في يوم من الايام و بينما كنت مع صديقي لي سهرانين بعد أحد جلسات القات الكئيبة، كان صديقي ضيق الخلق و ضبحان في ذاك اليوم من شيء معين ، وقال لي "أنا خلاص أفكر بالانتحار يا أخي؟"، طبعا كان علي أن أقول له كلام من نوع "لماذا يا أخي تفكر بهذه الطريقة المأسوية" أو من نوع "هلا شرحت لي عن الاسباب فلربما أستطيع مساعدتك؟" ولكني كنت ضيقان و ضبحان انا الاخر منه فقمت بمحاولة تشجيعه و رحت أعدد له طرق الانتحار المختلفة.
فالانتحار بالسم هو الخيار التاريخي للانتحار كالقائد القرطاجي هنيبعل ((قرطاجة هي اليوم تونس)) الذي عبر البحر المتوسط ب 50 الف جندي و40 فيل واستطاع أن يحتل شمال أيطاليا و يهدد روما قبل أن تنقصه الامدادات و يهزم، وعندها نفي الى سوريا و أنتحر هناك بسم كان يجعله دائما في خاتمه ((تماما كما كان يفعل نابليون))، ولا ننسى أيضا الفرعونة المصرية كليوبترا التي أنتحرت بعد هزيمتها من يوليوس قيصر الروماني بواسطة سم كوبرا لدغتها في كتفها الايسر ((لدغتها في مكان تحت الكتف صراحة بس في خوف من الرقابة))، وفي العصر الحديث فأن عبد الحكيم عامر نائب الرئيس المصري هو واحد من اشهر الضبحانين المنتحرين بعد خلافه مع الرئيس جمال عبدالناصر نتيجة لنكسة 1967م بواسطة سم السيانيد.
أما الانتحار بالمسدس هو بالتاكيد الخيار الحديث لكل الضبحانين، أشهرهم الطاغية الالماني هتلر الذي أنتحر مع صديقته ايفا بيرون خوفا من دخول السوفييت برلين، و الكاتب الامريكي أرنست هيمنجواي صاحب جائزة نوبل الذي كان مصاب بالاكتئاب و يفكر بالانتحار فأعطاه الاطباء دواء خفف الاكتئاب بسرعة دون أن يأخد وقته في التخلي عن فكرة الانتحار فلم يكن منه سوى أن يأخد بندقيته و "طاخ طيخ"، و فان جوخ الرسام الهولندي الشهير جدا والمجنون جدا ايضا الذي قطع أذنه ثم أطلق على نفسه النار لانه كان فقيرا مكتئبا من عدم تقدير الاخرين لفنه ((تباع لوحاته اليوم بملايين الدولارات))
و لا ننسى ايضا الانتحارات الاستعراضية لغرض الدعاية السياسية ، فغاندي كان دوما ما يهدد بالانتحار جوعا حتى تتوقف المجازر بين المسلمين و الهندوس في الهند، ولكنه لم ينفذ تهديده الذي أقتبس بعد ذلك من في العام 1981 من قبل المعارض الايرلندي الشمالي المشهور بوب ساندز و10 من رفاقه في ظل حكومة مارجريت تاتشر والذين أنتحروا اضرابا عن الطعام ((في الحقيقة كان صديقي البدين محصنا تماما من هذا النوع و يحتاج لحوالي 10 سنوات حتى ينقص وزنه فقط))، ولا ننسى الانتحار بالاحتراق الذي اشتهر به المعارضون لاعتقال الزعيم الكردي عبدالله اوجلان زعيم حزب العمل الكردي المعارض في تركيا.
وهناك الانتحار الشجاع الذي يستخدمه اليابانيون و يسمى "الهاراكيري" و يتم بادخال سيف صغير في البطن ثم تحريكه نحو الصدر وهي الطريقة التي اشتهر بها محاربوا الساموراي و القادة العسكريين المنهزمين في الحرب العالمية الثانية.
"و بالنسبة لقطع الشرايين فان " كنت أتكلم و لاحظت أن صديقي يغط بنوم عميق، "أرقد يا دبة أرقد عادك تشتي تنتحر" قلت ببالي... و رجعت أتفرج التلفزيون.
مع السلامة.
Bookmarks