يطلق على مهنة الصحافــة مهنة المتاعب * لانها تكلف عاشقها اعباء وتضحيات جسام تصل احيانا حـــد الاضطهاد الوظيفي وربما الاستهداف بالتصفية الجسدية اذا ماتجاوز عشاق المتاعب الخطوط الحمر أو تطاول على العيون الحمرا ..
واقترب من نيران ملفات فسادهم الذي طال كل شئ في حياتنا فالطريق في البحث عن الحقيقية محفوف بالمخاطر ولكن يضل صاحب القلم الشريف والنظيف والشجاع محل احترام الاخرين .. اذا مالتزم اخلاقيات المهنه .. وبهذا تسهم الصحافة بدورها كوسيله من وسائل التعبير ونقل الحقائق دون تزييف في اصلاح الاعوجاج وتبصير الحاكم والاخرين بمكامن الخلل لمعالجته ..
مع هذة الوضعية الشاقة لمهنة الصحافة المنبر الوحيد الذي يمارس من خلاله حرية الرأي والتعبير وفق المتاح .. وفق الهامش الضئيل التى قبلت به السلطة في بلادنا ... فكل عمل جبار ضريبة كبيرة وتضحيات يدفعها كل ذي صاحب رأي حـــر وكل ذي مبدئ مستقيم ..
مع هذا يخوض الصحفيين معركتهم مع السلطه في اثبات الذات * ولانستغرب ان تمن عليهم السلطه بهذة الحرية المتواضعه جدا في التعبير عن اراهم فمنذ 22 مايو واعلام السلطه وابواقه يتحدثون عن شيئا كانه غير طبيعي في اليمن بعد ان شوهوا الديمقراطية بالانتخابات المزيفه والمماحكات الغير اخلاقية وافسدوا التعدديه الحزبية بتفرخ الاحزاب الوهمية التابعه للحزب الحاكم مثل المجلس الوطني للمعارضة وماياسين عبده سعيد الا نموذج المعارضة التى صنعتها السلطه .. ومن خلال متابعتي للقاء المتلفز مع معالي وزير الاعلام حسن اللوزي ومعالي وزير التعليم العالي صالح باصرة في برنامج ساعة حوار في الفضائية اليمنية مساء امس الاحد ...ساعة من الهلس للضيفين على مشاهدي الفضائية بالحديث المبالغ عن الحريات العامه وحرية التعبير والديمقراطية الذين افرطوا في الاشاده بها كاأيجابيات لصالح الرئيس الصالح التى لؤلا قناعته بهذا النهج لما تمتع الجميع بها في اليمن الميمون .. قالوا في الرئيس الكثير والكثير بمناسبة اعتلاه عرش السلطه في 17 يوليو وكأن الرئيس شيئا اخر وليس فردا جاء به الشعب الى السلطه !! وان كان هذا صحيح انه لم يأتي به الشعب بل أتي به من المؤسسة العسكرية .. الكثيرين من البسطاء ينخدعون بهلس الحاشية في الحديث عن الديمقراطية والحريات العامه في اليمن وشرح ايجابياتها ومحاسنها من منظورهم الخاص في اعلام لايؤمن الا باحادية الرأي .وليس غريبا ايجاد مشروعية للنظام مصنف من الانظمه الديمقراطية من خلال البحث عن اشادات لصالحه كما تفضل معالي الوزراء يوم امس باعجاب الفرنسين والمجموعه الاوربية بحرية الراي والتعبير التى تتمتع بها الصحافه اليمنية .. مع ان تلك الدول وعبر منظماتها الحقوقية والداعمه للديمقراطية والحريات تعلم حقيقة اوضاعنا في اليمن ولاسيما فرنسا والولايات المتحده الامريكية . يعلمون حجم المظالم والانتهاكات الذي يتعرض لها الصحفيون ونشطاء حقوق الانسان واصحاب الرأي وسفاراتهم تتابع عن كثب هذا الجانب الهام وتصدر التقارير التى تكشف حقيقة اوضاع النشطاء والصحفيين الامر الذي ظل يزعج السلطه .. ولهذا جاء تأسيس منظمة حرية الفكر وتحرير المعتقلين الذي من مهامها رصد ومتابعة حالات المعتقلين على ذمة انشطه فكرية وحقوقية بمتابعه عدد من الجهات المحايده منها منظمات فرنسية . الامر الذي دفع بالسلطه القمعية بخطف مؤسسها معمر العبدلي وهو ذاهب في طريقة الى جامعة صنعاء لاداء امتحانه ..وزال مصيرة غامض حتى اللحظة .. وقد استنكرت الاوساط الثقافية ومنظمات حقوق الانسان هذا الاسلوب البوليسي في بيان صدر في اليوم التالي من الاختطاف اي في 27/5/2007
ايضا ماتعرض له الاستاذ عبده عباس الامين العام المساعد لحزب التجمع الوحدوي اليمني عضو اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين الذي تعرض لمحاولتين فاشلة لقتله ولكوني مثل غيري من المهتمين بالاستاذ عباس وبالوضع عرفت اخيرا ان ملف القضية تحول من الامن الى النيابه بدون متهمين والامر المؤسف والمضحك ان الاستاذ عباس علم بالصدفه ان الملف في المحكمه وان الجلسة الاولى قد فاتته اي تم ارسال الملف من النيابه الى المحكمه بدون متهمين ودون علم المجني عليه وايضا تم عقد جلسة المحكمه دون متهمين ودون اخطار المجني عليه ( وتعد هذه سابقه في القضاء العربي ولربما العالمي ايضا ) ثم عرفت من الاستاذ عباس ان هناك فريق من المحامين تطوع مشكورا للدفاع عن قضيته العادله وانه وافق على تكليفهم حتى انه في اخر محادثة هاتفية معه قبل اسبوعين نصحته مازحه بأن يرفع الدعوي اولا ضد الاجهزة الامنية والقضائيه ثم يتابع قضيته مع العصابه المجرمه ..
هذة نماذج بسيطه جدا من انتهاكات الحكومه اليمنية ضد اصحاب الراي . برغم ان الحكومه اليمنية ملزمه بما تعهدت به للعالم والتى دائما ماتسابق بالتوقيع على اي مشاريع او اتفاقيات تحترم حقوق الانسان والحريات العامه فهي مطلوبه ان تلتزم بالمواثيق الدولية لحقوق الانسان وعلى الاخص الاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد المدني الخاص بالقوي المدنية والسياسية في الماده ( 9) التى تقضي بعدم جواز حجب حرية الرأي بالتوقيف او بالتعسف او الابتزاز او الترهيب .. او اعلاتقال تعسفا ولايجوز حرمان احد من حريته الماده ( 12) من اعلان حماية المدافعين عن حقوق الانسان المقر في الجمعية العامه للامم المتحده في 10 ديسمبر 1998 باعمال الدستور والقانون .. لذلك الحديث عن احترام حرية التعبير على اعتباره مكرمه من سيادة الرئيس للشعب هو مغالطه يراد بها تبرير ماتفعله السلطه باصحاب الراي والنشطاء في بلادنا .. الديمقراطية لم تكن هبه بل مكسب شعبي جاء نتاج نضالات وتضحيات جسام وهو المنجز الذي اتفق عليه صناع الوحده انه الرديف للوحده وهو صمام الامان لها من الصراعات .. لذلك لايجب ان يزايد المزايدون بالديمقراطية بينما هم يمارسون الشمولية والاساليب البوليسيه التى عفى عليها الزمن ولم تعد من اساليب الانظمه المتحضرة المتقدمه التى تؤمن بالديمقراطية وتجسدها عمليا في الواقع ..