لجأ البعض في قراءتهم لمباراة شعب إب والطلبة العراقي بالنظر إلى الجزء الفارغ من الكوب ، من دون التبصر والنظر للجزء المليان التي حفلت به تلك المباراة والتي يجب أن تقيم بشوطيها ، الشوط الثاني بنفس تقييم الشوط الأول .
فإذا كانت الحقيقة تفيد بأن الشعب خسر الشوط الأول أمام الطلبة بالمستوى والنتيجة صفر إلى هدف فإنه لا يستطيع أحد ممن شاهد تلك المباراة أن ينكر بأن العنيد في الشوط الثاني كان الأفضل ميدانياً وقد ترجم تلك الأفضلية بتسجيله هدف في مرمى الطلبة ليعادل فيها النتيجة التي انتهت بهدف لكلا الطرفين .
وبقراءة سريعة لمجريات تلك المباراة نجد بأن نجوم العنيد قد خاضوا الدقائق الأولى بثقة عالية وهم يجارون الطلبة بالأداء والحماس بالرغم من حالة الترقب والحذر اللذين امتلكا اللاعبين بسبب الخوف من إشراك الحارس الناشئ حافظ الذي يلعب لأول مرة وفي مباراة بهذا الحجم من العيار الثقيل .
الأمر الذي انعكس سلباً من الناحية النفسية والمعنوية وخاصة أن الحارس قد بدا مهزوزاً مما أدى أيضاً الى إهتزاز المستوى وأداء اللاعبين بشكل عام وبالمقابل فقد نجح الطلبة في إستغلال ذلك الاهتزاز الذي أدى أولاً إلى إرتفاع الناحية المعنوية للاعبين العراقيين وبالتالي سيطرتهم على مجريات اللعب.
غير أن ذلك الوضع لم يستمر وخاصة مع بداية الشوط الثاني فالحارس العنيد حافظ قد نجح في استعادة ثقته بنفسه وثقة زملاءه به التي تلاشت مخاوفهم بعد تألقه في تصديه لهجمات الطلبة هذا الى جانب التغيير الناجح الذي اجراه المدرب بإشراك "المتألق" أكرم الورافي والسوداني "ميسو" .
وهنا نؤكد بأنه إذا صحت مقولة أن الشوط الثاني هو شوط المدربين فإن مدرب العنيد قد نجح في إعادة لاعبيه الى أجواء المباراة بل والتألق في السيطرة على مجريات الشوط الثاني الذي شهد الى جانب هدف الثعلب فكري الحبيشي ضياع فرص كثيرة للتسجيل وتحقيق الفوز .
ولما كان العنيد هو الذي يعادله النتيجة ويتغير أداؤه إلى الأفضل في الشوط الثاني فهذا يعني بأن مستوى لاعبي العنيد متصاعد إلى الأفضل وبأن معنويات اللاعبين أفضل مما لو كان الخصم هو الذي عادله النتيجة .. ناهيك الى أنه قد يكون هناك عوامل جعلت الفريق يظهر بدون المستوى المطلوب في الشوط الأول تم تجاوزها أو على الأقل تم التعرف على اسبابها مثل عدم التقارب الكافي بين المدرب واللاعبين بسبب الفترة الزمنية القصيرة التي جمعت المدرب باللاعبين الأمر الذي لم يساعد المدرب بعد للوصول الى المعرفة والإلمام بقدرات وإمكانيات جميع اللاعبين كما أن اهم عناصر في الفريق لم يلتحقوا بالتدريب معه إلا منذ أيام بعد عودتهم من المنتخب الوطني للكبار والشباب ..
فضيق الوقت لم يمكن المدرب واللاعبين من الإعداد الجيد وخوض مباريات تجريبية .
وفي ظل هذه العوامل إضافة الى حجم وإمكانية الخصم فإن العنيد لم ينزل من قدر الكرة اليمنية عقب النتائج المشرفة لمنتخب الشباب بل العكس فالعنيد قد سجل تجربة جديدة تحسب للكرة اليمنية ... سيما إذا أدركنا بان لاعبي الفريق العراقي ليسوا مجرد طلبة مدارس كما يتصور البعض فالطلبة أسم لنادي من أعرق الأندية العراقية وعلى مستوى المنطقة العربية وفريقه الكروي الذي جمعته القرعة مع شعب إب هو بطل الدوري العراقي ومعظم لاعبيه أعضاء في المنتخب العراقي لكرة القدم وبالرغم من الحصار والحرب على العراق فإن الطلبة مستعدين أفضل وخبرتهم على مستوى المشاركات الخارجيةأفضل بكثير من العنيد الذي يشارك للمرة الثانية فقط والذي يلعب لأول مرة بالليل وتحت الأضواء الكاشفه .
وهذا لا يعني التسليم في مباراة الإياب التي ستقام في دمشق بل المطلوب من نجوم العنيد الفوز أو التعادل بهدفين من أجل التأهل إلى الأدوار المتقدمة في البطولة العربية للأندية النخـبة الــذي يمــثل فيها شعب إب " العنيد ". الكرة اليمنية
فطموح نجوم العنيد في التأهل وهذا حق مشروع ويمكن تحقيقه في ظل عزيمة وإرادة اللاعبين المتحمسين الى تحقيق طموحاتهم وتطلعات جمهورهم وجمهور الكرة اليمنية التواقين للفوز وحصد الإنجازات الجديدة .
فالمطلوب أيضاً من الجميع الوقوف مع نجوم العنيد ومساندتهم في مهمتهم الوطنية وهم يخوضون مباراة الإياب أمام الطلبة العراقي الأربعاء القادم في دمشق وقلوبنا مع نجوم العنيد والجهاز الفني وكل بعثة العنيد التي ستغادر صباح غد الى سوريا .
إيماءة :
عندما فضل الجهاز الفني والإداري للعنيد الاعتماد على لاعبيه وعدم الاستعانة بلاعبين من الأندية الأخرى فهو أول فريق يمني يشارك خارجياً بدون "مغالطة" وهذا يحسب للعنيد وليس على العنيد كما يعتقد البعض .
Reply With Quote
Bookmarks