قيل لنا : إن التعليم هو من يصنع الخبز * فقلنا : كيف لنا أن نفكر ونتعلم لنصنع الخبز وبطوننا جائعة ؟ هذه هي جدلية التعليم والخبز في زمن الجوع وارتفاع الأسعار * صراع بين أجساد خاوية البطون * لم تتعلم بعد كيف تتعلم لتصنع طعامها وقوت يومها ! وعقول أكثر خواء بسبب عجزها على مواجهة الجوع والفقر والجهل بالتعليم * فأيهما يأتي أولا من حيث الأهمية في هذه المعادلة الصعبة ؟ أهو التعليم قبل الخبز * كما يؤكد لنا ذلك الكثير من المثقفين والمتعلمين المتمسكين بتلك الرؤية الثقافية * رغم جوعهم وخواء بطونهم وجيوبهم * أم الخبز قبل التعليم * كما يتضح ذلك لنا من خلال تقاسيم وجوه الجائعين * والذين يعجزون عن الحراك والدفاع عن أنفسهم بسبب الأمراض التي تسبب بها شبح الجوع والفقر في كثير من دول العالم * وخصوصا النامية منها ؟!! 0
وكي نحاول أن نجيب على جدلية تلك المعادلة – من وجهة نظرنا الشخصية - * كان من الضرورة أن نلجأ للقيام بمكاشفة إحصائية لهما * - أي- بين أرقام وبيانات الخبز * والذي قصدنا به هنا * غذاء البطون والأجسام * والتعليم الذي هو غذاء العقول والأرواح * ومدى علاقة ذلك بطرق إدارة الثروة والموارد الطبيعية * وقد اخترنا عالمنا العربي الذي ننتمي إليه حضاريا * ويهمنا كثيرا أن يكون أفضل من الحال الذي هو عليه الآن * والذي تبرز من خلاله جدلية هذه المشكلة بشكل ملفت للنظر * بالرغم من ثرواته وخيراته اللامتناهية * لكي يكون ساحة ذلك الاستقراء والمكاشفة * وذلك بهدف معرفة موضع الخلل والقصور في طرق إدارة موارده وثرواته * واكتشاف نقاط الضعف والترهل في عمليات التنمية الإستراتيجية المستدامة به * ومدى تأثير بعض الجوانب كالإنفاق العسكري وتوزيع الثروات على مستوى دخل الفرد والبنية الأساسية للتنمية البشرية 0
وبما أننا جميعا ندرك بان استقراء المستقبل يتم من خلال منظار الحاضر * فإننا سنطرح هذا السؤال الذي نجد أنه سيشكل مدخلا مناسبا للوصول الى تصور عام لهذه الإشكالية في عالمنا العربي * وهو* لماذا عالمنا العربي على وجه التحديد * سيكون احد ابرز المتأثرين بمشكلة التعليم والغذاء في المرحلة المستقبلية القادمة ؟ وخصوصا في حال استمرار مستوى إدارة الموارد واستغلالها * وطرق التفكير الاستراتيجي على ما هو عليه الآن * وبكل بساطة ستمثل الأرقام والإحصائيات التالية الجواب السهل على ذلك السؤال الصعب * وغيره من الأسئلة الممكن طرحها في هذا الجانب من جدلية المشكلة المتسارعة السابقة في عالمنا العربي 0