Page 1 of 4 1234 LastLast
Results 1 to 12 of 43

Thread: نقاش حول كتاب يقول بتساوي المرآه والرجل في كل شيئ

  1. #1

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    نقاش حول كتاب يقول بتساوي المرآه والرجل في كل شيئ

    السلام عليكم

    عنوان الموضوع يعتبر ثوره .....

    كي نكون صريحن مع بعضنا البعض ....

    نحن شباب ونحن نريد أن نستفيد وليس غير ذلك ....

    ولأننا لدينا قاعده ثقافيه هنا أردت أن نتناقش حول هذا الأمر فأنتم أخوتي في الدين والوطن .......

    ونحن نعلم جميعآ أن نظرة وفهم الشخص منا محصوره على حسب فهم الشخص الفرد منا وأن النقاش وسماع الأخرين من جميع الفئات له فائده كبيره ويصلح الرأي الصحيح فقد تكون تلك النظره الأحاديه ناقصه وتميل الى الخطاء والرؤى من أكثر من شخص قد تبين الحق وتصحح الخطاء .............

    قرأت كتب وأريد أن أناقشه مع ذوي الألباب ......

    وبمعنى أدق قرأت أربعه كتب فيها الكثير وبالأدله من القرآن الكريم تثبت معني عنوان الموضوع .....

    فما رأيكم ....!!!! ؟؟؟؟؟

    هل نبدء النقاش العقلاني حول تلك الكتب أم لا .... !!!! ؟؟؟؟؟

    أنا شخصيآ لست مقتنع ولست معارض لما قرأته ....

    ولكني أصبحت في حيره ... !!!!

    فهناك ماهو مقنع وهناك ماهو غامض قابل للتصديق وهناك ماهو ليس مفهوم وقابل لعدم التصديق ......

    فهل لديكم الأستعداد للنقاش أم نترك هذا ؟

    خالص التحيه والتقدير
    Last edited by فارس محمد; 20-10-2007 at 08:36 AM.
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  2. #2

    هلال's Avatar
    Join Date
    Feb 2005
    Posts
    881
    Rep Power
    516

    رد: المرآه والرجل متساويان في الأسلام في كل شيئ والنقاب والحجاب بدعه

    فارس لتنثر هنا مما استوردت مائه

    ودعنا نعطي تذوقنا لمائك فهل هو ءاسن أم عذب فرات


    ولنرَ قماقم أصحاب الأقلام ماذا تكن


    ونسأل الله أن يلهمنا الفهم والتفهم قبل اصدار الحكم



    دمت بخير
    عجبت وقد ودعته كيف لم أمت

    وكيف انثنت بــعد الــوداع ـيديّ

  3. #3

    أبو سعيد الهمداني's Avatar
    Join Date
    Dec 2003
    Posts
    1,743
    Rep Power
    487

    رد: المرآه والرجل متساويان في الأسلام في كل شيئ والنقاب والحجاب بدعه

    أولا كل عام وانتم بخير

    وعساكم من عواده
    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((قد تركتكم على البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بما عرفتم من سنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا ، فإنما المؤمن كالجمل الأنف ؛ حيثما قيد انقاد))


    نحن على إستعداد لنقاش العلمي المبني على الأدلة لكن بشرط التجرد من التعصب الأعمى وأن يكون هدفنا الحق واتباع الحق

    دمتم في حفظ الله
    Last edited by أبو سعيد الهمداني; 20-10-2007 at 09:51 AM.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4

    لميس's Avatar
    Join Date
    Jun 2007
    Location
    في دنيا الأحلام
    العمر
    35
    Posts
    754
    Rep Power
    280

    رد: المرآه والرجل متساويان في الأسلام في كل شيئ والنقاب والحجاب بدعه

    و أنا مستعدة للنقاش معكم

    فأنا و الله في حيرة فقد قرأت أيضا كتب كثيرة عن هذا الموضوع
    و لكن الاختلاف فيها كبير

    لذا قررت ان اتبع ما يميل اليه عقلي و قلبي

    المسألة الاولى أكيدة فالرجل و المرأة متساويان

    لقوله صلى الله عليه وسلم (انما النساء شقائق الرجال )

    أما عن الحجاب و النقاب

    فمن وجهة نظري ان النقاب أشد فتنة من الحجاب

    فأنا عن نفسي لا أرتدي النقاب و لكنني ألبس الحجاب بشكل محترم جدا

    و قد سمعت حديث نبوي لا أتذكره الان و لكنه في ما معنى الحديث انه لا تظهر المرأة سوى الوجه و الكفين

    منتظرة أرائكم

    ولي عودة ان شاء الله

    شاكرة صاحب الموضوع

    تحياتي

    لميس

  5. #5
    barywi's Avatar
    Join Date
    May 2005
    Posts
    73,465
    Rep Power
    2336

    رد: المرآه والرجل متساويان في الأسلام في كل شيئ والنقاب والحجاب بدعه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
    سيدنا محمد صلى الله وعليه وسلم
    نحمد الله عز وجل ونستغفره ونستعين به من شـرور أنفسنا ومن
    سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هـادى له .




    سورة الأحزاب آية رقم 59
    {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما}

    تفسير الجلالين :
    59 - (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عينا واحدة (ذلك أدنى) أقرب إلى (أن يعرفن) بأنهن حرائر (فلا يؤذين) بالتعرض لهن بخلاف الاماء فلا يغطين وجوههن فكان المنافقون يتعرضون لهن (وكان الله غفورا) لما سلف منهن لترك الستر (رحيما) بهن إذ سترهن

    اش نناقش نحن الان اش نقول في هذا
    ياخي الفاضل الموضوع محسوم من الحق سبحانة

    مهما اختلفو العماء العماء يفتو في بعض الاوقات ولا اعمم على العماء كلهم

    بلفيهم من يفتي على هوا السلطة

    تحياتي
    Last edited by barywi; 20-10-2007 at 05:13 PM.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    رد: المرآه والرجل متساويان في الأسلام في كل شيئ والنقاب والحجاب بدعه



    أذآ لنبدء وتوكلنا على الله رب العالمين .....

    ولنستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ....

    أولآ كي لا يفهم أحدآ منا الأخر الهدف هو النقاش وتنمية المعرفه وليس تعصبآ لرأي وكما أوضحت سابقآ أنني قرأت كتب وفيها أشياء رأيت أنه من الأفضل أن أعرضها عليكم لكي نتناقش فيها وليس لتحريم أو أحلال شيئ ما (أستغفر الله) فالتحريم والتحليل لايجوز لبني أدم وماهو ألا لله عز وجل ....

    أولآ مساوة الرجل والمرآه .... (الذكر والأنثى)

    قرأت الأتي




    _ {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات 13.

    ونفهم أن الذكر والأنثى عند الله سواء، وأن معيار التكريم عند الله هو العمل الصالح، وليس عنده أي معيار آخر.

    ـ {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط} التحريم 10.

    ـ {وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون..} التحريم 11.

    ونفهم أن المسألة عند الله ليست مسألة ذكورة أو أنوثة، ولا مسألة حيض يمنع من الصلاة والصوم فينقص الدين، فالدين أكبر من مجرد الصلاة والصوم، والله تعالى أكبر وأعقل من أن يجعل من الحيض الذي أبدعه هو في المرأة لغايات حفظ النوع سبباً لتحقيرها ونقصان دينها، ونفهم أنه تعالى يشير في إلماحة رائعة إلى قدر المرأة عنده حين يضربها مثلاً للذين آمنوا من ذكور وإناث، ومثلاً للذين كفروا من ذكور وإناث. لكن أكثر الناس لايعلمون.
    فلو تمعن الشخص منا في الأيه القرآنيه :

    (أنا خلقناكم من ذكر وأنثى ) وقال بالعباره الصريحه أن أكرمهم عنده أتقاهم ....

    لم يفرق بين الذكر والأنثى .......

    فما رأيكم أنتم ....... !!! ؟؟؟؟

    ومارأيكم فيما كتبه الكاتب !!! ؟؟؟؟

    أما بالنسبه للحجاب ورد الأخ باريوي فلي عوده لأرفاق ماقرأته وبعد أن نصل الى نتيجه في الجزء الأول والذي هو هل الذكر والأنثى سواء ..... !!!
    لأن هذا له دور كبير في الجزء الثاني ......
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  7. #7

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    رد: المرآه والرجل متساويان في الأسلام في كل شيئ والنقاب والحجاب بدعه


    للتأمل من قبلكم سأقوم بنقل ماقرأته في أحدى الكتب كما هو لنقرأه جميعآ ونتمعن فيما كتب وبعدها نبدي أرآنا ونناقش ماورد فيه ....

    سيكون هذا طويل بعض الشيئ لذلك سأرفقه في عدة مداخلات وليس في هذه المداحله فقط ....




    أخذ العرب الحجاب عن الفرس الزرادشتيين، الذين كانت المرأة عندهم كائناً غير طاهر، عليها أن تربط فمها وأنفها بعصابة كيلا تدنس بأنفاسها النار المقدسة. وقلد العرب البيزنطيين في عزل المرأة وانزوائها بالمنـزل، الذين أخذوا ذلك عن الإغريق، حيث كان المنـزل نصفين مستقلين، أحدهما للرجال والآخر للنساء، وتعزز هذا التقليد كلياً أيام الوليد الثاني في العهد الأموي، الذي كان أول من أحدث ركن الحريم في المنـزل العربي (15).

