هذا صديقي الذي اكنه له الاحترام وكل الود وكل ما يكنه صديق لصديقة الا انه عادة ما يتسبب في اشعال غضبي
دائما حديثه ممل رغم انني انتظر ان اسمع منه الا انه كلما ذهب عاد كما ذهب ** يعيد لي نفس الكلام ** فهو دائما يلازمه شعور بان كل من حوله يتامرون عليه ** شكى لي من اخوانه واهله واقاربه ** قلت له يا صديقي دع ما بينك وبين اهلك في قلبك ولا تطلع عليه احدا فانه مهما كنت صديقك الا انه ربما يسرني احيانا خلافك مع اهلك وقبيلتك ** واعلم يا صديقي انك حينما تحدثني بخلافك مع اهلك تنقص عندي هيبتك وتقل في نظري قيمتك ** يا صديقي انني كلما رأيتك وانت كالمحموم تتطاير وكأنك كرباشة في محمس تكون سبب في عطف من يحبك عليك ومدعاة لاضحاك عدوك .. يا صديقي حاول ان لا تطلع كل ما في قلبك وان اظهرت منه شيء احيانا فلا تقحره . يا صديقي انك بعد ان تغيب عن انظار الناس تكون حديث الساعة في مجالسهم فالكل يتحدث عنك ** حاول ان تتجنب الظهور فظهورك في هذه الظروف مزريا ** الم تكن لك عبرة في غيرك ممن يعيشون قصتك ** ولديهم نفس الظروف الا ترى انهم اكثر حكمة منك ** وفي الاخير غضب مني صديقي رغم اني احبه واحب له الخير وذهب عني * ولا ادري ان كان قد ذهب ليعد عدت الحرب علي ام ان ذهابه ليتدبر امره ويجمع تفكيره ويعيد النظر في جميع احواله .
لكن قناعتي فيه انه لن يتغير فهو صديقي وانا اكثر الناس علما وخبرة به وباحواله لانه صديقي وانا اقرب الناس اليه فما يتحرك بنان من بنانه الا واعلم سر حركتها * لست ادعي علم الغيب ولكني اعرفه وعن تجربة حياة
فقدتغير العالم وتغير كل شيء بالحياة الا صديقي لم يتغير ولن يتغير
كنت قد استبشرت خيرا حين زارني قبل اسابيع واكتفى بكلمات قالها لي مختصرة ومفيدة وكان مستقر حاله ولم يتشنج ولم يسب ولم يشتم احدا وكانت نقطة تحول وقلت الحمدلله تغير تغير صديقي ولكنه ابى الا ان يثبت لي من جديد انه هو هو كما هو وانه لن يتغير وان تغير حمار الخطاب فانه لن يتغير
لم نكن كبار سن بعد فاعمارنا بين الخامسة عشر والخامسة والثلاثون الا ان المتغيرات التي حدثت لم تكن بالبسيطه فبينما كنت افتش اوراقي القديمة وجدت كما هائل من الرسائل التي كانت تصل من الاقارب والاصدقاء من كل مكان ** لقد غابت الرسايل الورقية التي تصلنا في تلك الأظرف التي تبعث في القلب السرور عند رؤيتها في ذلك الوقت * نعم انتهت وغابت تماما من واقعنا وحلت محلها الرسائل الالكترونية وبفضل الاتصالات اشتغنى الناس عنها ** واصبحت الجمال والحمير والخيول للتسلية والمتعة بالنظر اليها لا اكثر فقد حلت مكانها الطائرات والسيارات والقطارات وغير ذلك من وسائل المواصلات **
لكنه رغم هذا لم يتغير وان تغير حمار الخطاب فلن يتغير .
لو عبر الزمان الينا شخص توفي في العام 80 وجلس معنا لما استوعب كثيرا من مفرداتنا الجديده ناهيك عن بقية المتغيرات التي حدثت والتي لم يكن لنا فضل فيها للأسف بل كلها تلقيناه من الاخرين ** يسمع هذا وهو يتحدث عن الماسنجر واخر عن المحمول واخر يقول لاب توب والثاني يتحدث عن الفضائيات وعن قطارات الفراغ المغناطيسي واخر يتحدث عن الابراج العالية في عواصم العالم ..
لكنه لم يتغير ولن يتغير رغم كل ما ذكرنا والذي يعد نقطة من بحر نسبة الى المتغيرات الحقيقية في عالمنا
لكنه لم يتغير ولن يتغير وان تغير حمار الخطاب فلن يتغير صديقي الذي اكن له كل الحب والاحترام
Bookmarks