تطورت المرأة تطوراً تدريجياً في ذهن الرجل وحياتة بحيث جعها هذا التطور تتلاشئ ملامحها الحقيقية بين كل ما نحن علية من فوضى خلقتها العوامل الاجتماعية والتقليدية والفكرية والسيكولوجية والفيسولوجية .. فالبعض عندما يستحضر الانثى يستحضر معها مصطلحات كثيرة مثل الخطيئة والجنس والعجز والقصور والعار والحرمة والأنتماء والتبعية ..الخ..متناسياً انها انسانة لا تختلف كثيراً عن الرجل الا ببعض الملامح الفيسولوجية((الجسدية)) التي اوجدت معها لتعطيها ملامح مستقلة عن الرجل لا غير ..لكن عندما نتتبع التاريخ ونتتبع تلك التطورات الداروينية الفكرية وليس الخلقية نجد ان المرأة تطورت في ذهن الرجل وحياتة تطوراً اوصلها الى تلك المفاهيم المختلفة التي اصبحت هي عليها فعندما نرجع الى العصر الحجري نجد ان الرجل وبشكل فيسولوجي وسيكولوجي كانت لدية اخلاقيات عديدة يتحلى بها مثل الوحشية والقوة والخشونة في زمن لم يكن يتواجد فية الا كل ما هو وحشي من وحوش واحجار وبيئة قاسية..كانت كل هذة الملامح الوحشية حينها تعد اخلاقاً ..والمرأة في ذالك الحين كانت بطبيعتها السيكولوجية((النفسية)) والفيسولوجية مائلة الى الهدوء والمودة والتودد ..حيث انقادت مع الرجل وشعرت بأن الرجل هو المتمم الاخر لها وانها معة ستبلغ الكمال وايضاً الرجل بادلها الشعور بطريقتة ..ثم اتى عصر اوجد الانسان فية الزراعة ونقلبت فية الاخلاقيات بنقلاب الرفاهية الحديثة مقارنة بالمعيشة السابقة فأصبح الرجل يبحث عن الاستقرار واصبح يكتشف اخلاقيات جديدة مثل الهدوء والأستقرار والمسلامة والأبتعاد عن الوحشية الحتمية.. من خلال كل هذة الاخلاقيات الحديثة تغيرت معاملتة للمرأة بتغير بيئتة ايضاً فمعظم السلوكيات تكون مولودة البيئة والثقافة التي يعيش فيها الانسان ..ومن ثم تحاقبت الازمان ولا ادري ما حدث بالضبط حتى وجدت ثقافات ورسالات اخرى اختلفت فيها الاخلاقيات والمعاملات والنظرات نحو الاشياء بما فيها المرأة ..ثم اتت الاديان ووضحت تلك الحدود التعاملية بين الرجل والمرأة ولكن البعض والكثير منهم اصر على ان يفهم الرسالات والأديان فهماً خاطئاً يتناسب فية مع هواة ورغباتة الرجولية فحول المرأة تبعية لة مرة وحولها مرة ناقصة وحولها مرة خادمة لة وحولها مرة شكلاً هولامياً مغطاً بكل ما يحجبها عن العالم في سبيل ارضاء نفسة وافكارة التي توحي لة بأنة صاحب السيادة هنا وناقل الرسالات والأصل من كل شيئ.. ومارس عليها الطقوس التي قدستها مرة ودنستها مرة.. وعتبرها مقياساً للخير والشر في حياتة وعتبرها مقياساً لمصداقية ايمانة ورجولتة وطهارتة ...
وهكذا مرت الازمان والحضارات والثقافات لتتقلب معها المرأة وملامحها في ذهن الرجل دون ان يأتي يوم تكون فية المرأة شيئً واضحاً جلياً تتجلا فية على الواقع بكل مصداقية تعطيها حقها في الانسانية ..التي يجب ان تعيشها ..
وحتى مع وصولنا الى القرن الواحد والعشرين ضلت المرأة بنفس ذالك الغموض الذي سترة الرجل عليها لكن بشكل مختلف قليلاً فذالك الضباب الاسود الذي غطاها بة الرجل اصبح تعرياً بارداً في بلدان اخرى وازمنة حاضرنا ..اصبحت فية المرأة سلعة ينظر اليها الرجل ويتعامل بها بذالك الشكل التجاري الذي زينة بمغالطات كثيرة منها الحرية والأنفتاحية .. التي لم تعطي المرأة حقها في الضهور كأنسانة مستقلة بذاتها مستقلة بأنسانيتها التي اوجدها الله فيها ..
هكذا كانت بعض ملامح المرأة على مر الازمان وما ذكرتة ليس الكل في القضية وليس الحقيقة بعينها فالحقيقة دائماً تحتاج الى مجلدات وبحوث نطرحها لنعطيها حقها ..
لكن في الاخير الشيئ الذي يجب ان اقولة هو انة يجب ان لا ننسى دائماً بأن المرأة كانت يوماً اماً حملتنا واوجدتنا في هذة الحياة ..فالحق الحق ان كان هنالك من يستحق التقديس من البشر فهي الام والأنثى ..لانها النصف الاخر منا وليست شيئ محتكراً علينا وينتمي الينا بل لها استقلاليتها التامة التي بتوحدها مع الرجل الذي يقدرها كأنسانة مثلة تكون قد اتممت استقلاليتها
امنية صادقة .....
اتمنى ان تستطيع المرأة الضهور في عالمنا كأنسانة ...
طلال احمد
6/5/2007
ملاحظة: معنى التطورات الداروينية هو نسبة لمؤسس نظرية التطور للنشوء والأرتقاء "داروين"
امنياتي للجميع بالتوفيق
Bookmarks