ثورة العقول قبل ثورة الشوارع
جميل ما نراه في عالمنا العربي من مسيرات ومظاهرات سلمية مطالبة بالتغير والإصلاح للفاسد وتغير واقع هذا الشعب الذي عانى الكثير لكن الأجمل منه ان تثور خلايا أدمغتنا وتخرج بمسيرة مليونية مطالبة صاحبها بالثورة وتغير واقعه خصوصا نحن الشباب فكم نحن بحاجة ماسة إلى ثورة تقلب موازين تفكيرنا الحالي الى نمط تفكير آخر تفكير ينقلنا من السلبية إلى الايجابية من السؤال ما هذا الواقع الذي نعيشه اليوم وتعيشه امتنا؟ إلى السؤال الأهم ما المخرج وما الطريق من هذا الواقع وكيف هو سبيل الانتقال الى عالم وواقع أفضل مما نحن فيه.
إن الأمل المؤمل فيه هو فيكم انتم أيها الشباب الجميع يقول الشباب جيل المستقبل جيل التغير فهل نحن الشباب مؤمنون بهذه المقولة وهذه العبارات الرنانة ؟
إن علاج أي مرض في هذا العالم إن لم يرافقه قناعة من المريض أنه مريض ولابد من العلاج وأن علاجه ممكن فإذا نقص أحد هذه الشروط فلا يمكن علاج هذا المرض مهما كانت قوة العقاقير التي سيأخذها صديقنا فهل نحن الشباب مؤمنون بقوتنا وقدرتنا على التغيير الفكري الذي نمر فيه ؟
الجميع يطالب بإصلاح الأوضاع لكن كم هم الذين يطالبون أنفسهم بتغير حالهم وواقعهم كيف هو حال القادة الشباب ( لن نسأل عن الكم بل عن الكيف ) أين هي القيادات الشابة في مجتمعاتنا العربية أم انه لا توجد قيادات شابة ؟ هل عجزت نسائنا أن يلدن لنا قيادة شابة تعمل على نهضة فكرية وعلمية تغير واقع هذه الأمة؟!
متى يا ترى يرمي الشباب بأعذاره الواهية وراء ظهره وينظر إلى الأمام تلك الأعذار القائلة نحن الشباب لم نُمَكّن من تبؤ المناصب القيادية في المجتمع فأقول الحقوق تنتزع لا توهب فهل أنت مستعد لتولي قيادة ما في مجتمعك ؟ هل أنت مؤهل لذلك ؟ ما الذي قمت به لتغير واقعك ؟ ما هي المبادرة الايجابية التي قمت بها ؟
إجابة كل ما سبق يمكن تلخيصه في كلمة واحده لا أكثر أنت بحاجة لثورة في عقلك قبل ثورة في شارعك.