    وكان العرب قبل وإبان البعثة المحمدية يتألفون من طبقتين، طبقة الأحرار وطبقة العبيد. فقد كان الرق نظاماً معمولاً به عند العرب قبل وبعد البعثة المحمدية. وكان للرق والعبيد مصدران، أسواق النخاسة والغزو. ولم تخرج الغزوات في العصر النبوي عن كونها مصدراً من مصادر الرق، فالإمام الواحدي في أسباب النزول، يربط نزول قوله تعالى: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم..} النساء 24. بغزوة أوطاس فيقول عن أبي سعيد الخدري: أصبنا سبايا يوم أوطاس نعرف أنسابهن وأزواجهن فكرهنا أن نقع عليهن فسألنا النبي (ص) فنـزلت الآية فاستحللناهن(16).

    والإمام الرازي في تفسيره الكبير يرى للإحصان أربعة وجوه أحدها الحرية. فالمحصنة هي الحرة. ولما سقطت هذه الصفة عن المرأة المسبية في الغزو، فقد أصبحت من ملك اليمين فحلّ وطؤها. ويستشهد بقوله تعالى {ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات} أي الحرائر(17).

    كان لابد من هذه التوطئة، لما بين الحرَّة والأَمَة من فرق في اللباس والحجاب، وتأكيداً لما قلناه وقاله كثيرون من أن اللباس والحجاب عند المرأة ليـس تكليفاً شرعياً بقدر ما هو سلوك تقتضيه الحياة الاجتماعية والبيئة، يتغير بتغيرها. ومن هنا فقد فرَّق العرب، قبل البعثة المحمدية وأثناءها وبعدها، بين لباس الحرة ولباس الأمة. فلباس الحرة العربية هو لباس السيدة خديجة (رض)، التي تزوجها النبي قبل البعثة.

    غطاء للرأس يقي من الحر ويجمع الشعر أن يتبعثر، وثوب طويل يستر القسم الأسفل من الجسد، لعدم جود ألبسة داخلية وقتها، وفضفاض يسمح لها بحرية الحركة في أعمالها وتحركاتها داخل البيت وخارجه، ولم يكن في الثوب فتحات أو جيوب إلا فتحة في الصدر، تبدو منها نهود المرأة حين تنحني إلى الأمام، وهو الجيب الذي ضربت عليه المرأة المؤمنة خمارها حين نزلت آية النور 31.

    ولم يكن لباس الرجل يختلف من هذه الزاوية البيئية الاجتماعية عن لباس المرأة، فقد كان يغطي رأسه من الحر، ويلبس ثوباً طويلاً كيلا تظهر عورته حين يقعد لعدم وجود ألبسة داخلية وقتها. بالإضافة إلى لحية كان يطلقها الرجل، حتى لا يعاب بين قومه. وتروي لنا السيرة أن النبي كان يلبس كما يلبس الناس من حوله، حتى أن الرجل يدخل المسجد فيسأل القاعدين: أيكم محمد؟.

    أما لباس الأمَة، التي اعتبروها تاريخياً ملك يمين، فقد كان أمراً آخر مختلفاً تماماً عما ذكرنا. وهذا بديهي طبيعي من جانبين. الأول أن الأمَة تعمل عند أسيادها على الطعام والشراب وكافة الأعمال المنـزلية إضافة إلى جلب اللوازم والحاجيات من السوق. والثاني اختلاف المكانة الاجتماعية بين الحرائر والإماء، الأمر الذي اقتضى وجود فارق في اللباس للتمييز بينهن.

    هذا الفارق الذي تعمق أكثر واتضحت ضرورته بعد الفتوحات الكبرى، في ضوء كثرة عدد الإماء والعبيد، حتى صار امتلاكهم والإكثار منهم موضع تفاخر ومباهاة. وكان لابد لهذا من أن يحظى باهتمام الفقهاء. ومن هنا فنحن نجد في كتب الفقه أبواباً كثيرة تضع أحكاماً للحرّة والحر، وأخرى للأمَة والعبد، في مجال النكاح والطلاق وقذف المحصنات والزنا وغيرها.

    فللعبد في موطأ مالك أن يتزوج بامرأتين أما الحر فبأربع. ويقع الطلاق من العبد بتطليقتين ومن الحر بثلاث، وعدة الطلاق للأمَة شهر ونصف، وعدة الترمل بعد وفاة الزوج شهران وخمسة أيام. وحد العبد والأمة في الزنا خمسون جلدة (18)، وحدهما في قذف المحصنات أربعون، وليس على قذف الأمة حد. ولا يجوز للعبد إذا طلق زوجته أن يرتجعها إلا بعد أن يطأها رجل آخر(19).

    أما في مسألة الحجاب فقد كان التفريق واضحاً على الصعيد التطبيقي الفقهي بين الحرّة والأمَة. يقول الدكتور نجمان ياسين (20): "أما الحجاب الذي ضرب على المرأة، والذي كان يعني إدناء الجلباب وفقاً لقوله تعالى:

    {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} الأحزاب 59.

    فالقصد منه ألا "يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا خرجن من بيوتهن لحاجتهن، فيكشفن عن شعورهن ووجوههن، ولكن يدنين عليهن من جلابيبهن، لئلا يعرض لهن فاسق بأذى إذا علم أنهن حرائر". فقد كانت الحرة تلبس لباس الأمة ذاته، فأمر الله نساء المؤمنين بإدناء جلابيبهن عليهن، وإدناء الجلباب أن تتقنع وتشد على جبينها. وهذا يعني أن الجلباب اتخذ كإجراء وتدبير لمعالجة حالة استثنائية دخلت على مجتمع المدينة.

    وأن الرسول (ص) قد خشي ألا يميز الفسّاق من الشباب بين الأمَة التي يستلزم وضعها باعتبارها مملوكة أن تظهر مكشوفة، وأن تظهر محاسنها بأنواع الزينة للترغيب في شرائها وبين الحرة، فيتبعها الغواة وقد يصيبها منهم مكروه. والحق أن المفسرين قـد وضعوا اليـد على سبب إدناء الجلابيب، ووجدوا علاقة بين الجلباب والوضع الاجتماعي الأخلاقي في المدينة ". أهـ.

    كذلك نرى أن الخليفة عمر بن الخطاب قد أخذ إجراءات احترازية للحيلولة دون الخلط بين الحرائر والإماء، فلم يكن يسمح للجواري بالخروج في هيئة الحرائر(21). ولقد سار الخليفة عمر بن عبد العزيز على المنهج ذاته فدعا إلى " أن لاتلبس الأمة خماراً ولا يتشبهن بالحرائر"(22).

    أما بالنسبة للفقه، فقد أجاز الفقهاء للأمَة لباساً معيناً، نجده عند عبد الرحمن الجزيري(23)، تحت عنوان لباس الأمَة في الصلاة يقول: شرط الصلاة الثاني هو ستر العورة، ويختلف حد العورة بالنسبة للرجل والحرة والأمة، فحد العورة للرجل عند المالكية من السرة إلى الركبة، والركبة ذاتها عندهم عورة أما السرة فخلاف ذلك، والأمَة كالرجل، وتزيد عنه أن بطنها كله وظهرها عورة، وعورة المرأة الحرة هو جميع بدنها حتى شعرها النازل على أذنيها لقوله (ص): المرأة عورة ويستثنى من ذلك باطن الكفين وظاهر القدمين. وقال الشافعية مثل ذلك مع بعض الاختلافات الطفيفة، أما عند الحنابلة فالعورة كما قال الشافعية، إلا أنهم استثنوا من الحرّة الوجه فقط، وكل ما عداه عورة عندهم.

    وتنقسم العورة إلى مغلظة ومخففة، فالمغلظة للرجل هي القبل والخصيتان وحلقة الدبر، والمخففة ما عدا ذلك. أما المغلظة للأمة فهي كالرجل بزيادة الإليتين، والمخففة للأمة كالمخففة للرجل. وأما الحرة فالمغلظة جميع بدنها ما عدا الأطراف والصدر.

    هذا كله في الصلاة، فما هو الحكم خارج الصلاة؟ نعود إلى كتاب الفقه على المذاهب الأربعة فنراه يقول: يجب على المكلف ستر عورته خارج الصلاة عن نفسه وعن غيره، ممن لايحل لهم النظر إلى عورته إلا لضرورة كالتداوي. حد العورة للمرأة الحرة خارج الصلاة هو ما بين السرة والركبة، إذا كانت في خلوة، أو في حضرة محارمها، أو في حضرة نساء مسلمات. أما إذا كانت بحضرة رجل أجنبي أو امرأة غير مسلمة فعورتها جميع بدنها عدا الوجه والكفين. أما عورة الرجل خارج الصلاة فهي ما بين سرته وركبته ويحل النظر إلى ما عدا ذلك من بدنه مطلقاً عند أمن الفتنة. أهـ.

    وإذا القينا نظرة على كتاب (الفقه الإسلامي وأدلته) للدكتور وهبة الزحيلي في باب حد العورة نجده يذكر أن الأئمة اتفقوا على أن عورة الأمة هي عورة الرجل نفسها، وان اختلفوا قليلاً في دخول السرة أو عدمه، ويبين أن العورة للرجل عند المالكية هي المغلظة فقط وهي السوأتان، وعورة الأمة السوأتان مع الإليتين وعورة المرأة الحرة المغلظة جميع البدن ماعدا الصدر والأطراف من رأس ويدين ورجلين وماقابل الصدر من الظهر كالصدر.

    ويوضح لنا مذهب الشافعية في أن السرة والركبة ليستا من العورة على الصحيح لحديث أنس " أن النبي (ص) يوم خيبر حسر الإزار عن فخذه حتى إني لأنظر إلى بياض فخذه" (24).

    ويلحق الشافعية عورة الأمة بالرجل بجامع أن رأس كل منهما ليس بعورة ولأن الرأس والذراع مما تدعو الحاجة إلى كشفه.

    كما يشير الدكتور الزحيلي في مذهب الحنفية أنهم اعتبروا عورة الأمة كعورة الرجل لأنـها تخرج لحاجة مولاها في ثياب مهنتها عادة، فاعتبرت كالمحارم في حق الأجانب عنهن دفعاً للحرج. وعند الحنابلة فليست سرة الرجل وركبته من عورته(25).

    وفي فقه الشيعة فإن عورة الأمة كعورة الرجل. فقد أورد الشيخ الطوسي (385 – 460 هـ) في تفسيره (التبيان): " قيل: العورة من النساء ماعدا الوجه والكفين والقدمين، وقيل العورة من الرجُل العانة إلى مستغلظ الفخذ من أعلى الركبة وهو العورة من الإماء"(26).

    فإذا كان لباس الأمة في الصلاة كما ذكرنا، فلك أن تتصور لباسها في أسواق النخاسة، وهي تعرض للبيع في أسواق المدينة ودمشق وبغداد والقاهرة، وهذا الأمر الذي بلغ ذروته في العصر العباسي ثم المملوكي فالعثماني. حيث كان الرجال يخافون على حرائر النساء من الاختلاط، فعمدوا إلى منعهن من مغادرة البيوت، وإلى إجبارهن على تغطية وجوههن بسبب التسيب الجنسي، ونرى فيه سبباً تاريخياً اقتضاه الواقع الاجتماعي. حين كانت الإماء تسير في الطرقات وتقف في الصلاة عارية الثديين والإبطين حاسرة الرأس، لاتستر سوى جيوبها السفلية ما بين الركبة والسرة.

    وذهب الرق، وانتهى عهد العبودية، وطوى التاريخ لباس الأمة، وبقي لباس الحرة على أنه لباس الإسلام الشرعي، بينما هو لباس اجتماعي بحت لاعلاقة له بالإسلام أو بالإيمان لامن قريب ولا من بعيد.

    يقول ابن تيمية: "الحجاب مختص بالحرائر دون الإماء، كما كانت سنة المؤمنين في زمن النبي (ص) وخلفائه، أن الحرة تحتجب والأمة تبرز. وكان عمر إذا رأى مختمرة ضربها وقال: أتتشبهين بالحرائر أي لكاع"(27). ويقول: وقد كانت الإماء في عهد الصحابة يمشين في الطرقات متكشفات الرؤوس ويخدمن الرجال مع سلامة القلوب.(28)

    يقول ناصر الدين الألباني في كتابه " حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة": كان من شروط المسلمين الأولين على أهل الذمة أن تكشف نساؤهم عن سوقهن وأرجلهن كي لايتشبهن بالمسلمات.(29)

    هذا يظهر لنا بشكل قاطع أن أطروحة الحجاب التي تقوم على فتنة المرأة للرجل ليس لها أساس شرعي أو ديني، ولاتتفق حتى مع المنطق. إذ كيف نأمر بتحجيب الحرائر ونسمح بسفور الإماء، ويتفق هذا مع مفهوم أن المرأة فتنة للرجل وأنها كلها عورة وأنها كلها شر، والأمة أصلاً امرأة؟ وكيف نفهم أن الحرة القبيحة يجب أن تتحجب، ولابأس بسفور الأمة ولو كانت شقراء حوراء في الثامنة عشرة من العمر؟ إلا إذا فهمنا أن مفهوم "المرأة فتنة الرجل" جاء من التفسير التوراتي لقصة الخطيئة الأولى كما فصلنا في موضعه.

    لقد تم تغليب الروح الذكورية في علاقة الفقه الإسلامي التاريخي الإنساني بالمرأة وفي نظرته إليها، حتى تحولت العادات العربية المتعلقة بها إلى دين، وأصبحنا نرى مصطلحات تقوم عليها حياة العرب الاجتماعية والأخلاقية حتى يومنا هذا. هذه المصطلحات هي: الشرف / العِرض / النخوة / المروءة / الشهامة. وهي مصطلحات لانجدها أبداً في التنـزيل الحكيم، لأنها مفاهيم محلية، زمانية ومكانية.

    فالرجل عند العرب له عِرض، أما المرأة فليس لها عرض، وشرف الرجل العربي محصور بالمرأة أماً وأختاً وزوجةً وبنتاً، أما المرأة إن ارتكبت فاحشة أو ظلمت نفسها، فقد طعنت بشرف أبيها أو أخيها أو زوجها أو حتى ابن عمها، وكأنما لا شرف لها خاص بها، وإذا ارتكب الرجل الفاحشة فلا يطعن بشرف أخته أو زوجته.

    والرجل العربي إن رأى أخته أو ابنته العاقلة الراشدة مع شخص غريب (زميل دراسة/ زميل عمل/ جار)، ولم يبادرها ويبادره بالضرب والشتم، إن لم نقل بالمسدس والسكين، فهو فاقد في نظر مجتمعه للنخوة والمروءة والشرف. ولو أخذنا هذه المصطلحات بمفهومها العربي، وحاولنا تطبيقها أو بحثنا لها عن مقابل عند الصيني والياباني والألماني، فلن نجد لها أثراً، ولتعرضنا للضحك والسخرية. وبما أن الرسالة المحمدية رسالة إنسانية عالمية، فنحن لانجد أثراً لهذه المصطلحات في التنـزيل الحكيم.

    ومع ذلك أصبحت هذه المفاهيم في التعامل مع المرأة عندنا أقوى من الدين، وغدت أقوى أثراً في المجتمعات العربية من التنـزيل الحكيم نفسه. ورغم أنها مفاهيم بدوية بدائية، يستطيع الباحث أن يردها إلى الأصول التي جاءت منها كما رأينا، إلا أنها مسيطرة على حياتنا نحن العرب بالذات، مؤمنين ونصارى، من أبسط البيوت إلى أرقى الصالونات. ولا تغرنَّك الشعارات التي يرفعها البعض هنا وهناك من تقدمية وعلمانية، فما إن تصل كلها إلى المرأة حتى تعود قبلية بدوية شأنها شأن غيرها.

    ثمة في القانون جريمة قتل اسمها "جريمة الشرف"، يختلف الحكم على فاعلها إن كان رجلاً، عنه إن كان امرأة. بينما نجد أن الرجل والمرأة في كتاب الله سبحانه سيان، متساويان في الحقوق والواجبات والعقوبات. ونفهم أن الله ورسوله بريئان من كل تخريجة تنسب إليهما في الحكم على أمثال هذه الجرائم (30).

    الرجل في اليابان يرى شرفه في العمل وإتقان العمل، والرجل في ألمانيا يرى شرفه في صدق القول والوفاء بالالتزامات، والرجل في فرنسا وبلجيكا يرى شرفه في الالتزام بما يرسم له من قوانين من قبل البرلمان. وهذا كله موجود وواضح في كتاب الله وسنة رسوله الصحيحة عندنا، لكننا وضعناه مع الأسف في الدرجة العشرين من سلّم اهتماماتنا وأولوياتنا. يقول النبي (ص): إن الله يحب العبد إذا عمل عملاً أن يتقنه.

    وأنت لاتجد في طول البلاد الإسلامية وعرضها من يشير إلى هذه الحديث ويجعله موضع دراسته في خطبة الجمعة، فالكل غارقٌ في الصلاة والصيام ولباس المرأة وحجابها، إلا من رحم ربي، وقليل ماهم. وعند العرب والمسلمين من لايتقن عمله لايفقد شرفه. والغش في المواصفات عند العرب والمسلمين حالياً لايجلب العار كالعِرض ولايظهر الغشاش فاقداً للمروءة والنخوة، ولاتعتبر هذه الصفات من عدم إتقان المهنة والغش سبباً كافياً لأن ترفض عروسٌ خطيبها هي أو أهلها.

    بعد هذا كله، وبعد أن تبين لنا من هذه المقدمة أن لباس المرأة ومفهوم الحجاب الشرعي أمر تاريخي بحت غير محسوم، ولا يخلو من الالتباس والتدليس، ننتقل لإعادة قراءة آيات الزينة، وماذا يظهر منها وماذا يخفى بالنسبة للمرأة والرجل على حد سواء، لاسيما بعد أن اتضح أمامنا أن الحجاب جاء في كتاب الله خاصاً بنساء النبي بمعناه المكاني في ضوء قوله تعالى {وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب}، وأننا لا علاقة لنا به لخصوصيته حصراً بنساء النبي.

    جاء لباس الرجل والمرأة في آيتين حدوديتين من سورة النور، فقال تعالى بالنسبة للرجل:

    - {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} النور 30.
    وقال بالنسبة للمرأة:
    - {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ..} النور 31.

    لنشرح هذه الآيات فقرة فقرة:

    لقد جاء أمر مشترك للمؤمن والمؤمنة على حد سواء بشيئين أولهما الغض من البصر. هنا نلاحظ قوله تعالى {يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} فجاء هنا حرف الجر "من" للتبعيض أي جزء من كل، فأمرنا الله الغض من البصر لاغض البصر، ثم أنه لم يضع المفعول به بالنسبة للرجل والمرأة على حد سواء، أي لم يقل لنا أن نغض من أبصارنا عن ماذا؟

    فتركت مفتوحة حسب الأعراف "حسب الزمان والمكان" ومفتوحة للمؤمن والمؤمنة على حد سواء. ثم أنه استعمل فعل "غض" في اللسان العربي للدلالة على لطف الفعل، لا على فظاظة الفعل. فالغضاضة فيها لطف وطراوة فنقول: غصن غض أي لين غير يابس، وهنا نضرب المثال التالي:

    إذا كان رجل يغير ملابسه وهو في وضع لايحب أن يراه فيه أحد حتى ولو كان رجلاً، ووقف حوله مجموعة من الرجال تنظر إليه فإنها ستسبب له الحرج، وكذلك المرأة إذا كانت في وضع لاتحب أن يراها فيه أحد حتى من النسوة فإنها ستشعر بالحرج إذا نظر إليها أحد، وهذا هو ما أراده الله منا رجالاً ونساء،

    أن لاينظر بعضنا إلى بعض في مواقف لانحب أن يُنظر إلينا فيها، وهذا ما نسميه اليوم بالسلوك الاجتماعي المهذب، أي أننا يجب أن نأخذ موقف التجاهل في مثل هذه المواضع وهذا هو فعل "غض". أما مفهوم غض البصر بمعنى أن لاينظر الرجال إلى النساء، ولا تنظر النساء إلى الرجال أثناء العمل والبيع والشراء فهذا ليس عندنا بشيء.

    ثاني هذين الشيئين هو حفظ الفرج، الذي ورد في كتاب الله وجوب حفظه في حالتين. الحالة الأولى حفظه من الزنى ومن كل العلاقات الجنسية غير المشروعة وذلك في قوله تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون …} المؤمنون 5،6،7. والقرينة التي دلتنا على أن الحفظ المطلوب هنا هو الحفظ من الزنى، تظهر في قوله تعالى {إلا على أزواجهم}، ولقد أوضحنا في مواضع أخرى من هذا الكتاب أن الزوج خارج وظيفة الجنس يصبح بعلاً ولايبقى زوجاً.

    أما الحالة الثانية فهي حفظه من البصر، وهي المقصودة في آية النور بقوله تعالى {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} وقوله {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن}. والبصر وظيفة العين، وهو غير النظر والرؤية، التي قد تحصل في الدماغ دون إبصار. ولذا نفهم أن حفظ الفرج عند الذكور هو الحد الأدنى من اللباس، أي ما نطلق عليه اليوم اسم (مايوه سباحة)، يكفي لستر الفرج والإليتين وهو ما يطلق عليه الفقهاء العورة المغلظة بالنسبة للرجل.

    ثم يختم تعالى الآية بقوله: {إن الله خبير بما يصنعون} النور 30. وكما هو معروف فإن الصنع هو نتاج العمل {ويصنع الفلك} هود 38. أو نتاج تربية {ولتصنع على عيني} طه 39 فهنا وضع الأسلوب التربوي الذي هو الأسلوب الأساسي في صناعة المؤمن والمؤمنة القائم على السلوك المهذب وحفظ الفرج، وليس الأسلوب القمعي،وأن غض البصر وحفظ الفروج من الإبصار والفواحش هما نتاج تربية وليسا نتاج خوف وقمع.

    الآن: ماهي الإضافات التي أضافها الكتاب بالنسبة للمرأة؟ هذه الإضافات تتعلق بالزينة والعورة حيث أن الآية (31) من سورة النور هي آية الحد الأدنى للباس المرأة وهي من الفرائض.
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  8. #8

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    رد: المرآه والرجل متساويان في الأسلام في كل شيئ والنقاب والحجاب بدعه

    وهذا الجزء الخاص بتعريف زينة المرآه للكاتب ....





    زينــة المــرأة .


    لنضع الآن تعريفاً للزينة: فزينة المرأة في الآية (31) تقسم إلى قسمين:

    القسم الأول: الزينة الظاهرة،
    والقسم الثاني: الزينة المخفية.

    ولكن ماهي زينة المرأة المقصودة هنا بحيث تنسجم مع الآية نفسها وتنسجم مع بقية الآيات الواردة في الكتاب وخاصة آيات المحارم الواردة في سورة النساء رقم 22 ورقم 23؟

    فالزينة لها ثلاثة أنواع:

    أ ـ زينة الأشياء:
    إن زينة الأشياء هي إضافة أشياء لشيء أو لمكان ما لتزيينه، مثال على ذلك الديكورات في الغرف والنجف والدهان والملابس وتسريحة الشعر للرجل والمرأة والحلي والمكياج للنساء. كل هذه أشياء تضاف للتزيين، وقد جاءت الزينة الشيئية في قوله تعالى: والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة النحل 8. وقوله تعالى: {يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الأعراف 31.

    ب ـ زينة المواقع أو الزينة المكانية:
    وهذا واضح في المدن، فالبلديات في المدن تبقي على ساحات خضراء تسمى حدائق. هذه الأماكن للزينة يقصدها الناس وهي تنتسب إلى الزينة المكانية، أي أن تبقى أماكن على طبيعتها أو نضيف عليها أشياء طبيعية كالشجر والورد وهذا ما جاء في الآية 31 في سورة النور أي حتى تنسجم هذه الآية مع آيات المحارم في سورة النساء يجب أن تكون الزينة مكانية لا شيئية.

    ت ـ الزينة المكانية والشيئية معاً
    جاءت في قوله تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} الأعراف 32. وقوله: {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها} يونس 34. أي أن التطور والتقدم العلمي سيملآن الأرض بالزينة المكانية والشيئية. فإذا كانت الزينة مكانية فجسد المرأة كله زينة والزينة هنا حتماً ليست المكياج والحلي وما شابه ذلك، وإنما هي جسد المرأة كله، هذا الجسد يقسم إلى قسمين:

    ـ قسم ظاهر بالخلق:
    لذا قال: {ولايبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فهذا يعني أن هناك بالضرورة زينة مخفية في جسد المرأة. فالزينة الظاهرة هي ما ظهر من جسد المرأة بالخلق أي ما أظهره الله سبحانه وتعالى في خلقها كالرأس والبطن والظهر والرجلين واليدين، ونحن نعلم أن الله سبحانه وتعالى خلق الرجل والمرأة عراة دون ملابس.

    ـ قسم غير ظاهر بالخلق:
    أي أخفاه الله في بنية المرأة وتصميمها. هذا القسم المخفي هو الجيوب. والجيب جاء من "جَيَبَ" كقولنا جبت القميص أي قورت جيبه وجيبته أي جعلت له جيباً، والجيب كما نعلم هو فتحة لها طبقتان لاطبقة واحدة، لأن الأساس في "جيب" هو فعل "جوب" في اللسان العربي له أصل واحد وهو الخرق في الشيء ومراجعة الكلام "السؤال والجواب" فالجيوب في المرأة لها طبقتان أو طبقتان مع خرق وهي ما بين الثديين وتحت الثديين وتحت الإبطين والفرج والإليتين هذه كلها جيوب، فهذه الجيوب يجب على المرأة المؤمنة أن تغطيها لذا قال: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} .

    والخمار جاءت من "خمر"، وهو الغطاء، والخمر سميت خمراً لأنها تغطي العقل وليس الخمار هو خمار الرأس فقط، وإنما هو أيُّ غطاء للرأس وغير الرأس، لذا أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنات بتغطية الجيوب التي هي الزينة المخفية خلقاً وسمح لهن بإبداء هذه الجيوب بقوله: {ولايبدين زينتهن}. هذا الإبداء لايكون إلا لشيء مخفي أصلاً كقوله تعالى {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه} البقرة 284، والإبداء لايكون إلا لعاقل كقوله: {فبدت لهما سوآتهما} طه 121.

    قد يقول البعض: أليس الفم والأنف والعينان والأذنان من الجيوب؟ نقول: نعم ولكنها جيوب ظاهرة لأنها في الوجه، ورأس المرأة أو الرجل هو أظهر جزء منه وهو هوية الإنسان. ولقد ذكر تعالى بعض هذه الجيوب صراحة بقوله {ويحفظن فروجهن}، وأوجب حفظها من الأبصار. ونفهم أن فرج المرأة وإليتيها من الجيوب التي لايجوز أن تقع عليها عين إلا عين الزوج وهو مايطلق عليه الفقهاء العورة المغلظة للأمة أمام الآخرين والعورة المغلظة لحرة أمام محارمها فقط. وهذا يفسر لنا سبب عدم ذكر الزوج في الآية بين قائمة من يجوز للمرأة أن تبدي زينتها أمامهم بل ذكر البعل، وهم:

    - البعل {بعولتهن}، الأب والجد {آبائهن}، أبو البعل وجده {آباء بعولتهن}، الابن {أبنائهن}، أبناء البعل {أبناء بعولتهن}، الأخ {إخوانهن}، أبناء الأخ {بني إخوانهن}، أبناء الأخت {بني أخواتهن}.

    هنا يظهر الفرق واضحاً بين البعل والزوج. إذ لو اعتبرنا الزوج بعلاً، والبعل زوجاً كما يعتبرهما القائلون بالترادف لحصل تناقض كبير بين الآيات، إذ كيف يجيز لها تعالى في آية النور أن تبدي زينتها أمامه، وقد أباح لها في آية المؤمنون ألا تحفظ فرجها من أبصاره؟ فالتناقض هنا لايرتفع إلا إذا اعتبرنا أن الزوج غير البعل، ولهذا نراه تعالى يسوي في مسألة إبداء الزينة بين البعل والابن والأخ وباقي المذكورين في الآية ممن لايجوز لهم إبصار فرجها (عورتها المغلظة).

