Results 1 to 6 of 6

Thread: ....... الأم ....

  1. #1


    Join Date
    Dec 2007
    Posts
    670
    Rep Power
    220

    ....... الأم ....

    الأم ....

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أم ... حرفان عظيمان لهما في سجل حياة كل واحد منا ودفتر ذكرياته أعظم مذكرة .

    تندرج تحته كل معاني الطفولة والبراءة والرحمة والعطف والشفقة والإنسانية بكل تجرد " فطري " عن النزعات الحيوانية في النفس البشرية .

    إنها الحب الأول لكل منا ... رضع منه الأبجديات الأولى لحياته ومسيرته وكفاحه في هذه المعمورة .

    إنها النعمة الكبرى ... والباب الأكبر للجنة فُتح لبعضنا مدة ثم أقفل ، ولا زال كثير منا يتجاهل ذاك الباب المفتوح .

    إنها المصيبة الكبرى لمن فقدها ، حيث ينفتح عليه باب الشيخوخة مباشرة من أوسع أبوابه فيرى أنه ليس بينه وبين الرحيل إلا بضع خطوات " يعيش الرجل طفلاً ما عاشت أمه ... فإذا ماتت شاخ فجأة " .

    هناك من الأمهات من حظيت بابن يملك موهبة شعرية سواءً كانت فصيحة أو نبطية ، فخلد ذكر والدته بقصيدة حزينة صادقة " وأصدق الشعر الرثاء " .

    وأترككم مع بعض من اختلس الموت مهجهم فرحلت عنهم هذه الأم الرؤوم بعد أن كانت تملأ الدنيا حنواً وعطفاً على الجميع ، وهي رسالة أوجهها للذواقين للشعر لأقول : إن كانت أمك قد ماتت ... فدونك هذا الموضوع ... اسكب فيه عبرتك ... وجدد فيه لوعتك ... ولعلها تحظى منك بدعوة صالحة من ولد صالح .

    وإن كانت لا تزال ملْء السمع والبصر ... فدونك قدماها ... فاقصدها فثم الجنة ... ولا تفرط كما فرط غيرك وندم ... والله المستعان !!!

    وهذه قصيدة الشاعر الكبير : محمود سامي البارودي رحمه الله يرثي أمه في رائعة من عيون شعر الرثاء على مر تاريخ الشعر العربي :

    هوى كانَ لي أنْ ألبسَ المجدَ معلما *** فلما ملكتُ السبقَ عفتُ التقدما

    وَمَنْ عَرفَ الدُّنْيَا رَأَى مَا يَسُرُّه ***منَ العيشِ هماً يتركُ الشهدَ علقما

    وَ أيُّ نعيمٍ في حياة ٍ وراءها *** مَصَائِبُ لَوْ حَلَّتْ بِنجْمٍ لأَظْلَمَا

    إذا كانَ عقبى كلَّ حيًّ منية ٌ *** فَسِيَّانِ مَنْ حَلَّ الْوِهَادَ، وَمَنْ سَمَا

    وَ منْ عجبٍ أنا نرى الحقَّ جهرة ٌ*** وَنَلْهُو، كَأَنَّا لاَ نُحَاذِرُ مَنْدَمَا

    يودُّ الفتى في كلَّ يومٍ لبانة ً*** فإنْ نالها أنحى لأخرى ، وصمما

    طماعة ُ نفسٍ توردُ المرءَ مشرعاً*** منَ البؤسِ لا يعدوهُ أوْ يتحطما

    أَرَى كُلَّ حَيٍّ غَافِلاً عَنْ مَصِيرِهِ *** وَلَوْ رَامَ عِرْفَانَ الْحَقِيقَة ِ لانْتَمَى

    فَأَيْنَ الأُلَى شَادُوا، وَبَادُوا؟ أَلَمْ نَكُنْ *** نحلُّ كما حلوا ، وَ نرحلُ مثلما ؟

    مَضَوْا، وَعَفَتْ آثارُهُمْ غَيْرَ ذُكْرَة ٍ*** تُشِيدُ لَنَا مِنْهُمْ حَدِيثاً مُرَجَّمَا

    سلِ الأورقَ الغريدَ في عذباتهِ *** أَنَاحَ عَلَى أَشْجَانِهِ، أَمْ تَرَنَّمَا؟

    تَرَجَّحَ فِي مَهْدٍ مِنَ الأَيْكِ، لا يَنِي *** يميلُ عليهِ مائلاً وَ مقوما

    ينوحُ على َ فقدِ الهديلِ ، وَ لمْ يكنْ *** رآهْ ، فيا للهِ ! كيفَ تهكما ؟

    وَشَتَّانَ مَنْ يَبْكِي عَلَى غَيْرِ عِرْفَة *** جزافاً ، وَ منْ يبكي لعهدٍ تجرما

