يطلق عليه أبناء محافظة الضالع لقب "مركوز عادي" لأنه مجرد وجود شكلي في تركيبة نظام قبلي قائم على العصبية تديره عقول متخلفه..
ولأنه وقف إلى جانب النظام القبلي الذي يحكم شمال الوطن كوفيء بمنصب نائب رئيس قبيلة سنحان الملكية
لم يأتي عبده ربه منصور هادي من خلفية تمتلك حسا وطنيا وقناعة راسخة بالوحدة ولكن ثمة أحقاد جعلته يقف ضد خصومه من أبناء المناطق الجنوبية التي ينتمي اليها تحت ستار الدفاع عن الوحدة
خاض معارك 1994م بشراسة مستعر حقود ..فقد كان هذا"المركوز عادي" يتذكر تصفيات عام 1986م بالبطاقة الشخصية التي مورست ضد من ينتمي إلى مسقط رأسه "أبين" من قبل قادة الاشتراكي الذي كان جلهم من الضالع.
تراءت له ذكريات الدفن الجماعي لالآف من أبناء جلدته وهم أحياء فأوقدت هذه الذكريات جمر الأحقاد في قلبه ومقلتيه محركة نوازع الثأر والانتقام في كوامن ذاته المسكونة بقهر تأريخ دموي كان يتجدد كل خمس سنوات تغذيه نظريات "صراع الاضداد " والطبقات .
الرئيس صالح كان من الذكاء بحيث استثمر رصيد الحقد والكراهية لديه فبقاء صالح على كرسي الحكم 29 عاما رغم ما ارتكبه من جرائم كان قائما على استثمار الاحقاد والخلافات التي طالما غذاها بقدرته على صناعة الكراهية وايغار الصدور ..استطاع صالح هدهدة قلق هذا "المركوز" مانحا إياه فرصة التشفي والانتقام من خصومه الذين ساموه سوء العذاب وجعلوا منه بعد انتصارهم في أحداث 86م مجرد تابع لايجيد الافن النفاق والملق وتطبيق الاوامر وتنفيذ المهام الموكلة اليه والاكثر بشاعة في تاريخهم السياسي .
لقد اصبح التابع عقب 1994 م سيدا وقدم فدية عتقه ولاء مطلقا للرئيس صالح ..لكنه لم يكن يعلم أنه سيظل ذلك التابع ولكن بأشكال مختلفة ..لم يكن يعلم "عبده ربه مركوز عادي " أن العبودية لها معانٍ مختلفة غير تلك التي كان يحياها ..فقد كتبت الاقدار لعبده ربه منصور هادي أن يعيش دوما "مركوز عادي" لافعل له ولا أثر ولا يستطيع أن يحرك حبة"كُدم" من أفران معسكرات الرئيس وأبناءه.
وظل عادي"هادي" ديكورا مزيفا بطلاء افتتاح مشاريع"تنويمية" ..وسارد كلمات تخديرية لشعب ينام على الرصيف طاويا.. ويأكل من قمامات الباذخين مرميا في شوارع الضياع والهوان..
استخدمه صالح استخداما سيئا وجعله مجرد راقصا في بلاطه وشاعرا يمجد افعاله واقواله ..
لقد كان "مركوز عادي يقدم الشعب الى الرئيس قرباناً كقطيع يقاد الى حتفه ويسوقه إلى محافله محشورا التي طالما ارتكبها..
لكن صالح لم يعد يجيد فن إفراغ الشيء من محتواه كما كان يجيد ذلك من قبل .فهذا المركوز عادي بدأ يخرج من حالة العادية الرتيبة التي يحياها إلى طور صناعة الاهمية والفعل بذكاء وحنكة ..فمشاكل الجنوب التي بدأت بالاشتعال يقال أن ورائها هذا المركوز ..وأنه يديرها من وراء الكواليس في دهاليز لا تستطيع عيون صالح أن تراها ..إن عبده ربه منصور هادي يشعل اليوم في هشيم الوطن المجدب الكراهية والمناطقية مستغلا غباء صالح وتماديه في ترك يد الفاسدين تعبث بطول البلاد وعرضها ونفطها وثرواتها ..وفي الوقت الذي يشعل نار الفتنة يؤكد "مركوز عادي" على أثير الفضائيات وصدر الصحف أن الوحدة والجمهورية والديمقراطية من الثوابت التي لايجوز المساس بها بينما يسوس في الخفاء مع باجمال فتنة الحرب ودعوات الكراهية ويبث في النفوس عقدة المنتصر والمهزوم ..
بدأت الامور إذا تخرج من يد صالح ..لم تعد "شعرة معاوية"مرنة ..إنها تتقصف في يديه ويغزوها بياض الشيخوخة ..فقدت أفكار صالح التلاعبية مقدرة الصمود في عصر تغيرت وسائله وأدواته وأفكاره وما خروج عبده ربه منصور هادي عن حالة العادية التي كان يحياها إلى حالة الحركة والتاثير بعمق في إذكاء روح المناطقية واكراهية وما يسمى" بالدحباشة المحتلين" مع التستر بالوحدة وضرورة الحفاظ عليها وكيل مفردات التآمر ضد القوى السياسية والوطنية إلا دليل على أن صالح لم يعد ذلك الراقص على حبال السياسة والتناقضات
فثمة شيء خطير لم يعد بامكان صالح ادراك خطورته..