تساؤلات شيطانية
بقلم / مبارك رضوان
ذات يوم سالت صديقي وقلت له : ما رأيك بامريكا وفي سياستها تجاه العرب وخصوصا في القضية الفلسطينية ؟
رد علي قائلا : أمريكا هي شيطان الأرض وهي الأب الغير الشرعي لإسرائيل . قلت له اعذر غبائي واشرح لي كيف أمريكا هي الأب الغير شرعي لإسرائيل رد علي قائلا : أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الأب الغير شرعي لدولة الكيان الصهيوني حقيقة لا أحد يستطيع أن ينكرها تلك الحقيقة التي تجري كالدماء في عروق الإدارات الأمريكية المتعاقبة . ويجب علينا نحن العرب أن نتعامل مع هذه الحقيقة الثابتة كقدر ونكافح حتى نتمكن من القضاء على هذه الحقيقة المرة أيا كانت الوسيلة .
لأننا ندرك جميعا بان كل الإدارات الأمريكية الحالية والسابقة والآتية – سواء كانت هذه الإدارة من الحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي – لا تستطيع أن تقف ضد دولة الكيان الصهيوني ، وإذا انتابك الشك في هذه الحقيقية عليك أن تعود للوراء قليلا وتتصفح سجل الرؤساء الأمريكيين ابتداء من العام 1948 عام الإعلان عن المؤامرة اللعينة وذالك الوعد الملعون الذي أطلق علية وعد بلفور ، والذي بموجبة تم الاستيلاء – من دون وجه حق- على جزء حبيب من وطننا العربي في أرضنا العربية فلسطين . والتي واكب اغتصابها عهد الرئيس الأمريكي ترومان ، حينها ستدرك تماما انه ومن تلك الفترة الى يومنا هذا لم يحدث أن تخلى أيا من الرؤساء الأمريكان خلال تلك الفترة والى الرئيس الحالي على مساعدة – والوقوف - بجانب دولة الكيان الصهيوني المسمى إسرائيل .
وإذا اعتقدت يوما بان الولاء لدولة الكيان الصهيوني نابع من قوة هذا الكيان أو من ازدياد قوة نفوذ اليهود في الدول الغربية عامة وأمريكا خاصة فانك في هذه الحالة تكون واهما ، وباعتقادي فان السبب وراء وقوف الولايات المتحدة وراء دولة الكيان الصهيوني ومساندتها لسياساتها القمعية والإرهابية - تجاه شعب اعزل اغتصبت أرضه دون وجه حق- يعود لاسباب دينية في الأساس والدليل على هذا الكلام تأييد المذهب البروستاتي للاحتلال اليهودي لفلسطين . إلى جانب أسباب أخرى
فهكذا تبدا القصة: الرب يعد بنى إسرائيل بالأرض المقدسة من النهر إلى البحر بلفور ينفذ وعد الرب ، والبقية يكملون المشوار . نشاط صهيوني محموم لإنفاذ الوعد مع دعم غربي فهذه يا صديقي نصف الحقيقية وعليك أن تبحث عن النصف الآخر وثق تماما انك ستجدها .
فيا ترى ماهو النصف الآخر من الحقيقية التي قصدها صديقي ولم يخبرني عنها ؟!
هل كان يقصد المحرقة التي اتخذتها الحركة الصهيونية العالمية منذ منتصف القرن الماضي وحتى اليوم – كما هو معروف - وانها اتخذتها وسيلة للابتزاز السياسي والفكري لاستعطاف الرأي العام الغربي وضمان التأييد المطلق لسياسات ومواقف الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين وغيرها ؟
هل كان يقصد تلك الخطوط الخطوط الحمراء التي نجح اليهود والصهيونية العالمية في فرضها على العالم باسم مكافحة اللاسامية، والتي ألجمت ألسنة السياسيين وأقلام المفكرين والباحثين والصحفيين ممن يبحثون عن الحقيقة والعدالة؟!
هل كان يقصد الممارسات الارهابية والفكرية ومصادرتهم لحرية الرأي والتعبير على كل باحث أو كاتب يفضح مؤامراتهم ودسائسهم وأكاذيبهم على شعوب العالم.
هل كان يقصد الميثاق العالمي الذي وقعه اثنان من اتحادات الكنائس الأوربية ويهدف إلى تطوير التعاون بين الكنائس المسيحية على نطاق القاره الأوربية ، والذي تعهد فيه الموقعون على محاربة كل انواع العداء على السامية ؟
اعتقد انه كان يقصد ماقاله محاضر محمد في كلمته التي ألقاها في مؤتمر القمة الإسلامية والذي عقد في بوترا جايا والتيي تضمنت فضحا لليهود ، قال إنهم يحكمون العالم بالوكالة، وهم يسيطرون الآن على أقوى الدول وباتوا قوة عالمية.
فهل هذه هي النصف الاخر من الحقيقية التي قصدتها يا صديقي ؟
الامضاء
مبارك رضوان
Bookmarks