إنه الجوع أيها الأغبياء!
مانشيت صحيفة الأهالي المستقلة
عندما بدأت الأصوات في المحافظات الجنوبية ترتفع ضد الغلاء كان الرد جاهزا إن هؤلاء يخونون الوطن وأنهم عملاء لدول أجنبية ، وما إلى ذلك من التهم ...
ولأن هناك مطالب حقيقية لقضايا واقعية كقضية الأسعار ولقمة العيش التي يعاني منها الناس ، وقضية التهميش الذي طال قيادات وكوادر فاعلة في المجتمع ، وتجابه بالتخوين والإرهاب الفكري ، فإن ذلك قاد بالضرورة إلى تصاعد الاحتجاجات وأصبح الناس يتكلمون في قضايا ما كان لهم أن يخوضوا فيها لولا الرد العنيف غير المسئول تجاه مثل هكذا قضايا ، فأصبحوا ينادون أو يرفعون شعارات انفصالية نكاية بالسلطة التي لا تسمع لمعاناتهم بل وتسفه أحلامهم ، وفي الحقيقة أن قضية الإنفصال التي حركتها الاحتجاجات ليست واردة عن قناعة ..
وما أثار دهشتي هو في احتجاجات طالبي التجنيد العسكري في أبين قبل أيام قلائل فقد تجمهر المئات من الشباب أمام بوابة المعسكر في مدينة زنجبار ، وهتفوا بشعارات انفصالية ، فجاء أحد القادة العسكريين وخاطبهم قائلا : سنقبلكم جميعا حسب توجيهات فخامة الرئيس ، فتحول الهتاف حارا من أفواههم (( بالروح بالدم نفيدك يا علي )) !! لينقلب الموقف في الحالي إلى 360 درجة عما كان عليه .. هذا ما قاله أحد المشاركين
المخيف حقا أن الأزمة آخذة في التنامي ولم تجد من يوقفها بحكمة وتعقل فالتعبئة لها تجري على قدم وساق من الطرفين مما يذكي بذروة الشقاق ويمتد إلى العلاقات الاجتماعية ليفسدها بحدة المشاعر المتناقضة .
إذا من هنا يا شباب اليمن الغالي
لم يعد هناك ما نتكلم عليه بخصوص الانفصال .. وأي شخص في نفسه شيء يدير قوله في هذا الجانب
لم يعد هناك سوى الساحة ليثبت حقيقة مطللبه سواء الوحدة أو الإنفصال
فأتمنى أن نبدأ استخدام القسم السياسي في منتدانا لنتعلم السياسة والديمقراطية من الذين نجحوا في هذا المجال .. لا أن نتشاتم فيما بيننا .. واللي قلبة مليان على السلطة يجي يفرغة هنا
بعد علمي بهذا كله .. قلت في نفسي بعد أن ضحكت ضحكات مليئة بالقهر على الشعب المسكين
الشعب اليمني أجود شعب في العالم "على نياته" .. والله على نياته
أي شخص يجي يقول له أعمل كذا يلحق بعده بدون ما يفكر .. وهذا يدل على طيبة قلب الشعب اليمني من الجنوب إلى الشمال والشرق إلى الغرب ..........
ولم أعد أدري ما أقوله في موضوع الانفصال الذي ليس سوى سخط شعبي .. أو قد يكون لعبة سلطوية كما هو المألوف عنها ، وهذا ما سيؤلمنا أكثر
واطمأنيت أكثر عندما تيقنت أنه لا يوجد تفكير بالإنفصال بالمرة لدى الجماهير
وأنما نقوم به هنا ليس سوى احتكاكات لا داعي لها بالمرة ... والله عجيب أمر الشعب اليمني المسكين
تحياتي لكم جميعا
Bookmarks