التميز خلال 24 ساعة

 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميز لهذا اليوم 
قريبا Im glad I finally signed up
بقلم :    
قريبا


صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 13 إلى 24 من 48

الموضوع: الأخ صنعاني فرص ، والأخ عادل ، دعوه للنقاش

  1. #13


    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    صنعاء
    المشاركات
    1,441
    معدل تقييم المستوى
    298

    رد: الأخ صنعاني فرص ، والأخ عادل ، دعوه للنقاش

    القسم الثالث :- تعريف الاختلاف وأنواعه
    لا يهمني هنا المعنى اللغوي للفظ الاختلاف الموجود في المعاجم كما لا يهمني الآن المعنى الاصطلاحي للاختلاف عند الفقهاء أو المحدثين أو المتكلمين أو الفلاسفة أو غيرهم.
    ما يهمني هنا هو المعنى الذي يرتسم في ذهن الشاب البسيط وبكلمات أخرى يهمني المعنى الدارج عند العامة. لأنهم هم المعنيون بكلامي.
    كثيراً ما نستخدم لفظ الاختلاف في كتاباتنا وكثير ما نقرأه وقد لا يتنبه البعض إلى أنه قد نختلف في فهمنا للاختلاف حيث قد يكون ما هو اختلاف في وجهة نظر البعض ليس باختلاف في وجهة نظر البعض الآخر والعكس.
    ومن وجهة نظري هنالك اصطلاحين أو معنيين دارجين للاختلاف عند الناس والبعض يميز بين المعنيين والبعض قد يخلط بينهما.
    المعنى الأول :- تعارض الآراء أو الأفكار وتناقضها.
    المعنى الثاني:- تنوع الآراء أو الأفكار سواء تناقضت أم لم تتناقض.


    والفرق نظرياً بين التنوع والتناقض واضح وجلي والتنوع أعم من التضاد فكل تناقض تنوع لكن ليس كل تنوع تناقض لكن الإشكالية عند التطبيق فمن الإشكاليات المنتشرة بين الناس هو خلطهم بين التنوع والتناقض سواء سمو ذلك اختلافاً أم لا
    فيجعلون من بعض الاختلافات المتناقضة اختلافات تنوع (غير متناقضة) ومن هنا يقبلون كل الآراء المختلفة ويتسامحون فيها وآخرون يجعلون من بعض اختلافات التنوع (الغير متناقضة) متناقضات وعلى ذلك يتعصبون لرأي معين ويتشددون على البقية.

    وليكن الاختلاف الذي نتحدث عنه هنا في مشاركتي بالمعنى الثاني لأنه معنى يشمل المعنى الأول
    وبهذا نكون قد اتفقنا على أن الاختلاف الذي نتحدث عنه هو تنوع الآراء والأفكار سواء تناقضت أم لم تتناقض.
    وعلى إثر هذا التعريف فالاختلاف ينقسم إلى قسمين منفصلين
    1- الاختلاف المذموم :- وهو عبارة عن الأفكار المتعارضة المتناقضة التي لا يمكن جمعها.
    2- الاختلاف الغير مذموم :- وهو عبارة عن الأفكار المتنوعة غير المتناقضة التي يمكن جمعها.


    ومن هنا نضع سؤالا
    ما نوع الاختلافات الموجودة عند المسلمين ؟ هل هي من النوع المذموم أم من النوع الغير مذموم؟

    والجواب: يوجد بين المسلمين اختلافات مذمومة واختلافات غير مذمومة ويوجد نوع آخر سأتحدث عنه لاحقاً.

    • أمثلة على الاختلاف المذموم.
    - القول بجواز زواج المتعة مقابل القول بحرمة زواج المتعة (اختلاف تناقض)
    - القول بجواز الاحتفال بالمولد النبوي ومقابل القول بحرمته (اختلاف تناقض)
    - القول بجواز الغناء مقابل القول بحرمته (اختلاف تناقض)
    • أمثلة على الاختلاف الغير مذموم.
    - القول بأن صلاة الوتر ثلاث ركعات مقابل القول بأن صلاة الوتر خمس ركعات (اختلاف تنوع)
    لأن الوتر هو العدد الفردي وخمسة وثلاثة جميعها أعداد فردية.
    - القول بفضل صيام عاشورا مقابل القول بفضل صيام الاثنين والخميس (اختلاف تنوع)
    لأن صيام عاشورا فيه فضل وصيام الاثنين والخميس فيه فضل
    - القول بصحة صلاة المرأة في المسجد مقابل القول بصحة صلاة المرأة في بيتها (اختلاف تنوع)
    لأن كلا الصلاتين جائزتين

    ويبقى في هذا القسم أن أنبه إلى نوع ثالث ومهم من أنواع الاختلاف ألا وهو الاختلاف الوهمي.
    فما هو الاختلاف الوهمي؟؟
    الاختلاف الوهمي هو تصور وجود تنوع أو تناقض بين الآراء في الذهن لكن في حقيقة الأمر الآراء هي رأي واحد. ويسمى هذا النوع من الاختلاف بالاختلاف اللفظي للدلالة على أن الآراء وان اختلفت في استخدام الألفاظ فجميعها لها مدلول واحد بمثابة لفظي (تلميذ وطالب). وقد يتنبه أصحاب الاختلاف اللفظي إلى هذا فيعلمون أنهم حقيقة غير مختلفين وقد لا ينتبهون إلى أن اختلافهم لفظي ويظنونه حقيقي وقد يكبر النزاع بينهم ويصل إلى حد الاقتتال.
    • أمثلة على الاختلاف الوهمي
    - حكم بعض أهل العلم على الخمر بالكراهة وحكم بعضهم عليه بالحرمة
    فالمتبادر إلى الذهن أن هنالك اختلاف لكن في الحقيقة لا خلاف حقيقي بل هو مجرد خلاف لفظي لأن لفظ الكراهة استخدمه من استخدمه وهو يقصد الحرمة. واستخدام لفظ الكراهة للدلالة على الحرمة القطعية وارد وكثير في عصر السلف ثم فيما بعد في عصر الخلف أصبح للكراهة معنى مستقل لا يدخل في التحريم وأصبح معنى المكروه هو ما يثاب تاركه ولا يؤثم فاعله والحرام هو ما يؤثم فاعله ويثاب تاركه. ومن لم يتنبه إلى أن الألفاظ الشرعية قد تختلف في معانيها من عصر السلف إلى عصور الخلف سيظن بوجود اختلاف بين السلف والخلف.
    - قول فرقة الجهمية أن الله ليس له كلام حقيقي بل كلامه مخلوق مقابل قول المعتزلة أن الله له كلام حقيقي وكلامه مخلوق.
    وبيان كونه لفظي قد يطول لكن سأكتفي بذكره كمثال.
    - وكثير من الاختلافات تكون من هذا الباب لكن قد تحتاج إلى تفصيل وتوضيح لبيان أنها خلافات لفظية وهذا سيسبب إطالة تخرجنا عن مقصود هذا القسم فلذلك فيما سبق كفاية.
    وبقي شيء أخير في هذا القسم

    الاختلاف سواء كان (حقيقي) مذموم أو غير مذموم أو كان خلافاً وهمياً (لفظياً) يقع في الأصول والثوابت ويقع في الفروع.
    بكلمات آخري
    هنالك خلاف مذموم في الأصول وهنالك خلاف مذموم في الفروع
    هنالك خلاف غير مذموم في الأصول وهنالك خلاف غير مذموم في الفروع
    هنالك خلاف وهمي في الأصول وهنالك خلاف وهمي في الفروع

    وهنا لا بد من وقفة ضرورية عند معنى الأصول والفروع
    فهنالك من يقسم الشرع إلى جانبين
    - جانب العقائد (وهي أصول الدين)
    - جانب الأحكام الفقهية (الفقه وهي فروع الدين)
    وشخصياً هذا ما كنت عليه في السابق لكن بعد مطالعتي لكثير من كتابات بعض أهل العلم اقتنعت بأن
    جانب العقائد فيه أصول وفروع
    وجانب الفقه فيه أصول وفروع
    مع العلم أن تقسيم الدين إلى فقه وعقيدة هو تقسيم وهمي تعليمي وإلا فالدين مترابط فقهه وعقيدته
    والاختلاف في الأصول (عقدية أو فقهية) إن كان مذموماً فهو جد خطير وعليه تترتب أحكام الضلال والفسق والكفر
    أما الاختلاف في الفروع فهو ليس بهذه الخطورة ويترتب عليه الخطأ والوهم لكن من الغلط تجاهله والتغاضي عنه. وإن شاء الله سأفصل هذا في قسم لاحق مع بيان الاختلاف الغير مذموم في الأصول والفروع.

    يتبع إن شاء الله التطرق إلى بقية أقسام مشاركتي

  2. #14

    الصورة الرمزية فارس محمد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    13,816
    معدل تقييم المستوى
    1197

    رد: الأخ صنعاني فرص ، والأخ عادل ، دعوه للنقاش


    راااائع أخي عادل وأخي صنعاني فرص ....

    ماشاء الله عليكما ...... وجزاكم الله خيرآ

    أنا من المتابعين والمتمعنيين وسوف أنتظر الى أن تنتهوا من سرد ماتبقى وبعدها لي مداخله على مداخلاتكم .....

    قمت بتدوين بعض النقاط حول ماذكرتماه وحولها ستكون مداخلتي على ماتفضلتم به .....

    لن أقاطعكم .....

    وبأنتظار تتماتكم ...

    خالص التحيه والتقدير
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  3. #15

    الصورة الرمزية الرياشي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    قطــــر
    المشاركات
    11,545
    معدل تقييم المستوى
    650

    رد: الأخ صنعاني فرص ، والأخ عادل ، دعوه للنقاش

    اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم
    حقيقه اقولها موضوع رائع اشكر الاخ فارس لطرحه ولاختياره
    الاخوين الفاضلين عادل وصنعاني فرص للحوار ، لقد استفدة من مداخلاتكم
    وانا من المتابعين لكم ان شاء الله لاستفيد مما تطرحونه .
    وجزاكم الله عننا كل خير .
    اخوكم الرياشي
    اذا نطق السفيه فلا تجبه
    فـخيرمن إجابته السكوت

    رحلوا من توقيعي وربما يرحلوا عن وطني

  4. #16


    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    صنعاء
    المشاركات
    1,441
    معدل تقييم المستوى
    298

    رد: الأخ صنعاني فرص ، والأخ عادل ، دعوه للنقاش

    القسم الرابع :- هل الاختلاف مشكلة أو معضلة؟
    لكي نستطيع الإجابة على هذا السؤال يجب أن تحدد أمرين
    1- نوع الاختلاف (حسب ما تم تفصيله في القسم السابق)
    2- مشكلة ومعضلة على من ؟

    فلنقف على أنوع الاختلاف
    1- الاختلاف الغير مذموم
    الاختلاف الغير مذموم سواء كان في الأصول أو الفروع حسب تعريفه الذي ذكرناه مسبقاً لا معضلة فيه ولا إشكال وعلى العكس من ذلك فهو سر مرونة وسعة ويسر وشمولية دين الإسلام واحتواءه لكل القضايا مهما اختلفت زماناً ومكاناً.
    وفيه كل الخير للبشرية. وكثير من أهل العلم لا يسمي هذا النوع اختلاف أصلاً تحاشياً لما قد يتصور في الذهن من ارتباط الاختلاف بالتناقض وكذلك تحاشياً في خلط هذا النوع بالنوع المذموم فيستحسن الاختلاف المذموم تحت شعار اختلاف أمتي رحمة ويحصل ما يحصل من تمييع للدين.

    لكن بحسب تعريفنا الذي اعتمدناه للخلاف في هذه المشاركة فقد اتفقنا على تصنيف هذا النوع ضمن أصناف الاختلاف
    لكن قد يكون في هذا النوع من الاختلاف شيء من الضرر ويسبب معضلات عند من عميت بصيرته وطغى عليه جهله فنظر إلى هذا الاختلاف نظرة خاطئة وعامله معاملة الاختلاف المذموم. فعندها لا يتقبل أن يرى غيره على خلاف ما هو عليه.
    وهذا الإشكال يقع عند العامة بكثرة وسببه الجهل وعلاجه العلم.
    وكمثال على هذا الإشكال
    ما يحصل مثلاً من نزاع قد يصل إلى الضرب والاقتتال بسبب الخلاف حول قراءة الإمام للبسملة في الصلاة الجهرية سراً أو جهراً. وهذا موجود في مجتمعنا اليمني وقد حصل أمامي في مسجد حارتنا عندما صلى بنا إمام المغرب وسر بالبسملة وكاد الناس أن يقتلوه بعد الصلاة.
    2- الاختلاف المذموم
    الاختلاف المذموم إن كان في الأصول فهو الاختلاف الأخطر لكنه ليس فيه إشكال على من تسلح بالعلم. فصاحب العلم على يقين أن الله قد أقام الحجة على عباده وأن رسل الله قد تركونا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. وجود المخالفين للحق فيه ما فيه من الخير وبه يتحقق لأهل الحق الكثير من الفضل.
    فلو لم يوجد مخالفين للحق لما تسنى لأهل الحق الحصول على أجر وثواب أفضل الأعمال (الجهاد) ولما نالوا درجة الشهداء ولما حصلت دعوة وستسقط كثير من أعمال الخير.
    أما الجهلة ومن قرروا مصادرة عقولهم وركنوا إلى التقليد سواء من المنتسبين إلى دين الإسلام أو من غيرهم * فسيجدون في الاختلاف هذا معضلة كبيرة تضعهم في عالم من الشك والريبة والضياع وليس لهم من منقذ لما هم فيه إلا بأحد أمرين
    أ- التسلح بالعلم (وهذا هو الحل الأنسب)
    ب- تقليد أهل الحق وهذا صعب عليهم لأنهم قد لا يستطيعون أن يميزوا أهل الحق فقد يقلدون أهل الباطل وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا. وهنا يضيع العامة الجهلة.
    فعامة الرافضة مثلاً قد اختاروا تقليد مشايخهم وركنوا إلى ما هم عليه وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا وهكذا عامة جميع فرق الباطل حتى من فرق الكفار المختلفة.
    ومن المعضلات كذلك تمييع الدين بقبول كل هذه الاختلافات المذمومة المتناقضة ونسبتها كلها إلى الحق تحت دعوة زائفة تتغلف بغلاف قبول الرأي الآخر والتعايش مع المخالف واحترام الأديان.

    وإما إن كان هذا الاختلاف المذموم في الفروع فمن المعضلات تجاهل هذه الاختلافات ومعاملتها معاملة الاختلاف الغير مذموم وصاحب هذا المنهج يتعامل مع الدين وكأنه يتكون من لب وقشور وهذا من الخطأ على دين الله حيث لا قشور في دين الله إطلاقاً
    لكن في نفس الوقت من المعضلات عدم ترتيب الأولويات بالشكل المناسب وجعل هذه الخلافات الفرعية على المحك والخصام فيها مع وجود ما هو أولى من ذلك.

    فهذه هي المعضلات التي أراها والتي سببها الاختلاف
    يتبع القسم الخامس وهو الأهم وفيه جوهر الإجابة على السؤال المطروح
    تحياتي

  5. #17
    الصورة الرمزية نشوان بن سعيد الحميري
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    المانيا
    المشاركات
    12,408
    معدل تقييم المستوى
    987

    رد: الأخ صنعاني فرص ، والأخ عادل ، دعوه للنقاش

    السلام عليكم


    موضوع جميل اخي فارس ورأي رائع طرحه الاخوة



    والاختلاف هو سلاح ذو حدين ... إذا ما تم استخدامه بسلامة فهو جيد .. وإذا ما تم استخدامه بطائفية وتهجم فهو مقيت



    وسأبدأ المدخل لهذا القول من التاريخ

    فالعقلاء دائما يستفيدون ممن سبقهم من العظماء


    لو لاحظنا سيرة السلف الصالح من التابعين وتابعي التابعين

    حين كان الاسلام في اوج قوته والاختلاف الطائفي لم يفرق بين القلوب مثل الآن

    نلاحظ كيف كان السلف متحابين متآخين بخلاف ما نشاهده الآن


    فمثلا انت ضربت مثل بالزيدية وصنعاني فرص تكلم عن المعتزلة

    فلو تلاحظ ان السلف لم تشنهم هذه الاختلافات في الآراء عن محبة بعضهم البعض


    فلو تلاحظ الفرق بين الامام زيد والامام ابو حنيفة

    رغم ان الامام زيد يدين بالمعتقد الزيدي والمعتزلي والامام ابو حنيفة يدين بالمعتقد الاشعري (آراء السنة والجماعه تسمى هكذا في علم الكلام)

    إلا انا نرى تآخيهم ومحبتهم وقول الامام ابو حنيفة "لولا السنتان لهلك النعمان" ويقصد بذلك سنتين درسهم عند الامام زيد

    كذلك الامام الشافعي والامام النفس الزكية والبصري وواصل بن عطاء ... هذا دون الدخول إلى ما بين الصحابه اللذين ضربوا المثل العليا في التآخي رغم اختلافاتهم في بعض الامور


    بذلك يوضح لك ان الاختلاف ليس بذلك السوء بل يمكن اعتباره نقطه لصالح الاسلام مقابل غيره

    حيث انه الدين الوحيد اللذي كفل لاتباعه حرية الرأي


    أعلم ان هذا الكلام لم يكن له داعي ولكن اردت طرحه لغاية في نفس يعقوب



    بالنسبة للاختلاف ....

    فاعتقادي ان هذه سنة الله في الامم

    فلو تلاحظ عندما ضرب الله لنا القصص في القرآن ووضح لنا كيف ان الناس اكثروا من الاختلاف رغم وجود اكثر من نبي بينهم في بعض الاحيان

    وتلاحظ كذلك انه (اي القرآن) اكثر من مدحه للمتفكرين والعقلاء في أكثر من آيه

    ما يفهم من ذلك؟؟؟

    الاختلاف وارد حتى وإن كان النبي حي وذلك بسبب الطبيعه البشرية

    ولكن هنالك طرق لمعرفة الحق واهمها العقل والقرآن

    وهذا هو مكمن الاختبار في هذه الحياة

    ستلاحظ ان القرآن وضع لك آيات كثيرة لك ان تعتبرها كقواعد لأي مؤمن للانطلاق للبحث عن الحقيقه بعيدا عن التشرذم

    "فأسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون" مثلا

    "وما يذكر إلا اولوا الالباب"

    فمن هذه الآيات والقواعد القرآنية يمكن لأي مسلم ان ينطلق في مجالات البحث


    هذا من ناحية

    من ناحية اخرى فإن الاختلاف الموجود في الاسلام له ك ذلك جانبه الحسن

    فلو اكثرت من اطلاعك على المذاهب ومؤلفاتهم وعلمائهم للاحظت ان كل فرقة اثرت الحضارة الاسلامية بجانب اوبشيء

    فليس هنالك مثلا افضل من الشيعه فيما يتعلق بالاسلام السياسي والاقتصاد ومناقرة الفلسلفة اليونانية

    وليس هنالك افضل من اهل السنة والجماعه فيما يتعلق بعلوم القرآن الكريم العامة

    وليس هنالك افضل من الزيدية في جمع كل المدارس الفقهيه الاسلامية



    هذا التنوع الفكري إذا تمت رؤيته من ناحية ضيقه سوف يُرى لصورة سلبيه (وهذا شيء ملاحظ طبعا)

    اما لو تمت رؤيته بصورة ايجابيه على ضوء القرآن لما حصلت اي مشاكل بين المسلمين

    يقول الله سبحانه "لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"

    وحدد اركان الاسلام اللتي توجب صفة المسلم على اي مكلف قام بادائها

    والتجربة اوضحت ان الحضارة الاسلامية وصلت إلى اوجها حين تم العمل بهذه القاعدة

    اما حين بدأنا بالبغضاء الطائفية بدء التفرق والتشرذم



    اعلم اني اجبت في وادي آخر غير الوادي اللذي تحاولون السير فيه

    ولكني حاولت ان اوصل لكم ان الاسلام حضارة متكاملة باختلافاته

    وبخصوص سؤالك لن اجيب بصورة مباشرة

    بل سأدع باب مدينة علم رسول الله (ص) علي بن ابي طالب يجيب

    "الناس ثلاثة .. عالم رباني .. ومتعلم على طريق نجاة .. وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يلجأوا إلى ركن وثيق ولم يستضيئوا بنور الهدى"


    همسة لصنعاني فرص ( لو تكبر حجم الخط في مشاركاتك نكون شاكرين لك اخي )

    تحياتي
    §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§ §§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§

  6. #18
    الصورة الرمزية ضياء
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    المشاركات
    3,756
    معدل تقييم المستوى
    536

    رد: الأخ صنعاني فرص ، والأخ عادل ، دعوه للنقاش

    فلو تلاحظ الفرق بين الامام زيد والامام ابو حنيفة

    رغم ان الامام زيد يدين بالمعتقد الزيدي والمعتزلي والامام ابو حنيفة يدين بالمعتقد الاشعري (آراء السنة والجماعه تسمى هكذا في علم الكلام)


    يا نشوان الله يرضى عليك لا تلبس على الناس

    أبو حنيفة النعمان إمام عَلم وعلى المعتقد أهل السنة والجماعة الأشاعرة عندهم إنحراف عقدي في أسماء الله وصفاته وإمامنا أبوحنيفة إمام صافي المعتقد ولهو أقوال كثيرة ورد على الأشاعرة وغيرهم من المعتزلة

  7. #19

    الصورة الرمزية فارس محمد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    13,816
    معدل تقييم المستوى
    1197

    رد: الأخ صنعاني فرص ، والأخ عادل ، دعوه للنقاش

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضياء مشاهدة المشاركة


    يا نشوان الله يرضى عليك لا تلبس على الناس

    أبو حنيفة النعمان إمام عَلم وعلى المعتقد أهل السنة والجماعة الأشاعرة عندهم إنحراف عقدي في أسماء الله وصفاته وإمامنا أبوحنيفة إمام صافي المعتقد ولهو أقوال كثيرة ورد على الأشاعرة وغيرهم من المعتزلة
    ياأخي وينك .... !!! ؟؟؟

    شفت مداخله من ضياء ..... فرحت ....نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ولكن عندما فتحت المشاركه كدت أن أبكي .....نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    طلب أيها الأخ الكريم

    هل بأمكانك المشاركه في الموضوع ....( صلب الموضوع)

    أتمنى أن أرى ردك ووجهة نظرك الشخصيه ولك وعد مني أن أحلل كل كلمه تكتبها وأرد عليها ......نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ......نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    يرحم والديك ماريد ندخل هنا في طائفيه وعنصريه .... هو نقاش هادئ بعيد عن أي تعصب ...... وكلآ يستطيع أن يبدي رأيه بعيدآ عن أي أستهدافات غير بريئه نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خالص التحيه والتقدير

    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  8. #20


    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    صنعاء
    المشاركات
    1,441
    معدل تقييم المستوى
    298

    رد: الأخ صنعاني فرص ، والأخ عادل ، دعوه للنقاش

    القسم الخامس :- أسباب وجود الاختلاف

    هنالك أسباب عامة سببت وجود الاختلاف بجميع أنواعه وهنالك أسباب خاصة سببت وجود نوعيات الاختلاف المذكورة سابقاً
    أولاً:- الأسباب العامة
    • التفاوت في المستوى العلمي بين الناس يسبب تفاوتاً في طريقة التفكير وينتج عنه اختلاف في الأطروحات والأفكار.
    • الجهل المركب لان الجهل نوعان جهل بسيط وجهل مركب
    والجهل البسيط هو الجهل الذي يعلم صاحبه أنه جاهل فصاحب الجهل البسيط إذا سألته عن ما يجهله أجابك لا أدري.
    أما الجهل المركب فهو الجهل الذي لا يعلم صاحبه أنه جاهل فإن سألته عن ما يجهل رأيته يجيب بشكل تخبطي بعيد كل البعد عن الجواب السليم وهو يظن أن هذا هو الصواب. وأنا لا أتكلم هنا عن من لا يريد أن يقر بجهله مع علمه أنه جاهل فهذا شانه آخر وإنما أتكلم عن من حسنت نيته ويظن أنه يعلم وهو لا يعلم.
    فالجهل المركب هو من الأسباب الرئيسية المسببة للاختلاف
    • تنوع المعطيات عند الناس يسبب تنوعاً في نتائج هذه المعطيات الصادرة من الناس

    ثانياً:- الأسباب الخاصة
    أ- أسباب الاختلاف المذموم:
    • الجهل المركب:- والجهل المركب يسبب الاختلاف المذموم فقد ينتج عنه أراء ومفاهيم تتناقض مع الرأي الحق والمفهوم السليم.
    • الأخلاق الرذيلة من الحسد والعناد والكبر والطمع والجبن وغيرها ينتج عنها عدم قبول الرأي الحق ومحاولة تبرير ذلك باختلاق أراء جديدة تتساير مع هوى صاحبها
    • الجهل البسيط بالرأي الحق وحججه يسبب البقاء على الباطل والتعصب له
    • التقليد
    وهنالك فرق بين التقليد وبين الإتباع فالتقليد هو إتباع أعمى ليس عن اقتناع وعلم أما الإتباع فهو عن بصيرة وهدى. والتقليد أحد أهم أسباب الاختلاف المذموم الشائعة.
    • محدودية قدرات الإنسان الفطرية تسبب النسيان والخطأ والتوهم والتأثر بالمستجدات وغيرها من النقائص والتي قد تنتج عند من أصابته رأي يناقض الحق
    • اختلاف المناهج العلمية والقياسات عند الناس تسبب اختلافاً في الآراء الناتجة عن هذه المقاييس
    فمثلاً أهل الكلام لهم مقياسهم ومنهاجهم الخاص بهم الذي يستخدمونه في التعامل مع النصوص الشرعية ومنهج أهل الكلام مختلف عن منهج أهل الحديث في التعامل مع النصوص الشرعية
    فلذلك نتائج أهل الكلام تخالف نتائج أهل الحديث ولو أن أهل الكلام استخدموا نفس منهج أهل الحديث لوصلوا إلى ما وصل إليه أهل الحديث والعكس صحيح.
    ب- أسباب الاختلاف الغير مذموم
    • مرونة وسعة المصدر نفسه الذي يقتبس منه الناس الصواب ويعرفون من خلاله الخطأ. ومع أن القرآن واحد والسنة واحدة لكن هذا المصدر متنوع في ذاته وأتباع هذا المصدر تنوعت نتائجهم لهذا السبب.
    • غزارة ألفاظ اللغة العربية وتعدد معانيها يسبب كذلك في تنوع (غير متناقض) في الإفهام والآراء.

    ج- أسباب الاختلاف اللفظي
    • وهو سبب وحيد يرجع إلى غزارة ألفاظ اللغة العربية وتعدد معانيها مع وجود الجهل بهذا التعدد فيحصل سوء فهم ينتج عنه خلاف لفظي

    وإذا ما تحدثنا عن الفرق الإسلامية فقد يجتمع في سبب اختلاف معين في مسألة معينة بين هذه الفرق أكثر من سبب (خليط من الأسباب السابقة) كما أنه يتفاوت أصحاب الفرقة الواحدة في الأسباب التي تسببت جنوحهم إلى رأي الفرقة
    بكلمات أخرى* هنالك من أتباع الرافضة من يكون سبب اختلافه مع الحق الجهل المركب وهناك من أتباع الرافضة من يكون سبب اختلافه مع الحق العناد والكبر وهكذا تتعدد الأسباب حتى داخل الفرقة الواحدة وحتى في الشخص الواحد قد يجتمع فيه أكثر من سبب


    .

  9. #21


    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    صنعاء
    المشاركات
    1,441
    معدل تقييم المستوى
    298

    رد: الأخ صنعاني فرص ، والأخ عادل ، دعوه للنقاش




    وألان أستاذي فارس ما سبق كان كله كلام تنظيري عام كان لا بد علي أن أضعه في المحك لكي يتضح ويسهل فهم مرادي
    والآن سأدخل في الكلام التفصيلي الخاص بسؤالكم مباشرة
    وأعود إلى سؤالك
    لماذا الاختلاف الذي نجده في صفوف المسلمين؟
    فبعد أن عرفنا معنى الاختلاف وأنواعه وأسبابه نستطيع أن نتكلم عن الاختلاف الحاصل في صفوف المسلمين لكن بعد أن نقسم المسلمين إلى قسمين

    القسم الأول:- السلف وهم المسلمين الذين عاشوا الثلاثة القرون الأولى من عصر الإسلام (الصحابة – التابعين – تابعي التابعين)

    القسم الثاني:- الخلف وهم جميع المسلمين الذين جاءوا بعد السلف


    ولنا في تقسيمنا هذا حكمة
    لأن الاختلاف الموجود في القسم الأول جله اختلاف غير مذموم
    أما الاختلاف الموجود في القسم الثاني فكثير منه اختلاف مذموم

    فأولا:- السلف
    ومما يجب التنبيه عليه أن عصر السلف رضوان الله عليهم يتضمن أئمة المذاهب الأربعة وهم
    الإمام أبو حنيفة النعمان
    الإمام مالك بن أنس
    الإمام محمد بن إدريس الشافعي
    الإمام أحمد بن حنبل
    وكذلك أئمة كبار تنتسب إليهم الفرق المخالفة لأهل السنة
    كالإمام زيد بن علي رضي الله تعالى عنه الذي تنتسب إليه الزيدية
    والإمام جعفر بن محمد الصادق رضي الله تعالى عنه الذي تنتسب إليه الرافضة
    وغيرهم من الأعلام
    فعندما نقول السلف فهؤلاء كلهم داخلون فيهم.

    نحن كأهل السنة والجماعة نعتقد أن جميع هؤلاء كانوا على منهج واحد ومقياسهم واحد مع فروق بسيطة غير مؤثرة ومنهجهم جميعهم هو منهج أهل السنة والجماعة وبهم وبأدلتهم وبفهمهم نعرف الدين ونحاجج المخالف.

    ولا نسلم للأخوة الزيدية أن الإمام زيد كان على منهجهم الذي يزعمونه الآن بل بعد موت الإمام زيد ظهر فيما بعده ممن ينتسب إليه من تأثر بفرقة المعتزلة وأصبح إخوتنا الزيدية متأثرين بما عليه المعتزلة متفقون معهم في كثير من معتقداتهم وهذا على خلاف الإمام زيد فهو إمام عظيم من أئمة السنة وعلى منهجهم وعلى يده تخرج إمام أهل السنة الإمام أبو حنيفة النعمان صاحب أكبر مذهب من حيث الأتباع في عصرنا هذا.

    وكذلك لا نسلم للرافضة أن إمامنا وسيدنا جعفر بن محمد الصادق كان على منهج الرافضة الباطل حاشاه رحمه الله بل هو منارة عالية مضيئة من منارات أهل السنة وما ينسبه الرافضة للإمام جعفر رحمه الله هو محض كذب وافتراء.

    ولسنا نقول هذا الكلام اعتباطاً بل لنا أدلتنا التي نرى أن فيها الحجة الكاملة عليهم.
    ومع أن هؤلاء السلف جميعهم على منهج واحد اختلفت نتائجهم في بعض الآراء ومعظم اختلافهم من النوع غير المذموم لكن هنالك بعض الجزئيات من الاختلاف المذموم وقعوا فيه وهو مغفور لهم إن شاء الله لحسن نواياهم ولوجود الأعذار الشرعية التي ترفع عنهم الحرج.

    وكمثال على ما وقعوا فيه من الاختلافات
    اختلاف اجتهادات الأئمة الأربعة التي تمخض عنها فيما بعد تكون المدارس الفقهية السنية
    كان جميع السلف يرون أن الأيمان قول وعمل واعتقاد وخالفهم في ذلك الإمام أبو حنيفة حيث جعل الإيمان هو التصديق واخرج العمل عن مسمى الإيمان وغيرها من أمثال هذه الخلافات في الأصول والفروع وهي قليلة جدا جدا في جانب الأصول
    فما سبب وقوع السلف (ومن مشى على نهج السلف ممن جاء بعدهم) في هذه الاختلافات ؟

    هنالك رسالة كاملة شافية ووافية تبين بشكل مفصل ودقيق جداً هذه الأسباب
    وهي باسم رفع الملام عن الأئمة الأعلام من تأليف شيخ الإسلام الإمام العلامة أحمد بن عبد الحليم المشهور بابن تيمية رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء.

