ديمقراطية محلية و ديكتاتورية عالمية


في البداية السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الدول الغربية و في طليعتها أمريكا تدعي الديمقراطية و تدعو إليها و تصدرها إلى مختلف دول العالم من خلال مؤسسات و معاهد ديمقراطية، بل إنها تعلل تخلف العالم الثالث على وجه الخصوص و ظهور صراعات داخلية فيه و انغماسه في التخلف و عدم قدرته على مواكبة الحضارة الغربية بسبب غياب الديمقراطية.
و رغم التحفظ على الديمقراطية كونها منهجا يصطدم مع المنهج الإسلامي لعدة عوامل رئيسية أبرزها أن الإسلام نظام رباني و منهاج معصوم و الديمقراطية نظام بشري غارق في الضلالة و الطاغوتية، رغم ذلك كله و عند النظر و التمحيص نرى أن الغرب الصليبي الديمقراطي بقيادة أمريكا يقع في تناقض فاضح و مشين مع مبادئه التي يفخر بها، وقد أسفرت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 م عن هذا التناقض أيما إسفار.
لقد رأينا أمريكا تمارس الإرهاب و الديكتاتورية المطلقة ضد دول العالم و تضعها في خيارين أحلاهما مر: إما أن تكون معنا أو أنت عدونا، مما جعل هذا التصرف نسفا كاملا للديمقراطية على مستوى العالم كله، و وقعت أمريكا في تناقض غريب بلا شك فكيف تدعو الدول إلى تبني الديمقراطية مع شعوبها في حين تفرض أمريكا عليها دكتاتورية ظالمة لا مفر لها من نتيجتها؟!
و ما حصل من فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس بالانتخابات بالأغلبية فلم تعترف بحكومتها و فرضت الحصار على الشعب الفلسطيني.
إنها سياسة الكيل بمكيالين ما دامت هذه السياسة لا تحافظ إلا على مصالح الدول القوية و إن سحقت الدول الضعيفة أو الشعوب المغلوب على أمرها مما يجعلنا في يقين أن الركون إلى الغرب الصليبي ليس إلا الهلاك المحقق للشعوب، و صدق الله العظيم القائل: (( و لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ))و سامحونا على الإطالة و جزاكم الله خيرا و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.