أعمال ضخمة...مشاريع خرافية...طبيعة صناعية (قمة التناقض)..حفر البحار و بناء أغلى و أجمل مبانِ العالم على سطحها....فنادق السبعة نجوم...هذه هي الإمارات العربية.
أخيراً قررت دولة الإمارات المتحدة البدء بمشروع بناء أهرامات مصر (أم الدنيا)...و كان الموضوع غريباً بعض الشيء عندما سمعته لأول مرة...لكن بعد تفكير عميق..قلت أهرام أم الدنيا معجزة...فهل مازلنا في زمن المعجزات.؟ و كان الجواب واضح وضوح الشمس...
لأ.!
لفت إنتباهي كلام دكتورة مادة علم النفس في الكلية حين تحدثنا عن حضارة الرومان و الإغريق...قصورهم...نحوتهم..جسورهم...آلهتهم...زوس و افرودايتي و غيرهم...
فبدأت استمع بتمعن...
قبل كم بُنيت كل هذه العجائب..التي تركت آثارها لنا لنتعلم منها.؟
تقدم العلم (أم تأخر.؟)..اصبحنا نتقاتل بالقنابل النووية بدلاً من الرماح و السيوف و المنجنيق..
لا أدري إن كنت أعتبر هذا تقدم .. خاصة و أن عوامل التعرية لم تفعل مفعولها على كل تلك المباني بشكل كامل و محتها من على سطح الأرض..
و عادت و كررت -الدكتورة-....(قبل كم بُنيت هذه المباني.؟) و أنا تطوف في مخيلتي أكثر من صورة...كانت جسر باب القنطرة في الجزائر..أو معبد الجبل أكروبوليس في أثينا..أو عرش بلقيس في اليمن..أو حدائق بابل في العراق..أو معابد أنكور في كمبوديا.. و أخيراً أهرامات مصر أم الدنيا..!
كل هذه مبانِ تأثرت نعم...و لكن بعد كم فترة من الوقت...و بأي شكل أصبحت..ومالذي مرّت به من عوامل لتصبح هكذا...و حينما نأتي و نقارنها بما يبنى اليوم بعد تقدم العلم (أم تخلفه.؟) نرى بأن مايبنى الأن مجرد ورق على وشك السقوط في أي لحظة ننفخ نحوها..و أكبر مثل ماحصل في فيضان كاترينا في الولايات المتحدة الأمريكية.
و الإمارات قررت بناء إحدى معجزات هذا العالم (الأهرامات)...فأكررها هل مازلنا في زمن المعجزات..؟ و يبقى الجواب هو نفسه..لأ.!
دار بيني و بين والدتي حوار و نحن في مركز التسوق...قالت لي الآن ستأخذ الإمارات سُياح مصر الذين يذهبون لرؤية الأهرامات..فكنت أحاورها بأن هناك أناس مازالت تحب كل ماهو معتق و قديم...تحب الأصلي..تحب رائحة قِدم المكان...الآثار الحقيقية و التي يكون لها عبق التاريخ...(أكتب و بدني مقشعر من الفكرة الجميلة التي أتصورها في مخيلتي)..و راحت تتفرج عليا -أمي- و قالت لي و كم منهم...؟ فلم أستطِع الإجابة عليها..وإكتفيت بتلك الفكرة الرائعة التي تخيلتها بيني و بين نفسي...
كوني فتاة أدلل نفسي بعض الشيء...أرى بأن شراء ملابس الماركات أهم من شراء أي ماركة...خاصة و إن كانت تلك الماركة باريسية..جميعنا نعرف باريس مدينة افضل مصممة ازياء لي (COCO CHANEL)...تبقى ماركتها CHANEL أحد أهم رموز قطعي الحريرية و المخملية...و عطوري الفوّاحة..و أحب رؤية تلك الرقعة المعدنية الذهبية المنقوش عليها كلمة CHANEL في الداخل...لتشعرني بغلاء تلك السلعة التي أعتبرها كنز قبل أي شيء.. فهنا آتي و أقارن أهرامات مصر بهذه الكنوز...الصناعة الخام الباريسية...بأهرامات الإمارات التي مقارنة بأصل الأهرام ماهي إلا صناعة صينية قابلة للسقوط في أي لحظة ننفخ نحوها.!!
هو عمل نعم...و عمل جميل .. فمَثَلُنا اليمني يقول (اللي معاه شعر ينعش)...الإمارات غنية جداً...و لها القدرة على فعل الخرافات..لكن هل هي قادرة على خلق معجزة كأهرام أم الدنيا..
فلا تخافي يا مصرنا الحبيب فأهرامك صناعة باريسية امّا أهرام الإمارات فهي MADE IN CHINA.
المفضلات