أخيراً تذكرت قناة الجزيرة حرب صعدة وخصصت لها نصف ساعة في برنامج ( ماوراء الخبر ) ليلة أمس !
بدأت المذيعة ( خديجة بن قنة ) البرنامج بإتصال هاتفي مع السيد يحيى بدرالدين الحوثي إستمر لبضع دقائق فقط !!
ثم واصلت المذيعة الحوار مع ضيفا البرنامج الدكتور فارس السقاف والصحفي المقيم في واشنطن منير الماوري !
الدكتور السقاف كانت إجاباته المتناقضة والمتخبطة تعبيراً صادقاً عن حال النظام والوضع الذي يمر به في صعدة ؟!
بينما الصحفي الماوري كان أكثر وضوحاً ودقةً في توصيف المشكلة والحل ! ومع ذلك لم يخلو حديثه من بعض المعلومات الخاطئة أو المغلوطة ؟!
وهو معذور في ذلك لبعده عن الأحداث ولسياسة التكتيم والتشويه والكذب الذي تمارسه وسائل الإعلام الحكومية والوسائل التابعة لها بشكل مباشر أو غير مباشر من الصحف المستقلة والحزبية ؟!!
ولذلك سنعلق بالتفصيل على نقطتين وردتا على لسان الأخ منير الماوري كما يلي :-
النقطة الأولى / قوله : ( أن الدولة دعمت الحوثي وأتباعه بالمال والسلاح في السابق لمواجهة السلفيين في صعدة ؟! )
وهذا كلام غير صحيح وسنثبت ذلك فيما يلي فنقول :
النظام منذ إغتصابه للسلطة قبل ربع قرن وإلى اليوم وهو يستخدم كل التيارات الدينية كورقة ضمن ألاعيبه وصراعاته السياسية !!
فالإخوان الذين بلغ عدد معاهدهم العلمية قبل دمجها بالمدارس أضعاف أضعاف عدد المدارس الحكومية !
حصلوا على دعم كبير وأُفسح المجال لهم ؟!
ولكن في المقابل كان الثمن أن إستخدمهم النظام في حروب المناطق الوسطى وفي حرب الإنفصال وفي غير ذلك من الأحداث والمواقف ؟!!
كذلك السلفيون إستخدمهم النظام في جميع حروبه واستخدمهم في مهرجاناته الإنتخابية ( رغم أنهم يكفرون كل ما يتعلق بالإنتخابات والديمقراطية ! ) ولازالوا يخدمونه ويبررون كل جرائمه ومفاسده تحت عنوان ( طاعة ولي الأمر ! )
وفي المقابل دعمهم النظام دعم لامحدود واحتضنهم وسهل كل أعمالهم بل حتى سهل لهم الدعم السخي الخارجي الذي يأتي من جمعيات وأطراف خليجية ؟!!
كذلك الصوفية دعمهم الرئيس وأنشأ لهم جامعة الأحقاف في حضرموت ودعم دار المصطفى في تريم دعم غير محدود وأنشأ أيضاً لهم كلية العلوم الشرعية بالحديدة وكلية جامع الجند بتعز وغيرها ؟! وبالمقابل هم يساعدون النظام وقت الحاجة إليهم ويبادرون لخدمته في أي وقت يطلبهم !!!
كذلك الإسماعيلية رغم أنهم لا يمثلون إلا نسبة مقاربة لنسبة اليهود في اليمن ومع ذلك دعمهم النظام واحتفى بزعيمهم الهندي حين جاء إلى اليمن بل وعين الكثير منهم في مناصب حساسة في الدولة ؟!!
كذلك الإثني عشرية رغم أنهم طارئين على اليمن وعددهم ربما بالعشرات فقط في عموم اليمن ؟!!!
ومع ذلك هناك أطراف في السلطة لازالت إلى اليوم تدعمهم وتنشر كتبهم وتروج لمكتباتهم ؟!!
أما الزيدية وأبناءها فلم يحظوا بأي دعم أو رعاية مثل غيرهم وكل ماكانت تقدمه الدولة قبل سنوات لهم يتمثل في :
- توفير الكدم والفول الباجلي لطلاب الجامع الكبير ؟!
- وبناء ثلاثة حمامات في مركز بدر !
- وصرف مبلغ شهري ضئيل لمنتديات الشباب المؤمن وهو المبلغ الذي كان يستولي عليه التيار الموالي للسلطة بقيادة عزان وجدبان ومن معهم ؟!!!
نعم أتباع الزيدية هم أكثر وعياُ من غيرهم فلم يتورطوا في أي صراع تريده الدولة ضد أي تيار آخر ؟!
ولذلك تم تهميشهم والتضييق عليهم في مقابل تشجيع ودعم غيرهم ؟!
والسيد بدرالدين الحوثي ليس طارئاً على الزيدية بل هو من أهم مراجعها منذ مابعد الثورة وإلى اليوم ؟!!
وولده السيد حسين هو أحد علماء وقادة ومفكري الزيدية منذ كان في العشرينات من عمره ؟!
وأما السلفية الذين في صعدة فهم محصورين بين جدران معهد دماج فقط ! وليس لهم أي تواجد آخر في صعدة ؟!!
فما الداعي لأن تدعم الدولة السيد الحوثي وأتباعه بالمال والسلاح لمواجهتهم والمعروف والمشهور أنهم صنيعة النظام وأعوانه ومؤيديه منذ إنشاء المعهد على يد مقبل الوادعي وإلى اليوم ؟!!
ولم يحدث من قبل خلال السنوات الماضية أي مضايقة أو عمل عدائي ضد هاؤلاء السلفيين رغم أن وجودهم هو إستفزاز لأبناء الزيدية ؟!!
نعم في هذه الحرب الأخيرة حاول النظام توريطهم في الحرب عسكرياً إلى جانبه ( أما معنوياً فهم من يقومون بمهمة التوجيه المعنوي للعساكر والمتطوعين ! )
ولكنهم بعد يومين فقط أصدروا بياناً أكدوا فيه أنهم ليسوا طرفاً في حرب صعدة وأن الحرب هي بين المكبرين والدولة ولا دخل لهم بها ؟!!!
أجل هم يعرفون من هم أتباع الحوثي الذين يمكنهم إرسال عشرة أو عشرين من أطفالهم ليحتلوا المعهد ويطردوا كل من فيه ؟!!!
وبناءً على ماسبق فإنه يمكن القول أن أتباع الزيدية بشكل عام وجماعة الحوثي بشكل خاص هم التيار الديني الوحيد الذي لم يستطع النظام ترويضه واستخدامه ضمن ألاعيبه وصراعاته السياسية كما فعل ببقية التيارات الدينية ؟!!!
النقطة الثانية / قوله : ( أن الصراع في صعدة هو صراع على السلطة ؟! )
وهذا الكلام يخالف الواقع وتعارضه الحقائق والوقائع !
فأتباع الحوثي لا يطالبون بعودة الإمامة ