Page 1 of 2 12 LastLast
Results 1 to 12 of 13

Thread: الجهــــاد عندنا والحروب عندهم‏

  1. #1
    كاتب وأستاذ الشريعة

    Join Date
    Jun 2007
    Posts
    154
    Rep Power
    314

    الجهــــاد عندنا والحروب عندهم‏

    الجهــــاد عندنا والحروب عندهم‏

    انطلاقا من قوله تعالى: ‏
    ‏{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا ‏تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المائدة 8 .‏
    جاءت أحكام الجهاد فى سبيل الله وغاياته ترجمة لقيم العدل والرحمة والتسامح فى ‏تزاوج فريد بديع رغم أن الحروب عنوانها الغلظة والقسوة وقلما تخلو من البغى و ‏العدوان .‏

    ومن قول النبى صلى الله عليه وسلم:‏
    ‏( من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل ). أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد

    فمن عدل الإسلام ورحمته ان يجعل الجهاد فى مقابلة كيد المعتدين * قال تعالى :‏
    ‏{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}البقرة ‏‏190.‏

    ومن عدل الإسلام ورحمته أن يجعل الجهاد نصرة للمستضعفين والمظلومين * قال ‏تعالى :‏
    ‏{وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ ‏يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا ‏مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} النساء 75 . ‏

    ومن عدل الإسلام ورحمته أن يكون الجهاد فيه لقطع الفتنة ... قال تعالى :‏
    {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى ‏الظَّالِمِينَ} البقرة 193 . ‏

    ‏ وكم كان الإسلام عادلا حين اشترط إبلاغ دعوة الإسلام الى الخصوم قبل أن تبدأ ‏المنازلة . وكم كان الإسلام رحيما عندما منع قصد النساء والأطفال بالقتال * ‏وعندما حرم على أتباعه قتل أصحاب الصوامع و الحرث و الشيوخ والزمنى ‏ونهى عن المُثلة وأن يقتل الرجل أباه .‏

    ومن سماحة الإسلام أن لا يكره أحدا من خصومه على اعتناقه بل يتركهم أحرارا ‏وما يعتقدون وما يدينون . ومن سماحته العفو عند المقدرة والصفح عند الغلبة * ‏وهذا العدل وتلك الرحمة وهذا التسامح هو الذى دفع أحد المستشرقين الى القول : ‏‏"إن المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وروح التسامح نحو ‏أتباع الأديان الأخرى * وأنهم مع امتشاقهم الحسام نشرا لدينهم تركوا من لم ‏يرغبوا فيه أحرارا فى التمسك بتعاليم دينهم" . أ . هـ ‏

    واذا كنا فى هذا المقام لا نسعى لاستقصاء تلك الأحكام التفصيلية التى ترجمت قيم ‏العدل والرحمة والتسامح الى حقيقة واقعية فإننا نكتفي بذكر وصية رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم حين كان يقول لهم :‏
    ‏( انطلقوا باسم الله وعلى ملة رسول الله * ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا ‏صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا * وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا ان
    ‏ الله يحب المحسنين ) سنن أبي داود.‏

    ــ أمثلة من مدرسة الجهاد الرحيم :‏
    ولنقف مع موقفين عظيمين لقائدين مسلمين تربوا فى مدرسة الجهاد الرحيم * ‏وساروا على هدى معلمهم العظيم ورسولهم الكريم فلنقف: ‏

    ــ أولا مع صلاح الدين الأيوبى وقد نصره الله على الصليبين ودان له بيت المقدس ‏وصار تحت سيطرته بكل من يعج بهم من الصليبيين ... فماذا فعل ؟ ‏

    لم يفكر صلاح الدين فى الانتقام ولو فعل ما لامه أحد ولم يفكر فى الإذلال ولو فعل ‏ما فوجئ أحد . لكن المفاجأة كانت فيما صنع مع أكثر من مائة ألف صليبي .... فقد ‏أعطى لهم السلطان الأمان على أنفسهم وأموالهم وسمح لهم بالخروج مقابل مبلغ ‏يسير يدفعه المفتدون . ‏

    وأعطاهم أربعين يوما مهلة للخروج من بيت المقدس فخرج منه أربع وثمانون ‏ألفا ولحقوا ببنى جلدتهم فى مدينة صور وعكا وصيدا وأرسل معهم السلطان من ‏يحميهم . ‏

    أطلق السلطان كثيرا من فقراء الإفرنـج ومن غير فدية وأدى شقيـقه الملك العادل ‏الفدية عن ألفى رجل منهم ومن عجيب الأقدار أن قصد بعض هؤلاء الفقراء ‏الصليبين الى إنطاكية فأبى أميرها الصليـبى قبولهم فهاموا على وجوههم حتى ‏آواهم المسلمون * أما من ذهب منهم إلى طرابلس التى يسيطر عليها الصليبيون ‏اللاتين فقد أبو قبولهم * ولم يكتفوا بذلك بل سرقوا أمتعتهم التى منحها لهم ‏المسلمون . ‏

    ــ ثم كانت وقفة السلطان صلاح الدين الرحيمة بنساء الصليبيين حين اجتمعن معه ‏وتوسلن إليه قائلات : ( نحن إما زوجات او أمهات او بنات من أسر و من قتل من ‏الفرسان والجنود و لا عائل لنا و لا مأوى ..... ) .. وبكيـن وتأثـر السلطان فأمر ‏بإطلاق الأسرى من رجالهنّ * أما اللواتي مات أولياؤهن فقد منحن مالا كثيرا ‏وسمح لهؤلاء جميعا والذين مَنّ عليهم بالانصراف فانصرفوا وهم يلهجون بالثناء ‏عليه أينما ساروا . فهل هناك رحمة أعظم من هذه ؟!‏

    ــ ولنقف وقفة أخرى مع السلطان العثماني محمد الفاتح * وقد فتح الله عليه مدينة ‏القسطنطينية فى عام 1453 م وقد دخل كنيسة أيا صوفيا التى لجأ إليها رجال ‏الكنيسة و اعتصموا بها فقابلهم مؤكدا حمايته لهم وطلب من النصارى من أهل ‏المدينة ـ الذين فزعوا منها ـ العودة إلى منازلهم آمنين * ثم أمر بجمع كل آثار ‏القديسين التى نهبت يوم الفتح وسلمها إلى الكنائس والأديرة وترك لهم الحرية فى ‏اتباع كنائسهم وقوانينهم المالية وتقاليدهم المتعلقة بأحوالهم الشخصية وكل ما ‏يتعلق بحرياتهم الدينية.‏

    ــ ثم جمع السلطان رؤساء الكنائس لينتخبوا جورج سكولاريوس * وثبت السلطان ‏هذا الانتخاب واحتفل بتثبيته بنفس الأبهة التى كانت تتم فى أيام ملوك الروم * ‏ومنحه السلطان حق الحكم فى القضايا المدنية والجنائية بكافة أنواعها المختصة ‏بطائفته ، وعين معه فى ذلك مجلسا مشكلا من أكبر موظفي الكنيسة وأعطى هذا ‏الحق للمطارنة والقساوسة فى مختلف ولايات الدولة . ‏

    ولا عجب من تلكم الرحمة ولا غرابة من منطق السلطان صلاح الدين أو السلطان ‏محمد الفاتح، فكلاهما قد تشرب ضميره بصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏التى قالها لأهل مكة بعد ما فتحها وصاروا فى قبضته وهم الذين آذوه وطردوه من ‏بلده وحاربوه * وهاهم يسألونه : ما انت فاعل بنا ؟ فقال قولته الخالدة : ( اذهبوا ‏فانتم الطلقاء ) .‏

    ‏ نعم لقد تشرب هؤلاء من هدي النبى الكريم الذى كان ينهى عن قصد قتل النساء ‏والأطفال والشيوخ والرهبان والحراث والزمنى ويأمر بالوفاء بالعهد والحفاظ على ‏الذمة وأهلها فكيف بعد ذلك لا يكون جهادهم جهاد رحمة.‏

    ‏- أمثلة من مدارس الحرب القاسية الغاشمة :‏

    وإذا بدأنا باليهود لهالنا حجم القسوة والغلظة التى تملأ قلوبهم تجاه غيرهم * فهم ‏فى ظنهم شعب الله المختار وتعاليمهم تقول : لن نترك حيا أي شيء يتنفس ( سفر ‏التثنية ) * الآن اقتل كل الصغار ( سفر الأعداء ) .‏

    وطالما الأمر كذلك فلا غرو أن تأتى إجابات الحاخامات على سائليهم على هذا ‏النحو الذى نجده فى إجابة الحاخام الإسرائيلى شمعون وايزر عندما سأله جندى ‏إسرائيلى : هل من الجائز قتل العرب العزل من السلاح والنساء والأطفال ؟ وهل ‏نعامل العرب مثل العماليق * أى نقتلهم حتى نستأصل ذكراهم فى الأرض استنادا ‏الى ما جاء فى سفر التثنية ( ولتمح ذكرى العماليق من تحت السماء ) . ‏

    ورد الحاخام على الجندى برسالة جاء فيها : سأنقل لك بعض أقوال الحكماء ‏وأفسرها وذلك أن الحرب لدى غير اليهود ذات قوانين خاصة مثل قوانين لعب كرة ‏القدم أو السلة لكن الحرب عندنا كما يقول حكماؤنا : لا تعني بالنسبة لنا لعبة بل ‏ضرورة حيوية واستنادا إلى هذه المقاييس فقط ينبغى التفكير حول كيفية القيام ‏بها ولذلك أقول لك : أفضل غير اليهودى اقتلوه وأفضل الأفاعى هشموا رأسها * ‏وتلك هى قاعدة طهارة السلاح . وعندما قرأ الجندي رد الحاخام أرسل إليه مرة ‏أخرى يقول له : لقد تلقيت رسالتك وفهمتها على النحو التالى : لا يسمح لي في ‏زمن الحرب بقتل كل عربي أو امرأة أصادفها وحسب * بل من واجبي القيام بذلك * ‏وعن نفسي فإن من واجبي قتلهم حتى إذا نجمت عن ذلك مشكلات مع القانون ‏العسكري أعتقد أن فكرة طهارة السلاح يجب تعميمها على المعاهد التعليمية ‏وأرجو ان تنشط أيها الحاخام فى شرح هذه الفكرة كى يعرف جنودنا موقف ‏أسلافهم بوضوح كامل ...أ . هـ ‏

    ــ ولربما كانت قاعدة طهارة السلاح تلك وراء قيام الجيش الاسرائيلى بدفن آلاف ‏الأسرى المصريين وهم أحياء فى صحراء سيناء إبان حرب 1967 ولعلها كانت ‏فى قلب وضمير كل من شارك من الصهاينة فى المذابح وما أكثرها للفلسطينيين ‏بدءاً من دير ياسين 1948 ومرورا بمذبحة صبرا وشاتيلا 1982 وانتهاء بالمذابح ‏اليومية للفلسطينيين التى تجرى على قدم وساق لأبطال الانتفاضة الفلسطينية ‏الباسلة رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا* وهذا المنهج هو ذاته الذى يصوره الشاعر ‏الصهيونى شيرنجوفسكى فى قصيدته التى يقول فيها أعطنى سيفي لأنتصر على ‏أعدائى سوف أقطع كحاصد وأجتز جذورهم وسوف أشهر يدي اليمنى القوية ‏وأذبح أعدائى وأجعل سيفى يشرب فخورا من دمهم وستحسم خطواتي فى دماء ‏الصرعى وتدوس قدماي على شعر رؤوسهم وسأقطع من يمين وأحصد من شمال. ‏

    ــ وإذا انتقلنا إلى مدرسة أخرى من مدارس الحرب الغاشمة فسوف نجد فيها ‏أهوالا قلما نجد لها نظيرا * فالحروب الصليبية تمثل نموذجا يكشف حقيقة هذه ‏المدرسة ونقلب صفحاتها لنعرف كم كانت هذه الحروب غاشمة وكم كانت قلوبهم ‏قاسية . ‏

    ‏ ففى القرون الوسطى عندما زحف الصليبيون إلى بيت المقدس وقفوا أمام بلدة ‏معرة النعمان بسوريا وحاصروها حتى ارتكبوا من الفظائع ما تشيب له الولدان * ‏وقدر بعض المؤرخين الإفرنج الذين كانوا فى هذه الحملة عدد الذين قتلوا بين ‏رجال ونساء وأطفال بمائة ألف . ‏

    ثم تابعوا سيرهم الى بيت المقدس وشددوا الحصار عليها فرأى أهلها أنهم ‏مغلوبون لا محالة فطلبوا من قائد الحملة الصليبية الأمان على أنفسهم و أموالهم ‏فأعطاهم راية يرفعونها على المسجد الأقصى ويلجؤون إليه آمنين على كل شيء * ‏ولكن ما أن دخلوا المدينة المقدسة حتى شنوا حملة القتل والذبح والإبادة على ‏الرجال والنساء والأطفال وعلى كل من دخل المسجد المقدس من الشيوخ والأئمة ‏والعباد والزهاد فسالت الدماء حتى ارتفعت إلى ركبة الفارس وكانت الشوارع تعج ‏بالجماجم المحطمة والأذرع والأرجل والأجسام الآدمية المشوهة * ويذكر ‏المؤرخون أن عدد الذين ذبحوا فى داخل المسجد الاقصى فقط وصل إلى سبعين ‏ألفاً ولا ينكر مؤرخو الفرنجة هذه الفظائع وكثير منهم يتحدثون عنها فخورين .

    ــ وإذا ما انتقلنا إلى إشبيلية بالأندلس فى عام 1502 م فسنجد إعلانا كنسيا بطرد ‏المسلمين أعداء الله من إشبيلية وما حولها إذا لم يقبلوا المعمودية وبشرط ألا ‏يذهبوا إلى طريق يؤدى إلى بلاد إسلامية * ومن يخالف ذلك فجزاؤه القتل .‏

    ــ ولا ينسى المسلمون فى روسيا ما فعله القيصر إيفان الرهيب و حرب الإبادة ‏الشاملة التى شنها ضدهم فقد فرض عليهم أن يتنصروا أو يتركوا أوطانهم . ‏

    ــ وإذا ما انتقلنا إلى روسيا الشيوعية فحدث و لا حرج عن أبشع الممارسات ‏وأخس الوسائل منذ عهد ستالين ومرورا بالتدخل السوفيتي فى أفغانستان 1979 ‏وانتهاء بما يحدث اليوم فى الشيشان .‏

    ـ وإذا ما انتقلنا الى إقليم كوسوفو ذى الأغلبية المسلمة الألبانية والذى تعرض ‏لحملة صربية لتغيير طابعه الاسلامى لوجدنا أهوالا يشيب لها الولدان * ولنتعرف ‏على جانب منها من خلال بعض الشهادات الآتيه : ‏

    أ ـ قال ممثل منظمة الأمن والتعاون ( ساندى بليت ) إنهم جمعوا 1400 شهادة ‏حول انتهاكات حقوق الإنسان ابتداء من قتل المدنيين وعمليات التعذيب واغتصاب ‏النساء وطرد السكان ونهب الأموال وتدمير الممتلكات والسرقات. ‏

    ب ـ وكشف خافير سولانا الأمين العام لحلف الناتو عن وجود أدلة مثيرة عن قيام ‏هؤلاء الصرب بجريمة التطهير العرقى بما يعنى أنهم كانوا يقتلون السكان الألبان ‏المسلمين على قدم وساق.‏

    ج ـ قال وزير الخارجية البريطانى روبين كوك: إن القوات الصربية كانت تستخدم ‏الألبان المسلمين كدروع بشرية عندما هاجمتهم طائرات خلف الناتو. ‏

    د ـ قال وزير الدفاع الأمريكى وليم كوهين إن حوالي 100 ألف رجل فى سن القتال ‏من ألبان مسلمي كوسوفا فقدوا فى هذا الإقليم وربما قتلتهم القوات اليوغسلافية . ‏
    هـ ـ قال المتحدث باسم حلف الناتو : إن هناك 741 طفلا يبحثون عن عائلاتهم وفى ‏مقابل ذلك هناك 6382 من الأزواج الذين يبحثون عن أولادهم . ‏

    ــ وماذا عن أمريكا اليوم : ‏

    يحلو للساسة الأمريكيين الحديث عن الحرب العادلة والحرب النظيفة والمهمة ‏المقدسة فى نشر الحرية والديمقراطية عبر استخدام كافة الوسائل بما فيها ‏الأسلحة الذكية . ‏

    وصدّق البعض هذه المقولات البرّاقة إلى أن أيقظهم دويّ أم القنابل والصواريخ ‏الذكية توماهوك و كروز وهى تصب على رؤوس المدنيين صبا فى أفغانستان ‏والعراق والبقية تأتى. ‏

    لكن المتتبع للتيارات الفكرية فى أمريكا اليوم واتجاهات المجموعة الحاكمة ‏بواشنطون لن يجد كبير عناء فى اكتشاف حقيقة تلك الشعارات * واكتشاف أننا ‏أمام الحرب القذرة الظالمة * ولسنا أمام أسلحة ذكية * بل أمام أسلحة غبية مدمرة ‏ولسنا أمام التبشير بالحرية بل أمام التخطيط للهيمنة الأمريكية على العالم بما ‏يحقق المصالح الأمريكية لأجل غير مسمى . ‏

    ــ فالحرب الأمريكية اليوم وقائية، وهي أيضا للحفاظ على المصالح الأمريكية ولو ‏كان ذلك خارج الحدود وهي أيضا لفرض نموذج القيم الأمريكية على كل العالم ... ‏ولنستمع للرئيس الامريكى فى خطاب حالة الاتحاد وهو يقول : ( إن أمريكا ستكون ‏القائد فى هذه الحرب بالدفاع عن الحرية والعـدالة * لأنهما الحق والصواب الثابتان ‏لكل الناس فى كل مكان ). ‏

    بل إن من هؤلاء الساسة والمثقفين من يروجون لمفاهـيم الحرب العادلة كأمر ‏تلتزم به الولايات المتحدة الأمريكية فى حروبها . فقد جاء الآتى فى خطاب موجه ‏إلى الأمة الأمريكية والمجتمع الدولى من ستين أكاديميا أمريكيا بارزا على رأسهم ‏فوكوياما مؤلف كتاب ( نهاية التاريخ ) وصموئيل هينتنجتون صاحب كتاب ( ‏صدام الحضارات ) بعنوان من أجل ماذا نحارب ... خطاب إلى أمريكا : الحرب ‏العادلة يجب ان تتصف بأمرين : ‏

    ‏1 ـ ان تشنها سلطة شرعية . ‏

    ‏2 ـ ان لا تستهدف غير المحاربين إلا فى ظروف قد يعد امتدادها لإيذاء بعض ‏المدنيين بغير قصد مسبق مبررا أخلاقيا. ‏

    واذا ما طبقنا هذه الضوابط على ما حدث فى العراق فلنا ان نتساءل أين الشرعية ‏فى هذه الحرب كى تصير حربا عادلة ؟ أين هى ونحن نرى الرفض الشعبى العالمى ‏والرفض الدولى ممثلا فى مجلس الأمن والأمم المتحدة ؟ وأين الالتزام بعدم إيذاء ‏المدنيين والطائرات ‏‎ B52‎تلقى بين الفينة والفينة قنبلة وزنها عدة أطنان على ‏أحياء بغداد السكنية . ‏

    وهذا الصنيع غير مستغرب من دولة غاصت أقدامها فى حرب فيتنام ومن قبل ‏قصفت مدينتي هيروشيما ونجازاكى بالقنابل النووية أبان الحرب العالمية الثانية * ‏تلك الحرب التى وضعت أوزارها عام 1945 م مخلفة وراءها 55 مليون نسمة من ‏الضحايا كان بينهم 3 ملايين من المدنيين وهو رقم فاق عدد ضحايا الحرب ‏العالمية الأولى الذى بلغ 37 مليونا من الجرحى والقتلى والمفقودين . ‏
    وكل هذا دفع الكاتب الامريكى ناعوم تشوفسكى إلى أن يقول : ( إذا رصدنا أفعال ‏أمريكا فى العالم منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم لتبين لنا أنها أكبر دولة ‏إرهابية فى العالم . ) أ . هـ ‏

    تلك سطور من صفحات الحرب القاسية المخزية استعرضناها لعلها تكشف عن ‏الفارق الشاسع بين مفهوم الجهاد فى الإسلام وعند غيره من الأمم عندما يوضع ‏كل منهما على محك الممارسة فكما يقال : ‏
    ‏ فالضدد يظهر حسنه الضد = وبضدها تتميز الأشياء ‏

    ــ عود على بدء : ‏
    وهكذا تتبلور من خلال الاستعراض السابق كحقيقة مركبة من أبعاد متعددة متكاملة ‏لا يصح اختزالها فى أحد أبعادها ، فالحقيقة الغائبة للجهاد تقدم لنا جهادا شاملا ‏على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدعوية وبالطبع ‏العسكرية . ‏
    وهى تعني أيضا أن الجهاد ما هو إلا وسيلة من الوسائل العديدة التى أبانها المنهج ‏الإسلامـى لبلوغ غايته النبيلة .‏

    ‏ وهى تبين كذلك ارتباط الجهاد وجودا وعدما بالمصالح المأمولة والقدرات ‏المملوكة فى ظل الالتزام بالأحكام الشرعية المنظمة له والمقاصد الإسلامية الكلية ‏الموجهه له . ‏

    تقدم لنا الحقيقة الغائبة للجهاد مفهوما للجهاد يمزج بين العدل والرحمة والسماحة ‏ليلتزم به كل من انتصر على النفس قبل دحر الخصم واختار طريق التضحية ‏والفداء لمنازلة الأعداء .... تلك هى حقيقة الجهاد الغائبة نتمنى أن تصير
    جلية واضحة . ‏
    Last edited by رضوان حمدان; 24-11-2007 at 07:46 PM.

  2. #2
    نشوان بن سعيد الحميري's Avatar
    Join Date
    Jan 2007
    Location
    المانيا
    Posts
    12,408
    Rep Power
    987

    رد: الجهــــاد عندنا والحروب عندهم‏

    مشكور يا سيد رضوان


    بعد غيبة طولة تعود إلينا كما عودتنا بكل رائع ومفيد


    وهذا الموضوع لا اخفيك انه قد أثار نقاشات كثيرة لي مع اصدقاء اجانب


    عندي سؤال واحد بعد طرحك الآكثر من رائع


    ما دلالة قوله تعالى "ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"؟؟؟

    وما سبب نزولها ومتى نزلت لو استطعت ان تجلب لي هذه المعلومات

    فأني كما تعلم في الغربة بعيد عن كل المصادر

    تحياتي
    §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§

  3. #3

    شاطئ الوفاء's Avatar
    Join Date
    Oct 2006
    Location
    احضــان الوطـن..!!
    Posts
    2,674
    Rep Power
    500

    رد: الجهــــاد عندنا والحروب عندهم‏



    موضوع رائــع ومفيــد..

    بــاركـ اللــه فيــكـ..

    اخي رضــوان خمدان..

    وجعلـه في موازيــن حسناتــكـ..

    ننتظــر جديدكـ هنــا.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مع فراقنا بخيانة..

    انعدم هبوب الضوء..

    وتمزقت خيوط الشمس..

    وانقطع احد خيوط الأصيل..!!

    في غيابة الجب كان الرحيل..!

    في عالم خيالي لا اخ ولا خليل.!

  4. #4
    كاتب وأستاذ الشريعة

    Join Date
    Jun 2007
    Posts
    154
    Rep Power
    314

    رد: الجهــــاد عندنا والحروب عندهم‏

    أخي الحبيب نشوان

    أشكرك

    وطلبك سيُلبى في أقصى سرعة

    جزاك الله خيرا

  5. #5
    كاتب وأستاذ الشريعة

    Join Date
    Jun 2007
    Posts
    154
    Rep Power
    314

    رد: الجهــــاد عندنا والحروب عندهم‏

    سفير المنتدى

    بارك الله لك وفيك

    حفظك الله ورعاك

  6. #6
    كاتب وأستاذ الشريعة

    Join Date
    Jun 2007
    Posts
    154
    Rep Power
    314

    رد: الجهــــاد عندنا والحروب عندهم‏

    أخي نشوان:‏

    سبب النزول

    {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا ‏اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)}البقرة

    ‏*قال ابن‎ ‎عباس‏:‏ لما سار رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم معتمراً في سنة ست ‏من الهجرة،‎ ‎وحبسه المشركون عن الدخول والوصول الى البيت، وصدّوه بمن معه ‏من المسلمين في ذي‎ ‎القعدة وهو شهر حرام حتى قاضاهم على الدخول من قابل، ‏فدخلها في السنة الاتية هو ومن‎ ‎كان من المسلمين، واقصه اللّه منهم فنزلت في ‏ذلك هذه الاية‏:‏ ‏{‏الشهر الحرام‎ ‎بالشهر الحرام والحرمات قصاص‏}‏

    وعن جابر بن عبداللّه قال‏:‏ لم يكن رسول اللّه صلى‏‎ ‎اللّه عليه وسلم يغزو في ‏الشهر الحرام الا ان يغزى وتغزوا فاذا حضره اقام حتى‎ ‎ينسلخ‎ ‎‏"‏رواه احمد، قال ‏ابن كثير‏:‏ اسناده صحيح‏"‏
    ‏ولهذا لما بلغ‎ ‎النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو مخيم بالحديبية أن عثمان قتل، وكان ‏قد بعثه في رسالة‎ ‎الى المشركين، بايع أصحابه وكانوا الفاً وأربعمائة تحت الشجرة ‏على قتال المشركين‎ ‎فلما بلغه أن عثمان لم يُقتل كفَّ عن ذلك وجنح إلى المسالمة ‏والمصالحة، فكان ما كان،‎ ‎وكذلك لما فرغ من قتال هوازن يوم حنين وتحصن فلهم ‏بالطائف عدل اليها فحاصرها ودخل‎ ‎ذو القعدة وهو محاصر لها بالمنجنيق واستمر ‏عليها الى كمال أربعين يوماً، كما ثبت في‎ ‎الصحيحين عن انس، فلما كثر القتل في ‏أصحابه انصرف عنها ولم تفتح، ثم كر راجعاً إلى‎ ‎مكة واعتمر من الجعرانة حيث ‏قسم غنائم حنين، وكانت عمرته هذه في ذي القعدة أيضاً‎ ‎عام ثمان صلوات اللّه ‏وسلامه عليه‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ‏}‏ ‏امر بالعدل‎ ‎حتى في المشركين، كما قال‏:‏‎ ‎‏{‏وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به‏}‏، ‏وقال‏:‏ ‏{وجزاء سيئة سيئة‎ ‎مثلها‏}‏‏.‏‎ ‎‏[مختصر ابن كثير}‏‎ ‎
    ‏*قال قتادة‏:‏ أقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ذي القعدة حتى إذا ‏كانوا‎ ‎بالحديبية صدهم المشركون فلما كان العام المقبل دخلوا مكة فاعتمروا في ذي ‏القعدة‎ ‎وأقاموا بها ثلاث ليال وكان المشركون قد فجَروا عليه حين ردوه يوم ‏الحديبية فأقصَّه‎ ‎الله تعالى منهم فأنزل ‏{الشَهرُ الحَرامُ بِالشَهرِ الحَرامِ‏}‏ الآية.[‏‎ ‎أسباب ‏النزول‎ ‎الإمام أبو الحسن علي الواحدي النيسابوري]‏

    التفسير والدلالة

    وقد اخترت لك ما قاله بعض المفسرين:‏

    ‏1- في ظلال القرآن، سيد قطب: ‏

    ‏"ورد في بعض الروايات أن هذه الآيات هي أول ما نزل في القتال . نزل قبلها ‏الإذن من الله للمؤمنين الذين يقاتلهم الكفار بأنهم ظلموا . وأحس المؤمنون بأن هذا ‏الإذن هو مقدمة لفرض الجهاد عليهم ، وللتمكين لهم في الأرض ، كما وعدهم الله ‏في آيات سورة الحج : { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ، وإن الله على نصرهم ‏لقدير . الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا : ربنا الله . ولولا دفع الله ‏الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله ‏كثيراً . ولينصرن الله من ينصره ، إن الله لقوي عزيز ، الذين إن مكناهم في الأرض ‏أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ، ولله عاقبة الأمور ‏‏}‏
    ومن ثم كانوا يعرفون لم أُذن لهم بأنهم ظلموا ، وأعطيت لهم إشارة الانتصاف من ‏هذا الظلم ، بعد أن كانوا مكفوفين عن دفعه وهم في مكة ، وقيل لهم : { كفوا أيديكم ‏وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } وكان هذا الكف لحكمة قدرها الله . . نستطيع أن ‏نحدس بعض أسبابها على سبيل التقدير البشري الذي لا يحصى ولا يستقصى .‏
    وأول ما نراه من أسباب هذا الكف ، أنه كان يراد أولا تطويع نفوس المؤمنين من ‏العرب للصبر امتثالاً للأمر ، وخضوعا للقيادة ، وانتظاراً للإذن . وقد كانوا في ‏الجاهلية شديدي الحماسة ، يستجيبون لأول ناعق ، ولا يصبرون على الضيم . . ‏وبناء الأمة المسلمة التي تنهض بالدور العظيم الذي نيطت به هذه الأمة يقتضي ‏ضبط هذه الصفات النفسية ، وتطويعها لقيادة تقدر وتدبر ، وتطاع فيما تقدر وتدبر ‏، حتى لو كانت هذه الطاعة على حساب الأعصاب التي تعودت الاندفاع والحماسة ‏والخفة للهيجاء عند أول داع . . ومن ثم استطاع رجال من طراز عمر بن الخطاب ‏في حميته ، وحمزة بن عبد المطلب في فتوته ، وأمثالهما من أشداء المؤمنين ‏الأوائل أن يصبروا للضيم يصيب الفئة المسلمة؛ وأن يربطوا على أعصابهم في ‏انتظار أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن يخضعوا لأمر القيادة العليا ‏وهي تقول لهم : { كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } ومن ثم وقع التوازن ‏بين الاندفاع والتروي ، والحماسة والتدبر ، والحمية والطاعة . . في هذه النفوس ‏التي كانت تعد لأمر عظيم . .‏
    والأمر الثاني الذي يلوح لنا من وراء الكف عن القتال في مكة . . هو أن البيئة ‏العربية ، كانت بيئة نخوة ونجدة . وقد كان صبر المسلمين على الأذى ، وفيهم من ‏يملك رد الصاع صاعين ، مما يثير النخوة ويحرك القلوب نحو الإسلام؛ وقد حدث ‏بالفعل عندما أجمعت قريش على مقاطعة بني هاشم في شعب أبي طالب ، كي ‏يتخلوا عن حماية الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه عندما اشتد الاضطهاد لبني ‏هاشم ، ثارت نفوس نجدة ونخوةً ، ومزقت الصحيفة التي تعاهدوا فيها على ‏المقاطعة . وانتهى هذا الحصار تحت تأثير هذا الشعور الذي كانت القيادة الإسلامية ‏في مكة تراعيه في خطة الكف عن المقاومة ، فيما يبدو لنا من خلال دراسة السيرة ‏كحركة .‏
    ومما يتعلق بهذا الجانب أن القيادة الإسلامية لم تشأ أن تثير حرباً دموية داخل ‏البيوت . فقد كان المسلمون حينذاك فروعاً من البيوت . وكانت هذه البيوت هي ‏التي تؤذي أبناءها وتفتنهم عن دينهم؛ ولم تكن هناك سلطة موحدة هي التي تتولى ‏الإيذاء العام . ولو أذن للمسلمين أن يدفعوا عن أنفسهم يومذاك ، لكان معنى هذا ‏الإذن أن تقوم معركة في كل بيت ، وأن يقع دم في كل أسرة .‏
    ‏. مما كان يجعل الإسلام - في نظر البيئة العربية - يبدو دعوة تفتت البيوت ، ‏وتشعل النار فيها من داخلها . . فأما بعد الهجرة فقد انعزلت الجماعة المسلمة ‏كوحدة مستقلة تواجه سلطة أخرى في مكة ، تجند الجيوش وتقود الحملات ضدها. ‏وهذا وضع متغير عما كان عليه الوضع الفردي في مكة بالنسبة لكل مسلم في ‏داخل أسرته.‏
    هذه بعض الأسباب التي تلوح للنظرة البشرية من وراء الحكمة في كف المسلمين ‏في مكة عن دفع الفتنة والأذى . وقد يضاف إليها أن المسلمين إذ ذاك كانوا قلة ، ‏وهم محصورون في مكة ، وقد يأتي القتل عليهم لو تعرضوا لقتال المشركين ، في ‏صورة جماعة ذات قيادة حربية ظاهرة . فشاء الله أن يكثروا ، وأن يتحيزوا في ‏قاعدة آمنة ، ثم أذن لهم بعد هذا في القتال . .‏
    وعلى أية حال فقد سارت أحكام القتال بعد ذلك متدرجة وفق مقتضيات الحركة ‏الإسلامية في الجزيرة ( ثم خارج الجزيرة ) . وهذه الآيات المبكرة في النزول قد ‏تضمنت بعض الأحكام الموافقة لمقتضيات الموقف في بدء المناجزة بين ‏المعسكرين الأساسيين . معسكر الإسلام ومعسكر الشرك . وهي في الوقت ذاته ‏تمثل بعض الأحكام الثابتة في القتال بوجه عام ، ولم تعدل من ناحية المبدأ إلا ‏تعديلاً يسيراً في سورة براءة.‏
    ولعله يحسن أن نقول كلمة مجملة عن الجهاد في الإسلام ، تصلح أساساً لتفسير ‏آيات القتال هنا ، وفي المواضع القرآنية الأخرى ، قبل مواجهة النصوص القرآنية ‏في هذا الموضع بصفة خاصة :‏
    لقد جاءت هذه العقيدة في صورتها الأخيرة التي جاء بها الإسلام؛ لتكون قاعدة ‏للحياة البشرية في الأرض من بعدها ، ولتكون منهجاً عاماً للبشرية جميعها؛ ‏ولتقوم الأمة المسلمة بقيادة البشرية في طريق الله وفق هذا المنهج ، المنبثق من ‏التصور الكامل الشامل لغاية الوجود كله ولغاية الوجود الإنساني ، كما أوضحهما ‏القرآن الكريم ، المنزل من عند الله قيادتها إلى هذا الخير الذي لا خير غيره في ‏مناهج الجاهلية جميعاً ، ورفعها إلى هذا المستوى الذي لا تبلغه إلا في ظل هذا ‏المنهج ، وتمتيعها بهذه النعمة التي لا تعدلها نعمة ، والتي تفقد البشرية كل نجاح ‏وكل فلاح حين تحرم منها ، ولا يعتدي عليها معتد بأكثر من حرمانها من هذا الخير ‏، والحيلولة بينها وبين ما أراده لها خالقها من الرفعة والنظافة والسعادة والكمال .‏
    ومن ثم كان من حق البشرية أن تبلغ إليها الدعوة إلى هذا المنهج الإلهي الشامل ، ‏وألا تقف عقبة أو سلطة في وجه التبليغ بأي حال من الأحوال.‏
    ثم كان من حق البشرية كذلك أن يترك الناس بعد وصول الدعوة إليهم أحراراً في ‏اعتناق هذا الدين؛ لا تصدهم عن اعتناقه عقبة أو سلطة . فإذا أبى فريق منهم أن ‏يعتنقه بعد البيان ، لم يكن له أن يصد الدعوة عن المضي في طريقها .‏
    وكان عليه أن يعطي من العهود ما يكفل لها الحرية والاطمئنان؛ وما يضمن ‏للجماعة المسلمة المضي في طريق التبليغ بلا عدوان . .‏
    فإذا اعتنقها من هداهم الله إليها كان من حقهم ألا يفتنوا عنها بأي وسيلة من ‏وسائل الفتنة . لا بالأذى ولا بالإغراء . ولا بإقامة أوضاع من شأنها صد الناس عن ‏الهدى وتعويقهم عن الاستجابة . وكان من واجب الجماعة المسلمة أن تدفع عنهم ‏بالقوة من يتعرض لهم بالأذى والفتنة ، ضماناً لحرية العقيدة ، وكفالة لأمن الذين ‏هداهم الله ، وإقراراً لمنهج الله في الحياة ، وحماية للبشرية من الحرمان من ذلك ‏الخير العام.‏
    وينشأ عن تلك الحقوق الثلاثة واجب آخر على الجماعة المسلمة؛ وهو أن تحطم كل ‏قوة تعترض طريق الدعوة وإبلاغها للناس في حرية ، أو تهدد حرية اعتناق ‏العقيدة وتفتن الناس عنها . وأن تظل تجاهد حتى تصبح الفتنة للمؤمنين بالله غير ‏ممكنة لقوة في الأرض ، ويكون الدين لله . . لا بمعنى إكراه الناس على الإيمان . ‏ولكن بمعنى استعلاء دين الله في الأرض ، بحيث لا يخشى أن يدخل فيه من يريد ‏الدخول؛ ولا يخاف قوة في الأرض تصده عن دين الله أن يبلغه ، وأن يستجيب له ، ‏وأن يبقى عليه . وبحيث لا يكون في الأرض وضع أو نظام يحجب نور الله وهداه ‏عن أهله ويضلهم عن سبيل الله . بأية وسيلة وبأية أداة .‏
    وفي حدود هذه المبادئ العامة كان الجهاد في الإسلام.‏
    وكان لهذه الأهداف العليا وحدها ، غير متلبسة بأي هدف آخر ، ولا بأي شارة ‏أخرى.‏
    إنه الجهاد للعقيدة . لحمايتها من الحصار؛ وحمايتها من الفتنة؛ وحماية منهجها ‏وشريعتها في الحياة؛ وإقرار رايتها في الأرض بحيث يرهبها من يهم بالاعتداء ‏عليها قبل الاعتداء؛ وبحيث يلجأ إليها كل راغب فيها لا يخشى قوة أخرى في ‏الأرض تتعرض له أو تمنعه أو تفتنه.‏
    وهذا هو الجهاد الوحيد الذي يأمر به الإسلام ، ويقره ويثيب عليه؛ ويعتبر الذين ‏يقتلون فيه شهداء؛ والذين يحتملون أعباءه أولياء .‏
    وهذه الآيات من سورة البقرة في هذا الدرس كانت تواجه وضع الجماعة المسلمة ‏في المدينة مع مشركي قريش الذين أخرجوا المؤمنين من ديارهم ، وآذوهم في ‏دينهم ، وفتنوهم في عقيدتهم ، وهي - مع هذا - تمثل قاعدة أحكام الجهاد في ‏الإسلام:‏
    وتبدأ الآيات بأمر المسلمين بقتال هؤلاء الذين قاتلوهم وما يزالون يقاتلونهم ، ‏وبقتال من يقاتلهم في أي وقت وفي أي مكان ، ولكن دون اعتداء:‏
    ‏{ وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ، ولا تعتدوا ، إن الله لا يحب المعتدين } . .‏
    وفي أول آية من آيات القتال نجد التحديد الحاسم لهدف القتال ، والراية التي تخاض ‏تحتها المعركة في وضوح وجلاء:‏
    ‏{ وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم } . .‏
    إنه القتال لله ، لا لأي هدف آخر من الأهداف التي عرفتها البشرية في حروبها ‏الطويلة. القتال في سبيل الله . لا في سبيل الأمجاد والاستعلاء في الأرض ، ولا في ‏سبيل المغانم والمكاسب؛ ولا في سبيل الأسواق والخامات؛ ولا في سبيل تسويد ‏طبقة على طبقة أو جنس على جنس . . إنما هو القتال لتلك الأهداف المحددة التي ‏من أجلها شرع الجهاد في الإسلام ، القتال لإعلاء كلمة الله في الأرض ، وإقرار ‏منهجه في الحياة ، وحماية المؤمنين به أن يفتنوا عن دينهم ، أو أن يجرفهم ‏الضلال والفساد ، وما عدا هذه فهي حرب غير مشروعة في حكم الإسلام ، وليس ‏لمن يخوضها أجر عند الله ولا مقام .‏
    ومع تحديد الهدف ، تحديد المدى . .‏
    ‏{ ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } . .‏
    والعدوان يكون بتجاوز المحاربين المعتدين إلى غير المحاربين من الآمنين ‏المسالمين الذين لا يشكلون خطراً على الدعوة الإسلامية ولا على الجماعة ‏المسلمة ، كالنساء والأطفال والشيوخ والعباد المنقطعين للعبادة من أهل كل ملة ‏ودين . . كما يكون بتجاوز آداب القتال التي شرعها الإسلام ، ووضع بها حداً ‏للشناعات التي عرفتها حروب الجاهليات الغابرة والحاضرة على السواء . . تلك ‏الشناعات التي ينفر منها حس الإسلام ، وتأباها تقوى الإسلام .‏
    وهذه طائفة من أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ووصايا أصحابه ، تكشف ‏عن طبيعة هذه الآداب ، التي عرفتها البشرية أول مرة على يد الإسلام :‏
    عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : « وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي ‏رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ‏قتل النساء والصبيان » . ( أخرجه مالك والشيخان وأبو داود والترمذي ) .‏
    وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ‏‏« إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه » . ( أخرجه الشيخان ) .‏
    وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : « بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم ‏‏- فقال : إن وجدتم فلاناً وفلاناً ( رجلين من قريش ) فأحرقوهما بالنار فلما أردنا ‏الخروج قال : كنت أمرتكم أن تحرقوا فلاناً وفلاناً ، وإن النار لا يعذب بها إلا الله ‏تعالى فإن وجدتموهما فاقتلوهما » . ( أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي ) .‏
    وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ‏‏« أعفّ الناس قِتلهً أهل الإيمان » . ( أخرجه أبو داود ) .‏
    وعن عبد الله بن يزيد الأنصاري - رضي الله عنه - قال : « نهى رسول الله - صلى ‏الله عليه وسلم - عن النُّهْبَى والمثلة » . ( أخرجه البخاري ) .‏
    وعن ابن يعلى قال غزونا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، فأتى بأربعة أعلاج ‏من العدو ، فأمر بهم فقتلوا صبراً بالنبل . فبلغ ذلك أبا أيوب الأنصاري - رضي الله ‏عنه - فقال: « سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن قتل الصبر . ‏فوالذي نفسي بيده ، لو كانت دجاجة ما صَبَرْتُهَا . فبلغ ذلك عبد الرحمن ، فأعتق ‏أربع رقاب » . ( أخرجه أبو داود ) .‏
    وعن الحارث بن مسلم بن الحارث عن أبيه - رضي الله عنه - « قال بعثنا رسول ‏الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية؛ فلما بلغنا المغار استحثثت فرسي فسبقت ‏أصحابي؛ فتلقاني أهل الحي بالرنين . فقلت لهم : قولوا : لا إله إلا الله تُحَرَزُوا . ‏فقالوها . فلامني أصحابي ، وقالوا حرمتنا الغنيمة! فلما قدمنا على رسول الله - ‏صلى الله عليه وسلم - أخبروه بالذي صنعت . فدعاني فحسن لي ما صنعت . ثم قال ‏لي : إن الله تعالى قد كتب لك بكل إنسان منهم كذا وكذا من الأجر » . ( أخرجه أبو ‏داود )‏
    وعن بريدة قال : « كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمر الأمير على ‏جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله تعالى ، وبمن معه من المسلمين خيراً ‏‏. ثم قال له : اغزوا باسم الله ، في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، اغزوا ولا ‏تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً » . ( أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي ) .‏
    وروى مالك عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه قال في وصيته لجنده : « ‏ستجدون قوماً زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله ، فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له ، ‏ولا تقتلن امرأة ولا صبياً ولا كبيراً هرماً » . .‏
    فهذه هي الحرب التي يخوضها الإسلام؛ وهذه هي آدابه فيها؛ وهذه هي أهدافه ‏منها . . وهي تنبثق من ذلك التوجيه القرآني الجليل :‏
    ‏{ وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ، ولا تعتدوا ، إن الله لا يحب المعتدين } . .‏
    وقد كان المسلمون يعلمون أنهم لا ينصرون بعددهم - فعددهم قليل - ولا ينصرون ‏بعدتهم وعتادهم - فما معهم منه أقل مما مع أعدائهم - إنما هم ينصرون بإيمانهم ‏وطاعتهم وعون الله لهم . فإذا هم تخلوا عن توجيه الله لهم وتوجيه رسول الله - ‏صلى الله عليه وسلم - فقد تخلوا عن سبب النصر الوحيد الذي يرتكنون إليه . ومن ‏ثم كانت تلك الآداب مرعية حتى مع أعدائهم الذين فتنوهم ومثلوا ببعضهم أشنع ‏التمثيل . . ولما فار الغضب برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بحرق فلان ‏وفلان ( رجلين من قريش ) عاد فنهى عن حرقهما ، لأنه لا يحرق بالنار إلا الله."‏

    ‏2- وهذا تفسير السعدي الجزء الأول ص89:‏

    ‏{ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ } هذا تفسير لصفة ‏المقاصة، وأنها هي المماثلة في مقابلة المعتدي.‏
    ولما كانت النفوس - في الغالب - لا تقف على حدها إذا رخص لها في المعاقبة ‏لطلبها التشفي، أمر تعالى بلزوم تقواه، التي هي الوقوف عند حدوده، وعدم ‏تجاوزها، وأخبر تعالى أنه { مَعَ الْمُتَّقِينَ } أي: بالعون، والنصر، والتأييد، ‏والتوفيق.‏
    ومن كان الله معه، حصل له السعادة الأبدية، ومن لم يلزم التقوى تخلى عنه وليه، ‏وخذله، فوكله إلى نفسه فصار هلاكه أقرب إليه من حبل الوريد.‏

    ‏3- الوسيط لسيد طنطاوي الجزء الأول ص 328:‏

    أي : فمن اعتدى عليكم وظلمكم فجازوه باعتدائه وقابلوه بمثل ما اعتدى عليكم ‏بدون حيف أو تجاوز للحد الذي أباحه الله لكم .‏
    وسمى جزاء الاعتداء اعتداء على سبيل المشاكلة .‏
    قال الآلوسي : واستدل الشافعي بالآية على أن القاتل يقتل بمثل ما قتل به من محدد ‏أو خنق أو حرق أو تجويع أو تغريق . حتى لو ألقاه في ماء عذب لم يلق في ماء ‏ملح . واستدل بها أيضاً على أن من غصب شيئاً وأتلفه لزمه رد مثله ، ثم إن المثل ‏قد يكون من طريق الصورة - كما في ذوات الأمثال - وقد يكون من طريق المعنى ‏كالقيم فيما لا مثل له .‏
    ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بالتقوى والخشية منه فقال : { واتقوا الله ‏واعلموا أَنَّ الله مَعَ المتقين } .‏
    أي : اتقوا الله وراقبوه في الانتصار لأنفسكم ، وترك الاعتداء فيما لا يرخص لكم ‏فيه ، واعلموا أن الله مع الذين يمتثلون أمره ويجتنبون نهيه بالنصر والرعاية ‏والتأييد .‏

    ‏4- الكتاب: تفسير المنتخب. المؤلف: لجنة من علماء الأزهر:‏

    فإذا اعتدوا عليكم فى الشهر الحرام فلا تقعدوا عن قتالهم فيه فإنه حرام عليهم ، ‏كما هو حرام عليكم ، وإذا انتهكوا حرمته عندكم فقابلوا ذلك بالدفاع عن أنفسكم ‏فيه ، وفى الحرمات والمقدسات شرع القصاص والمعاملة بالمثل ، فمن اعتدى ‏عليكم فى مقدساتكم فادفعوا هذا العدوان بمثله ، واتقوا الله فلا تسرفوا فى المجازاة ‏والقصاص ، واعلموا أن الله ناصر المتقين .‏

    ‏5- الكتاب : تفسير اطفيش. المؤلف : أطفيش – إباضي. الجزء الأول ‏ص225. مصدر الكتاب : موقع التفاسير‎ http://www.altafsir.com :‎

    ‏{ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ } فى عمره القضاء بالمنع عنها أو بالقتال فى الحرام أو ‏الإحرام أو الشهر الحرام { فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ } جازوه عن اعتدائه ، سمى فعلهم باسم ‏الفعل الأول للشبه ولعلاقة الجوار وباسم الملزوم وباسم السبب ، وكذا فى سائر ‏اعتبار المشاكلة { بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ } بالدخول فى مكة ، ولو كرهوا كما ‏منعوكم منها فى العام الأول ، وقاتلوهم على المنع ، ولو لم يقاتلوا فيه ، بل ‏اقتصروا على المنع ، كا تقاتلوهم إن قاتلا ، ولا تزيدوا بأن تقاتلوهم ولم يقاتلوكم ‏ولم يمنعوكم ، أو بأن تقاتلوا من لم يقاتل ، عمم الشافعى القتل بمثل ما قتل به ‏محتجّاً بالآية كقتل بمحدد وخنق وحرق وتجويع وتغريق حتى لو أغرقه فى عذب لم ‏يغرق فى ملح { وَاتَّقُواْ اللهَ } احذروا عقابه على المبالغة فى الانتقام وعلى الاعتداء ‏الحقيقى الذى هو فعل ما لا يجوز ، أو اتقوا الله فى الانتصار لأنفسكم بما لا يجوز ‏وترك الاعتذار بما لا يجوز { وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } بالعون فى أمر الدين ‏والدنيا وبالنصر وإصلاح الشأن والحفظ ، والاتقاء اتقاء المعاصى إجلالا لله ، ‏واتقاؤها خوفاً من عقابها واتقاء الله أيضاً إجلاله .‏

    أخي الكريم نشوان أرجو أن أكون حققت ما تريد في طلبك، وإذا كان لديك أي ‏استفسار أو استيضاح فأسأل الله أن يعينني عليه لتمام الفائدة.‏
    Last edited by رضوان حمدان; 25-11-2007 at 12:58 PM.

  7. #7
    نشوان بن سعيد الحميري's Avatar
    Join Date
    Jan 2007
    Location
    المانيا
    Posts
    12,408
    Rep Power
    987

    رد: الجهــــاد عندنا والحروب عندهم‏

    جميل ومشكور يا سيد رضوان


    وفي الحقيقه اكثر من اعجبني هو طرح ظلال القرآن


    جعل الله ذلك في ميزان حسناتك


    سأعود فانا لم انتهي من الاستفسار

    ولا اخفيك ان رأسي مليء بالاسئلة عن احكام الجهاد وانواعه


    اولا لجهلي الكبير بهذا الباب وثانيا لكثرة الاسئلة اللتي تطرح علينا نحن المسلمين في الغرب


    تحياتي
    §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§

  8. #8


    Join Date
    Aug 2007
    Location
    الامـــــUAEارات ..
    Posts
    20,095
    Rep Power
    636

    رد: الجهــــاد عندنا والحروب عندهم‏

    مشكور لك اخي رضوان على هذا الموضوع الرائع لك مني خالص تحياتي اخوك سوبر مان
    ...............

  9. #9
    ضياء's Avatar
    Join Date
    Sep 2003
    Posts
    3,756
    Rep Power
    536

    رد: الجهــــاد عندنا والحروب عندهم‏

    الحروب في العالم هي الحروب في دمويتها وفي دمارها لكن تختلف الغايات ومتى سمت الغاية كانت الحروب عادلة فالسموا والعلو بالأهداف النبيلة يصنع التعاملات النبيلة فمن الغايات نستسقي الوسائل الحمد لله الذي من علينا بالإسلام

    لك من ضياء أجمل تحية

  10. #10


    Join Date
    Nov 2002
    Location
    صنعاء
    Posts
    1,441
    Rep Power
    298

    رد: الجهــــاد عندنا والحروب عندهم‏

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شيخنا الفاضل الأستاذ رضوان حفظكم الله ورعاكم
    كانت الوالدة الأستاذة بلقيس قد ذكرتكم بالخير في ثنايا الحديث معها فهنيئا لي التعرف بشخص في مقامك ونفعني الله بعلمك.

    شيخي الفاضل قرأت ما تفضلتم به فوجدته كلام جميل جداً وكيف لا يكون كذلك وهو يتحدث عن حقيقة عدل الإسلام وسماحته وقد أجدتم وأفدتم في تنسيقه وتنظيمه فجزآكم الله عنا كل خير

    لكن لتلميذكم تعليق بسيط أحب أن أطرحه أمامكم أستاذي الفاضل
    كنت فيما مضى قد قرأت مقالاً لأحد مشايخ الجهاد في هذا العصر ولعله من كتابات الشيخ ناصر الفهد إن كنتم سمعتم عنه. وكان مقاله يتناول الحديث عن الخطاب الإسلامي المعاصر خصوصاً الخطاب الذي يتطرق إلى الحديث عن حال الأمة والجهاد.
    وكان الكاتب يرى من وجهة نظره أن معظم المنظرين والكتاب الإسلاميين المعاصرين الصادقين منهم في خدمة الدين مصابين بداء الضعف والخور أمام عدوا الإسلام المتمثل بأمريكا والصهاينة. شعروا بذلك أم لم يشعروا به

    ورأى الكاتب أن من علامات هذا الضعف هو مواجهة الغطرسة والهيمنة والخطاب الغربي الشديد بالحديث عن عفو الإسلام وسماحته ولينه. ورأى الكاتب أن هذا الأسلوب غير سليم وإن كان متضمناً للكثير من الحقائق الشرعية.

    لكن الحديث عن العفو والسماحة واللين في ظل المعطيات المعاصرة المريرة المتمثلة في ذل وهوان المسلمين ليس فيه مكرمة بل هو حديث العاجز الضعيف الذي لا يملك رد الظلم عن نفسه فكيف له أن يتحدث عن سماحته مع غيره.
    وليس العفو مكرمة إلا عند المقدرة أما ما سو ذلك هو عار وتقرير للهوان وقبول به تحت مبرر التسامح.
    وهكذا كان الشيخ شديداً في انتقاده للخطاب الإسلامي المعاصر وقال الشيخ أن الحكمة تقتضي استخدام الشدة مع العدو وهذا أسلوب شرعي أيضاً وقد ذكر الشيخ في مقاله بعض الأدلة منها ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله لمشركي قريش أيام بداية الدعوة "إنما جئتكم بالذبح" أو كما قال رسول الله وغيرها من المواقف الأخرى.
    وتلميذكم شيخي الفاضل لا يخفي عليكم أني وجدت في ذلك المقال منطقية كبيرة مقنعة فما تعليقكم أيها الفاضل على هذا الكلام؟

    وسؤال أخر شيخي الفاضل
    ذكرتم في مقالكم شيخي الفاضل ما فعله السلطان محمد الفاتح مع النصارى من احتفاله بطريقة انتخاب النصارى وبنفس الأبهة
    وكما تعلمون شيخي الفاضل فإن كل شخص يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا رسول الله ولا غرابة أن يقع السلطان محمد الفاتح في خطأ شرعي فقد وقع من هو خير منه من صحابة رسول الله فخالد رضي الله عنه عندما قتل اولئك الذين لم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا وتبرأ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من فعله مع أن خالد خير من محمد الفاتح بلا خلاف.
    فما مدى شرعية الاحتفال المنسوب للسلطان محمد الفاتح وألا يدخل هذا في التحذير من الاحتفال بأعياد النصارى الذي ذكره العلماء كابن القيم رحمه الله في غير ما موضع من كتبه؟

    ختاماً استسمحكم شيخي الفاضل وأتمنى أن لا يزعجكم تطفلي وصراحتي في مشاركتي
    وثقوا أستاذي الكريم أنه قد انطبع في قلب تلميذكم (صنعاني فرص) المودة والحب والاحترام لشخصكم الكريم.
    وفقكم الله إلى كل خير
    وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

  11. #11
    نشوان بن سعيد الحميري's Avatar
    Join Date
    Jan 2007
    Location
    المانيا
    Posts
    12,408
    Rep Power
    987

    رد: الجهــــاد عندنا والحروب عندهم‏

    اولا اود ان اشكر الأخ صنعاني فرص على دخوله

    فهو قلم رائع ينشر الاستفادة دوما



    ولو انه جلب اسئلة كنت اود طرحها

    ولكنه طرحها بالمقلوب عما كنت اود طرحها نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    قلت يا سيدي في سؤالك الاول : ألا يعتبر اظهار الاسلام كدين تسامح مظهر من مظاهر الحنوع والهزيمة؟؟

    بينما كنت اود ان اطرح السؤال بالشكل التالي:

    كيف نقول بأن الاسلام دين التسامح رغم دعوة بعض الدعاة إلى نبذه؟؟

    وما هي دلائل تسامح الاسلام في الكتاب بالذات؟؟؟


    عني شخصيا اؤيد منطلق التسامح .. هو فقط مجرد تساؤول للعلم

    (التسامح لان الاسلام يأمرنا بذلك وليس لأننا في هزيمة .. رغم اننا فيها فعلا فنحن لا نملك أي من مقومات النجاح اللتي أمرنا الله بها "واعدوا لهم .... الآية")

    ولا اؤيد كلام الشيخ ناصر الفهد .. لان هذا النوع من الخطاب من المنفرات لغير المسلمين

    وليس من المرغبات ولا مما تربينا عليه في الاسلام من التسامح ومبدأ "وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"

    ولا يوجد في السيرة المطهرة ما يثبت ذلك .. بل على العكس إن اكثر البشر رحمة ورأفة هو حبيبنا المصطفى (ص)

    عموما هو مجرد تساؤول لنستفيد من الاخ صنعاني فرص والاستاذ رضوان

    ***

    في سؤالك الثاني قلت: الا يعتبر تصرف محمد الفاتح مخالف للشرع بالاحتفال بأعياد اليهود والنصارى؟؟؟

    بينما كنت سأضع السؤال بالشكل التالي:

    ما هي حقوق الشعب المفتوح ارضه في حالة عدم دخوله إلى الاسلام؟؟

    وبالذات حقوقه في الاحتفالات والاعياد وإلخ اللتي يختلفون فيها عننا

    اللذي اعرفه ان اليهود في اليمن كانت لهم حرية في هذا المجال افضل مما لديهم الآن
    §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§

  12. #12
    شـــاعـــرة
    بلقيس الجنابي's Avatar
    Join Date
    Jun 2007
    Location
    عرائش الكروم هناااكـ
    Posts
    1,733
    Rep Power
    671

    رد: الجهــــاد عندنا والحروب عندهم‏



    أولا ومرة أخرى عودا أحمداا سيدي الفاضل ..فضيلة الشيخ رضوان حمدان

    أهلا بك أستاذي العزيز


    لا تستغرب من نقل موضوعك هنا الى قسم المقهى السياسي ..!

    فبعد الإطلاع عليه فضيلة شيخنا ..هذا هو مكانه الصحيح ...نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لقد أرتبطت حياتنا العامة الآن بل أحكامنا الدينية بالسياسة بفتوى الجهاد...والساسة باتت لدى دولنا تعتمد نهجا جديدا ..في إدارة دفة الحكم ..أي ولاية الفقيه ...( لكن خلف الستار )..كثرت الفتاوي وبات الفقيه يستند الى الأحكام في فتواه السياسية ..المبطنة ....الى أحكام الشرع ..ومنها حكم القتال والجهاد ..

    أما يا شيخي الفاضل ... في ما طرحه من سؤال مهم جدا الأخ صنعاني فرص ..وعاد وطرحه بصيغة مغايرة ..لكن نفس المعنى الأخ نشوان الحميري ..لهو مهم جدا وأنا مثلهم أستاذي أطرح نفس السؤال


    طبعا لي عودة أخرى بعد الإجابة على هذا السؤال..


    صنعاني فرص
    وسؤال أخر شيخي الفاضل
    ذكرتم في مقالكم شيخي الفاضل ما فعله السلطان محمد الفاتح مع النصارى من احتفاله بطريقة انتخاب النصارى وبنفس الأبهة
    وكما تعلمون شيخي الفاضل فإن كل شخص يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا رسول الله ولا غرابة أن يقع السلطان محمد الفاتح في خطأ شرعي فقد وقع من هو خير منه من صحابة رسول الله فخالد رضي الله عنه عندما قتل اولئك الذين لم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا وتبرأ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من فعله مع أن خالد خير من محمد الفاتح بلا خلاف.
    فما مدى شرعية الاحتفال المنسوب للسلطان محمد الفاتح وألا يدخل هذا في التحذير من الاحتفال بأعياد النصارى الذي ذكره العلماء كابن القيم رحمه الله في غير ما موضع من كتبه؟
    لا تسترجع الكثير مِمْا يُقال لكْ كي لا تَكتَشف مساحة الخَيال بِأقوالِهم لك . ومساحة ُالغَباءْ بِتصْديقكَ لَهُم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

Page 1 of 2 12 LastLast

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. برلمانى يمني: صالح عاد بعد توقيعه على المبادرة لإثارة الأزمات والحروب
    By أخبار التغيير نت in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 04-12-2011, 12:10 AM
  2. الثورات العربية والحروب الإعلامية
    By أخبار موقع روسيا اليوم in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 12-04-2011, 06:00 PM
  3. العالم العربي.. عقد من الأزمات والحروب وأمل في التغيير
    By أخبار موقع روسيا اليوم in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 31-12-2010, 11:20 PM
  4. المعاقون في غزة يتحدون صعوبات الحياة والحروب
    By أخبار موقع روسيا اليوم in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 23-12-2010, 04:10 PM
  5. السوس والخروب من المشروبات المفضلة لدى المقدسيين في رمضان
    By أخبار موقع روسيا اليوم in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 30-08-2010, 07:50 PM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •