[COLOR=green][SIZE=6]
بسم الله الرحمن الرحيم
اغاثة اللهفان من مصايد ا لشيطان
لابن القيم رحمه الله
اما بعد فان الله سبحانه وتعالى لم يخلق خلقه سدى هملا
بل جعل لهم موردا للتكليف ومحلا للامر والنهي
والزمهم فهم ما ارشدهم اليه مجملا ومفصلا وقسمهم الى شقي وسعيد وجعل لكل واحد من الفريقين منزلا و ا عطاهم موادالعلم والعمل من القلب 0والسمع 0 والبصر 0 والجوارح 0 نعمه منه وتفضيلا فمن استعمل ذالك في طا عته وسلك به طريق معرفته على ما ارشد اليه ولم يبغ عنه عدولا فقد شكر ما اوتيه من ذالك وسلك به الى مرضاة الله سبيلا ومن استعمله في ارادته وشهواته ولم يرع حق خالقه فيه يخسر اذاسئل عن ذالك ويحزن حزنا طويلا فانه لابد من الحساب على حق ها ذه الاعضاءلقوله تعالى 0 ان السمع 0 والبصر 0 والفؤاد0 كل اولئك كان عنه مسئولا 0 0
ولما كان كان القلب كا لملك المتصرف في الجنود الذي تصدر كلها عن امره ويستعملها فيما شا 0 فكلها تحت عبوديته وقهره 0 وتكتسب منه الاستقامه والزيغ وتتبعه فيما يعقده من الزم او يحله قال النبي صل الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغه اذا صلحت صلح الجسد كله فهو ملكها وهي المنفذه لما يامرها به القابله لما ياتيها من هديته ولا يستقيم لها شي من اعمالها حتى تصدر عن قصده ونيته وهو المسؤل عنها كلها لان كل راع مسؤل عن رعيته كان الاهتمام بتصحيحه وتسديده اولى ما اعتمد عليه السالكون والنظر في امراضه وعلاجها اهم ما تنسك به النا سكون 0
ولما علم عدؤالله ان المدار على القلب والاعتماد عليه اجلب عليه بالوساوس واقبل بوجوه الشهوات اليه وزين له من الاحوال والاعمال ما يصد به عن الطريق وامده من اسباب الغي بما يقطعه عن اسباب التوفيق ونصب له من المصايد والحبائل ما ان سلم من الوقوع بها لم يسلم من ان يحصل بها التعويق فلا نجاه من مصايده ومكايده الا بالاستعانه با لله تعالى والتعرض لاسباب مرضاته فاذا اشرب القلب العبوديه والخلاص صار عند الله من المقربين وشمله استثنى 0 الاعبادك منتهم المخلصين
ان شا الله نبدى الحلقه الثانيه
بالباب الاؤل انقسام القلوب الى صحيح وسقيم وميت
المفضلات