العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
سلطة متسلطة تتسلط...!!
ومعارضة متعارضة تعارض...!!
الأولى تشهر إصبع الاتهام في وجه الثانية فتتهمها بانها الأب الروحي لمتمردي ايران و تاجيي بريطانيا وأنها تقف بجانبهم وتدعم مخططاتهم وأهدافهم.
والثانية تحمل الأولى كامل المسئولية كونها المهئ الطبيعي لظهور هكذا فتن ومؤامرات وتفلت أمني وللأولى مصالح ومناصرين ومثقفين وللثانيه مصالح ومناصرين ومثقفين.
وفي ضل هذا التصعيد السياسي لا نلمح على الأرض أي مسار وسطي يجمع ولا يفرق بين الجانبين المتصارعين أو المتنافسين في ساحة السياسة وصناعة القرار في القضايا التي تمس ثوابتنا الوطنية بالدرجة الأولى.
وبين هذا وذاك وفي ضل ادعاء كل قطب بأنه هو وحده وجه الحقيقة وضياءها المنير يكتفي الشعب هنا بالحضور كمشاهد متململ لهذه المسرحية الهزلية المملة يتلفت يمنة ويسرة بين هذا وذاك بعيون تملؤها علامات الاستفهام والريبة والخوف من الآتي.
وفي وسط الواقع الإختلافي هذا وفي ضل غياب الحلول وبروز منطق الاختلاف كخيار وحيد في حيثيات القضايا المتفق عليها تتوسع هـــوة الاختلاف بين الجانبين شئ فـشئ لتبتلع هذه الهــوة أي انسجام من شأنه أن يأسس قاعدة توافقية يبني عليها الطرفين مواقفهم المشتركة الرافضة لأي تآمر ومخططات تمس ثوابتنا الوطنية فتتسع الهــوة بدورها لتشمل هذه المخططات والمؤامرات الداخلية والخارجية لتجد الأخيرة بين المختلفين أرضا خصبة وملاذا امن فتجدد نشاطها من هشاشة التوافق بين المحورين الرئيسين (سلطة- معارضة) في مسائل تمس لحمة الأرض اليمنية واستقراها والتي من المفترض أن يكون هناك إجماع في التوافق على هذه المسائل في كل نواحيها وتفاصيلها وجوانبها بين الطرفين لخطورتها المترتبة وحساسيتها.
يختلف المختلفون إذن فيغيب التوافق التام في قضايا هي بحد ذاتها مصيرية لمستقبل بلادنا وتهيمن المصلحة الحزبية الضيقة على المصلحة الوطنية الرحبة بأفاقها الواسعة لتحتل الأولى ساحات الصراع في ميدان التراشق بالأعيرة الكلامية والتي تترجمها صحفهم اليومية منها والأسبوعية المؤيدة والمعارضة على السواء وعلى هيئة تحميل المسئولية الكاملة لهذا يقابلها من الجانب الأخر لغة تخوينية جاهزة ومفصلة على المقاس لتتلبس بذاك. انها الحرب الكلامية التي نقرئها كل يوم في صحفهم.
هذا (الخبيط) من شأنه ان يشغل الألسن في كيل الاتهامات وان يشغل الرؤوس في طبخ المكائد السياسة لينعكس هذا الواقع المتناقض المرتكز على قاعدة المصالح الحزبية على ارض الواقع في الميدان الفعلي بسكون تام وشلل السواعد القوية التي ستردع المتآمرين بسبب انشغال هذه السواعد في التحليق في فضاء الاتهامات والتخوين الاستحقاقي بعيدا عن الفضاء الحقيقي للمتآمرين وذلك نتيجة لتشتت الصفوف وعدم اتفاقها على مبدئ واحد يستند على مصلحة وطنية واحدة تقتضي توحيد الكلمة والتنازل عن بعض الاستحقاقات الحزبية على حساب لحمة الأرض اليمنية واستقراها (كما هو حاصل اليوم) ولو بشكل مؤقت حتى نجتاز هذه الغمة فتلك السواعد القوية من الطبيعي انها تستمد تلك القوة من ذلك الانسجام في الإجماع التوافقي التــام في كل النواحي والتفاصيل ممثلا بالحكومة وكافة الفصائل الحزبية والسياسية المؤيدة منها والمعارضة في القضايا الجوهرية التي تمس الوطن هذا الوطن والذي من المفترض بأن تأييد هؤلاء ومعارضة أولائك ينصب في الأخير داخل بئره الوطني..!!!
إذن وفي الوقت الذي لا يزال فيه هؤلاء يتبادلون نيران الاتهامات ويتفنون في التشكيك والتخوين ويترجمون المصالح الحزبية وما يكملها من ضغائن شخصية إلى بنود مترامية الأطراف من الخلافات والاعتراضات السياسية في مسائل حساسة تمس الوطن بشكل مباشر نرى أولائك في الجهة المغايــرة يسنون حرابهم المسمومة والذي يبدو أنهم غير عابئين كثيرا باختلافات المختلفين وتناقضاتهم الجمة.
وفي قراءة أخيرة لمعطيات هذا المنطق الإختلافي من جهة وذلك الانقسام في صفوف المختلفين من الجهة المقابلة نستخلص بأن القادم (معلق على كف عفريت) إن لم يتم تدارك الوضع الحالي والعمل على خلق مسار وسطي يجمع بين النقيضين في القضايا الثبوتيه والتي لا تحتمل الزج بها في معترك السياسة
إذن فالقادم متوقف تحت رحمة الإفرازات التي ستفرزها تلك الاختلافات وتلك الانقسامات والذي من الطبيعي والمنطقي أن لا تفرز الاختلافات بين القطبين الرئيسين سوى مادة مذيبه من شأنها إذابة أي مشروع توافقي افتراضي مقبل بين المتناقضين والمتعارضين كونه مشروع اتفاقي مبني على أساس المصالح الحزبية وليس قاعدة توافقية ترتكز عليها مبادئ وطنيه تطوقها خطوط حمراء وبالتالي ينعكس ذلك الواقع على الساحة الشعبوية في إضعاف الموقف الوطني الرافض للتشطير والتدبير بشكل عام.
ان اتخاذ الوحدة و إستقرارها كواجهة تشتعل من خلفها المكائد والدسائس وزرع الألغام والكمائن السياسية على جسدها الوحدوي الشعبي الخامه وإستغلالها كساحة عراك سياسي مصلحي إستحقاقي على نحو دفاع من هنا بنكهة التفرد بالحكم وردع الطرف الآخر عن الصعود بشتى الطرق وبكافة الوسائل يقابله هجوم مضــاد من هناك يختزل طموح سياسي متمثل في إزاحة الطرف الآخر عن طريقه الطامح سياسيا في الاعتلاء والسيطرة على الحكم ...... أمر غير مقبول وغير منطقي وغير وطني...!!
وحدتنا لا تقبل التسييس ولا تحتمله فهي منفصله تماما عن مصطلح (سياسة) كونها ارادة شعب والشعب لا يعرف السياسة .
فوحدتنا إذن مأمنها في بقائها على طبيعتها (مادة خام) متوافقة مع فطرتنا اليمنية غير قابلة للتجزئة أو للتركيب بل هي نواة للبناء والتنمية في معــــــــزل تـــــــااام عن أي توظيف سياسي وحزبي.
فمتى يعي أو يتذكر هؤلاء بأنهم يتصارعون على الساحة الخطأ ؟؟؟!!!
والى أن ينتقل الصراع من ساحة الضمير الوطني إلى ساحاته الحقيقية ........ سنظل نتسائل..!!!
رد مع اقتباس
المفضلات