الاهداء
الى
((م .أ))
الساعة تجاوزت الثامنة صباحاً هأانذا ادلف الى داخل كليتي العتيقة ،منذ اشهر عدة لم تطى قدماي ارضية هذة الكلية التي قضيت فيها اجمل سنيني عمري واشدها حلاوة المبنى رائع والحركة خفيفة ومنظر الحديقة فية من الجمال الكثير عدت اليها اليوم ولكن ليس لطلب العلم وانما لطلب اوراق طال تعثرها وحلم احيل واستحال دلفت الى الداخل وقفت في الردهة الكبيرة للكلية اه أسف نسيت اقولكم ايش هي كليتي طبعاً كليتي هي كلية الحقوق جامعة عدن الواقعة بمدينة الشعب عاصمة الجنوب السياسية، وقفت اما مكتب التسجيل والقبول والطبول والسبول نظرت الى ساعتي كانت الساعة قد تجاوزت الثامنة كثيراً لكن ليس ثمة احد موجود لا بالمكان ولا بداخلة ولا يوجد اي اثر لااي موظف من هنا او هناك اوحتى عامل نظافة وقفت كثيراص وبعد شيء من التململ والملل والضيق والرفس النفسي وبعد ان شاهدت ان كرسي الجلوس الوحيد في الردهة قد فضى من بني حواء كثيرات الهدرة قليللات المنفعة توجهت الى هناك ورميت بنفسي على الكرسي وجلست ارقب الوجوة والاشخاص الذاهبة الاتية الغادية بصمت مريب ومهيب ،شيء من الطبازة والحشرية ان اشيع كل من يمر بجانبي بنظراتي الى ان يختفي بعيداص بعيداً ولا فرق عندي بين ولد او بنت ولو بنت يكون احلى يعني تتمعن في مخلوقات الله وتسبح بحمدة وتحسد ناس كثيرة وتحمد الله على ما اعطاك حينما تنظر الى اخرون المهم ياجماهة جلست بمكاني ولا حركة الحمى مرة موووووووووووت وانا قدني بقراااان جالس في نفسي اقول كلمات نابية لاادارة الكلية والموظفين والعمال طبعاً في نفسي يعني سراً بيني وبين نفسي المهم سبيت الجماعة للتأخير لمن وصلت على رئيس الجامعة ووقفت حبيت اطول شوية لمجلس الوزراء ومافوق بس خفت حد يسمعنا او شيء بعدين نتحنب ونروح فيها والدنياء على قولة شادي الوحيشي حمى والواحد لازم يقع اسد وما يكونش مرفس بالكلام المهم وقفت عند السيد رئيس الجامعة واعتذرت لوة اما البقية للحقيقة ما اعتذرت لحد وانا جالس افسر وافكر وارفس نفسي من الضبح الا وواحدة من المجموعة حقنا يعني زميلة معانا في الكلية موجودة واقفة قدام مكتب التسجيل ،وجدت انة من واجب الاخوة والزمالة ومن مقتضيات الضبح اني لازم اسلم عليها واسألها عنها وعن احوالها واشوف البنات لاقوا شغل ولا جالسين مثلنا يتسكعوا من بيت لبيت مش من شارع لشاعر احنا بس اللي نتسكع من ركن لركن حتى اصبحنا خبرة في الاركان، المهم تقدمت اليها وسلمت طبعاً بلا ملامسة ايدي ولا ارجل سلام بس حق الله ودعوتها للجلوس معي حتى يفرجها الله على الموظفين ويجووا جلسنا انا والاخت قالك بالك سؤال عن مابعد التخرج والدراسة والممصدقة والشهادة ووووو
قلت لها ايش جابك اليوم قالت والله اجيت علشان المصدقة
صحت فيها بالله عادك ما اخذتيش المصدقة حقك قالت لاوالله ،قلت بصيغة المتحاذق يابنت الحلال المصدقة قد اخناها قبل اشهر ايش اشهر قدو بيجي لنا سنة من يوم اخذنا المصدقة وين كنتي راقدة ،ردت هيا بالله عليك قلت والله قالت طيب وحصلت شغل ولا لا؟
اصابتني بمقتل بسبب سؤالها هذا لانة سؤال لطالما كرهتة خصوصاً بعد مرحلة التخرج قلت في انكسار لا والله عادنا ندور بس ان شاء الله نلاقي اردفت بسخرية مش يقولوا يمن جديد مستقبل افضل اهو الواحد يدور على الشغل علشان يكون المستقبل والمتقبل والمتبل ايضاً افضل ضحكت واردفت شوف خرجت المصدقة حقك ولا فايدة وانا اليوم باخرج المصدقة حقي وبنكون بنفس المستوى المهم خرجنا من حديث العمل او بالاحرى انا اللي خرجت منة لانة يؤذيني مرة سالتها عن الاخوت اللي ماهلهمش وسالت ايش اخبارهم وكنت اسأل على واحدة واحدة وكنت ترد بتمعن فلانة سافرت وفلانة تشتغل بالمنصورة بمكتب محاماة والتالتة مش عارف وحفصة بالبيت وبين الفينة والاخرى كنت اتعمد ان اسأل عن فلانة وعن وضعها الشخصي اهي اتزوجت ولا شيء انخطبت ولا حتى حد طرق باب بيتهم وهو جازع والاخت مشكورة كانت ترد وماتقصر كملت الاسألة والحديث اصبح ممل بعض الشيء قلت نجرب نسأل الاخت عنها هي وفعلاً سالتها عنها قلت لها ونتي ايش اخبار ناوي تتزوجي ولا باترجعي لنا ((حورية جنة)) اصلا اللي اعرفة عن حوريات الجنة انهم ما يتزوجوش لو غلطان نبهونا ياجماعة هااااه فاهمين ،كنا متعودين منذ زمن الدراسة على الصراحة المعتادة ضحكت ضحكة طويلة وردت لا والله الى الان مش مرتبطة ولا شيء واردفت ليش عندك عريس او شيء قلت لا والله ماحصلنا لبنات الحافة لو في كنا وزعناه على بنات الحافة مش يقولوا ياموزع المرق اهل بيتك احق ‘ صمت طويلا ً وطال صمتها واستطال وبعد الصمت تحدثت وقالت انت تعرف يافتحي ان الارتباط اهم شيء تفكر فية الفتاة طوااااااال حياتها المرأة تفكر كثيراً في مسألة الزواج وتجلس تفحر نفسها لمن تلاقي ابن الحلال اللي تجلس بعدين تفحرة لمن تخرج لة روحة قلنا صح يابنت الحلال مافي هذة عداك العيب قلت لها احس في الامر شيء قولي سكتت ثم قالت تعرف فلان؟
قلت فلان اللي معانا في المجموعة؟ اللي من المحويت
قالت ايوة
قلت مالة هيا هاتي من الاخر !!!
قالت :تقدم لي؟
قلت بالله عليك والله خبر حلو وايش ردك؟
قالت: والله الى الان مارديت بشيء الامر صعب جداً جداً
قلت: والله ولا صعب ولا شيء استأجروا شقة بعدن وعيشوا والولد طيب وابن حلال
قالت: لو القصة كذا كنت اقول نعم اول يوم لكن الامر مش كذا؟
قلنا: هاااة ماقد بة مابة الاخ ايش قدة بيبسر؟
قالت:الولد رافض فكرة العيش في عدن وهذا اللي مش طايقة لة
قلت: طيب المهم تكونوا مع بعض حتى في جيبوتي قالت انت مش فاهم شيء القصة ومافيها انني افكر اشياء اكبر من اربعة جدران يااخي انا بانتقل الى حياة غير حياتنا الى ناس غير اهلي اتعامل مع لهجة غير لهجتي اكل اكل غير الكلنا ببساطة سأنتقل الى عالم مغاير والمشكلة اللي ستنتج هنا هي هل بقدر انسجم مع بيئة انتقلت اليها وانا كبيرة في السن انت اتخيل مثلا انني مع اهل زوجي غريبة عنهم في لهجتي في طبخي في عاداتي وتقاليدي وربما في مذهبي سأكون في نظر اخواتة وامة واهلة بالنسبة اليهم غريبة في كل شيء وهذا شيء لايمكن احتمالة
قلت:اهاااا يعني خايفة تكوني دحباشية اقصد شمالية اقصد محويتية ((مالة هذا الكيبورد معلق))
قلت ايوة
سكت ولم ادري بماذا ارد حقيقة مسألة صعبة ان تكون فتاة وتنتقل الى عالم الزوج ويكون عالم مغاير بكل شيء دونما تجزئة ودونما تفصيل
اعزائي
اذا كنتم بموقع هذة الفتاة ماذا سيكون ردكم هل ستكون عندكم القدرة على ان تتخلون عن كل شيء عاداتكم وتقاليدكم لهجتكم كل شيء راسخ في حياتكم او بالاحرى هل يمكنكم ان تقبلون بزيجة مثل هذة؟
النقطة اليت تتخلص فيها فكرة الموضوع هي هل يستطيع الشخص ان يتأقلم مع اي مجتمع جديد وان يخلع كل مالدية من اشياء خاصة قديمة ولنأخذة هذة القصة مثال؟
اتمنى ان تكون الفكرة قد وصلت
Bookmarks