    وقبل أن أضع أمامكم رابط الرسالة سأقتبس منها اقتباسات سريعة
    يقول شيخ الإسلام رحمه الله في رسالته
    وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولا عاما يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته ؛ دقيق ولا جليل ؛ فإنهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب إتباع الرسول وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه فلا بد له من عذر في تركه . وجميع الأعذار ثلاثة أصناف :
    أحدها : عدم اعتقاده أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله .
    والثاني : عدم اعتقاده إرادة تلك المسألة بذلك القول .
    والثالث : اعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ .
    وهذه الأصناف الثلاثة تتفرع إلى أسباب متعددة
    .

    ثم فصل رحمه الله جميع الأسباب وذكر أمثلة عل كل سبب
    وعلى سبيل المثال ذكر رحمه الله سأذكر مقتطفاً من السبب الأول
    يقول شيخ الإسلام رحمه الله

    السبب الأول : ألا يكون الحديث قد بلغه . ومن لم يبلغه الحديث لم يكلف أن يكون عالما بموجبه وإذا لم يكن قد بلغه وقد قال في تلك القضية بموجب ظاهر آية أو حديث آخر ؛ أو بموجب قياس ؛ أو موجب استصحاب : فقد يوافق ذلك الحديث تارة ويخالفه أخرى . وهذا السبب هو الغالب على أكثر ما يوجد من أقوال السلف مخالفا لبعض الأحاديث ؛ فإن الإحاطة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لأحد من الأمة . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث ؛ أو يفتي ؛ أو يقضي ؛ أو يفعل الشيء فيسمعه أو يراه من يكون حاضرا ويبلغه أولئك أو بعضهم لمن يبلغونه فينتهي علم ذلك إلى من يشاء الله من العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ثم في مجلس آخر قد يحدث أو يفتي أو يقضي أو يفعل شيئا ويشهده بعض من كان غائبا عن ذلك المجلس ويبلغونه لمن أمكنهم فيكون عند هؤلاء من العلم ما ليس عند هؤلاء وعند هؤلاء ما ليس عند هؤلاء وإنما يتفاضل العلماء من الصحابة ومن بعدهم بكثرة العلم أو جودته .
    وأما إحاطة واحد بجميع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا لا يمكن ادعاؤه قط واعتبر ذلك بالخلفاء الراشدين الذين هم أعلم الأمة بأمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته وأحواله خصوصا الصديق رضي الله عنه الذي لم يكن يفارقه حضرا ولا سفرا بل كان يكون معه في غالب الأوقات حتى إنه يسمر عنده بالليل في أمور المسلمين . وكذلك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فإنه صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يقول : دخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر ثم مع ذلك { لما سئل أبو بكر - رضي الله عنه - عن ميراث الجدة قال : ما لك في كتاب الله من شيء وما علمت لك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من شيء ولكن اسأل الناس فسألهم فقام المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة فشهدا أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس } وقد بلغ هذه السنة عمران بن حصين أيضا وليس هؤلاء الثلاثة مثل أبي بكر وغيره من الخلفاء ثم قد اختصوا بعلم هذه السنة التي قد اتفقت الأمة على العمل بها . وكذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يكن يعلم سنة الاستئذان حتى أخبره بها أبو موسى واستشهد بالأنصار وعمر أعلم ممن حدثه بهذه السنة . ولم يكن عمر أيضا يعلم أن المرأة ترث من دية زوجها بل يرى أن الدية للعاقلة حتى كتب إليه الضحاك بن سفيان - وهو أمير لرسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض البوادي - يخبره { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها } فترك رأيه لذلك وقال : لو لم نسمع بهذا لقضينا بخلافه .

    فهذا الكتاب الجميل الرائع فيه كل البيان والتفصيل الذي نحتاجه لمعرفة الأسباب التي أدت إلى اختلاف السلف.






  10. #22


    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    صنعاء
    المشاركات
    1,441
    معدل تقييم المستوى
    298

    رد: الأخ صنعاني فرص ، والأخ عادل ، دعوه للنقاش


    أما الاختلاف الغير مذموم الحاصل عند السلف فمثاله الاختلاف في التفسير
    ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بيان كاف في هذا الجانب أيضاً فقد قال رحمه الله في مجموع فتاواه
    وَسُئِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ } " فَاخْتِلَافُ الْمُفَسِّرِينَ فِي آيَةٍ وَاحِدَةٍ إنْ كَانَ بِالرَّأْيِ فَكَيْفَ النَّجَاةُ ؟ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِالرَّأْيِ فَكَيْفَ وَقَعَ الِاخْتِلَافُ وَالْحَقُّ لَا يَكُونُ فِي طَرَفَيْ نَقِيضٍ أَفْتُونَا . ؟
    الْجَوَابُ
    فَأَجَابَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ الِاخْتِلَافَ الْوَاقِعَ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ وَغَيْرِهِمْ عَلَى وَجْهَيْنِ : " أَحَدُهُمَا " لَيْسَ فِيهِ تَضَادٌّ وَتَنَاقُضٌ ؛ بَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ كُلٌّ مِنْهُمَا حَقًّا وَإِنَّمَا هُوَ اخْتِلَافُ تَنَوُّعٍ أَوْ اخْتِلَافٌ فِي الصِّفَاتِ أَوْ الْعِبَادَاتِ وَعَامَّةُ الِاخْتِلَافِ الثَّابِتِ عَنْ مُفَسِّرِي السَّلَفِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ هُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ إذَا ذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ اسْمًا مِثْلَ قَوْلِهِ : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } فَكُلٌّ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ يُعَبِّرُ عَنْ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ بِعِبَارَةِ يَدُلُّ بِهَا عَلَى بَعْضِ صِفَاتِهِ وَكُلُّ ذَلِكَ حَقٌّ بِمَنْزِلَةِ مَا يُسَمَّى اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَكِتَابُهُ بِأَسْمَاءِ كُلُّ اسْمٍ مِنْهَا يَدُلُّ عَلَى صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ : { الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } كِتَابُ اللَّهِ أَوْ اتِّبَاعُ كِتَابِ اللَّهِ وَيَقُولُ الْآخَرُ : { الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } هُوَ الْإِسْلَامُ أَوْ دِينُ الْإِسْلَامِ وَيَقُولُ الْآخَرُ : { الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } هُوَ السُّنَّةُ وَالْجَمَاعَةُ وَيَقُولُ الْآخَرُ : { الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } طَرِيقُ الْعُبُودِيَّةِ أَوْ طَرِيقُ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ وَالْحُبِّ وَامْتِثَالِ الْمَأْمُورِ وَاجْتِنَابِ الْمَحْظُورِ أَوْ مُتَابَعَةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ أَوْ نَحْوُ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَالْعِبَارَاتِ . وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْمُسَمَّى هُوَ وَاحِدٌ وَإِنْ تَنَوَّعَتْ صِفَاتُهُ وَتَعَدَّدَتْ أَسْمَاؤُهُ وَعِبَارَاتُهُ كَمَا إذَا قِيلَ : مُحَمَّدٌ هُوَ أَحْمَد وَهُوَ الْحَاشِرُ وَهُوَ الْمَاحِي وَهُوَ الْعَاقِبُ وَهُوَ خَاتَمُ الْمُرْسَلِينَ وَهُوَ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ وَهُوَ نَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ . وَكَذَلِكَ إذَا قِيلَ : الْقُرْآنُ هُوَ الْفُرْقَانُ وَالنُّورُ وَالشِّفَاءُ وَالذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَالْكِتَابُ الَّذِي أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ . وَكَذَلِكَ أَسْمَاءُ اللَّهِ الْحُسْنَى { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } وَهُوَ { الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى } { وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى } { وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى } { فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى } { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ } { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ } { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ } وَأَمْثَالُ ذَلِكَ . فَهُوَ سُبْحَانَهُ وَاحِدٌ صَمَدٌ وَأَسْمَاؤُهُ الْحُسْنَى تَدُلُّ كُلُّهَا عَلَى ذَاتِهِ وَيَدُلُّ هَذَا مِنْ صِفَاتِهِ عَلَى مَا لَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْآخَرُ فَهِيَ مُتَّفِقَةٌ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الذَّاتِ مُتَنَوِّعَةٌ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الصِّفَاتِ ؛ فَالِاسْمُ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ وَالصِّفَةِ الْمُعَيَّنَةِ بِالْمُطَابَقَةِ وَيَدُلُّ عَلَى أَحَدِهِمَا بِطَرِيقِ التَّضَمُّنِ وَكُلُّ اسْمٍ يَدُلُّ عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي دَلَّ عَلَيْهَا بِالِالْتِزَامِ ؛ لِأَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ الْمُتَكَنَّى بِهِ جَمِيعُ الصِّفَاتِ فَكَثِيرٌ مِنْ التَّفْسِيرِ وَالتَّرْجَمَةِ تَكُونُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .

    وَمِنْهُ " قِسْمٌ آخَرُ " وَهُوَ أَنْ يَذْكُرَ الْمُفَسِّرُ وَالْمُتَرْجِمُ مَعْنَى اللَّفْظِ عَلَى سَبِيلِ التَّعْيِينِ وَالتَّمْثِيلِ لَا عَلَى سَبِيلِ الْحَدِّ وَالْحَصْرِ مِثْلَ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ مِنْ الْعَجَمِ : مَا مَعْنَى الْخُبْزِ ؟ فَيُشَارُ لَهُ إلَى رَغِيفٍ وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ مُجَرَّدَ عَيْنِهِ وَإِنَّمَا الْإِشَارَةُ إلَى تَعْيِينِ هَذَا الشَّخْصِ . وَهَذَا كَمَا إذَا سُئِلُوا عَنْ قَوْلِهِ : { فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } أَوْ عَنْ قَوْلِهِ : { إنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } أَوْ عَنْ الصَّالِحِينَ أَوْ الظَّالِمِينَ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْعَامَّةِ الْجَامِعَةِ الَّتِي قَدْ يَتَعَسَّرُ أَوْ يَتَعَذَّرُ عَلَى الْمُسْتَمِعِ أَوْ الْمُتَكَلِّمِ ضَبْطُ مَجْمُوعِ مَعْنَاهُ ؛ إذْ لَا يَكُونُ مُحْتَاجًا إلَى ذَلِكَ فَيَذْكُرُ لَهُ مِنْ أَنْوَاعِهِ وَأَشْخَاصِهِ مَا يَحْصُلُ بِهِ غَرَضُهُ وَقَدْ يَسْتَدِلُّ بِهِ عَلَى نَظَائِرِهِ . فَإِنَّ الظَّالِمَ لِنَفْسِهِ : هُوَ تَارِكُ الْمَأْمُورِ فَاعِلُ الْمَحْظُورِ و " الْمُقْتَصِدُ " هُوَ فَاعِلُ الْوَاجِبِ وَتَارِكُ الْمُحَرَّمِ و " السَّابِقُ " هُوَ فَاعِلُ الْوَاجِبِ وَالْمُسْتَحَبِّ وَتَارِكُ الْمُحَرَّمِ وَالْمَكْرُوهِ . فَيَقُولُ الْمُجِيبُ بِحَسَبِ حَاجَةِ السَّائِلِ : " الظَّالِمُ " الَّذِي يُفَوِّتُ الصَّلَاةَ وَاَلَّذِي لَا يُسْبِغُ الْوُضُوءَ أَوْ الَّذِي لَا يُتِمُّ الْأَرْكَانَ وَنَحْوُ ذَلِكَ و " الْمُقْتَصِدُ " الَّذِي يُصَلِّي فِي الْوَقْتِ كَمَا أُمِرَ و " السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ " الَّذِي يُصَلِّي الصَّلَاةَ بِوَاجِبَاتِهَا ومستحباتها وَيَأْتِي بِالنَّوَافِلِ الْمُسْتَحَبَّةِ مَعَهَا وَكَذَلِكَ يَقُولُ مِثْلَ هَذَا فِي الزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَسَائِرِ الْوَاجِبَاتِ . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ : التَّفْسِيرُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ : تَفْسِيرٌ تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ مِنْ كَلَامِهَا وَتَفْسِيرٌ لَا يُعْذَرُ أَحَدٌ بِجَهَالَتِهِ وَتَفْسِيرٌ يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ وَتَفْسِيرٌ لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ فَمَنْ ادَّعَى عِلْمَهُ فَهُوَ كَاذِبٌ . وَالصَّحَابَةُ أَخَذُوا عَنْ الرَّسُولِ لَفْظَ الْقُرْآنِ وَمَعْنَاهُ كَمَا أَخَذُوا عَنْهُ السُّنَّةَ وَإِنْ كَانَ مِنْ النَّاسِ مَنْ غَيَّرَ السُّنَّةَ فَمِنْ النَّاسِ مَنْ غَيَّرَ بَعْضَ مَعَانِي الْقُرْآنِ ؛ إذْ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ تَغْيِيرِ لَفْظِهِ . و " أَيْضًا " : فَقَدْ يَخْفَى عَلَى بَعْضِ الْعُلَمَاءِ بَعْضُ مَعَانِي الْقُرْآنِ كَمَا خَفِيَ عَلَيْهِ بَعْضُ السُّنَّةِ ؛ فَيَقَعُ خَطَأُ الْمُجْتَهِدِينَ مِنْ هَذَا الْبَابِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
    ومن أراد التتمة فليرجع إلى مجموع فتاوى شيخ الإسلام رحمه الله
    ففيه ننفع عظيم لا يفوتكم

    وطبعاً وجد في عصر السلف مخالفين خرجوا عن منهج السلف لكنهم على نحوين
    1- منافقين أخفوا منهجهم الباطل فلم يكن لهم وزن يذكر ولم يتجرؤا على إظهار باطلهم لأنهم سيفتضحون وينتهي أمرهم لقرب العهد بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولقوة أهل الحق
    وسبب مخالفة هؤلاء للحق هو الأخلاق الرذيلة التي اتصفوا بها من حسد وكبر وعناد وحب للشهوات بالإضافة إلى الجهل وغيرها من الأسباب حسب ما ذكر سابقاً
    2- الخوارج وظهروا في نهاية عصر الصحابة رضوان الله عليهم لكنهم كانوا معلومين بمنهجهم المخالف وكانوا يكفرون ويحاربون السلف فلم يكن ثمة غموض في الأمر.
    وسبب مخالفة الخوارج للحق هو الجهل المركب ومعظم الخوارج كانوا من حديثي العهد بالإسلام ملمين بجزئيات في العبادة ويظنون أنفسهم أنهم قد أحاطوا بالدين وعلموا كل فيه.
    وهم كانوا صادقين في منهجهم مخلصين له كثيري التعبد بعيدين كل البعد عن الكذب لكن الجهل المركب قادهم إلى الموبقات. وكثير منهم هداه الله إلى الحق بعد أن اتضح له الحق في كثير من المناظرات التي حصلت فقد ناظر ابن عباس رضي الله عنهما جمعاً منهم وأرجعهم إلى الصواب

    وفي هذا بيان لأسباب الخلاف عند السلف رضوان الله عليهم ومن عايش عصرهم ومن سار على منهجهم من الخلف فننتقل إلى الكلام عن الخلف

  11. #23


    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    صنعاء
    المشاركات
    1,441
    معدل تقييم المستوى
    298

    رد: الأخ صنعاني فرص ، والأخ عادل ، دعوه للنقاش

    ثانياً:- الخلف
    كما قلنا سابقاً الخلف هم جميع المسلمين ممن جاء بعد السلف رضوان الله عليهم
    وهم على أقسام
    أ‌- قسم تمسك بمنهج السلف ورفض كل المناهج المستحدثة الجديدة التي ظهرت
    ويطلق على هؤلاء اسم أهل الحديث
    . وهؤلاء اعتنوا ايما عناية بعلم السلف وبذلوا جهود جبارة في جمع علوم السلف وخرجوا بعلوم منهجية دقيقة حققت لهم مرادهم
    فهم مبتكري علم الحديث ومصطلحه وعلم الرجال
    وألفوا في ذلك الكتب
    ومن أشهر رموز هؤلاء
    أئمة الحديث أصحاب الصحاح والسنن
    كالإمام البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وغيرهم
    وهؤلاء ما وقع بينهم من اختلاف هو عين ما وقع به السلف من قبلهم ولنفس الأسباب السابقة


    ب‌- قسم اعتقد أنه بسبب المستجدات الجديدة التي ظهرت في عصره كان لا بد من
    اختراع أو تطوير منهج جديد يساير تلك المستجدات

    ومنهم من ظن أن منهجه منهج جديد خالص لا يعلمه السلف ولم يكونوا ليعلموه أبداً لبساطة عقولهم حينذاك.
    ومنهم من ظن أن منهجه منهج جديد عبارة عن تطوير لمنهج السلف ليواكب المستجدات
    ومنهم من ظن أن منهجه هو منهج السلف نفسه وأنه ساير على ما كانوا عليه لكن في حقيقة الأمر ليس له أي برهان بل حال السلف يشهد ببطلان كلامه
    ومن هذه المناهج التي ظهرت المناهج الكلامية المختلفة وغيرها من أشهرها
    *- منهج المعتزلة
    *- منهج الأشاعرة
    *- منهج الماتريدية
    *- منهج الرافضة
    *- منهج المرجئة

    مع العلم أن بعض هذه المناهج كان لها بوادر ظهور في اواخر عصر السلف
    وكلما مر وقت وازداد البعد عن عصر السلف ظهرت مناهج جديدة مثل
    *- منهج القرآنيين
    *- منهج البهائية
    *- منهج الإسماعيلية بأقسامه
    *- منهج العلمانية
    *- منهج اليزيدية
    *- منهج الإخوان المسلمين
    *- منهج التكفيريين


    وغيرها وما زالت الكثير من المناهج تظهر في الساحة وأصبح من أهون الأمور وأبسطها اختراع مناهج جديدة ونسبتها للإسلام
    وفي عصر الخلف نشط المنافقين والحاقدين على دين الله من الكفار يهود ونصارى وغيرهم وبذلوا جهودهم في بث سمومهم لتفريق أتباع دين الإسلام حتى لا تقوى شوكة المسلمين فيتهدد وجود هؤلاء الكفار والمنافقين.
    والأسباب التي أدت إلى ظهور هذا التفرق كلها داخلة في الأسباب التي ذكرت في السابق
    وسأقوم بتفصبل الكلام عن بعض الفرق وليس كلها

    فأولاً:- منهج المعتزلة
    وهو أحد مناهج الخلف الذي يختلف عن منهج السلف بأمر واحد جوهري
    وهو أن المعتزلة قدموا القوانين العقلية المادية على النصوص الشرعية وعلى إثر ذلك
    فكل ما يتوافق مع قوانينهم المادية من نصوص الشرع قبلوه وكل ما يخالف هذه القوانين تعاملوا معه على نحوين
    أ- تحريف معناه إلى معنى جديد يتوافق مع قوانينهم المادية (وهذا هو منهجهم مع القران الكريم)
    ب- تكذيب نسبة هذا النص للشرع فينكرون أن الشرع قال بهذا (وهذا هو منهجهم مع السنة)


    وفي هذا المنهج خير وشر وحق وباطل وقد أنتج هذا المنهج بعض المشاهير من أهل العلم على سبيل المثال
    العلامة الزمخشري رحمه الله صاحب تفسير الكشاف والعلامة اليمني نشوان الحميري
    ونحن (كأهل السنة والجماعة) نعتقد أن الإخوة الزيدية قد تأثروا بالمعتزلة في جانب العقيدة وأصبحت عقيدة الزيدية هي عقيدة المعتزلة. ونعتقد أن أمام الزيدية الإمام القاسم الرسي رحمه الله هو من أوائل ممن تأثر بالمعتزلة وأدخل الفكر المعتزلي إلى الزيدية
    وطبعاً الإخوة الزيدية لا يعجبهم هذا الكلام ويتضايقون منه كثيراً ويعتبرون هذا تهميشاً لهم وليس بحقيقة ما حصل ويرون أن المعتزلة هم من تأثروا بهم وليس العكس.
    وقد كان لهؤلاء المعتزلة حضور كبير في بعض الفترات ففي عصر المأمون العباسي كان المأمون يوافق منهج المعتزلة وقد قرب علمائهم منه وحدثت في عصره فتنة خلق القرآن
    فالمعتزلة يقولون أن القران كلام الله مخلوق وأهل السنة يقولون أن القرآن كلام الله غير مخلوق
    وحصلت فتنة عظيمة أيام المأمون اضطهد فيها أهل السنة وعذبوا أشد العذاب وكان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله هو من أشد ممن قاسوا وعانوا من هذه المحنة

    وسبب ظهور المنهج المعتزلي هو التأثر بمنطق الفلاسفة من أهل الإغريق واليونان والهند وغيرهم.
    ففي عصر الخلف عندما توسعت رقعة الإسلام ودخل في صفوف المسلمين الكثير ممن كانوا على منهج الفلاسفة وترجمت كتب الفلاسفة إلى العربية.
    بدأ الكثير من المسلمين يخوضون في مسائل فلسفية لا فائدة منها لكنها سببت فرقة كبيرة بينهم. فمنهم من تمسك بمنهج السلف ومنهم من تأثر.

    وهذا ناتج طبيعي لمن عرف طبيعة هذا الإنسان الذي تتفاوت درجات فهمه وقابل للتأثر بالواقع المحيط به بدرجات متفاوتة كذلك.
    لكن يبقى الحق حق والباطل باطل.

    ثانياً:- الأشعرية
    وهي فرقة تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله
    وقد ولدت هذه الفرقة من الفرقة السابقة حيث أن الإمام الأشعري رحمه الله كان معتزلياً في البداية ثم اجتهد ورأى أن منهج المعتزلة غير سليم فاصبح له منهج مستقل
    يتفق مع المعتزلة من حيث المبدأ وهو تقديم العقل وقوانينه المادية على النصوص الشرعية
    لكنه خالف المعتزلة في كثير من القوانين العقلية المادية فكانت لهم قوانينهم العقلية المادية الخاصة بهم

    فنتج عن هذا نتائج مختلفة عن نتائج المعتزلة
    ويعتقد أهل السنة والجماعة أن الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله قد ترك منهجه المستحدث ورجع إلى منهج السلف وله كتاب اسمه الإبانة يبين تراجعه هذا.

    والأشاعرة في كثير من الجوانب أقرب إلى السلف من المعتزلة لكنهم في جوانب أخرى أبعد من السلف مقارنة بالمعتزلة.

    وسبب هذا الاختلاف بين المعتزلة والأشاعرة هو ما ذكرته سابقاً من تفاوت قدرات العقل البشري ومحدوديته وطريقة تفكيره وهذا جعل العقل الأشعري يخالف العقل المعتزلي مع أنه في كثير من الأمور المعطيات واحدة.
    وهذا الفكر قد أخرج الكثير من العلماء ومن أشهرهم الإمام فخر الدين الرازي صاحب التفسير وغيره
    ومما يجب التنبيه عليه أن هنالك مجموعة من أهل العلم من هم في الأصل على منهج السلف لكن كان لهم تأثر بالفكر الأشعري فيقال فيهم (فيه أشعرية) أي فيه تأثر بالأشعرية
    وهم علماء كبار من علماء أهل السنة
    كأمثال الإمام العلامة ابن حجر العسقلاني رحمه الله وهو صاحب المؤلفات الكبيرة الشهيرة
    ومن أشهرها كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري وهذا الكتاب فيه ملامح تأثر بالفكر الأشعري وقد رد أهل السلف على الأخطاء الموجودة في فتح الباري المخالفة لمنهج السلف م

    وكذلك الإمام العلامة النووي رحمه الله صاحب شرح صحيح مسلم كانت فيه أشعرية
    وكذلك الإمام المفسر القرطبي رحمه الله كانت فيه أشعرية. وغيرهم
    ومن المعاصرين فكثير من علماء الأزهر أشاعرة وبعضهم فيهم أشعرية
    كالأمام البطل الصادع بالحق في وجوه الظلمة عبد الحميد كشك رحمه الله
    والمفسر صاحب الكلام الساحر الطنطاوي رحمه الله وغيرهم.

