البداية:
بداية حركة الشعر الحر سنة1947في العراق ومن بغداد زحفت هذه الحركة وامتدت إلى الوطن العربي كله وكادت بسبب تطرف الذين استجابوا لها تجرف أساليب شعرنا العربي الأخرى جميعا..
وكانت أول قصيدة حرة الوزن تنشر هي لنازك الملائكة المعنونة(الكوليرا) وهي
تحمل الشاعرة مشاعر تجاه الشعب المصري خلال وباء الكوليرا الذي داهمها.
وقد حاولت الشاعرة التعبير عن وقع أرجل الخيل التي تجر عربات الموتى من ضحايا الوباء في ريف مصر.
تقول الشاعرة....وقد ساقتني ضرورة التعبير إلى اكتشاف الشعر الحر....
طلع الفجر
أصغ إلى وقع خطى الماشين
في صمت* أصغ* أنظر رٌكب الباكين
عشرة أموات *عشرونا
لا تحصى* أصغ للباكين
أسمع صوت الطفل المسكين
موتى.موتى .ضاع العدد
موتى *موتى لم يبقى غد
في أول كانون الأول 1947 وفي النصف الثاني من الشهر نفسه صدر في بغداد
ديوان بدر شاكر السياب(أزهار ذابلة) وفيه قصيدة حرة الوزن من بحر الرمل
عنوانها(هل كان حبا) وهذا نموذج منها........
هل يكون الحب أني
بت عبداً للتمني
أم هو الحب اطراح الأمنيات
والتقاء الثغر بالثغر ونسيان الحياة
واختفاء العين في العين انتشاء
كانثيال عاد يفني في هدير
أو كظل في غدير
كانت لحركة الشعر الحر ظروف معرقلة تضع في وجهها العقبات وتجعل سبيلها
وعرا..بعض تلك الظروف عام يتعلق بطبيعة الحركات الجديدة اجمالا وبعضها
خاص بالشعر الحر نفسه.......
تقول الشاعرة نازك الملائكة(ولعل أبرز الأدلة على أن الحركة كانت وليدة عصرنا
هذا وأن أغلبية قرائنا ما زالوا يستنكرون ويرفضونها وبينهم كثرة لايستهان بها
تظن أن الشعر الحر لا يملك من الشعرية ألا الاسم فهو نثر عادي لا وزن له
أسلوب الوقوف في أوزان الخليل ومقارنة بما يقدمه الشعر الحر وإمكانياته
.......إن البحور الستة عشر ذات الشطرين تقف عند نهاية الشطر الثاني من البيت
وقفة صارمة لا مهرب منها..
فتنتهي الألفاظ وينتهي المعنى وتقوم حدود البيت واضحة فتميزه عن البيت التالي
وكلنا يعلم إن استقلال البيت كان يعد فضيلة القصيدة لدى العرب القدماء.بحيث
كانوا يعتبرون التضمين عيبا فادحا ....
والتضمين //هو ارتباط أخر البيت المقفى بأول البيت التالي إعرابيا ومعنويا
يقول الشاعر بدوي الحبل في مرثيته الجميلة للملك غازي...
خضبت غرة الصباح فقد ن
م عليها بالعطر والتوريد
قدر أنزل الكمي عن السر
ج وألوى بالفارس المعدود
فقد جاءت كلمة (قدر) في أول البيت الثاني مع أنها فاعل الفعل (نم)في البيت الأول
......وهذا هو التضمين..
أما الشعر الحر الذي تكون وحدته التفعيلة فانه يتعمد تحطيم استقلال الشطر
تحطيما كاملا...لذلك لا تجد له وقفات ثابتة حتى مع وجود القافية في نهاية
كل شطر..
وإنما يترك الشاعر حرا يقف حيث يشاء.
ملاحظة///أذا كنت ترغب بالتوسع حول الموضوع فعليك مطالعة كتاب (قضايا
الشعر المعاصر)وهو كتاب تحليل الشعر الحر وفيه الأوزان المطلوبة التي تتماشى مع تفعيلة الشعر الحر بطريقة موسيقية تطرب السامع....الناشر دار العلم للملايين
//بيروت
................يتبع /تفعيلات الشعر الحر..........
Bookmarks