لما وصل الضحاك من اليمن ودخل على مجلس معاويه بن ابي سفيان وكان وسيماً جسيماً - وكان بمجلس معاويه عدد
من الامراء والقاده اليمانيين بينهم عفير بن زرعه بن سيف بن ذي يزن 0 استشرفه معاويه حين نظر اليه قال له : ممن
الرجل؟ فقال : من فرسان الصباح الملاعبين للرماح المبارزين للرياح * وكان معاويه متكئا فأستوى* وقال : انت اذاً من
قريش البطاح ؟ قال لست منهم لولا الكتاب المنزل والنبي المرسل لكنت عنهم راغباً ولقديمهم عائبا 00 قال : فأنت إذا
من جمرة معد وركنها الاشد أهل الغارات بني أسد ؟ فقال لست منهم * أولئك عبيد ولم يبقى منهم إلا الشريد00
قال: فأنت إذاً من أهل الطلب بالأوتار وجماع الدار ثقيف بن منبه ؟ فقال : كلا أولئك قصار الخدود لئام الجدود ! فتظاهر
معاويه بالغضب وقال: فأنت اذاً من اليمانيين الذين لايعقلون شيئاً ؟ فقال انا ابن ذي فائش * مهلاً يامعاويه * فإن اولئك
كانو للعرب قادة وللناس ساده * وكانوا الارباب وغيرهم الاذناب* وكانوا الملوك وغيرهم السوقه حتى دعاهم خير البريه
بالفضل والتحيه محمد صلى الله عليه وسلم فعززوه ايما تعزيز * وشمروا حوله ايما تشمير وشهروا دونه السيوف
وجهزوا الالوف بعد الالوف وجادوا بالاموال والنفوس * وقتلو قريشاً يوم بدر وضربوا معد حتى دخلوا في الاسلام كرهاً 0
فأظهر معاويه الغيظ وقال( اضربوا عنقه)0فلم يبقى في مجلسه يماني إلا قام سالاً سيفه - للدفاع عنه - فقام عفير
بن زرعه فقال: اما والله يامعاويه* انا لنراك تكظم الغيظ من غيرنا على القول الفظيع الكثير وتستفظع منا اليسير وذاك
والله انالم نطعن عليك في امرك فكانك بالحرب قد زفناها إليك * فستعلم بأن رجالنا ضراغم وإن سيوفنا صوارم وان
خيولنا ضوامر وإن كماتنا مساعر 0 وقام حيوه بن شرح ذي الكلاع فتكلم بما يشبه ذلك 0 ثم كريب بن شرحبيل بن
الصباح * ثم ابن حوشب ذي ظليم* ثم يزيد بن حبيب المرادي *وناتل بن قيس الجزامي* وعروه بن المنذر الغساني
فقال معاويه(( عزمت عليكم لما قعدتم * فجلسوا ثم قال يابن ذي فائش * والله لولا مكان من حضر والاقاله لمن عثر *
لتخلت منك اوطانك * واسلمك اخوانك وطار عنك عنقك )) فعاد عفير بن زرعه الى القيام وقل: اما والله يامعاويه *
لوقذذت منه شعره لضاقت عليك اقطارها وانقضت عليك من اوصالها ولقرع قرع ترتعد منه فرائصك حتى تستقيم او
يحدث اللهى بعد ذلك امرا وقتم بقية الامرا والقاده اليمانيين فتكلموا وكان عظم جند اهل الشام من اليمانيين واولئك
هم الامرا والقاده ( فلما راى معاويه انهم قد تحزبوا واجمعوا * قال: معاويه انما بلوناه واختبرناه وقال لإبن ذي فائش :
قد بلوتك واختبرتك فإذا قولك سديد وقومك عديد وقد اخترتك ووليتك على أرمينيه 0 وعقد له الولايه على أرمينيه
ملاحظه
أبن ذي فائش 00 هو الضحاك بن المنذر بن سلامه ذي فائش : وكان سلامه ذو فائش من ملوك حمير الاذواء في
الجاهليه وكان مقره قصر أرياب في نقيل سماره بلواء اب ومات سلامه قبل الاسلام
Bookmarks