    وهنالك فرق أنشأها أهل الكفر ودعموها وحموها
    كالفرقة البهائية
    والفرقة الأكاخانية وغيرها من فرق الإسماعيلية الباطنية التي تدعمها بريطانيا وغيرها
    وبعضهم للأسف يأتون إلى بلاد العرب فعندنا في اليمن تسمح الدولة للإسماعيلي المدعو برهان الدين.

    فهذه هي أسباب الاختلاف بين المسلمين وهي كما ترى أخي فارس أسباب واردة ومتوقعة وفق واقع الحياة التي نعيشها.

  12. #24


    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    صنعاء
    المشاركات
    1,441
    معدل تقييم المستوى
    298

    رد: الأخ صنعاني فرص ، والأخ عادل ، دعوه للنقاش

    وهنا اسمح لي أن أرد على مثالك الذي ذكرته
    قلت في مثالك أستاذي فارس
    تخيلوا فقط معي هذا المثال :

    لنفترض أننا في العام 1977 ( قبل ثلاثون عامآ من الأن )

    أصدر كتاب في جميع الدول الأسلاميه ( كتاب رياضيات ) مثلآ

    كتاب واحد تم الأتفاق عليه من قبل الجميع في تلك الدول ......
    وتم تدريسه في جميع تلك الدول .....

    لو تفكر الشخص منا في الأتي :

    فعلى حسب ذلك الكتاب والقوانيين التي يحتويه ذلك الكتاب ....

    أن أتى مدرس رياضيات ووضع مسأله رياضيه لطلبته لحلها ....

    مدرس من اليمن عام 1977 وضع مسأله رياضيه للطلبه في اليمن
    مدرس من العراق عام 1977 وضع نفس المسأله الرياضيه لطلبته في العراق
    مدرس من أيران عام 1977 وضع نفس المسأله الرياضيه لطلبته في أيران

    وبعدها بثلاثين سنه أي في العام 2007 م

    مدرس أخر من اليمن وضع نفس المسأله( نفس المسأله للعام 1977) للطلبه في اليمن
    ومدرس أخر في العراق وضع نفس المسأله ( نفس المسأله للعام 1977)الرياضيه لطلبته في العراق
    ومدرس أخر من أيران عام 1977 وضع نفس المسأله ( نفس المسأله للعام 1977)الرياضيه لطلبته في أيران

    ماذا سيستنج الشخص هنا..... !!! ؟؟؟؟ أعتقد الأتي بل أجزم ......

    في العام 1977 :

    الطلبه في اليمن والعراق وأيران سيصلون الى نفس النتيجه النهائيه

    في العام 2007 بعد ثلاثين عامآ

    الطلبه في اليمن والعراق وأيران سيصلون الى نتيجه واحده وهي نفس النتيجه التي كانت في العام 1977 م

    بالطبع تحت شرط أن كتاب الرياضيات هو نفسه لم يتغير ....!!!

    بالطبع طريقة شرح مدرسين الرياضيات تختلف كلآ عن الأخر فلكلآ طريقته الخاصه وبالطبع أيضآ أن الطلبه كلآ له طريقته الخاصه حسب فهمه فهناك من سيحل المسأله ويملئ صفحتين وهناك من سيملئ صفحه وهناك من سيملئ نصف صفحه ولكن الجميع سيصلون الى ناتج واحد لاغير ....

    وبالرغم من مرور ثلاثين سنه بين المدرسين والطلبه ....

    ولو طلب من طلبة ما حل هذه المسأله الرياضيه بعد مائة عام أو ألف عام أو حتى ألفين عام ......

    فأذا كان كتاب الرياضيات لم يتغير وهو نفسه المصدر الذي يدرس للطلبه ...

    ستكون دومآ النتيجه النهائيه هي نفسها سواء قبل 30 سنه أو بعد ألفين سنه ........

    الطريقه للحل أو الشرح والأدوات المستخدمه للحل ستختلف حتمآ بين تلك السنيين ولكن النتيجه مهما كانت التغييرات ستكون واحده وستكون ذاتها لأن الكتاب لتلك الماده ( الرياضيات) لم يتغير محتواه حتى ولو تغير شكله الخارجي أو نوع الصفحات أو الحبر الذي كتب به ....
    ولكن المحتوى هو نفسه لايتغير .....
    فحقيقة أستاذي فارس لم توفق في اختيار مثال مناسب ومثالك المطروح لا يصح أن تقيس عليه حال المسلمين للأسباب التالية.
    1- ما ذكره أستاذي الفاضل عادل من أن كتاب الرياضيات ليس منهج حياة كما هو القرآن الكريم. ومنهج الحياة يتضمن أشياء عظيمة وكثيرة وتهم جميع البشر وهذا على خلاف كتاب في الرياضيات
    2- كتاب الرياضيات المتمثل في مثالك هو ليس قواعد أساسية عامة بل هو فهم معين ومحدد لهذه القواعد الأساسية فمن الطبيعي أن تتفق نتائج جميع الطلاب لأنك تعلمهم فهم معين لقواعد كلية ولست تضع لهم قواعد كلية وتطلب منهم حلول. ولو أنك جمعت مجموعة طلاب واطيتهم قاعدة كلية فقلت لهم مثلاً مساحة المستطيل تقاس بأنها الطول في العرض. ولم تعطي الطلاب أي شي آخر ثم قلت للطلاب اعطوني مساحة شكل لولبي مثلاً وفق القاعدة الكلية لحساب المساحة (قاعدة حساب مساحة المستطيل)
    فستجد نتائج الطلاب مختلفة ومتناقضة وبعضهم ليس لديهم نتائج من أصله.
    بعضهم سيحاول تقسيم الشكل اللوبي إلى مستطيلات ثم يحسب مساحة كل مستطيل على حدة ويعطيك المجموع وآخر سيقسم الشكل اللولبي إلى مستطيل واحد ثم يخصم تقديراً الجزء الزائد ويعطيك نتيجة وهكذا.
    أما إن أعطيتهم جميعاً قانون جزئي لحساب مساحة الشكل اللولبي فسيصلون إلى نتيجة واحدة. وهذا يمثل لو جمعت طلاب شريعة وأعطيتهم طريقة تعامل الإمام الشافعي مع نص معين وكيف يستنتج منه الأحكام ثم طلبت منهم أن يستخدموا طريقة الإمام الشافعي لاستنباط الحكم من نص معين فستجدهم يصلون إلى نفس النتيجة. فلذلك فقهاء الشافعية متفقين وفقهاء الأحناف متفقين وفقهاء الزيدية متفقين.
    3- دعك من مادة الرياضيات ولنتحدث عن منهج الرياضيات من بداية ظهور هذا العلم هل كل القوانين التي جاء بها هذا العلم محل اتفاق بين أهل الرياضيات ؟ لا هنالك قوانين اختلفوا فيها وهنالك قوانين اعتمدهما علماء سابقين تبين عدم صحتها في عصور لاحقة
    وهكذا في العلوم المادية الأخرى من فيزياء وكيمياء وغيرها تجدونهم يضعون فرضيات قد تتطور إلى نظريات ثم إلى حقائق وقد تتناقض فرضياتهم ونظرياتهم وحتى حقائقهم قد تتناقض.

    وهكذا ترى أستاذي فارس أن مثالك لا يصح أن يقاس به ولا يصح التمثيل به لموضع النقاش


    فيتبع إن شاء الله ملاحظات على ما سبق
    تحياتي

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 49
    آخر مشاركة: 18-06-2007, 09:20 PM
  2. دعوه للنقاش
    بواسطة الشمـــــوخ في المنتدى ملتقى المواضيع العـامـة
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 09-12-2006, 09:40 PM
  3. دعوه للنقاش الجاد وخصوصآ صنعاني فرص ورهوان
    بواسطة الجنــرال في المنتدى ملتقى المواضيع العـامـة
    مشاركات: 53
    آخر مشاركة: 24-02-2004, 04:11 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •