأوكسيتوسين. وفوائد هذه المادة كثيرة منها: إنها تعين المرأة عند الولادة وذلك لأنها تحث على تقلص عضلة الرحم أثناء المخاض مما ييسر خروج الجنين بأقل عناء ولهذا تستعمل هذه المادة الآن من قبل الأطباء مع المغذي عن طريق الوريد لتساعد في الولادة. كما تمنع هذه المادة حدوث النزف بعد الولادة وخروج المشيمة حيث أن تقلص عضلات الرحم يؤدي إلى عصر وغلق الشرايين والأوردة المفتوحة الناتجة عن انفصال المشيمة عن الرحم. وأخيرا فان هذه المادة تساعد على تنشيط الثدي وإفراز الحليب بعد الولادة مباشرة. ومن أعجاز القرآن العلمي ومن رحمة الله وعنايته بالسيدة مريم (عليها السلام) فانه رزقها بالتمر عند مخاضها كما تصور ذلك الآيات الكريمة في سورة مريم. بسم الله الرحمن الرحيم: ((فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا. فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا. وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا. فكلي واشربي وقري عينا.)) (مريم:23-26) الأعنــاب (والأعناب…) العنب هذه الفاكهة اللطيفة اللذيذة وهذه النعمة العظيمة من الله سبحانه وتعالى، أنعمها عليه عناية ورحمة به. فالعنب يمتاز باحتوائه على نسبة عالية من سكر الجلوكوز تصل إلى (50%) من مكوناته فيعتبر مصدر مهم من مصادر الطاقة الغذائية وينتج عن امتصاص السكريات التي فيه أيضا تهيئة البنكرياس لإفراز الأنسولين وتهيئة الأمعاء لعملية الامتصاص، فيفتح الشهية (ولهذا يفضل تناول الفواكه قبل الأكل وليس بعده كما هي عادة أهل الزبير في البصرة). يحتوي العنب كذلك على الفيتامينات التي هي أساسية وضرورية لصحة وحيوية الأبدان. ويعتبر العنب مدرر للبول فيحول دون ترسيب الأملاح وتكوين الحصى في الكلى. والعنب بهذه الصفات يعتبر غذاء مثاليا للمريض المصاب بالتهاب الكبد الفيروسي (اليرقان أو الصفراء)… ففي هذا المرض تهجم الفيروسات على خلايا الكبد فتضعفها وتعيق عملها، فترتفع نسبة مادة الصفراء في الدم والعين وتحت الجلد ويصاب المريض بالخمول والنحول وفقدان الشهية، والعجيب في هذا المرض أن الأطباء لا يستطيعون وصف الأدوية للمريض وذلك لأن هذه الأدوية تشغل خلايا الكبد الضعيف وذلك لأنها هي المسئولة عن تحليل هذه الأدوية. وأيضا فالبروتينيات والدهنيات ممنوعة بالنسبة لهذا المريض لأنها تضعف الكبد وتترسب في الدماغ. لذلك فان الأطباء يصفون الراحة التامة للمريض والطعام الذي فيه سكريات عالية كطاقة للجسم ولخلايا الكبد ولمناعة الجسم لمحاربة هذا الفيروس الفتاك. والمدررات مفيدة أيضا للتخلص من مادة الصفراء في الجسم عن طريق البول. وبهذا يعتبر العنب غذاءً مثاليا ونعمة عظيمة لهذا المريض فيزوده بالسكريات كطاقة مهمة للجسم ويفتح شهيته المفقودة ويزيل الخمول والنحول الذي فيه وهو كمدرر يساعد على التخلص من مادة الصفراء في الجسم عن طريق البول. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء)) (رواه البخاري ومسلم) بسم الله الرحمن الرحيم: ((أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون. وان تعدو نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم.)) (النحل:17-18) منقول د.عماد عطا البياتي اخصائي الامراض الانتقالية العراق-بغداد

  2. #2

    صنعــــــــانية's Avatar
    Join Date
    May 2008
    Posts
    175
    Rep Power
    198

    رد: دليل العناية

    شكرا اخي على كلامك الرائع وكثر الله خيرك على هذا الموجهود ولا تحرمنا من جديدك

  3. #3

    الطبيب العراقي's Avatar
    Join Date
    Apr 2008
    Posts
    208
    Rep Power
    201

    رد: دليل العناية

    اشكر مروركم الكريم والرد الجميل



    جزيتم كل خير


    نفع الله بكم



    جعلكم الله منابر خير وهداية

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. Replies: 0
    Last Post: 20-07-2011, 06:31 AM
  2. العناية بالبشرة في فصل الشتاء!
    By نسمة ليـــل in forum ملتقى البيت والأسرة
    Replies: 9
    Last Post: 13-01-2005, 04:22 PM
  3. كيفية العناية بالسجاد
    By بسكوت مالح in forum ملتقى البيت والأسرة
    Replies: 1
    Last Post: 23-11-2003, 10:18 AM
  4. !~¤§¦اظافيرك وكيفية العناية بهم¦§¤~!
    By وريـــــف in forum ملتقى البيت والأسرة
    Replies: 0
    Last Post: 10-11-2003, 10:16 AM
  5. أصول العناية بالحمام
    By بسكوت مالح in forum ملتقى البيت والأسرة
    Replies: 3
    Last Post: 04-11-2003, 03:03 AM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •