Originally Posted by
رضوان حمدان
وراء الـكـلـمـة
من زمان وللإعلام دور فاعل وخطير في حركة النفس والدول والمجتمعات* يحشر أنفه في القضايا كلها دِقها وجِلها* قدرته ساحرة، يخفض ويرفع* يعز ويذل – طبعا بالمفهوم البشري حتى لا يلومني أحد – يريك الجمل فأرا، والجُعلانَ ليثاً هصورا، ذلك وأكثر بحركة إخراجية سريعة لعين الكاميرا فإذا بالطفل الفلسطيني طفلاً يهوديا والبيت المهدوم في غزة بيتٌ في تل أبيب دمره الإرهابيون وإذا بقانا ملجأ يهودي في كريات شمونا ...الخ. وحين تصدر الأوامر للكاتبين والكتّاب أن يغفلوا هذا ويصرخوا لذاك فإذا بدول تدمَّر وشعوب تشرد وقادة يقتلون وشرفاء يعتقلون كأن بعوضة سقطت حين لم تجد ما تتغذى عليه فهل يأسى لها أحد!!
في قديم الزمان وسالف العصر والأوان لم تكن شاشات فضائية يمولها أصحاب المليارات ولا إذاعات عابرة للقارات ولم تكن صحف ومجلات تمولها أساطين الدعاية والترويج الرخيص ولم تكن منابر جمعة تخاطب مليارا من البشر أو يزيدون توجههم تعليمات مكتوبة ... والخروج على النص ثمنه غالٍ.
في ذلك الزمان القديم كان الإعلام شاعراً يَنظُم قصيدة عصماء أو بتراء أو جلحاء يلقيها فرداً، أو في سوق أدبي رائج، يرفع هذا أو يخفض من قدر ذاك* أو يمسح بتلك القبيلة الأرض* أو يخرج الشمس والقمر من تحت عباءة محبوبته، فتلكم ليلى وأختها عبلة وابنة عمها عَزّة.. حتى إن الشاعر نفسه ما عاد يُعرف إلا بمن هو عرّفها، ولا يُذكر إلا مع من هو رفع ذكرها... فمن هو قيس ومن هو كُثيِّر وحتى عنترة... وتمضي الركبان بالقصائد* ويطير بها الحُفّاظ وربما زادوا وربما أنقصوا وربما حرّفوا وربما حوّروا... فيُسفك دم هذا المسكين الذي تجرأ على تمريغ شرف القبيلة بالتراب لأنه فقط ذكر اسم ابنتهم فقط ذكر اسم ابنتهم فقط... وإن بيتاً من الشعر كان كفيلاً بإلحاق هزيمة نكراء في قبيلة كاملة وإن بيتاً آخر كفيلٌ برفع قدر قبيلة أو اسم مغمور... هذا هو الإعلام في سالف الزمان.
وبقي هذا الدور يلعبه الشعراء والخطباء حتى جاء الإسلام * لا ليلغيه بل ليقننه ويهذبه ويضبط حركته {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ الم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وانتصروا من بعد ما ظُلموا}الشعراء224.
كان اليهود – لاحظوا اليهود- يمارسون دور الإعلام المعادي – وهذا موضوع ينبغي إفراد الحديث فيه – ليس في الحديث بل في القديم – حتى صدرت الأوامر من الرسول محمد عليه السلام بإخماد هذا الصوت الإعلامي الكاذب اللعين... وفي المقابل وللإدراك التام لدور الإعلام في حركة الحياة قال الرسول عليه السلام لحسان بن ثابت "اهجهم وروح القُدُس معك" إنها الحرب الإعلامية التي لا تقل أثراً عن حرب السلاح بل تزيد...
لقد سجل القرآن الكريم في سورة كاملة نموذجاً إعلامياً خطيراً في سورة المسد { تبت يدا أبي لهبٍ وتبّ} كان أبو لهب وهو عمٌّ للنبي عليه السلام يمارس دور الإعلامي النشط لا يمل ولا يكل يتابع خطوات ابن أخيه " النبي" – أرجو الملاحظة والربط والاستدعاء- ابن أخيه الرسول الذي يريد انتشال الأمة العربية من وهدتها لا لتكون في مصاف الأمم غيرها بل الأعلى والأرقى* هذا العم الغبي الذي لا يرى حتى أرنبة أنفه ولا موطئ قدمه* يشن حملة إعلامية شرسة ضد ابن أخيه وابن فصيلته وعشيرته التي تؤويه ابن قوميته وعروبته ودمه ولحمه وحسبه ونسبه... فما أن يتحدث النبي إلى قوم حتى يتبعه بإعلامه اللهَبي المضلِّل ليقول لهم: لا تصدقوه هو كذّاب مغامر لو كان ما يقوله صحيحا لكُنا أول من تابعه وناصره وانقاد له * فينصرف الناس عنه ... أليس هذا ما يقوله العالم اليوم بالحرف: تريدون منا أن نكون عربا أكثر من العرب وفلسطينيين أكثر من "..............".
أليس أبو لهب بلسانه وماله هو أول من هزئ من دعوة ابن أخيه أمام الجماهير قائلاً تباً لك ألهذا جمعتنا...0
آخ يا عم ما أظلمك، ما أتفهك، أسمِع بغبائه وأبصِر، الأمس، واليوم، ويوم يقوم الحساب.
أستاذي الفاضل رضوان حمدان
أولاً ارحب بك جل ترحيب بين اهلك واخوانك وسعيد جداً ان ارى مثل هذه الافكار والاقلام التي نحن بأمس الحاجة لها للنهض على المستوى الاقليمي بالوعي الذي لانعيه اطلاقاً .
الإعلام
هذه الحرب الباردة التي وضعتنا بمثابة الاحتلال والغزو الغربي وهي من ساعدة وسهلة ومهدت الطريق لهم كي ينالوا من المبادئ والاخلاق ..
للأسف الشديد نلاحظ ان الاعلام العربي يغرد خارج السرب ويتجه نحو الفساد دائماً وأصبحنا نحترف جميع انواع الفساد ونتخطى المراحل بسهولة وسلاسة .. ولكن لماذا ؟؟
لأننا نسينا وتناسينا ديننا الاسلامي الحنيف وتركنا تاريخنا ومبادئنا القيمه واتجهنا نحو التقدم والازدهار الزائف .
علينا ان نعلن كلمة الحق ومبادئها الصادقة باسلوبنا نحن بأسلوب العرب ومبادئهم وتراثهم وثقافتهم لأنه في وجهة نظري لا ارى للاعلام العربي اي وجود الا قلة القلة .
تقبل مروري استاذي الفاضل
تحياتي
Bookmarks