    لَعَمْرِي لَقَدْ غَالَ الرَّدَى مَنْ أُحِبُّهُ *** وَ كانَ بودي أنْ أموتَ وَ يسلما

    وَ أيُّ حياة ٍ بعدَ أمًّ فقدتها *** كَمَا يفْقِدُ الْمَرْءُ الزُّلاَلَ عَلَى الظَّمَا

    تَوَلَّتْ، فَوَلَّى الصَّبْرُ عَنِّي، وَعَادَنِي *** غرامٌ عليها ، شفَّ جسمي ، وأسقما

    وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ ذُكْرَة ٌ تَبْعَثُ الأَسى *** وَطَيْفٌ يُوَافِيني إِذَا الطَّرْفُ هَوَّمَا

    وَ كانتْ لعيني قرة ً ، وَ لمهجتي *** سروراً ، فخابَ الطرفُ وَ القلبُ منهما

    فَلَوْلاَ اعْتِقَادِي بِالْقَضَاءِ وَحُكْمِهِ *** لقطعتُ نفسي لهفة ً وَ تندما

    فيا خبراً شفَّ الفؤادَ ؛ فأوشكتْ *** سويدَاؤهُ أنْ تستحيلَ ، فتسجما

    إِلَيْكَ؛ فَقَدْ ثَلَّمْتَ عَرْشاً مُمنَّعاً *** وَ فللتَ صمصاماً ، وَ ذللتَ ضيغما

    أشادَ بهِ الناعي ، وَ كنتُ محارباً *** فألقيتُ منْ كفى الحسامَ المصمما

    وَطَارَتْ بِقَلْبِي لَوْعَة ٌ لَوْ أَطَعْتُهَا *** لأَوْشَكَ رُكْنُ الْمَجْدِ أَنْ يَتَهَدَّمَا

    وَلَكِنَّنِي رَاجَعْتُ حِلْمِي، لأَنْثَنِي *** عنِ الحربِ محمودَ اللقاءِ مكرما

    فَلَمَّا اسْتَرَدَّ الْجُنْدَ صِبْغٌ مِنَ الدُّجَى *** وَعَادَ كِلاَ الْجَيْشَيْنِ يَرْتَادُ مَجْثِمَا

    صَرَفْتُ عِنَانِي رَاجِعاً، وَمَدَامِعِي *** على َ الخدَّ يفضحنَ الضميرَ المكتما

    فَيَا أُمَّتَا؛ زَالَ الْعَزَاءُ، وَأَقْبَلَتْ *** مَصَائِبُ تَنْهَى الْقَلْبَ أَنْ يَتَلَوَّمَا

    وَكُنْتُ أَرَى الصَّبْرَ الْجَمِيلَ مَثُوبَة ً *** فَصِرْتُ أَرَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ مَأْثَمَا

    وَ كيفَ تلذُّ العيشَ نفسٌ تدرعتْ *** منَ الحزنِ ثوباً بالدموعِ منمنما ؟

    تألمتُ فقدانَ الأحبة ِ جازعاً *** وَ منْ شفهُ فقدُ الحبيبِ تألما

    وَ قدْ كنتُ أخشى أنْ أراكِ سقيمة ً *** فكيفَ وَ قدْ أصبحتِ في التربِ أعظما ؟

    بَلَغْتِ مَدَى تِسْعِينَ فِي خَيْرِ نِعْمَة ٍ *** وَ منْ صحبَ الأيامَ دهراً تهدما

    إِذَا زَادَ عُمْرُ الْمَرْءِ قَلَّ نَصِيبُهُ *** منَ العيش وَ النقصانُ آفة ُ من نما

    فيا ليتنا كنا تراباً ، وَ لمْ نكنْ *** خلقنا ، وَ لمْ نقدمْ إلى الدهرِ مقدما

    أَبَى طَبْعُ هَذَا الدَّهْرِ أَنْ يَتَكَرَّمَا *** وَكَيْفَ يَدِي مَنْ كَانَ بِالْبُخْلِ مُغْرَمَا؟

    أَصَابَ لَدَيْنَا غِرَّة ً؛ فَأَصَابَنَا *** وَأَبْصَرَ فِينَا ذِلَّة ً؛ فَتَحَكَّمَا

    وَ كيفَ يصونُ الدهرُ مهجة َ عاقلٍ *** وَ قدْ أهلكَ الحيينِ : عاداً ، وَ جرهما

    هوَ الأزلمُ الخداعُ ، يحفرُ إنْ رعى *** وَيَغْدِرُ إِنْ أَوْفَى ، وَيُصْمِي إِذَا رَمَى

    فَكَمْ خَانَ عَهْداً، واسْتَبَاحَ أَمَانَة ً *** وَ أخلفَ وعداً ، وَ استحلَّ محرما

    فإنْ تكنِ الأيامُ أخنتْ بصرفها *** عَلَيَّ، فَأَيُّ النَّاسِ يَبْقَى مُسَلَّمَا؟

    وَ إني لأدري أنَّ عاقبة َ الأسى *** ـ وإِنْ طَالَ ـ لاَ يُرْوِي غَلِيلاً تَضَرَّمَا

    وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَرَى الصَّبْرَ سُبَّة ً *** عَلَيْهَا، وَتَرْضَى بِالتَّلَهُّفِ مَغْنَمَا

    وَكَيْفَ أَرَانِي نَاسِياً عَهْدَ خُلَّة ٍ *** ألفتُ هواها : ناشئاً ، وَ محكما

    وَلَوْلاَ أَلِيمُ الْخَطْبِ لَمْ أَمْرِ مُقْلَة ً *** بِدَمْعٍ، وَلَمْ أَفْغَرْ بِقَافِيَة ً فَمَا

    فيا ربة َ القبرِ الكريمِ بما حوى *** وَقَتْكِ الرَّدَى نَفْسِي وَأَيْنَ؟ وَقَلَّمَا

    وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ فِدْيَة َ رَاحِلٍ *** تَخَرَّمَهُ الْمِقْدَارُ فِيمَنْ تَخَرَّمَا؟

    سقتكِ يدُ الرضوانِ كأسَ كرامة ٍ *** منَ الكوثرِ الفياضِ معسولة َ اللمى

    وَ لاَ زالَ ريحانُ التحية ِ ناضراً *** عليكِ ، وَ هفافُ الرضا متنسما

    لِيَبْكِ عَلَيْكِ الْقَلْبُ، لاَ الْعَينُ؛ إِنَّنِي *** أرى القلبَ أوفى بالعهودِ وَ أكرما

    فواللهِ لاَ أنساكِ ما ذرَّ شارقٌ *** وَمَا حَنَّ طَيْرٌ بِالأَرَاكِ مُهَيْنِمَا

    عَلَيْكَ سَلاَمٌ لاَ لِقَاءَة َ بَعْدَهُ *** إِلَى الْحَشْرِ إِذْ يَلْقى الأَخِيرُ الْمُقَدَّمَا

  2. #2

    طلال خصروف's Avatar
    Join Date
    Dec 2007
    Posts
    354
    Rep Power
    213

    رد: ....... الأم ....

    ما اجمل ما قرأت
    جز الله عنا ألف خير
    إنها النعمة الكبرى ... والباب الأكبر للجنة فُتح لبعضنا مدة ثم أقفل ، ولا زال كثير منا يتجاهل ذاك الباب المفتوح .

    إنها المصيبة الكبرى لمن فقدها ، حيث ينفتح عليه باب الشيخوخة مباشرة من أوسع أبوابه فيرى أنه ليس بينه وبين الرحيل إلا بضع خطوات " يعيش الرجل طفلاً ما عاشت أمه ... فإذا ماتت شاخ فجأة " .
    صدقت والله
    فالجنه تحت قدميها
    تقبل مروري
    دمت بود

  3. #3

    عاشقة الإنشاد's Avatar
    Join Date
    Apr 2007
    Location
    بين أحبتي في الله
    Posts
    16,324
    Rep Power
    635

    رد: ....... الأم ....

    جزيت خيرا أخي الوطني كلمات رائعة واسلوب أروع
    الله يعطيك العافية ؛؛ دمت في حفظ المولى عزوجل .
    سأظل اتذكر بأن لدي اخوان واخوات في عائلتي شباب اليمن ووصآل دعآئي لكم لا ينقطع
    تذكروني بدعوة بظهر الغيب ولكم مثلها

    واستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي(( أحبكم في الله )) نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    **********************


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4


    Join Date
    Dec 2007
    Posts
    670
    Rep Power
    220

    رد: ....... الأم ....

    اختكم في الله جزاك المولى الف خير على مرورك الخير

  5. #5


    Join Date
    Dec 2007
    Posts
    670
    Rep Power
    220

    رد: ....... الأم ....

    عاشقه الانشاد بكل تقدير واحترام ردك الكريم مع خالص دعائي للمولى ان يحفظك ويحفظ والديك
    ودمتي بخير

  6. #6


    Join Date
    Dec 2007
    Posts
    670
    Rep Power
    220

    رد: ....... الأم ....

    بلقيس الجنابي هلا باطلالتك وشكراعلى ذوقك وادبك
    مع خالص تحياتي

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. (((((( الأم)))))
    By باشة الهاص in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 2
    Last Post: 22-05-2007, 12:48 PM
  2. الأم
    By عزيز السماوي in forum ملتقى البيت والأسرة
    Replies: 1
    Last Post: 03-12-2006, 08:01 PM
  3. الأم مدرسة
    By اخر أحزاني in forum ملتقى البيت والأسرة
    Replies: 0
    Last Post: 13-06-2005, 02:59 PM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •