التميز خلال 24 ساعة

 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميز لهذا اليوم 
قريبا صفات ومميزات شغالة*بالشهر
بقلم : غير مسجل
قريبا


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: مَتنُ العَقيدَةِ الطَّحاوِيةِ

  1. #1
    الصورة الرمزية الافـhorizonـق©
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    الدولة
    KSA Jeddah
    المشاركات
    2,887
    معدل تقييم المستوى
    735

    مَتنُ العَقيدَةِ الطَّحاوِيةِ


    مَتنُ العَقيدَةِ الطَّحاوِيةِ
    ألفها: العَلاَّمَةُ حُجَّةُ الإِسْلامِ أَبُو جَعْفَرٍ الوَرَّاقُ الطَّحَاوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالى
    ولأننا قد اعتدنا في زمننا هذه قراءة الأسطر الأولى فأني أريد أن استغلها في تذكيركم أخواني وأخواتي الكرام بأهمية هذه ‏المادة التي اطرحها عليكم فأرجو منكم قراءة هذه الصفحات لما لذلك من أهمية عظمية ربما تحررنا من وسواس أو شك ‏أو ريب * وربما نجد فيها جوابا لسؤال ظل يتردد في أذهاننا ردح من الزمان * نعم أقرائها أخي الكريم وأقرئيها أختي ‏الكريمة فهي عقيدتنا التي تلقيناها عن رسوله الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وسلم ودونها ونقلها لنا أئمة أعلام ‏موحدين ثقات أفنوا حياتهم في جمعها وتمحيصها وتنقيتها من كل شائبة شهد لهم بذلك أهل العلم والمعرفة والصلاح من ‏علمائنا على مر الأزمان فوصلت إلينا صافية واضحة على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك * وهي العقيدة ‏التي إن لزمنها دخلنا الجنة ونجونا من النار بإذن الله تعالى . كم يشعر الإنسان بعظيم نعمة الله علينا بهذا العلم العظيم ‏الذي يسره الله لنا لا سيما حين نرى العالم من حولنا وهو يتخبط في معتقدات الشياطين فمنهم من يسجد للشمس ‏ومنهم من يبعد بقرة وآخر يعبد نارا * فلله تعالى الحمد والشكر والمنة على هذا الفضل العظيم الذي خص به نبيه صلى ‏الله عليه وسلم وأمته * وبقدر ما علمه ومعرفته نعمة عظيمة فهو مسئولية كبيرة نسأل الله تعالى أن يوفقنا لحملها ‏والعمل بها وتبليغها. ‏
    وإنني أشعر بخجل إذ تقدمت كلماتي ما يليها وحاشا لله أن يكون ذلك عن سوء أدب أو تقدير لجلال المادة ولكنه ‏اجتهاد مني في حثك عزيزي القارئ على قراءتها .‏
    ولا أطيل عليكم فتفضلوا بالقراءة أخوكم (الأفق)‏

