نقص الفطام النفسي خطر على طفلك !!
حبك لأبنائك لا يعني الامتلاك والاستئثار والاستيلاء ففي حب الأبناء يجب أن نبعد خطوات حتى نترك لهم الفرصة لتكوين شخصياتهم وبمعني أدق نترك لهم فرصة لفطامهم النفسي. هذه النصيحة يقدمها الدكتور وفيق صفوت مختار أخصائي التربية وعلم النفس بجامعة أسيوط. ويقصد بالفطام النفسي: الاستقلال الوجداني عن الآخرين ولهذا يجب أن تتدرج العلاقة بين الأطفال ووالديهم خاصة الأم من حالة الاندماج الوجداني أو الذوبان العاطفي إلى حالة الفطام الوجداني أو العاطفية والاستقلال عن الأسرة مع استمرار علاقة الحب المتبادلة بدرجة معقولة ومتوازنة لا سيطرة فيها ولا خضوع فكثيرا ما نرى أن بعض الآباء والأمهات يستمرون في التعلق الشديد بأولادهم حتي بعد أن يكبروا ويتزوجوا ولا يستطيعون الارتفاع بمستوى العلاقة بالأبناء إلى حالة الاستقلال والفطام النفسي لتظل الحالة الاندماجية العاطفية قائمة ومستمرة حتى بعد زواج الأبناء ولعل أهم المظاهر التي تدل على نقص الفطام النفسي في العلاقة بين الآباء والأبناء ذلك التدخل المستمر في تفاصيل الحياة الزوجية للأبناء* وفرض النصائح الديكتاتورية عليهم ثم الخصام إن لم ينفذوا هذه النصائح* وأحيانا أخرى يكون نقص الفطام النفسي في إغداق المال على الأبناء بداع وبدون داع حتى يظلوا في حاجة اقتصادية ماسة لهم* والعقاب دائما يكون بمنع هذه المنح أو هذه الأموال إذا ما حاولوا تكوين شخصياتهم وفطامهم النفسي. أما نتائج عدم الفطام النفسي فهو عدم القدرة على الاستقلال وعدم القدرة على إقامة علاقات عاطفية مع الآخرين (أو الأخريات) لإتمام عملية الزواج بما يؤثر في الحياة الزوجية فيما بعد. علاوة على ذلك فإن التعلق الوجداني الشديد بالأب أو الأم يعوق الأبناء عن استقلالهم الذهني فلا يستطيعون أن تكون لهم آراء خاصة أو تتبلور لهم عواطف وأحاسيس مستقلة لذلك فإن من واجب الآباء والأمهات أن يعاملوا أبناءهم في ضوء الخصائص النفسية التي تتسم بها كل مرحلة من مراحل نموهم بحيث يكون هذا التعلق شديدا في بداية نموهم* ويخف أو يقل تدريجيا كلما نما الطفل وانتقل إلى مرحلة عمرية أكبر* على أن يدرك الوالدان أن التعلق الشديد بالأبناء لا يدل على الحب فالحب ليس أنانية واستئثارا وامتلاكا* لذلك علينا كآباء وأمهات أن نعطي أبناءنا الزاد النفسي الذي يعينهم على الحياة* ولكن بلا أنانية وبلا مزيد من التدخلات.
Bookmarks