من وحي رمضان
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدي رسول الله و على آله و صحبه و من والاه، و بعد:
كلما أهل هلال رمضان أثار في ذكرياتي أمتي و تاريخها المجيد.
كلما أطل شهر الوحي أثار فيّ ذكرى ميلاد أمتي و إنقاذها من الجاهلية إلى الإسلام.
كلما أطل علينا شهر الجهاد تذكرت انتصارات أمتي و جهادها و دعوتها إلى التوحيد الخالص.
أجل إن قدوم شهر رمضان أثار فيّ ذكريات ذلكم الدور العظيم الذي كانت تقوم به أمة الإسلام في تحرير البشرية من الطواغيت و تخليصها من الإصر و الأغلال التي كانت عليها و إدخالها في السلم كافة و استسلامها لله الواحد القهار في كل حياتها بلا استثناء.
نعم، إن شهر رمضان شهر الفتوحات و الصفحات البطولية التي سطر فيها أولئك الموحدون أعظم ملاحم الجهاد و أروعها.
أتذكر في شهر رمضان، يوم الفرقان يوم التقى الجمعان معركة بدر الكبرى، و كأني انظر إلى أبي دجانة يتبختر في ميدان المعركة، و انظر إلى أولئك الأصحاب الأوفياء ملتفين حول قائدهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و كلهم يرجو الشهادة و يطلب من رسول الله صلى الله عليه و سلم الدعاء بأن يرزقها، إن هذه المعركة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن عز الإسلام و المسلمين هو في ميدان الجهاد لا غير، (( و ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا ))
و أتذكر في شهر الصيام فتح مكة و تلك المعركة الفاصلة في عين جالوت التي كسرت شوكة التتار و أنقذت المسلمين من همجيتهم ووحشيتهم.
و أتذكر في العصر الحاضر اجتياز خط بارليف و المعركة التي حصلت فيها الهزيمة لليهود التي كانت تزعم أن جيشها لا يقهر و التي لم تكن إلا في رمضان.
كما يذكرنا رمضان ببذل المال و جود رسول الله صلى الله عليه و سلم، فها هي فرص للتجارة مع الله فبادر أخي الكريم : (( ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل و من يبخل فإنما يبخل عن نفسه و الله الغني و أنتم الفقراء و إن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ))و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
Bookmarks