    مَتنُ العَقيدَةِ الطَّحاوِيةِ
    هَذا ما رَواهُ الإْمامُ أَبو جَعْفَرٍ الطَّحاوِيُّ في ذِكْرُ بَيانِ اعْتِقادِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَماعَةِ عَلى مَذهَبِ فُقَهَاءِ ‏المِلَّةِ أَبي حَنيفَةَ النُّعْمانِ بْنِ ثابتٍ الكُوفِيِّ، وَأَبي يُوسُفَ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْراهيمَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ ‏بْنِ الحَسَنِ الشَّيْبانِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعين، وَمَا يَعْتَقِدُونَ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ وَيَدِينُونَ بهِ لِرَبَّ ‏العَالَمِينَ. قالَ الإِمامُ وَبهِ قَالَ الإِمامانِ المَذْكُورانِ رَحِمَهُما اللَّهُ تَعالى: نَقُولُ في تَوْحيدِ اللَّهِ مُعْتَقِدينَ، بتَوْفيقِ ‏اللَّهِ تَعالى: إِنَّ اللَّهَ تَعالى وَاحِدٌ لا شَرِيكَ لَهُ، وَلا شَيْءَ مِثْلُهُ، وَلا شَيْءَ يُعْجِزُهُ، وَلا إِلهَ غَيْرُهُ، قَدِيْمٌ بلا ‏ابْتِدَاءٍ، دَائِمٌ بلا انْتِهَاءٍ، لا يَفْنَى وَلا يَبيدُ، وَلا يَكُونُ إِلا مَا يُرِيدُ، لا تَبْلُغُهُ الأَوْهامُ، وَلا تُدْرِكُهُ الأَفْهامُ، وَلا ‏تُشْبهُهُ الأَنامُ.‏
    حَيٌّ لا يَمُوتُ، قَيُّومٌ لا يَنامُ، خَالِقٌ بلا حَاجَةٍ، رَازِقٌ لَهُمْ بلا مُؤْنَةٍ، مُمِيتٌ بلا مَخَافَةٍ، بَاعِثٌ بلا مَشَقَّةٍ. ‏مَازالَ بصِفَاتِهِ قَدِيماً قَبْلَ خَلْقِهِ. لَمْ يَزْدَدْ بكَوْنِهِمْ شَيْئاً لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَاتِهِ، وَكَما كَانَ بصِفَاتِهِ أَزَلِيَّاً ‏كَذلِكَ لا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيَّاً. لَيْسَ مُنْذُ خَلَقَ الخَلْقَ اسْتَفَادَ اسْمَ الخَالِقِ، وَلا بإِحْدَاثِهِ البَرِيَّةَ اسْتَفَادَ اسْمَ ‏البارِي، لَهُ مَعْنى الرُّبوبيَّةِ وَلا مَرْبوبٌ، وَمَعْنى الخَالِقِيَّةِ وَلا مَخْلوقٌ، وَكَمَا أَنَّهُ مُحْيِي المَوْتَى بَعْدَما أَحْيَاهُمْ، ‏اسْتَحَقَّ هَذا الاسْمَ قَبْلَ إِحْيائِهِمْ، كَذلِكَ اسْتَحَقَّ اسْمَ الخَالِقِ قَبْلَ إِنْشَائِهِمْ، ذلِكَ بأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ، ‏وَكُلُّ شَيْءٍ إِلَيْهِ فَقِيرٌ، وَكُلُّ أَمْرٍ عَلَيْهِ يَسيرٌ، لا يَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ ‏ليْسَ كَمِثلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ‏.‏
    خَلَقَ الخَلْقَ بعِلْمِهِ، وَقَدَّرَ لَهُمْ أَقْداراً، وَضَرَبَ لَهُمْ آجالاً، لَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَفْعَالِهِمْ قَبْلَ أَنْ خَلَقَهُمْ، ‏وَعَلِمَ مَا هُمْ عَامِلُونَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ، وَأَمَرَهُمْ بطَاعَتِهِ وَنَهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَكُلُّ شَيْءٍ يَجْرِي بقُدْرَتِهِ ‏وَمَشِيئَتِهِ. وَمَشِيئَتُهُ تَنْفُذُ، وَلا مَشِيئَةَ لِلْعِبَادِ إِلاَّ مَا شَاءَ لَهُمْ، فَمَا شَاءَ لَهُمْ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ. ‏
    يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَيَعْصِمُ وَيُعَافِي مَنْ يَشَاءُ فَضْلاً، وَيُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَخْذُلُ وَيَبْتَلِي عَدْلاً. وَهُوَ مُتَعَالٍ عَنِ ‏الأَضْدَّادِ وَالأَنْدَادِ لا رَادَّ لِقَضَائِهِ، وَلا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وَلا غَالِبَ لأَمْرِهِ، آمَنَّا بِذلِكَ كُلِّهِ، وَأَيْقَنَّا أَنَّ كُلاًّ مِنْ ‏عِنْدِهِ.‏
    وَإِنَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم عَبْدُهُ المُصْطَفَى، وَنَبيُّهُ المُجْتَبَى، وَرَسُولُهُ المُرْتَضَى، خَاتِمُ الأَنْبيَاءِ وَإِمَامُ الأَتْقِياءِ، ‏وَسَيِّدُ المُرْسَلِينَ، وَحَبيبُ رَبِّ العَالَمِينَ، وَكُلُّ دَعْوَةِ نُبُوَّةٍ بَعْدَ نُبُوَّتِهِ فَغَيٌّ وَهَوَى؛ وَهُوَ المَبْعُوثُ إِلى عَامَّةِ الجِنِّ ‏وَكَافَّةِ الوَرَى، المَبْعُوثِ بالحَقِّ وَالهُدَى. ‏
    وَإِنَّ القُرْآنَ كَلامُ اللَّهِ تَعَالى، بَدَأَ بلا كَيْفِيَّةٍ قَوْلاً، وَأَنْزَلَهُ عَلَى نَبيِّهِ وَحْياً، وَصَدَّقَهُ المُؤْمِنُونَ عَلَى ذلِكَ حَقَّاً، ‏وَأَيْقَنُوا أَنَّهُ كَلامُ اللَّهِ تَعَالَى بالحَقِيقَةِ. لَيْسَ بمَخْلُوقٍ كَكَلامِ البَرِيَّةِ، فَمَنْ سَمِعَهُ فَزَعَمَ أَنَّهُ كَلامُ البَشَرِ فَقَدْ ‏كَفَرَ، وَقَدْ ذمَّهُ اللَّهُ تَعالَى وَعَابَهُ، وَأَوْعَدَهُ عَذابَهُ، حَيْثُ قَالَ: ‏سَأُصْلِيهِ سَقَرَ‎ فَلَمَّا أَوْعَدَ اللَّهُ سَقَرَ لِمَنْ ‏قَالَ: ‏إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ‎ عَلِمْنا أَنَّهُ قَوْلُ خَالِقِ البَشَرِ، وَلا يُشْبهُ قَوْلَ البَشَرِ، وَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ تَعَالَى ‏بمَعْنَىً مِنْ مَعَانِي البَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ، فَمَنْ أَبْصَرَ هَذا اعْتَبَرَ، وَعَنْ مِثْلِ قَوْلِ الكُفَّارِ انْزَجَرَ، وَعَلِمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ‏بصِفَاتِهِ لَيْسَ كَالبَشَرِ. ‏
    وَالرُّؤْيَةُ حَقٌّ لأَهْلِ الجَنَّةِ بغَيْرِ إِحَاطَةٍ وَلا كَيْفِيَّةٍ، كَمَا نَطَقَ بهِ كِتَابُ رَبِّنَا حَيْثُ قَالَ: ‏وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ ‏‏ إِلَى رَبها نَاظِرَةٌ‏ وَتَفْسِيرُهُ عَلَى مَا أَرَادَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَعَلِمَهُ، وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي ذلِكَ مِنَ الحَدِيثِ الصَّحِيحِ ‏عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ أَصْحَابهِ رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَعْنَاهُ ‏وَتَفْسِيرُهُ عَلَى مَا أَرَادَ، لا نَدْخُلُ فِي ذلِكَ مُتَأَوِّلِينَ بآرائِنَا وَلا مُتَوَهِّمِينَ بأَهْوَائِنا، فَإِنَّهُ مَا سَلِمَ فِي دِينِهِ إِلاَّ مَنْ ‏سَلَّمَ لِلَّهِ تَعَالى وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَرَدَّ عِلْمَ مَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ إِلَى عَالِمِهِ، وَلا يَثْبُتُ قَدَمُ الإِسْلامِ إِلاَّ ‏عَلَى ظَهْرِ التَّسْليمِ وَالاسْتِسْلامِ، فَمَنْ رَامَ عِلْمَ مَا حُظِرَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَقْنَعْ بالتَّسْليمِ فَهْمُهُ، حَجَبَهُ مَرَامُهُ عَنْ ‏خَالِصِ التَّوْحيدِ، وَصَافِي المَعْرِفَةِ، وَصَحِيحِ الإِيمَانِ، فَيَتَذبْذبُ بَيْنَ الكُفْرِ وَالإِيْمَانِ، وَالتَّكْذِيبِ، وَالإِقْرَارِ ‏وَالإِنْكَارِ، مُوَسْوَسَاً تَائِهَاً، زَائِغَاً شَاكَّاً، لاَ مُؤْمِنَاً مُصَدِّقاً، وَلاَ جَاحِداً مُكَذِّباً.‏
    وَلا يَصِحُّ الإِيمَانُ بالرُّؤْيَةِ لأَهْلِ دَارِ السَّلامِ لِمَنْ اعْتَبَرَهَا مِنْهُمْ بوَهْمٍ، أَوْ تَأَوَّلَهَا بفَهْمٍ، إِذا كَانَ تَأْوِيلُ الرُّؤْيَةِ ‏وَتَأْوِيلُ كُلِّ مَعْنىً يُضَافُ إِلَى الرُّبُوبيَّةِ تَرْكَ التَأْويلِ وَلُزُومَ التَّسْلِيمِ، وَعَلَيْهِ دِينُ المُرْسَلينَ وَشَرَائِعُ النَّبيِّينَ. ‏وَمَنْ لَمْ يَتَوَقَّ النَّفْيَ وَالتَّشْبيهِ زَلَّ، وَلَمْ يُصِبِ التَّنْزِيهَ؛ فَإِنَّ رَبَّنا جَلَّ وَعَلا مَوْصُوفٌ بصِفَاتِ الوَحْدَانِيَّةِ، ‏مَنْعُوتٌ بنُعُوتِ الفَرْدَانِيَّةِ، لَيْسَ بمَعْناهُ أَحَدٌ مِنَ البَرِيَّةِ، تَعَالَى اللَّهُ عَنِ الحُدُودِ وَالغَاياتِ، وَالأَرْكانِ ‏وَالأَدَواتِ، لا تَحْوِيهِ الجِهَاتُ السِّتُّ كَسَائِرِ المُبْتَدَعاتِ. ‏
    وَالمِعْرَاجُ حَقٌّ. وَقَدْ أُسْرِيَ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَعُرِجَ بشَخْصِهِ فِي الْيَقَظَةِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ إِلَى ‏حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ العُلَى، وَأَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بمَا شَاءَ، ‏فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى‏.‏
    وَالْحَوْضُ الَّذِيْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بهِ غِيَاثَاً لأُمَّتِهِ حَقٌّ. وَالشَّفَاعَةُ الَّتِي ادَّخَرَهَا اللَّهُ لَهُمْ كَمَا رُوِيَ فِيْ ‏الأَخْبَارِ. وَالْمِيْثَاقُ الَّذِيْ أَخَذهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَذُرِّيَّتِهِ حَقٌّ.‏
    وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى فِيْمَا لَمْ يَزَلْ عَدَدَ مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، وَيَدْخُلِ النَّارَ جُمْلَةً وَاحِدَةً، لا يُزَادُ فِيْ ذلِكَ العَدَدِ ‏وَلا يَنْقُصُ مِنْهُ؛ وَكَذلِكَ أَفْعَالَهُمْ، فِيْمَا عَلِمَ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ يَفْعَلُونَهُ. وَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ. ‏
    وَالأَعْمَالُ بالخَوَاتِيْمِ، وَالسَّعِيْدُ مَنْْ سَعِدَ بقَضَاءِ اللَّهِ تَعَالَىْ، وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ بقَضَاءِ اللَّهِ تَعَالَىْ. ‏
    وَأَصْلُ الْقَدَرِ سِرُّ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ، لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى ذلِكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبيٌّ مُرْسَلٌ. وَالتَّعَمُّقُ وَالنَّظَرُ فِيْ ذلِكَ ‏ذرِيْعَةُ الخِذلانِ، وَسُلَّمُ الْحِرْمَانِ، وَدَرَجَةُ الطُّغْيَانِ. فَالْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ ذلِكَ نَظَراً أَوْ فِكْراً أَوْ ‏وَسْوَسَةً؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَىْ طَوَىْ عِلْمَ الْقَدَرِ عَنْ أَنَامِهِ، وَنَهَاهُمْ عَنْ مَرَامِهِ، كَما قالَ في كِتابهِ: ‏لاَ يُسْأَلُ عَمَّا ‏يفْعَلُ وَهُمْ يسْأَلوْنَ‏. فَمَنْ سَأَلَ: لِمَ فَعَلَ؟ فَقَدْ رَدَّ حُكْمَ كِتابِ اللَّهِ، وَمَنْ رَدَّ حُكْمَ كِتابِ اللَّهِ تَعالى كَانَ ‏مِنَ الكافِرينَ.‏
    فَهذا جُمْلَةُ ما يَحْتاجُ إِلَيْهِ مَنْ هُوَ مُنَوَّرٌ قَلْبُهُ مِنْ أَوْلِياءِ اللَّهِ تَعالى، وَهِيَ دَرَجَةُ الرَّاسِخينَ في العِلْمِ؛ لأَنَّ العِلْمَ ‏عِلْمانِ:‏
    عِلْمٌ في الخَلْقِ مَوْجودٌ، وَعِلْمٌ في الخَلْقِ مَفْقودٌ؛ فَإِنْكارُ العِلْمِ المَوْجودِ كُفْرٌ، وَادِّعاءُ العِلْمِ المَفْقودِ كُفْرٌ. وَلا ‏يَصِحُّ الإِيمانُ إِلاَّ بقَبولِ العِلْمِ المَوْجودِ، وَتَرْكِ طَلَبِ العِلْمِ المَفْقودِ. ‏
    وَنُؤْمِنُ باللَّوْحِ، وَالقَلَمِ، بجَميعِ ما فيهِ قَدْ رُقِمَ. فَلَوِ اجْتَمَعَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عَلى شَيْءٍ كَتَبَهُ اللَّهُ فيهِ أَنَّهُ كائِنٌ ‏لِيَجْعَلوهُ غَيْرَ كائِنٍ لَمْ يَقْدِروا عَلَيْهِ. جَفَّ القَلَمُ بما هُوَ كائِنٌ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ. وَما أَخْطَأَ العَبْدَ لَمْ يَكُنْ ‏لِيُصيبَهُ، وَما أَصابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ. ‏
    وَعَلى العَبْدِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ سَبَقَ عِلْمُهُ في كُلِّ شَيْءٍ كائِنٍ مِنْ خَلْقِهِ، وَقَدَّرَ ذلِكَ بمَشيئَتِهِ تَقْديراً مُحْكَماً ‏مُبْرَماً، لَيْسَ فيهِ ناقِضٌ وَلا مُعَقِّبٌ، وَلا مُزيلٌ وَلا مُغَيِّرٌ، وَلا مُحَوِّلٌ، وَلا زَائِدٌ وَلا ناقِصٌ مِنْ خَلْقِهِ في ‏سَماواتِهِ وَأَرْضِهِ. وَذلِكَ مِنْ عَقْدِ الإِيمانِ وَأُصولِ المَعْرِفَةِ، وَالاعْتِرافِ بتَوْحيدِ اللَّهِ وَرُبوبيَّتِهِ؛ كَما قالَ تَعالى ‏في كِتابهِ العَزيزِ: ‏وَخَلَقَ كلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تقْدِيرَاً، وَقالَ تَعالى: ‏وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرَاً مَقْدُورَاً‏. فَوَيْلٌ لِمَنْ ‏صارَ لَهُ اللَّهُ في القَدَرِ خَصيماً، وَأَحْضَرَ لِلنَّظَرِ فيهِ قَلْباً سَقيماً، لَقَدِ الْتَمَسَ بوَهْمِهِ في مَحْضَ الْغَيْبِ سِرَّاً ‏كَتيماً، وَعادَ بما قَال فيهِ أَفَّاكاً أَثيماً. ‏
    وَالعَرْشُ وَالكُرْسِيُّ حَقٌّ. وَهُوَ عَزَّ وَجَلَّ مُسْتَغْنٍ عَنِ العَرْشِ وَما دونَهُ، مُحيطٌ بكُلِّ شَيْءٍ وَبما فَوْقَهُ، قَدْ ‏أَعْجَزَ عَنِ الإِحاطَةِ خَلْقَهُ. ‏
    وَنَقولُ: إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذ َ إِبْراهيمَ خَليلاً، وَكَلَّمَ موسى تَكْليماً، إِيماناً وَتَصْديقاً وَتَسْليماً.‏
    وَنُؤْمِنُ بِالمَلائِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ، وَالكُتُبِ المُنْزَلَةِ عَلى المُرْسَلينَ. وَنَشْهَدُ أَنَّهُم كانوا عَلى الحَقِّ المُبينِ. وَنُسَمِّي أَهْلَ ‏قِبْلَتِنا مُسْلِمينَ مُؤْمِنينَ ما دامُوا بما جاءَ بهِ النَّبيُّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ مُعْتَرِفينَ، وَلَهُ بكُلِّ ما قالَ وَأَخْبَرَ ‏مُصَدِّقينَ غَيْرَ مُكَذبِّينَ.‏
    وَلا نَخوضُ في اللَّهِ، وَلا نُماري في دينِ اللَّهِ تَعالى. وَلا نُجادِلُ في القُرْآنِ؛ وَنَعْلَمُ أَنَّهُ كَلامُ رَبِّ العالَمينَ، ‏نَزَلَ بهِ الرُّوحُ الأَمينُ، فَعَلَّمَهُ سَيِّدَ المُرْسَلينَ، مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبهِ أَجْمَعينَ. وَكلامُ اللَّهِ ‏تَعالى لا يُساويهِ شَيْءٌ مِنْ كَلامِ المَخْلوقينَ. وَلا نَقولُ بخَلْقِ القُرْآنِ؛ وَلا نُخالِفُ جَماعَةَ المُسْلِمينَ.‏
    ولا نَقولُ: لا يَضُرُّ مَعَ الإِسْلامِ ذنْبٌ لِمَنْ عَمِلَهُ؛ وَنَرْجو لِلْمُحْسِنينَ مِنَ المُؤْمِنينَ، وَلا نَأْمَنُ عَلَيْهِمْ، وَلا ‏نَشْهَدُ لَهُمْ بالجَنَّةِ، وَنَسْتَغْفِرُ لِمُسيئِهمْ. وَنَخافُ عَلَيْهِمْ وَلا نُقَنِّطُهُمْ. وَالأَمْنُ وَالإِياسُ يَنْقُلانِ عَنِ المِلَّةِ؛ ‏وَسَبيلُ الحَقِّ بَيْنَهُما لأَهْلِ القِبْلَةِ، وَلا يَخْرُجُ العَبْدُ مِنَ الإِيمانِ إِلاَّ بِجُحودِ ما أَدْخَلَهُ فيهِ. وَالإِيمانُ هُوَ الإِقْرارُ ‏بِاللِّسانِ وَالتَّصْديقُ بِالجَنانِ، وَأَنَّ جَميعَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ في القُرْآنِ، وَجَميعَ ما صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه ‏وسلم مِنَ الشَّرْعِ وَالبَيانِ كُلُّهُ حَقٌّ. وَالإِيمانُ واحِدٌ وَأَهْلُهُ في أَصْلِهِ سَواءٌ، وَالتَّفاضُلُ بَيْنَهُمْ في التَّقْوى، ‏وَمُخَالَفَةِ الهَوى.‏
    وَالمُؤْمِنونَ كُلُّهُمْ أَوْلِياءُ الرَّحْمنِ، وَأَكْرَمُهُمْ أَطْوَعُهُمْ وَأَتْبَعُهُمْ لِلْقُرْآنِ. ‏
    وَالإِيمانُ: هُوَ الإِيمانُ باللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبهِ وُرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَالبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ، وَالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ؛ ‏وَحُلْوُهِ وَمُرُّهِ مِنَ اللَّهِ تَعالى. ‏
    وَنَحْنُ مُؤْمِنونَ بذلِكَ كُلِّهِ، وَلا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ، وَنُصَدِّقُهُمْ كُلَّهُمْ عَلى ما جاءوا بهِ. ‏
    وَأَهْلُ الكَبائِرِ مْنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم في النَّارِ لا يُخَلَّدونَ إِذا ماتوا، وَهُمْ مُوْحِّدونَ وَإِنْ لَمْ ‏يَكونُوا تائِبينَ بَعْدَ أَنْ لَقُوا اللَّهَ عارِفينَ مُؤْمِنينَ، وَهُمْ في مَشيئَتِهِ وُحْكْمِهِ إِنْ شاءَ غَفَرَ لَهُمْ، وَعَفا عَنْهُمْ ‏بفَضْلِهِ، كَما قالَ تَعالى في كِتابهِ العَزيزِ: ‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بهِ وَيغْفِرُ مَا دُوْنَ ذلكَ لِمَنْ يشَاءُ‏‏. ‏وَإِنْ شاءَ عَذبَّهُمْ في النَّارِ بقَدْرِ جنايَتِهِمْ بعَدْلِهِ، ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ مِنْها برَحْمَتِهِ وَشَفاعَةِ الشَّافِعينَ مِنْ أَهْلِ طاعَتِهِ، ‏ثُمَّ يَبْعَثُهُمْ إِلى جَنَّتِهِ، وَذلِكَ بأَنَّ اللَّهَ مَوْلى أَهْلِ مَعْرِفِتِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْهُمْ في الدَّارَيْنِ كَأَهْل نُكْرَتِهِ الَّذينَ خابُوا ‏مِنْ هِدايَتِهِ، وَلَمْ يَنالُوا مِنْ وِلايَتِهِ. اللَّهُمَّ يا وَلِيَّ الإِسْلامِ وَأَهْلِهِ مَسِّكْنا بالإِسْلامِ حَتَّى نَلْقاكَ بهِ. ‏
    وَنَرى الصَّلاةَ خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفاجرٍ مِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ، وَنُصَلِّي عَلى مَنْ ماتَ مِنْهُمْ، وَلا نُنْزِلُ أَحَداً مِنْهُمْ جَنَّةً ‏وَلا ناراً، وَلا نَشْهَدُ عَلَيْهِمْ بكُفْرٍ وَلا شِرْكٍ وَلا نِفاقٍ ما لَمْ يَظْهَرْ مِنْهُمْ مِنْ ذلِكَ شَيْءٌ، وَنَذرُ سَرائِرَهُمْ إِلى ‏اللَّهِ تعالى.‏
    وَلا نَرى السَّيْفَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ‏‏ إِلاَّ مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ السَّيْفُ.‏
    وَلا نَرى الخُروجَ عَلى أَئِمَّتِنا وَوُلاةِ أُمورِنا وَإِنْ جارُوا، وَلا نَدْعو عَلى أَحَدٍ مِنْهُم، وَلا نَنْزِعُ يَداً مِنْ ‏طاعَتِهِمْ. وَنَرى طاعَتَهُمْ مِنْ طاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَريضَةً ما لَمْ يَأْمُروا بمَعْصِيَةٍ. وَنَدْعو لَهُمْ بالصَّلاحِ ‏وَالنَّجاحِ وَالمُعافاةِ.‏
    وَنَتَّبعُ السُّنَّةَ وَالجَماعَةَ، وَنَجْتَنِبُ الشُّذوذ َ وَالخِلافَ وَالفُرْقَةَ. وَنُحِبُّ أَهْلَ العَدْلِ وَالأَمانَةِ، وَنُبْغِضُ أَهْلَ ‏الجَوْرِ وَالخِيانَةِ.‏
    وَنَرى المَسْحَ عَلى الخُفَّيْنِ في السَّفَرِ وَالحَضَرِ، كَما جاءَ في الأَثَرِ. وَالحَجُّ وَالجهادُ فَرْضانِ ماضِيانِ مَعَ أُوْلي ‏الأَمْرِ مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمينَ بَرِّهِمْ وَفاجرِهِمْ لا يُبْطِلُهُما شَيْءٌ، وَلا يَنْقُضُهُما. ‏
    وَنُؤْمِنُ بالكِرامِ الكاتِبينَ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَهُمْ حافِظينَ. ‏
    وَنُؤْمِنُ بمَلَكَ المَوْتِ المُوَكَّلِ بقَبْضِ أَرْواحِ العالَمينَ. ‏
    وَبعذابِ القَبْرِ لِمَنْ كانَ لَهُ أَهْلاً. ‏
    وَبسُؤالِ مُنْكَرٍ وَنَكيرٍ لِلمَيِّتِ في قَبْرِهِ عَنْ رَبِّهِ وَدينِهِ وَنَبيِّهِ، عَلى ما جاءَتْ بهِ الأَخْبارُ عَنْ رَسولِ رَبهِ صلى ‏الله عليه وسلم، وَعَنِ الصَّحابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعينَ. ‏
    وَالقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ. ‏
    وَنُؤْمِنُ بالبَعْثِ وَبجزاءِ الأَعْمالِ يَوْمَ القِيامَةِ، وَالعَرْضِ وَالحِسابِ، وَقِراءَةِ الكِتابِ، وَالثَّوابِ وَالعِقابِ، ‏وَالصِّراطِ.‏
    وَالميزانِ يُوزَنُ بهِ أَعْمالُ المُؤْمِنينَ مِنْ الخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالطَّاعَةِ وَالمَعْصِيَةِ. ‏
    وَالجَنَّةُ وَالنَّارُ مَخْلوقَتانِ لا يَفْنَيانِ، وَلا يَبيدانِ. ‏
    وَإِنَّ اللَّهَ تَعالى خَلَقَ الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَخَلَقَ لَهُما أَهْلاً. ‏
    فَمَنْ شاءَ إِلى الجَنَّةِ أَدْخَلَهُ فَضْلاً مِنْهُ، وَمَنْ شاءَ مِنْهُمْ إِلى النَّارِ أَدْخَلَهُ عَدْلاً مِنْهُ. ‏
    وَكُلٌّ يَعْمَلُ لِما قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، وَصائِرٌ إِلى ما خُلِقَ لَهُ. ‏
    وَالخَيْرُ وَالشَّرُ مُقَدَّرانِ عَلى العِبادِ، وَالاسْتِطاعَةُ الَّتي يَجبُ بها الفِعْلُ مِنْ نَحْوِ التَّوْفيقِ الَّذي لايَجُوزُ أَنْ ‏يُوْصَفَ المَخْلوقُ بها تَكونُ مَعَ الفِعْلِ، وَأَمَّا الاسْتِطاعَةُ مِنَ الصِّحْةِ وَالْوُسْعِ وَالتَّمَكُّنِ، وَسلامَةِ الآلاتِ فَهِيَ ‏قَبْلَ الفِعْلِ، وَبها يَتَعَلَّقُ الخِطابُ، وَهُوَ كَما قالَ اللَّهُ تَعالى: ‏لاَ يكَلفُ الْلَّهُ نفْسَاً إِلاَّ وُسْعَهَا‏. ‏
    وَأَفْعالُ العِبادِ هِيَ بخَلْقِ اللَّهِ تَعالى وَكَسْبٍ مِنَ العِبادِ. ‏
    وَلَمْ يُكَلِّفْهُمُ اللَّهُ تَعالى إِلاَّ ما يُطِيْقُوْنَ، وَلا يُطِيْقُوْنَ إِلاَّ ما كَلَّفَهُمْ، وَهُوَ حاصِلُ تَفْسيرِ قَوْلِ "لا حَوْلَ وَلا ‏قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ"، تَقولُ: لا حِيلَةَ وَلا حَرَكَةَ لأَحَدٍ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِلاَّ بمَعُونَةِ اللَّهِ؛ وَلا قُوَّةَ لأَحَدٍ عَلى إِقامَةِ ‏طاعَةٍ وَالثَّباتِ عَلَيْها إِلاَّ بتَوْفيقِ اللَّهِ. ‏
    وَكُلُّ شَيْءٍ يَجْري بمَشيئَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِلْمِهِ وَقَضائِهِ وَقَدَرَهِ. ‏
    غَلَبَتْ مَشيئَتُهُ المَشيئاتِ كُلَّها، وَغَلَبَ قَضاؤُهُ الحِيَلَ كُلَّها، يَفْعَلُ ما شاءَ وَهُوَ غَيْرُ ظالِمٍ أَبَداً. ‏
    تَقَدَّسَ عَنْ كُلِّ سُوءٍ، وَتَنَزَّهَ عَنْ كُلِّ عَيْبٍ وَشَيْنٍ، ‏لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يفْعَلُ وَهُمْ يسْأَلوْنَ‏. ‏
    وَفي دُعاءِ الأَحْياءِ للأَمْواتِ وَصَدَقَتَهِمْ مَنْفَعَةٌ لِلأَمْواتِ. ‏
    وَاللَّهُ تَعالى يَسْتَجيبُ الدَّعَواتِ، وَيَقْضي الحاجاتِ، وَيَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلا يَمْلِكُهُ شَيْءٌ. ‏
    وَلا يُسْتَغْنى عَنِ اللَّهِ تَعالى طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَمَنِ اسْتَغْنَى عَنِ اللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ فَقَدْ كَفَرَ، وَصارَ مِنْ أَهْلِ الخُسْرانِ. ‏
    وَإِنَّ اللَّهَ تَعالى يَغْضَبُ وَيَرْضَى لا كَأَحَدٍ مِنَ الوَرَى. ‏
    وَنُحِبُ أَصْحابَ النَّبيِّ ‏، وَلا نُفَرِّطُ في حُبِ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَلا نَتَبَرَّأُ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ. وَنُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُمْ، ‏وَبغَيْرِ الْحَقِ لا نَذكُرُهُمْ؛ وَنَرى حُبَّهُمْ ديناً وَإِيماناً وَإِحْساناً، وَبُغْضَهُمْ كُفْراً وَشِقاقاً وَنِفاقاً وَطُغْياناً. ‏
    وَنُثْبتُ الخِلافَةَ بَعْدَ النَّبيِّ ‏‏ أَوَّلاً لأَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَفْضيلاً وَتَقْديماً عَلَى جَميعِ الأُمَّةِ، ثُمَّ ‏لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ لِعُثْمانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ لِعَلِيٍّ بْنِ أَبي طالِبٍ رِضْوانُ اللَّهِ ‏عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ. وَهُمُ الخُلَفاءُ الرَّاشِدونَ، وَالأَئِمَّةُ المَهْدِيُّونَ، الَّذينَ قَضَوْا بالحَقِّ وَكانُوا بهِ يَعْدِلونَ.‏
    وَإِنَّ العَشَرَةَ الَّذينَ سَمَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏ نَشْهَدُ لَهُمْ بالجَنَّةِ كَما شَهِدَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏ وَقَوْلُهُ الحَقِّ، ‏وَهُمْ: أَبو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمانُ وَعَلِيٌ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ وَسَعيدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ عَوْفٍ وَأَبو عُبَيْدَةَ بْنُ ‏الجَرَّاحِ، وَهُوَ أَمينُ هذِهِ الأُمَّةِ رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ. وَمَنْ أَحْسَنَ القَوْلَ في أَصْحابِ النَّبيِّ ‏‏ ‏وَأِزْوَاجهِ وَذرِّيَّاتِهِ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفاقِ.‏
    وَعُلَماءُ السَّلَفِ مِنَ الصَّالِحينَ وَالتَّابعينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ وَالأَثَرِ، وَأَهْلِ الفِقْهِ وَالنَّظَرِ، لا يُذكَرُونَ ‏إِلاَّ بالجَميلِ، وَمَنْ ذكَرَهُمْ بسوءٍ فَهُوَ عَلى غَيْرِ السَّبيلِ.‏
    وَلا نُفَضِّلُ أَحَداً مِنَ الأَوْلِياءِ عَلى أَحَدٍ مِنَ الأَنْبياءِ. وَنَقولُ: نَبيٌّ واحِدٌ أَفْضَلُ مِنْ جَميعِ الأَوْلِياءِ، وَنُؤْمِنُ بما ‏جاءَ مِنْ كَراماتِهِمْ، وَصَحَّ عَنِ الثِّقاتِ مِنْ رِوايَتِهِمْ.‏
    وَنُؤْمِنُ بأَشْراطِ السَّاعَةِ مِنْها: خُروجُ الدَّجَّالِ، وَنُزولُ عيسى عَلَيْهِ السَّلامُ مِنَ السَّماءِ، وَبطُلوعِ الشَّمْسِ ‏مِنْ مَغْرِبها، وَخُروجِ دَابَّةِ الأَرْضِ مِنْ مَوْضِعِها.‏
    وَلا نُصَدِّقُ كاهِناً وَلا عَرَّافاً، وَلا مَنْ يَدَّعي شَيْئاً بخِلافِ الكِتابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْماعِ الأُمَّةِ.‏
    وَنَرى الجَماعَةَ حَقَّاً وَصَواباً، وَالفُرْقَةَ زَيْغاً وَعَذاباً.‏
    وَدِينُ اللَّهِ في السَّماءِ وَالأَرْضِ واحِدٌ وَهُوَ دِينُ الإِسْلامِ، كَما قالَ اللَّه تَعالى: ‏إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الْلَّهِ ‏الإِسْلامُ، وَقالَ تَعالى: ‏وَمَنْ يبْتغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينَاً فَلَنْ يقْبَلَ مِنْهُ، وَقالَ تَعالى: ‏وَرَضِيْتُ لكُمُ الإِسْلامَ ‏دِينَاً، وَهُوَ بَيْنَ الغُلُوِّ وَالتَّقْصيرِ، وَالتَّشْبيهِ وَالتَّعْطيلِ، وَالجَبْرِ وَالقَدَرِ، وَالأَمْنِ وَاليَأْسِ. ‏
    فَهذا دِينُنا وَاعْتِقادُنا، ظاهِراً وَباطِناً. ‏
    وَنَحْنُ نَبْرَأُ إِلى اللَّهِ تَعالى مِمَّنْ خالَفَ الَّذي ذكَرْناهُ، وَبَيَّناهُ. ‏
    وَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعالى أَنْ يُثَبِّتَنا عَلَيْهِ وَيَخْتِمَ لَنا بهِ، وَيَعْصِمَنا مِنَ الأَهْواءِ المُخْتَلِطَةِ وَالآراءِ المُتَفَرِّقَةِ، وَالمَذاهِبِ ‏الرَّدِيَّةِ، كَالمُشَبِّهَةِ وَالجَهْمِيَّةِ وَالجَبْرِيَّةِ وَالقَدَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ خالَفَ السُّنَّةَ وَالجَماعَةَ، وَاتَّبَعَ البدْعَةَ ‏وَالضَّلالَةَ، وَنَحْنُ مِنْهُمْ بَراءٌ، وَهُمْ عِنْدَنا ضُلاَّلٌ وَأَرْدِياءُ. ‏
    وَاللَّهُ أَعْلَمُ بالصَّوابِ، وَإِلَيْهِ المَرْجعُ وَالمَآبُ. تمت ولله الحمد
    ولا تنسوا الدعاء لمؤلفها ولمن نشرها ولي بالهداية والصلاح ولوالدي ولجميع المسلمين وجزآكم الله خيرا وجمعنا ‏وإياكم في مستقر رحمته .‏
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية عـــــــادلــــ
    تاريخ التسجيل
    Dec 2002
    الدولة
    السعودية -جدة
    المشاركات
    12,714
    معدل تقييم المستوى
    697

    رد: مَتنُ العَقيدَةِ الطَّحاوِيةِ

    رحمة الله على أَبُو جَعْفَرٍ الوَرَّاقُ الطَّحَاوِيُّ صاحب العقيدة الصافية الجميلة التي تتوافق مع الفطرة وجزاك الله عنا كل خير أخي أبو سعيد

    لك تحياتي
    إذا فاتني عصــر السيف
    فــالقــلم هــــو سـلاحــي
    المحبرة هي جراب سهامي
    وعلى الورق سطرت مقتل أعدائي
    كلمة الحـــق هـي أحـد
    من السيف عــلى الأعــناقــي
    من كلمات عادل الكثيري

  3. #3

    الصورة الرمزية أبو سعيد الهمداني
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    المشاركات
    1,743
    معدل تقييم المستوى
    487

    رد: مَتنُ العَقيدَةِ الطَّحاوِيةِ

    بارك الله فيك

    ودمت في حفظ الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4

    الصورة الرمزية ولــهــان جــدة
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    قـــ {الشباب اليمني}ــلــب
    العمر
    34
    المشاركات
    521
    معدل تقييم المستوى
    368

    رد: مَتنُ العَقيدَةِ الطَّحاوِيةِ

    جزاك الله خير نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اهداء الى اعضاء المنتدى


    http://song3.6rb.com/sorya/asala/asala-aktar.ram







    هـــــز طــولكــ واكــتــبــ مــوضــوعــكــ بــــــــس باســلــوبـــكـــــــ !!!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5

    الصورة الرمزية أمـ من الشرق ـيرة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    المشاركات
    3,108
    معدل تقييم المستوى
    395

    رد: مَتنُ العَقيدَةِ الطَّحاوِيةِ

    رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير ..
    شهر مبارك باذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    اخي الفاضل
    جزاك الله خيرا وبارك فيك ولك
    واشكرك على الموضوع الرائع
    رحمة الله على أَبُو جَعْفَرٍ الوَرَّاقُ الطَّحَاوِيُّ
    فلا تحرموني من تواجدكم دوما ومداخلاتكم الرائعة

    _____________

    طهرو قلوبكم

    يقول ابن الجوزي عليه رحمةُ الله: يا هذا، طهر قلبك من الشوائب؛ فالمحبة لا تلقى إلا في قلب طاهر، أما رأيت الزارع يتخيرُ الأرض الطيبة، ويسقيها ويرويها، ثم يثيرها ويقلبها، وكلما رأى حجراً ألقاه، وكلما شاهد ما يُؤذي نحّاه، ثم يلقي فيها البذر، ويتعاهدها من طوارق الأذى؟



    أعناب ونخيل وعين سلسبيل وشراب زنجبيل واشجار تتراقص وتميل وخدام تغرف وتكيل وقصور تحتها الانهار تسيل جعلها الله حدود ملكك في جنة النعيم اسعدك الله بشهر رمضان وال بيتك اجمعين اللهم يا رحمن يا رحيم يا سميع يا عليم يا غفور يا كريم إني أسألك بعدد من سجد لك في حرمك المقدس من يوم خلقت الدنيا الى يوم القيامه أن تطيل عمر قاري هذا الدعاء وترحم والديه وان تحفظ أسرته وأحبته وان تبارك عمله وتسعد قلبه


    مع خالص احترامي
    اختكم
    سومي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يا قارئ خطي لا تبكي على موتي..
    فاليوم أنا معك وغداً في التراب..
    فإن عشت فإني معك وإن مت فاللذكرى..!
    ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري..
    بالأمس كنت معك وغداً أنت معي..
    أمـــوت و يـبـقـى
    كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى
    فيـا ليت
    كـل من قـرأ خطـي دعا لي
    *************
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6


    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    الامـــــUAEارات ..
    المشاركات
    20,095
    معدل تقييم المستوى
    636

    رد: مَتنُ العَقيدَةِ الطَّحاوِيةِ

    بارك الله فيك

    ودمت في حفظ الله أخي

    جزاك الله خير

    ورمضان كريم وكل عام وأنتم بخير ..

    مع تحيات <سوبر مان >
    ...............

  7. #7

    الصورة الرمزية يارب اوصل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    111
    معدل تقييم المستوى
    201

    رد: مَتنُ العَقيدَةِ الطَّحاوِيةِ

    الحمد لله انا درست الكثير منها
    وكانت رائعة بس تحتاج إلى تركيز
    مشكور

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •