حين تموت
حين تموت...
أرى اضمحلال الحياة في عيني
أرى كيف تشحب الالوان وتفقد الاشياء طعمها
أرى كيف يسدل الحزن ستارا رماديا على كل شئ
أرى كيف تغلق الطرق ويسد الأفق
وبعدها ليكن ما كان
لم يعد لشئ معنى ولا طعم ولا لون
فأنت لست هنا
و"هنا" لا يعني غير "انت"
حين تموت
نسكب الدموع
لا اعتراضا
بل شفقة على انفسنا
أليس الله يختار الأحسن حين يأخذ ؟
لقد كنت الأحسن ولهذا ذهبت
ونحن هنا لا نبكيك
نحن نبكي لأننا لسنا من يبكى عليه
حين تموت
أدرك كم هي ارواحنا قوية
لأنها رغم محاولاتنا المستميته ببطردها من اجسادنا الغارقة في الألم
تتمسك ونبقى
نبقى حتى بعد رحيل من نحب
وتستمر الحياة
وحين تموت
أدرك الا جدوى من الوداع
لاني كلما ودعت أنسانا أودعت كفية وخدية قبلات الأمل باللقاء
فلماذا أودعك؟
لقد ذهبت للأبد صحيح كلنا سنذهب
لكني لن اسير يوما قط في طريق وانا أمل لقاك
ولن استيقظ أبدا وانا افكر أنك ستعود
فلا امل ولا اماني
ولا جدوى
فلماذا اردت أذا ان اودعك...
حين تموت
يموت جزء مني
يرحل معك
واحس برحيله
احس اني اقطع كبدي بطرف سكين أوله في قلبي
واني امد يدي انتزع هذا الجزء اعطية لك
خذه معك
لا جدوى من بقاءه هنا
فهو ماكنت تملؤه
ما كان يحبك مني
خذه معك
لا اريده
فقط..
اترك لي قليلا من الذكرى لأصلي في محرابها للوفاء
حين تموت
ينتهي فصلا من حياتي
ويغلق كتابه
لقد كان فصلا
انت تكتب روايته
انت من يمثل بطولته
وانت من يخرج احداثة
وبسقوطك ميتا على ارضية المسرح
يغلق الستار
ولا يبدأ فصلا اخر للابد
حين تموت
اعرف انك صنعت جرحا لايبرأ
وانك خلقت فراغا لايملؤه الا التراب
وادرك انني احبك
وانه أن كان بوسعي لو كنت اعلم انك راحل
كي اكون الطف معك
وان اعاملك بتهذيب اكبر
باحترام اكثر
بحب اكثر
آه لو كنت ادري فقط من منا سيرحل قبلا
لأختلف الامر
ولما خاصمتك يوم كذا
ولا صرخت في وجهك يوم كذا
ولا تحدثت عنك
ولااذيتك
لو كنت اعلم فقط
حين تموت
يكون فراغك في هذه الحياه بقدر سنوات عمرك التي قضيتها
وكلما كبرت صار فراغك الذي تخلفه اكبر واكبر
تمضي انت على مركب الغمام يحملك المللك
والحزن عليك كالطوفان يغرق من خلفك
حين تموت
يبقى لنا بعدك الحزن والفجيعة والالم
نرتحل من ذكرى.. الى ذكرى ..الى ذكرى..
ونصلي وندعوز..
والشوق ينساب مغسولا بالفجيعة فاقدا للأمل
عطرك لم يعد يذكرني بك
فهو على جسد اخر لا يشبه عطرك
صوتك لم يعد لك
اصبح قطعه موسيقية بلا روح
وصورتك لم تعد تشبهك
بل عادت الوانا متداخلة لا تشبة شئ
انت
انت جعلت لتلك الغرفة المملؤة بالدم داخلي حياة
صنعت منها عالما سحريا
احيانآ تتسع حتى يزاحم روحي فرحها فأتمنى لو تغادرني روحي وتطير
وتارة تضيق فأختنق بأحزانها
وآخرى تؤلمني حتى اظن أنك غرست سكيآ فيها
حين تموت
يعود قلبي عضلة تضخ الدم الممزوج بلألم لجميع جسدي
وأسمع نبضه الشبيه بلأنين الباكي المتهدج
يوحي بالموت
فحين تموت
يموت قلبي وهو لا يزال ينبض
وحين تموت
يموت حبي
واموت انا...
كتبتها وانت بين عيني تصارع المرضاخاف رحيلك اكثر من خوف رحيليوحين ترحللن يكتب قلمي اكثر مما كتبت اليوم
Bookmarks