الوحدة في عامها السابع عشر.. حلم مكسور الجناح
لا أدري كيف ستحل الذكرى السابعة عشر على ذات الشعب الذي هتف لها من سويداء القلوب حينها باعتبارها حلم كبير تحقق بعد طول انتظار ومثلت انجازا عظيما كان الأمل أن تبنى عليها انجازات أخرى تطال الوطن والمواطن.
أقول ذلك وأنا اسمع عن فعاليات احتجاجية في الاتجاه المعاكس سوف تقام في أكثر من مكان يوم 22 مايو وخصوصا في المحافظات الجنوبية، والمخيف أن هذه الفعاليات تتسع مع كل عام بالإضافة إلى آلاف المتقاعدين العسكريين والأمنيين يواصلون اعتصامهم المفتوح منذ شهرين للمطالبة بتحسين المعيشة ولعل مرور يوم الوحدة دون أن يلمسوا تجاوبا ممن يحكمون الوطن باسم الوحدة لهو أمر فادح يحول الذكرى مناحة لإطلاق الآهات والأحزان على حلم كسر جناحه ومشروع لم تتحقق أهدافه وفرحة حولها العابثون إلى دموع .
الأمر مخيف كون الشريك الذي بوجوده سميت وحدة يصرخ اليوم عن جملة من الحقوق وخصوصا المعيشية ويثبت بالدلائل والوقائع حجم الظلم الذي لحق به وبمن يعول .
ستشرق شمس الثاني والعشرين من مايو الجاري وتحديدا يوم الثلاثاء على شعب منهك بالغلاء الفاحش ولو لم تكن غير هذه المصيبة لكانت كافية بان تنسف الفرحة من أساسها، ومن هنا أجزم أن مرور ذات اليوم لا يعني شيئا لدى القطاع الأكبر من مواطني هذه البلاد ذلك أن الكل مهموم بمتطلبات المعيشة الصعبة حيث تأتي الذكرى الجديدة وموجات الغلاء الفاحش تحقق أرقاما عالية لم تصلها من ذي قبل ، ليس هذا فحسب بل ستمر الذكرى والوطن الموحد ساحة لحرب شرسة في صعده لا نعلم أسبابها ولا أهدافها الحقيقية ولا حتى نهايتها وتاريخ حسمها ولمن ؟! وكل مانعلمه أنها تحصد الأرواح كل يوم ـ جنودا ومواطنين وجميعهم يمنيين ـ وبينما الحفل الخطابي و الكرنفالي والشبابي الكبير فعالياته تتوالى في مساحة صغيرة من محافظة اب هناك كرنفال دموي في شمال الشمال حيث آلة الحرب تحصد الأرواح وفي حين يستقبل القصر الرئاسي برقيات التهاني من الداخل والخارج بحلول المناسبة ترسل إلى عموم الوطن الموحد جثامين الضحايا ممن قضوا في الحرب المفتوحة بصعدة، يحدث هذا والوطن من أقصاه إلى أقصاه مليء بملايين الغلابا المكسورين فقرا ومرضا وجهلا وضياعا، فهل يبقى للذكرى معنى وكيف لنا أن نحتفل أيها السادة .
هل سنحتفل بالغلاء الفاحش .. بالحريات المصادرة والصحف المغلقة والمحجوبة.. بالكهرباء المتهرئة.. بالانتهاكات المختلفة.. بالخدمات المتردية، كل شيء من أمامنا ومن خلفنا وعن أيماننا وشمائلنا لايساعد على الاحتفاء والزهو بقدر مايبعث على الأسى وتنكيس الرايات وإعلان الحداد العام.
للذكرى قيمة يوم أن نحس أننا والوطن نتحسن مع مرور السنيين وأحوالنا تتطور كل عام ونستشعر دفئ الوطن يغمرنا بخيراته ونستظل بقيادة تحمل مشروعا هدفه ازدهار الوطن وإسعاد
مواطنيه.
المفضلات