المقال نقلاً عن صحيفة الشارع

أولاد الشغالات 2

كنت أعتقد أن مقالي الأول بهذا العنوان سوف يكون الوحيد الذي أكتبه حول المنظور لهم على أنهم أولاد الشغالات بالمعنى الإصطلاحي للكلمة ولكن كل يوم أكتشف شيء يجعلني أشعر بعمق ذلك المعنى الذي تخفيه تلك الجملة وأثرها في المجتمع والسياسة وكيف أن البعض يتعمدوأن يظهروا على أنهم أولاد بشوات وبشكل مفرط بل أنهم يحسون أحياناً بمتعة بالغة وهم يظهرون ذلك وكأنما الأرض وماعليها قد سخرت لهم وخلقت من أجلهم وفي خدمتهم وقد ظل الفارق الإجتماعي في بلدنا موجود بقوة في صفوف المجتمع وبدأ ينحسر تدريجياً بعد ثورة سبتمبر وأكتوبر وكاد أن ينعدم في الشمال قبل الوحدة وأنتهى في جنوب الوطن إلا أنه عاد وبقوة مع التعددية الحزبية وقد تكون الديمقراطية الغير مستوعبة والحزبية ساعدت في نماء تلك الظاهرة دون أن تدري حيث جعلتها ضرورات الحياة وفرضيات الواقع تدعم مثل تلك الصيغة ذات الطابع السيئ الذي يزرع براثين خبيثة قد تخلق الطائفية والمناطقية والأسرية وحتى العنصرية وتولد الحقد والكراهية بين أبناء المجتمع وللأسف الشديد بأن سلطة مابعد 1990م أياً كانت قد تعاملت مع الموضوع بشي من المرونة بل وتفاعلت معه أحياناً وهذة مأسآة حقيقية سوف نجني وشعبنا آثارها مستقبلاً بشكل يعمق الأنقسـام في النسيج الإجتماعي اليمني الواحد ولن تكون آثارها فقط على السياسة كما قد يعتقد البعض ومن هنا فأن صحوة سياسية وإجتماعية حقيقية نحو خطر التمايز الإجتماعي بين الافراد والجماعات على أي أساس سواءً كان قبلي أو مناطقي يجب أن تكون حاضره ومن الآن تجاه تفشي هذا الوباء الخطير.
وعلى هامش ذلك لفت إنتباهي في السنوات الأخيرة كثير من الفعاليات خصوصاً الرياضية والثقافية التي تقام رسمياً وأهلياً تحت أسماء شخصيات يمنية بارزة قد فارقت الحياة وهذا أمراً جيد فالشعب يجب أن يخلد رموزه ولكن اللافت أن تلك الشخصيات هي محسوبة على مربع واحد فقط فمثلاً كأس الفقيد اللواء الركن في الأمن المركزي والفقيد اللواء الركن في دوري الشرطة وكذلك كأس الفقيد الشيخ اللواء الركن في أندية الدرجة الثانية وكذلك دوري الشيخ في الفروسية وقد أستغربت بأن شخصيات ورموز لا تقل أهمية عمن ذكرت ولا ننتقص في حقهم فهم يستحقون ولكن تلك الرموز الاخرى من بقية المناطق اليمنية تستحق، رغم أني كلما تذكرت أسماء أكتشفت انهم شهداء وليس فقداء وقلت للحظة ربما أن هذة الفعاليات لاتنسب إلا للذين ماتوا بدون إستشهاد مثلاً! وفعلاً زال إستغرابي للحظة لأن أغلب الرموز التي تذكرتها قد أستشهدوا في معارك الثورة والجمهورية والوحدة ولم يموتوا بدون رصاص ولكني تذكرت وبسرعة عظماء من أمتنا اليمنية ماتوا بغير رصاص مثل الفقيد النعمان والفقيد فرج بن غانم والفقيد العطار والفقيد يوسف الشحاري والفقيد حسين فايد مجلي والفقيد سعيد صالح والفقيد محمد علي هيثم والفقيد سالم عبدالقوي الحميقاني والفقيد أحمد العماد والشيخ والفقيد أحمد علي المطري وغيرهم عشرات ومئات يستحقون منا الجميع التكريم والتخليد لما قدموه ولنجعل الصراع إن صح التعبير بين أولاد الشغالات وأولاد البشوات بيننا نحن الأحياء أما الأموات فيجب ان نحترم أنفسنا ونحترم تاريخهم وننظر إليهم بعين المسـاواة خصوصاً أنهم لو سؤلوا حيث هم لرفضوا التمييز وهم تحت الأرض.



ياسر العواضي
( تم حذف البريد الإلكتروني آليا لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى )