رسائل حب الجزء الثاني
اتمني ان تنال على اعجبابكم
21- كيف أحتفل بك ؟!
كم أنت رائعة
يا صديقة الغرام ..
كم فرحت بكلماتك ,
وخاصة أنني كنت أعيش أجواء باريسية ..
كنت , قبل ذلك , أتصفح الروايات الفرنسية ,
وأقرأ رسائل العشاق بين صفحاتها ,
وجاءت رسالتك لتعيدني
إلى تلك الأجواء الرومانسية الحالمة .
لقد حفظت رسالتك بعد تغليفها بالحب ,
في ملفي الخاص , في أعماق قلبي ..
لأنها ـ بصراحة ـ كانت حنونة بالمرة ..
ودودة للغاية ..
ذوبتني لدرجة لا تتصورينها .
أنا سعيد بها كسعادتي بك ..
إنها حلم جميل ..
لو لم يقرأني أحد سواك لكفاني ..
لو لم أقرأ غيرك يكفيني ..
عودي إليَّ
تجدينني قد احتفلت بك
على طريقتي الخاصة ,
وليتني كنت عندك لأقيم لك حفلة راقصة .
أشعر كأني سأكتب ألف قصيدة
من وحي كلماتك العذبة الرقراقة ..
هل أقول أكثر ..
أم يكفي هذا لتوصيل مشاعري ! .
إلى اللقاء في رسالة قادمة ..
22- لا تحزني !
عزيزتي ..
آه لو تعلمين
ماذا أحدث خطابك الأخير في فؤادي ..
لقد أنكأ جراحه وأثار نيرانه من تحت الرماد ..
إن مشاعرك وصلت كلها إلى أعماق قلبي ..
وأحزنني ما تضمنته سطورك من يأس وحزن وألم .
إنني أتألم لآلامك على نحو قاتل ,
ويدمي قلبي يأسك العارم ,
لدرجة أن فرحتي الكبرى
بمتعتك في التحدث معي
كما تقولين
تصاغرت أمام آلامك العظمى ..
ولا أريدك أن تحزني
أو تتألمي لهذه الدرجة ,
فإن لي من الشعور والخيال
ما يحيل صخرة الألم إلى جبل عظيم ,
وما يجعل قطرة الحزن تبدو
وكأنها إحدى محيطات العالم ..
إنني معك بقلبي الكسير ,
وإن كنت أتساءل ماذا يمكن لقلب كسير
أن يفعل على البعد لقلب كسير مثله ..
ليس لي سوى
أن أشد على يديك
وعلى ريشتك الآسرة مهما تكتبين ..
وأن أربط على قلبك برباط الحب
المغلف بالحنان والمواساة وغاية المودة والوجد ..
وأن أدعو لك من صميم فؤادي
بالراحة والسعادة والبهجة والمرح .
إلى اللقاء أيتها العزيزة الرائعة .
23- تفاصيل حياتك
مؤنستي ..
بقدر ما أفرحني خطابك المرح
بقدر ما كنت حزينا ذلك اليوم ..
وبقدر ما أعجبني قرارك التاريخي
بالتخلي عن أحزانك
بقدر ما تساءلت عن إمكانية ذلك ..
هل حقا نستطيع
أن نتخلى عن أحزاننا
بمجرد اتخاذ قرار ؟! .
ليتني مثلك أستطيع ذلك
ولكني أظن لا أستطيع ! .
مهما يكن ,
فإني أشد على يديك
وعقلك الذي اتخذ مثل ذلك القرار .
وأتمنى لك حياة سعيدة
بلا هموم ولا أحزان ,
وكل عام وأنت بخير .
اكتبي لي دائما ,
فإن كلماتك بلسم ودواء ,
وحدثيني عن نفسك
وعن آمالك وطموحاتك ..
شاركيني في تفاصيل حياتك ,
فما عاد شيء يهمني سواها ..
مع خالص الود .
24- تسألين عني !
تسألين عني ! ..
أنا من بات يفكر فيك
كجذور النخلة العطشى ,
حين تفكر في السماء المثقلة بالغيوم ..
ويشتاق إليك
كالطير الغريب في غابة الدهور ,
حين يشتاق إلى روح أليفة
تمرح معه بين الزهور ..
كل رسالة منك , والتي هي قطعة أدبية راقية ,
أتلهف عليها تلهفا شديدا ..
وما أكتب لك إلا لكي أرى من جديد كلماتك العذبة , التي تذوبني وتذوب أحزاني في نفس الوقت .
صار فتح البريد من أجلك أنت
ومن أجل رسائلك فقط ..
كل الرسائل لا قيمة لها سوى رسائلك ,
وقد يكون لبعض الرسائل قيمة
حين تجاور رسالة منك .
كل يوم أنتظر ..
وكل ما فتحت البريد أتلهف ! ..
أو بعد هذا تسألين ! ..
أو بعد هذا تشكين ! ..
اعذريني ,
إنني أنسى نفسي فعلا حين أكتب لك ,
وما هي نفسي أمام طيفك الساحر ! .
أحس بحنين غريب نحوك
وكأني أعرفك منذ زمن بعيد ..
ربما قبل آلاف السنين .
أود أن أطير إلى مملكتك الساحرة
حتى أراك ..
وأكون قريبا منك
وأرى الدنيا من خلال عينيك ..
ماذا أقول أكثر ؟! ..
هل يرضيك أن أقول إنني كذا وكذا وكذا ! .
صدقيني كل ذلك غير مهم ..
المهم أشواقي وحنيني إليك ..
تلهفي لأن أعرف عنك أكثر وأكثر .
المهم انك غزوت قلبي
واحتللت مساحة كالمحيطات من أعماقه .
أرأيت كيف هي مكانتك وغلاوتك عندي ..
كل ما أرجوه أن تكتبي لي كل يوم ..
دعيني كل يوم أقرأك وأتخيل أناملك الرقيقة
وهي تكتب لي رسالة أو بطاقة ..
دعيني كل يوم أعيش معك ومع كلماتك الحنونة .
لقد قلت لك إنك حنونة بالمرة .. ودودة للغاية ..
ذوبتيني لدرجة لا تتصورينها .
وهاأنذا أكرر نفس العبارات لأنك فعلا كذلك .
سامحيني لقد أطلت عليك ,
ولكن يمكنك أن تعاتبي قلبي المتلهف ! .
والسلام على قلبك الحنون ..
25- اندفاع الشلال
الآن ,
مثل كل يوم ,
فتحت بريدي لعل وعسى ,
ولكن لم أجد غير الحسرة ! .
بدأت أخاف من اندفاع أشواقي إليك ,
كاندفاع الشلال
من أعلى التل إلى أعمق النهر ..
تخيلي شلالات نياجرا في اندفاعها
تجدين أشواقي أكثر منها اندفاعا .
أتخيلك الآن وأنا أكتب
تشربين معي فنجانا من القهوة
على شاطئ الحب ,
وتبحرين معي على زورق مخملي
وسط نهر رومانسي ,
ثم نرسو في شاطئ من شواطئ جنة الخلد
ليس فيه سوى أنت وأنا ,
حولنا الورد والياسمين من كل صنف ولون ..
نرقص معا طوال الليل ! .
أرجو ألا تؤاخذي خيالاتي ,
وإن كان لا بد فعندك مصدرها ..
أنت لا غيرك .
وأرجو كذلك ألا تتأخري في الرد ..
ولك خالص الحب ..
26- سلامتك
سلامتك .. أيتها العزيزة
سلامة عينيكِ ..
سلامة رأسك المتألم ..
سلامة جسدك اللطيف ..
كنت أود ألا أزيد على ذلك كلمة واحدة ..
كنت أود أن أكف عن أحلامي ,
وأن أتوقف عن كلماتي ,
التي صارت تزيد حيرتك وتثير ريبتك ..
كنت أود ذلك ..
ولكني وجدت ريشتي تنساب نحوك
كما ينساب الماء في نهر من الشوق ,
ووجدت ريشتي
تقترب من سريرك الأبيض ,
وتلمس جبينك المضيء المرتعش
مسا رقيقا كرقتك ,
وتربت على كتفك القطني
المتمدد في صمت حنون ,
هامسة :
سلامتك أيها الجسد العزيز ..
سلامتك يا من تحمل روحي الأليفة ..
سلامتك أيها الزورق الساكن في بحر الإشراق ..
***
كنت أود , قبل ذلك ,
أن أكتب لك رسالة أخيرة ..
رسالة وداع ..
تريحك من قلق الحيرة وبواعث الريبة ,
ولا تزيدك ألما على آلامك ..
كنت أود ذلك ,
ولكني وجدت في رسالتك
ما يبعث على كتابة مئة رسالة وألف قصيدة ..
وجدت في كلماتك ما يحرك القلم الجامد
ويحيي القلب الميت
ويسكب المداد أنهارا ..
***
وتذكرت حكايتك وحكايتي معك ,
ودعوتك لي بالتفكير في علاقتنا
والوقفة مع النفس تجاهها ,
وموقفك من أحزاني .. الخ الخ .
وأصدقك القول ..
لقد فكرت كثيرا ,
ووقفت مع نفسي كثيرا ,
فلم أجد أمامي سوى
طريق طويل أهرول فيه نحوك ..
طريق تعرفينه جيدا ..
إنه نفس الطريق الذي كنتِ تمشين فيه نحوي ..
هذه هي الحقيقة , وهكذا هو معها ..
أتت إليه ماشية فسعى إليها مهرولا ..
تقربت إلى قلبه ميلا فتقرب إلى قلبها أميالا ..
***
أما عن أحزاني ,
فلا أجرؤ على إثارتها أمام قرارك التاريخي ,
احتراما لك ولقرارك ..
وبدلا من ذلك ,
سأظل أكتب إليك ـ إذا رغبت ـ أشواق روحي ,
كما هي ثائرة في واقع الأحلام ,
فإن واقع الأحلام أعذب من أحلام الواقع
مئات المرات ..
ولا أريدك أن تكتبي لي
إلا إذا شعرت بأن ذلك يوفر لك
بعض السعادة التي هي غاية مطمعي ,
أو كل السعادة التي أتمناها لك مخلصا
من كل قلبي ..
طابت روحك ,
وسلام إليها من روحي ..
27- أنت الحقيقة والحلم
أنت الحقيقة والحلم ..
أنت الحلم والحقيقة ..
لا .. بل أنت أجمل الأحلام ..
وأروع الحقائق
لو كنت حكما
لحكمت لك بعرش العالم
في الجمال ..
ولكن , في حدود قدرتي ,
قد حكمت لك بعرش قلبي
فاعتليه
أيتها الملكة الفاتنة
يا من أدرت رأسي
بل أسكرته من فتنتك ..
ونظرتك الحالمة
جعلتْه يذوب أكثر في الأحلام
ويتمنى أكثر أن يذوب في الواقع .
لا أظن في دنيا الحب
من هو أسعد مني في لحظة رؤيتك
كنتُ ملك الفرح
كنتُ المجنون حين التقى بليلى
كنت الفرحة ذاتها
قررت أن أراك كل يوم
وأتأمل حسنك الطاغي كلما أراك
وأحلم مع نظراتك الشاردة .
لم أكن أتوقع أن الحقيقة
بمثل هذه الروعة
كنت موطنا نفسي
على أسوأ الاحتمالات
فإذا الأسوأ ينقلب إلى الأجمل
إلى الأروع
إلى منتهى الروعة والبهاء
إلى ما يعجز القلم عن وصفه
ويحار الفكر في تمثله .
28- أنت السحابة التي ..
أنت السحابة التي لم تمطر بعد
إلا في سماء قلبي
قلبي أنا وحدي .
أيتها السحابة
متى تمطرين في سـمائي
وتبللين مسائي
مالي أراك تقفين صامتة .. صامتة
كأنك تخشين البوح
عن ذلك اللؤلؤ المكنون
وضياع الصدى
مع قبض الريح
مالي أراك حائرة .. حائرة
هل تمطرين في طريقي
أم تمضين في طريقك
كأنك تخشين أن تمطري
فوق صخر صلد
أو تنزلي بين ذرات الرمال
أواه لو تدركين الحقيقة
أو جزء من الحقيقة
أواه أواه ... ... ...
29- مع صورك
رائعة صورتك الوسطى ثم الأولى ثم الثالثة
رائعة صورتك الثالثة ثم الأولى ثم الثانية
رائعة صورتك الأولى ثم الثالثة ثم الوسطى
الحقيقة لا أدري
أيهن أروع من الأخريات
كلهن رائعات فاتنات مثيرات
كلهن جميلات جمال الورود الحمراء
والجنة الخضراء التي تحيط بك
كل واحدة فيها ميزة ليست في الأخريات
في الأولى
رأيت وجهك الناعم
وقسماتك المثيرة عن بعد
وخصلات شعرك المتموج
في الثانية
رأيت عينيك الساحرتين
ونظراتك الحالمة
وحنانك ودلالك
في الثالثة
رأيت قدك المياس
وراحتك الرقيقة
وشموخك وكبريائك
وفي كلهن
رأيت لقطات مكبرات لجمالك
وفضحت كذبك حيال فتنتك
لا تكذبي مرة أخرى بخصوص جمالك
الذي أدار رأسي
كما تدير الحور رؤوس المنعمين في الجنة
أنت لست فتاة أحلامي فحسب
بل منتهى آمالي
أنت قمة الجمال (...) الذي أعشقه
لا بل أنت قمة الجمال بلا جنسية ولا هوية
أنت قمة الجمال الإنساني والملائكي
أعفيني
من المزيد في الوصف
ودعيني ,
يا جميلة الجميلات ,
أتأملك فحسب ..
30- يوم لا ينسى
سحابتي ..
توجهت اليوم لعملي ساهيا
مبتهجا سعيدا راضيا ..
فمازالت صورك الساحرة
التي تكرمت عليّ بها
تتراقص أمام ناظري ..
كانت السماء مزدحمة
على خلاف عادتها , بالسحب الغزيرة
فعرفت لأول مرة كيف يجتمع ربيعان
ربيع الغرام
وربيع الأنام
وكانت السحب تحجب الشمس
كالمسافة البعيدة التي تحجبك عني الآن .
كان الطريق شبه فارغ من الناس ,
لكنه مزدحم بك وبصورك في كل مكان ,
وكأنك ملكة البلاد ,
وكنت أسمع أغنية من أغنياتي المفضلة التي
تشعل عواطفي المشتعلة أصلا كاللهب ,
فتزيد من تأثير الصور ووقعها على قلبي .
صـبـََّحت على زملائي
في العمل بانشراح واضح ,
قائلا بعد السلام ,
وبصوت حنون ونبرات أعلى من المعتاد :
سلام على الحلوين .. الحلوين فقط ,
وكأنني في الحقيقة أعنيك أنتِ .
قال قائلهم : كلنا حلوين ..
وقال قلبي : بل هي فقط .. الحلوة ..
هي فقط أحلى الحلوين والحلوات .
وفي الاجتماع الطارئ بالإدارة ,
كنت ساهما ومشغولا بك عما يقال .
كانت ثمة قرارات إدارية جافة
لا تصدر عن قلب حنون عرف الحب يوما .
كدت أصرخ أمام الجميع :
كل المشكلات المطروحة لا حل لها سوى الحب ..
والحب وحده .
لكنني اكتفيت بالهمس إلى جاري الظريف ,
وفي الحقيقة إنما كنت أهمس إليك
وأوشوش عينيك الحانيتين .
وعندما خرجت من العمل ..
كانت السماء تمطر بشدة ,
فاستقبلت قطراتها بمظلة وديعة
شراعها الحب ,
صـنعتها من صورك الرائعة ,
وتذكرت ,
ويا للمصادفة ,
تلك السحابة التي لم تمطر بعد
إلا في سـماء قلبي .
قدت السيارة ببطء ,
وظللت أتجول تحت المطر ,
وأراك تتراقصين أمامي بخصلات بللها القطر ,
وكلما يشتد المطر تساقطا
تشتد تصوراتي وأشواقي وآهاتي عنفوانا .
كان فكري صافيا كلحظة الإشراق ,
وكان قلبي مفعما بالحب لدرجة الإغراق ,
وكانت عيون قلبي تراك في كل قطرة ,
وآذانه تسمعك في كل حبة من حبات المطر ,
إلى أن أصبحتُ متحدا مع المطر ,
واتحدت معك في صميم الماء ..
في بحيرة نائية .
وحينما لم يبق سوى الرذاذ
المتساقط في نعومة حانية ,
وصلت البيت ,
ولم أستطع النزول ريثما أكمل المقطوعة الأخيرة
من إحدى أغنياتي المفضلة التي
كانت آخر خلفية موسيقية لرقصك معي
في ذلك الجو الماطر العنيف .
كأنني في تلك الرحلة ,
كنت أدعو السماء أن تهبك لي طوال العمر ,
وأن تشحنك بشحنات البرق والرعد والبرد
حتى تمطرين في سمائي
بقطرات الحب العنيفة ..
المجنونة .. المتلاحقة للأبد .
وأخيرا ,
دخلت المكتب ,
وأغلقت الباب عليك ,
واتحدت معك ثانية وأنا أكتب إليك ,
وطافت حولي تلك السحابة التي لم تمطر بعد .
الآن ,
طلعت الشمس ..
تـُرى , متى تظهر من بينها
سحابتي لتمطر كياني ,
وتروي ظمئي
وتغرق قلبي في بحيرة الحب الدافئ ؟! .
31- على سرير ثغرك
عرفتُ اسمي
يوم ناديتني به
إذ تخلقتُ في حبائل صوتك
وولدتُ من جديد على
سرير ثغرك
32- انصهار دون شفتيك
عاد وجهي
يوم ابتسمت لي ..
فهناك , في المسافة التي
تفصلني عن شفتيك
صهرت قسماتي ..
وهناك , على مرآة وجهك
تشكلت صورتي
33- أنغام خطواتك
البارحة فقط ,
أحببتُ رقصي ,
رغم بداوته ,
لأنك كنت ترقصين
في ساحتي , رقص الحضارة
وخطواتي تتلاشى
في أنغام خطواتك
34- حضنك ومنديلك
عشقت الليل والسهر
منذ احتواني حضنك الدافئ
فوق أعشاب القمر
ومسحتِ دموع الأحزان
بمنديلك الأزرق
Bookmarks