    قلنا إن الجيوب هي الفرج والإليتان (الدبر) ومابين الثديين وما تحتهما وما تحت الإبطين. أما الفرج وما بين الإليتين (الدبر) (العورة المغلظة)، فممنوع على غير الزوج أن تقع عينه عليهما، وأما الثدييان فلم يختلف أحد في أن ما بينهما وماتحتهما من الجيوب. لابل ذهب كل المفسرين على الإطلاق إلى أنها هي الجيوب الوحيدة المقصودة في الآية. وجاء هذا الحصر من أن المرأة حين نزلت آية النور لم تفعل أكثر من أنها ضربت بخمارها على جيب صدرها لتستر ثدييها، لأن المرأة العربية كانت قبل الإسلام وفي العصر النبوي ترتدي ثوباً مفتوح الصدر فضفاضاً بسيطاً يتناسب مع بيئتها الصحراوية البدوية، لايكشف بطبيعته
    إلا عن جيب الصدر، أما باقي الجيوب فمغطاة بالأصل. يبقى لدينا أخيراً جيب واحد هو ما تحت الإبطين.

    لقد وردت الجيوب في ثلاثة مواضع من التنـزيل الحكيم، أحدها في آية النور التي ندرسها الآن. أما الموضعان الآخران فهما:

    - {أسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب..} القصص 32.
    - {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء..} النمل 12.
    فإذا جمعنا إلى هاتين الآيتين قوله تعالى:

    - {واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء..} طه 22.

    وتأملنا القصد من الألفاظ الثلاثة (أسلك / أدخل / اضمم)، فهمنا أن المطلوب من موسى هو إدخال وتوصيل يده إلى ما تحت إبطه من خلال فتحة الصدر في قميصه. إذ لا مكان عند موسى غير الإبط يضم يده إليه تنفيذاً لأمر ربه.

    وانظر كيف أوضح تعالى ذلك بكلمة (جناح)، فالذراع من الإنسان بمثابة الجناح من الطائر، ونهايتها الكتف والإبط. وانظر كيف استعمل الضم في آية طه. لأن وضع اليد في أي مكان من الجناح غير الإبط لا يكون ضماً، ثم انظر كيف استعمل الإسلاك والتسليك في آية القصص، ليدل على المكان الذي تصل إليه اليد بعد سلوكها، وليس مجرد وضع اليد في الجيب فقط.

    قد يقول قائل: هذا يعني أنه لا يجوز للمرأة المؤمنة أن تظهر عارية تماماً أمام المذكورين في آية النور 31. أقول نعم لا يجوز ذلك إلا عرضاً أو سهواً أو اضطراراً، فالزوج هو صاحب الحق الوحيد بأن يرى جيوبها السفلية (العورة المغلظة)، أما الجيوب العلوية (الصدر وتحت الإبطين) فيجوز لها إظهارها للمذكورين في الآية، فإن فعلت، فلا يسمى ذلك حراماً بل يعتبر عيباً.
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  9. #9

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    رد: المرآه والرجل متساويان في الأسلام في كل شيئ والنقاب والحجاب بدعه

    وهذا الجزء الخاص بمحارم الزينه للكاتب




    الآن إذا طرحنا البعل جانباً لأنه ليس من المحارم ولكنه كبعل من محارم إبصار الفرج، نجد أن المذكورين في باب الزينة من المحارم هم سبعة: (الأب، والد الزوج، الابن، ابن الزوج، الأخ، ابن الأخ،ابن الأخت). فإذا قارنا هؤلاء مع المحارم وجدنا أنهم نصف المحارم الواردين في سورة النساء تماماً. أما المحارم على المرأة التي حرم عليها أن تتزوجهم ولكن يجوز لها أن تختلي معهم ولا يجوز لها إبداء كل زينتها المخفية (الجيوب العلوية) أمامهم فهم: العم، الخال، الابن من الرضاعة، الأخ من الرضاعة، زوج الأم، زوج البنت، زوج الأخت.

    فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن والذي يجبرنا أن نعيد النظر بمفهوم الزينة على أنها المكياج أو الحلي والتي يجب أن لاتظهرها المرأة ويجب أن تضرب عليها الخمار ومنها شعر الرأس، أنه إذا كان الأمر كذلك، فعلى المرأة المؤمنة أن تظهر أمام صهرها "زوج ابنتها" كما تظهر أمام الغريب تماماً لأنه محرم عليها حرمة أبدية، وغير مذكور في آية الزينة، أي لايجوز له الإطلاع على كل زينتها المخفية وكذلك العم والخال.

    فهل يمكن هنا أن تكون الزينة أمراً غير الجيوب التي شرحتها؟ وهكذا أخطأ الفقهاء حين اعتبروا أن الزينة المذكورة في الآية هي زينة الأشياء، وإنما هي زينة المواقع. وسبب هذا الخطأ هو قياس الشاهد على الغائب الذي سنشرحه فيما بعد، والخطأ في فهم نظرية الحدود.

    إننا نقول هذا لأنه آن الأوان لكي نتسلح بالفكر النقدي ونعيد النظر بأقوال الفقهاء كلهم حول المرأة.

    ثم أضاف إلى هؤلاء ليكون حكمهم كحكم الأب والزوج من ناحية إظهار الزينة عبارة:

    {أو نسائهن}: ماذا تعني هنا كلمة "نسائهن"؟ لقد قال بعضهم إنها تعني النساء المؤمنات أي أن المرأة لايحق لها أن تبدي زينتها المخفية إلا أمام النساء المؤمنات. وهذا غير صحيح لأنه لو عنى ذلك لقال "أو المؤمنات من النساء" ولكنه قال {أو نسائهن} ونون النسوة هنا للتابعية لا للجنس، فإذا كانت للجنس فهذا يعني أن هناك نساء النساء" وهذا غير معقول إذا كانت نسائهن تعني الإناث".

    ولكن إذا قصد "بنسائهن" زوجات الرجال المذكورين قبلها وهم أخوها وابن أخيها.. إلخ، فلزم أن يضع ميم الجماعة عوضاً عن نون النسوة فيقول "أو نسائهم" ولكن هنا نون النسوة وليس ميم الجماعة. ولا يصح أن نقول إنه وضع نون النسوة عوضاً عن ميم الجماعة للتغليب فيصبح وضع نون النسوة لضرورة صوتية، ولايوجد في الكتاب كله شيء اسمه ضرورة اللحن أو النغم، وهناك شيء واحد فقط هو ضرورة المعنى.

    ومن إعجاز التنـزيل الحكيم أن هناك تطابقاً كاملاً بين ضرورة اللحن وضرورة الدقة في المعنى وضرورة التأثير النفسي. فنسائهن هنا يجب أن تكون من الذكور وليس من الإناث ونون النسوة للتابعية فقط كأن نقول "كتبهن، بيوتهن" وهذا لايمكن إلا إذا فهمنا النساء على أنها جمع نسيء لاجمع امرأة أي المستجد "المتأخر" فالمستجد هنا وغير المذكور في الآية هو مايلي:

    لم يذكر في آية الزينة ابن الابن والأحفاد ولم يذكر حفيد الأخ وحفيد الأخت وحفيد الزوج.. وهكذا دواليك، فابن الابن يأتي متأخراً عن الابن "أو نسائهن" أي ما تأخر عن هؤلاء المذكورين من الذكور وهم أبناؤهم وأبناء أبنائهم، وبنفس الوقت هؤلاء المتأخرون لهم علاقة القرابة مع المرأة، لذا وضع نون النسوة للتابعية قال {أو نسائهن} وقد ذكر نفس الحالة مع نساء النبي (ص) في سورة الأحزاب عندما سمح لهن بالظهور ليس أمام كل المحارم بل أمام هؤلاء واستثنى منهم الزوج، لأن النبي (ص) هو زوجهن واستثنى ابن الزوج لأن النبي ليس له أبناء، واستثنى والد الزوج لأن النبي (ص) ولد يتيماً فقال:{لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} الأحزاب 55.
    هنا لاحظ كيف وضع {ولا نسائهن} لكي يبين الأبناء وأبناء الأبناء "الأحفاد".. وهكذا دواليك. قال هذا لنساء النبي (ص) مع أن كل المؤمنين هم من المحارم بالنسبة لنساء النبي (ص) {وأزواجه أمهاتكم} الأحزاب 6 {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده} الأحزاب 53.

    إن الوضع الخاص بالنسبة لنساء النبي (ص) هو مخاطبتهن المؤمنين من وراء حجاب مكاني، مع أن المؤمنين كلهم من المحارم بالنسبة إليهن وهذا غير مطلوب من النساء المؤمنات لقوله تعالى: {يانساء النبي لستن كأحد من النساء} الأحزاب 32.

    فغير مطلوب من المرأة المؤمنة تقليد نساء النبي في علاقاتها الاجتماعية مع الغير، وإذا أرادت أن تقلد نساء النبي فعليها أن تخاطب كل الناس بما فيهم المحارم من وراء حجاب عدا السبعة محارم ونسائهن المذكورين في آية الزينة.

    وفي هذه الحالة تُحَمِّل المرأة المؤمنة نفسها لزوم مالا يلزم لأن الوضع الخاص بالنسبة لهن هو مخاطبة الناس من وراء حجاب ولا علاقة للزينة المخفية أو الظاهرة بنساء النبي. أما بالنسبة للمؤمنات فالوضع المشترك مع نساء النبي هو الزينة المخفية واللباس حسب الأعراف وليس المخاطبة من وراء حجاب.

    ويجب أن يفهم من كلامنا أننا لاندعو المرأة أن تخفي عورتها المغلظة وتبدي باقي جسدها أمام الثمانية المذكورين أعلاه، ولكن إذا حصل ذلك عرضاً أو سهواً فلا يوجد حرام.

    ثم يتابع ذكر المسموح للمرأة بإبداء جزء من زينتها لهم وهم:
    - {أو ما ملكت أيمانهن} النور 31.
    إن بحث ملك اليمين يحتاج إلى دراسة خاصة، فقد اعتبر ملك اليمين رقاً وعبودية من الناحية التاريخية. ولهذا تجدنا أمام العديد من الإشكالات التي أوجدها هذا المنطلق. فاللباس والحجاب في عهد الصحابة لم يطل الإماء، وكن يمشين في الطرقات كاشفات الرؤوس والصدور، فقد روى أنس أن إماء عمر " كنَّ يخدمننا كاشفات عن شعورهن تضطرب ثديهن" رواه البيهقي.

    أما في مجال الجنس فثمة إشكالية كبيرة، هي أن الذكور في المجتمعات الإسلامية على امتداد العصور طبقوا عملياً قوله تعالى {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين} لكنهم طبقوه من جانب واحد، فأجازوا للرجل وطء أَمَتَهُ، ولم يجيزوا للمرأة أن يطأها عبدها. وفي الأخبار أن امرأة عازبة مارست الجنس مع عبد لها تملكه فمنعها عمر.

    ومع إلغاء نظام الرق اليوم في كل أنحاء العالم، فقد نسخت آيات ملك اليمين تاريخياً، وهذا أمر في غاية الخطورة، ما لم نبحث عن مدلول معاصر لملك اليمين، انطلاقاً من أن الرسالة المحمدية صالحة فعلاً وحقاً لكل زمان ومكان. ولعلنا نرى اليوم أن زواج المسيار الذي شاع عند البعض مؤخراً، ليس زواجاً بالمعنى الكامل، لكنه ليس حراماً من جانب آخر، وقد يمكن اعتباره شكلاً معاصراً من أشكال ملك اليمين.

    - {أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال} النور 31:
    هؤلاء الرجال يتبعون المذكورين أعلاه في الحكم وهم الرجال غير ذوي المأرب، وليس المعتوهين أو المجانين، فالشهوة الجنسية لاتخبو عند المجانين. فمثلاً الطبيب عندما يريد أن يولد المرأة فإنه يرى فرجها، ولكن ليس له أي مأرب فيها، فعليها والحالة هذه أن تعتبره كوالدها أو كولدها، وإذا أراد الطبيب أن يكشف على المرأة في منطقة الجيوب (تحت الإبطين أو بقية الجيوب) فيعتبر في حكم أبيها.

    على النساء المؤمنات أن يفهمن ذلك، ويعلمن أن المرأة يحق لها الذهاب للطبيب الذي تراه مناسباً، والذي ترتاح إليه ذكراً كان أم أنثى دون حرام أو حرج لأنه يدخل في بند {غير أولي الإربة من الرجال}. وهناك أيضاً مهن أخرى وحالات تنطبق عليها الآية نفسها. فعلى المجتهدين البحث عنهم وتبيانهم للمرأة " مثلاً الطبيب وكل من يعمل في اختصاص الطب من مصوري الأشعة والمخدرين والممرضين ونحوهم.. الخ".

    - {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء} النور 31:

    هنا لابد من تعريف العورة، فالعورة بالمعنى العربي هي " ما يستحي المرء من إظهاره" هذا ما أجمع عليه أئمة اللسان العربي في معنى العورة "انظر كتاب فقه اللغة وسر العربية للثعالبي"، وفي هذا يستعملها النبي (ص) في أحاديث إن صحت، فالعورة ليس لها علاقة بالحلال والحرام لامن قريب ولا من بعيد إي إذا كان هناك رجل أصلع ولم يرغب بأن يرى الناس رأسه وهو أصلع فيضع الشعر المستعار على رأسه لأنه اعتبر الصلع في رأسه عورة.

    وفي هذا قال النبي (ص) في حديثه إن صح " من ستر على مؤمن عورته ستر الله عورته" "جامع الأصول ج6 ص 653 – 654" هنا يبين إذا كان هناك شيء في المرء لايريد من الآخرين أن يعرفوه وعرفه أحدكم فلا يفضحه، وستر عورة المؤمن هنا لاتعني أن يضع عليه ملابس ليستره. وفي هذا المعنى جاءت في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا} الأحزاب 13. هنا المعنى واضح في العورة أن بيوتهم أصبحت مكشوفة بالنسبة للمهاجمين وهم لايريدونها أن تكون كذلك، والواقع أنها ليست كذلك. وقوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم..} النور 58.
    هنا يبين أن هناك ثلاثة أوقات يجب أن يستأذن من المرء حين الدخول عليه وقت النوم وهي وقت القيلولة عند الظهر ومن بعد العشاء وقبل الفجر، وهي الحد الأدنى للأوقات التي لايرغب المرء أن يدخل عليه أحد لذا سماها ثلاث عورات، والحد الأعلى هو الاستئذان عند دخول الغرف دائماً.

    فالعورة جاءت من الحياء وهو عدم رغبة الإنسان في إظهار شيء ما في جسده أو سلوكه، وهذا الحياء نسبي وغير مطلق ويتبع الأعراف. فالجيوب ثابتة والعورة متغيرة حسب الزمان والمكان فيصبح معنى الفقرة {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء} هم الأطفال الذين لايعرفون لماذا استحيت المرأة من وضعية معينة في الجلوس أو في اللباس وهذا معروف عند الأطفال بأن الطفل حتى سن معينة لايفهم معنى الحياء والعيب، فالأطفال حتى السن الذي يعرفون فيه مصطلح الحياء والعيب في مجتمعهم تنطبق عليه الفقرة السابقة.

    لذا فإن تحديد عورة الرجل من السرة إلى الركبة، هو تحديد نسبي وغير مطلق يتبع أعراف المجتمع الذي تم فيه هذا التحديد لأنه ينبع من مفهوم الحياء والعيب، لا من مفهوم الحلال والحرام، وإذا قال أحدهم هذا المفهوم الشرعي للعورة فهذا كلام مردود لأن الشرع هو حدود الله وما ورد في كتاب الله فقط وما عدا ذلك فهو حدود الناس.

    وهذا يفسر لماذا اضطر الفقهاء إلى تحديد مصطلح العورة المخففة والعورة المغلظة حيث العورة المغلظة هي الجيوب السفلية بالنسبة للرجل والأمة بشكل عام وبالنسبة للمرأة الحرة أمام محارمها فقط عندهم. وعندنا للمرأة أياً كانت أمام جزء من محارمها فقط وليس كلهم.

    - {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن }النور 31:
    إن الذي يفسر هذه الفقرة على أساس الخلخال في القدم، أي على المرأة أن لا تضع خلخالاً في القدم وتضرب على الأرض لكي لايسمع صوت الخلخال أو أن تلبس حذاء ليس له صوت أثناء السير فهو غير مصيب في تفسيره.

    لنفهم أولاً معنى فعل "ضرب" في اللسان العربي: فـ "ضرب" لها أصل واحد ثم يستعار ويحمل عليه. وأول معنى محمول عليه هو الضرب في الأرض بغرض العمل والتجارة والسفر كقوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا.. الآية} النساء 94، هنا إذا خرجتم في سبيل الله. وكقوله {وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة }النساء 101، هنا جاءت بمعنى السفر. وقوله {إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت} المائدة 106.
    والمعنى الثاني المحمول للضرب هو الصيغة والصياغة كقوله تعالى {وضربنا لكم الأمثال }إبراهيم 45. وقوله {وكلاً ضربنا له الأمثال }الفرقان 39. وقوله: {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل} الروم 58.ويقال للطبيعة والسجية الضريبة كأن الإنسان قد ضرب عليها ضرباً، ويقال للصنف من الشيء الضرب كأنه ضرب على مثال ماسواه ومن هنا جاء ضرب المثل. والضريبة هي ما يضرب على الإنسان من مال مقابل الربح والكسب أو خدمة تؤديها له الدولة، وضرب فلان على يد فلان إذا حجر عليه ومنها جاء الإضراب عن العمل وهو حجر النفس وكفها عن العمل والإضراب عن الطعام وهو حجر النفس عن الأكل.

    ومن هنا نفهم {ولا يضربن بأرجلهن} والسبب في ذلك النهي هو لكي لايعلم ما يخفين من زينتهن وهنا الكلام عن الزينة المخفية وهي الجيوب لأنها لايمكن أن تعلم إلا إذا أرادت المرأة ذلك، فهذا يعني أن الله منع المرأة المؤمنة من العمل والسعي "الضرب" بشكل يظهر جيوبها أو بعضها، كأن تعمل عارضة "ستربتيز Striptease " أو تقوم برقصات تظهر فيها الجيوب أو بعضها، ولكنه لم يحرم الرقص بشكل مطلق بل حرم عليها إظهار الجيوب أو بعضها بشكل إرادي وهذا لايحصل إلا من أجل كسب المال أو على شواطىء البحر، ومن هنا نرى أن الله سبحانه وتعالى حرم في حدوده مهنتين فقط على المرأة وهما: التعرية و البغاء.

    أما بقية المهن فيمكن للمرأة أن تمارسها دون حرج أو خوف وذلك حسب الظروف الاجتماعية التاريخية والجغرافية السائدة والتي لاتحمل صفة التأبيد، ومخالفتها يعرض صاحبتها للّوم الاجتماعي، لا للحرام.

    وفي نهاية الآية قال: {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} النور31. هنا طلب من المؤمنين والمؤمنات التوبة لأنه في سياق الحياة يمكن للمؤمن والمؤمنة أن يشذا عن ذلك فوضع لذلك التوبة فقط دون ترتيب عقوبات.

    ويبقى لقائل أن يقول: إن ما تقوله عن لباس المرأة الذي جاء في سورة النور "الفرائض" هو تغطية نصف الجيوب المخفية (العورة المغلظة) عن كل الناس بما فيهم البعل ماعدا الزوج، والنصف الآخر عن المذكورين في الآية. أقول: نعم وهو الحد الأدنى من اللباس لذا سماه فريضة وهو فرق بين المسموح والممنوع دون عقوبات ومع التوبة فقط. ولكن هل للمؤمنة أن تخرج بهذا اللباس الذي هو الحد الأدنى؟

    أقول: لقد جاء اللباس المتمم لهذا اللباس في سورة الأحزاب، وجاء الخطاب في مقام النبوة الذي هو ليس تشريعاً، وإنما تعليمات لدفع الأذى وذلك في قوله {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} الأحزاب 59.

    هنا بدأت الآية بقوله {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ} فهي آية تعليم وليست آية تشريع، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد فهمت الآية في المدينة فهماً مرحلياً، فارتبطت بعدم تعرض المؤمنات للأذى من قبل بعض السفهاء، أثناء الذهاب لقضاء حاجتهن، وقد زالت هذه الشروط والدواعي الآن تماماً، لأن آلية تطبيق هذه الآية لاتعتبر أبدية. وهذه الآية تعلم المؤمنات اللباس الخارجي حصراً أو لباس الخروج إلى المجتمع وهو ما سماه بالجلباب، فالجلباب جاء من الأصل "جلب" وهذا الفعل في اللسان العربي له أصلان أحدهما الإتيان بالشيء من موضع إلى موضع، والآخر الشيء يغشي ويغطي شيئاً آخر.

    فالجلبة هي القشرة التي تغطي الجرح عندما يبرأ ويندمل وقبل أن يبدأ الجرح بالاندمال نضع له رباطاً من القماش المعقم لنحميه من الأذى الخارجي. ومن هنا جاء الجلباب للحماية وهو اللباس الخارجي الذي يمكن أن يكون بنطالاً وقميصاً أو تايوراً أو روباً أو مانطو، كل هذه الملابس تدخل تحت بند الجلابيب لذا قال: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} الأحزاب 59 للتبعيض باستعمال حرف الجر "من" وللتقريب باستعمال "يدنين" من فعل "دنو، يدنو" والجلب والإدناء متناسبان تماماً، فهناك الاقتراب وهو الجلب، وهناك عدم التصاق اللباس بالجسم وهو الدنو.

    ألم تسمع قوله تعالى {قاب قوسين أو أدنى}. وبما أن هذه الآية للتعليم لا للتشريع، فقد وضع السبب، وهو المعرفة والأذى. فعلى المرأة المؤمنة تعليماً لا تشريعاً أن تغطي من جسدها الأجزاء التي إذا ظهرت تسبب لها الأذى. والأذى نوعان: طبيعي واجتماعي. والأذى الطبيعي مربوط بالبيئة الطبيعية من درجات الحرارة والرطوبة. فالمؤمنة تلبس حسب الشروط الجوية الخارجية بحيث لاتعرض نفسها للأذى الطبيعي.

    قد يقول البعض ولكن هذا أمر مفروغ منه لذا لم يذكره في هذه الآية وإنما ربط الأذى بالمعرفة{ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} لاحظ "فاء السببية" والتعقيب بين المعرفة والأذى، وهو ما نسميه بالأذى الاجتماعي، أي على المؤمنة أن تلبس لباساً خارجياً وتخرج إلى المجتمع حسب الأعراف السائدة في مجتمعها بحيث لاتكون عرضة لسخرية وأذى الناس، وإذا لم تفعل ذلك ستعرض نفسها للأذى، وهذا الأذى الذي ستتعرض له هو عين عقوبتها لا أكثر من ذلك أي دون أن يكون هناك أية تبعة عند الله من ثواب أو عقاب وهذا ما حصل أثناء تطبيق هذه الآية في المدينة، حيث كان السفهاء يتعرضون للمؤمنات في خروجهن ليلاً لقضاء الحاجة.

    ولكي لايزاود الناس في اللباس، وضع النبي (ص) الحد الأعلى للباس المرأة بقوله إن صح: " كل المرأة عورة ماعدا وجهها وكفيها. ومع ذلك فهذا القول لايحمل الصفة الأبدية. فقد سمح النبي للمرأة بأن تغطي جسدها كله كحد أعلى، لكنه لم يسمح لها بأي حال من الأحوال بأن تغطي وجهها وكفيها، حيث أن وجه الإنسان هو هويته. فإذا خرجت المرأة بلباس يغطي جيوبها السفلية فقط، فقد خرجت عن حدود الله، وإذا خرجت دون أن يظهر منها شيء حتى وجهها وكفيها، فقد خرجت عن حدود رسول الله.

    وهكذا نرى أن لباس معظم نساء أهل الأرض يقع بين حدود الله ورسوله وهذه هي فطرة الناس في اللباس، وفي بعض الحالات القليلة يقف اللباس عند الحدود، وفي حالات أقل يتجاوز اللباس الحدود.
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  10. #10

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    رد: المرآه والرجل متساويان في الأسلام في كل شيئ والنقاب والحجاب بدعه

    وهذا ماكتبه الكاتب عن حكــم لبــاس النســاء اللواتي لا يرجــون نكــاحا





    لقد وضع الله حكماً خاصاً وحرية كبيرة في اللباس للنساء اللواتي لايرجون نكاحاً من المقعدات بغض النظر عن السن حيث قال:
    {وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} النور60.

    فالقواعد جاءت من "قعد" وهو أصل واحد يقاس عليه ويدل على ثبات في شيء وهي لاتعني الجلوس، والقعود ضد القيام. والقعود جاءت من قوله تعالى: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون} المائدة 24. والقعود جاءت بمعنى الثبات وعدم الحركة والامتناع عن الذهاب إلى القتال. والقيام جاءت بمعنى الاستمرار كأن تقول "وجدت فلاناً قائماً على رأس عمله" أي أنه يمارس عمله.

    فهنا جاءت القواعد من النساء وهن النساء اللواتي أقعدن بسبب مرض ما كالشلل مثلاً بغض النظر عن السن بحيث جعلهن لا يرجون النكاح لذا قال: {اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا} ولاتعني أبداً اللواتي لا يرغبن بالزواج وهنا القواعد ليس كما قال الفقهاء قعدن عن الحيض وهذه الحالة جاءت في قوله تعالى {يئسن من المحيض} وليس قعدن عن المحيض وهو ما نسميه بسن اليأس للمرأة وليس بسن القعود.

    {فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ} النور 60. فالجناح جاءت من "جنح" وتعني الانحراف كأن نقول جنحت السفينة أو الطائرة عن مسارها. ومن هنا جاء مفهوم الجنحة وهو مفهوم أقل من الجريمة بكثير بحيث جاءت الجريمة بقوله تعالى {وياقوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح.. الآية }هود 89.

    أما فعل "وضع" في اللسان العربي فله أصل واحد يدل على الخروج للشيء وحطه وإخراجه كقوله {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} الطلاق 4. وقوله{ فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى} آل عمران 36. فعندما تضع المرأة حملها تخرجه منها كلية وتحطه عنها. فهنا قال{ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ }فالثياب هنا اسم جنس وهي كل ما يرده الإنسان على جسمه من لباس داخلي وخارجي وجاءت من الأصل "ثوب" ومنها جاءت الثياب، والمثابة، والثواب هو كل ما يرد للإنسان من عمل صالح إيجابي.

    فيصبح {يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ} هو خلع جميع الملابس، وقد اشترط بذلك عدم القصد بإظهار الزينة المخفية للآخرين "أي الجيوب فقط" بقوله: {غير متبرجات بزينة} و "برج" تعني في اللسان العربي البروز والظهور والملجأ والبرج هو بارز ظاهر وبنفس الوقت هو ملجأ للحماية.

    لذا قال {غير متبرجات بزينة} فوضع هذا الشرط أن لايكون القصد من وضع الثياب هو اللجوء إلى إبراز زينتها المخفية ماعدا الفرج وهذا واضح في الحياة، فكثير من النساء المقعدات بسبب المرض أو الشيخوخة يحتجن إلى حمام شمسي وإلى تغسيل ومساجات بحيث يحتجن إلى خلع كل ملابسهن (ماعدا العورة المغلظة) أمام الآخرين الذين يعتنون بهن لأنهن يحتجن إلى مساعدتهم ولكنه من باب الترجيح فقط وليس من باب الحلال والحرام قال: {وأن يستعففن خير لهن }أي إنها إن استطاعت أن لا تظهر زينتها المخفية كلها فهو خير لها.

    لنشرح الآن أين يكمن خطأ التفسير الموروث حول لباس المرأة:

    إذا أخذنا المرأة العربية في شبه جزيرة العرب قبل نزول الآية 31 في سورة النور والآية 59 في سورة الأحزاب فنرى ما يلي:

    1- لم تكن المرأة العربية حين نزول هاتين الآيتين عارية بدون ملابس.
    2- الرجال والنساء العرب كانوا يلبسون الزي القومي حسب الأعراف السائدة في مجتمعهم وحسب المستوى الانتاجي للألبسة. فكان النبي (ص) يلبس من لباس قومه حتى أن كثيراً من العرب كانوا حين يأتون للمدينة لايستطيعون تمييزه من غيره في اللباس، ويسألون: من منكم محمد؟

    وكذلك كان لباس المرأة العربية لباساً حسب أعراف العرب ومناخ شبه جزيرة العرب فكانت تلبس ثوباً طويلاً وتضع خماراً على رأسها ليقيها الحر. كلباس نساء البادية الآن وهذا كان لباس أم المؤمنين خديجة (رض) التي توفيت قبل نزول سورة النور وسورة الأحزاب، حيث كان لباسها قومياً تماماً.

    فعندما نزلت الآية 31 من سورة النور نظرت المرأة العربية المسلمة إلى لباسها الذي ترتديه فعلاً ولم تغير منه شيئاً وإنما وجدت إمكانية إظهار جيوب الثديين من فتحة الصدر في ثوبها الخارجي فضربت على صدرها بخمار رأسها، لأن بقية الجيوب أصلاً كانت مغطاة في زيها القومي. وهذا مافعلته السيدة عائشة أم المؤمنين (رض)، حتى أننا لانجد فرقاً بين لباس السيدة خديجة والسيدة عائشة، وخاصة فيما يتعلق بغطاء الرأس.

    ومن هنا فهم خطأً بأن الجيوب هي الصدر فقط، لذا فإن ما نسميه اليوم باللباس الشرعي هو لباس المرأة العربية المؤمنة والمسيحية في القرن السابع الميلادي. إن الحد الأدنى للباس المرأة المؤمنة فقط جاء في سورة النور وجاء لكل مؤمنات الأرض ولكل زمان.

    فعلى المرأة العربية المؤمنة أن تصحح هذا المفهوم الخاطىء والذي نتج عن قياس الشاهد لباس مسلمات أهل الأرض جميعاً في كل زمان ومكان على الغائب وهو اللباس القومي للمرأة العربية وليس المؤمنة فقط في القرن السابع. ولايصح هذا القياس إلا إذا افترضنا أن المرأة العربية قبل نزول آيتي النور والأحزاب كانت عارية تماماً بدون أي لباس ثم لبست ما لبست من جراء هاتين الآيتين وهذا موضوعياً غير صحيح.

    أي علينا أن لانخلط بين فرائض اللباس في كتاب الله وبين الزي القومي، لأن هذا الخلط حصل فعلاً فيما يسمى "باللباس الشرعي" وقد جاء هذا الخلط من قياس الشاهد على الغائب. وهكذا نجد إلى يومنا هذا أنه لافرق أبداً بين لباس المسلمات المؤمنات العربيات والمسلمات المسيحيات في منطقة حوران جنوبي سورية، فكلاهما لها زي واحد هو الزي القومي التاريخي التقليدي.

    3- حتى نفهم آيتي النور والأحزاب فهماً صحيحاً علينا أن نفترض وجود امرأة عارية تماماً تريد أن تدخل الإسلام. فماذا عليها أن تلبس؟

    4– علينا أن نفهم أن أي امرأة مؤمنة في أي بلد في العالم عليها أن تلبس حسب أعراف بلدها متقيدة بالآيتين 31 من سورة النور كفريضة والآية 59 من سورة الأحزاب كتعليم لا تشريع.

    5– أما فيما يتعلق ببعض الآراء الفقهية التي ترى أن صوت المرأة عورة فهذا محض وهم لأن المرأة كانت تحضر صلاة الجمعة في المدينة وكانت تقف مع النبي (ص) في طرقات المدينة وتسأله ويجيب على أسئلتها، ثم أن العورة هي من الحياء لا من الحرام. أي أنه إذا كان مجتمع ما، يحبذ صوت المرأة ولا يعتبره عيباً حتى في الغناء فلا يوجد أي إثم في ذلك.

    قد يقول البعض: وهل الفقهاء كانوا لايعرفون اللغة العربية ونحن نعرفها الآن؟ إن الخطأ ليس خطأً لغوياً، وإنما في المنهج، فعندما يقرأ علماء العربية كلهم الآية 31 من سورة النور والآية 59 من سورة الأحزاب ويقرؤون الحديث النبوي "كل المرأة عورة ماعدا وجهها وكفيها" ظانين بأن هذا الحديث هو شارح للآية وليس الحد الأعلى للباس المرأة، أي أعطى الطرف المقابل. ففي هذه الحالة لاتفيدهم كل معرفتهم للغة العربية وفقهها ونحوها وصرفها بشيء وسيضطرون إلى قبول المغالطات والدوران.

    فإذا أردنا أن نرسم مخططاً للباس المرأة والمهن التي يمنع ممارستها وما هو المسموح والممنوع حسب حدود الله ورسوله فينتج لدينا المخطط التالي:

    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]

    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  11. #11

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    رد: المرآه والرجل متساويان في الأسلام في كل شيئ والنقاب والحجاب بدعه

    وكتب الكاتب خلاصه لذلك كله كلأتي :





    الخلاصه

    1- فيما يتعلق بلباس الرجل فإن الحد الأدنى له هو تغطية الفرج وهو ما يقال عنه في الفقه (العورة المغلظة)، وما فوق ذلك فهو تابع للأعراف فقط ولظروف الزمان والمكان.

    2- وفيما يتعلق بلباس المرأة فلها الحالات التالية:

    أ ـ لاتظهر المرأة عارية إلا أمام زوجها وبدون حضور أي شخص آخر.
    ب ـ تستر المرأة جيوبها السفلية (الفرج والإليتين) وهو الحد الأدنى للباس وهو ما يسمى بالعورة المغلظة أمام المذكورين في الآية 31 من سورة النور بما فيهم بعلها، والمحارم المذكورون في هذه الآية هم نصف المحارم وليس كلهم.

    ت ـ الحد الأدنى للباس المرأة بشكل عام هو تغطية الجيوب العلوية (الثديين وتحت الإبطين) بالإضافة إلى الجيوب السفلية وهو ليس لباس الظهور الاجتماعي. وما مفهوم السرة والركبة إلا مفهوم اجتماعي فقهي بحت.

    ث ـ لباس الخروج الاجتماعي للمرأة هو ابتداءً من الحد الأدنى وهو حسب أعراف المجتمع الذي تعيش فيه وحسب ظروف الزمان والمكان بحيث لاتتعرض للأذى الاجتماعي، ويتدرج حتى يبلغ حده الأعلى بإظهار الوجه والكفين فقط.

    3 - غطاء الرأس بالنسبة للرجل أو المرأة ليس له علاقة بإسلام ولا بإيمان وهو يتبع أعراف المجتمع بشكل كامل.

    ومع ذلك فإن المرأة مهما ارتقت فلن تدخل الجنة ومصيرها النار وذلك طبقاً للأحاديث التالية:

    1- حديث الفرقة الناجية.
    2- حديث بعث النار (أهل النار من كل ألف، تسعمائة وتسع وتسعون).
    3- حديث (أريت النار فرأيت معظم أهلها من النساء). (البخاري 38).

    أما طبقاً لكتاب الله فالمرأة كالرجل تماماً {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى} وهو مؤمن، وقوله تعالى {وقيل تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} الأعراف 43.
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

  12. #12

    فارس محمد's Avatar
    Join Date
    Jun 2005
    Posts
    13,816
    Rep Power
    1197

    رد: المرآه والرجل متساويان في الأسلام في كل شيئ والنقاب والحجاب بدعه


    لقد نقلت أليكم كل ماتم كتابته حول موضوعنا ....

    وأرجوا قبل النقاش أن يتم قرأة جميع الأجزاء كامله قبل التعليق على موضع أو فقره .....

    أنا لست الكاتب هذا للعلم فلذا لايجب مسألتي أنا وماغرضي سوى أن نناقش ماكتبه الكاتب من أجل الفائده لنا جميعآ ومن أجل أن يتم التوضيح كي لانضل ونتبع أشياء ليس لها من الصحه شيئ ....

    ونحن قد أومرنا من قبل رب العالمين عز وجل بالأجتهاد والتفكر في أياته وفي القرآن .......

    فالكاتب أجتهد والعلماء أجتهدوا وعلينا أيضآ أن نجتهد بالتمعن في أجتهاد العلماء ونأخذ منه مايطابق القرآن ........

    من وجهة نظري الشخصيه هناك بعض النقاط في ماتم كتابته أقتنعت بها وهناك مالم يكن جلي وواضح ولم أقتنع به وهناك مالم أستطيع فهمه ....

    فلدي حيره في بعضها ..... وأتمنى أن توضح لي الرؤيا من قبل النقاش معكم .....

    فماتم كتابته كلام كبير جدآ وخطير .....

    خالص التحيه والتقدير
    [IMG]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي[/IMG]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    [/CENTER]
    لنقف صفآ واحدآ ضد العنصريه والطائفيه والمناطقيه

Page 1 of 4 1234 LastLast

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. المرأه والرجل
    By السندريلا in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 9
    Last Post: 21-12-2005, 10:52 PM
  2. المرأه والرجل
    By الخطري in forum ملتقى البيت والأسرة
    Replies: 5
    Last Post: 12-03-2005, 12:46 AM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •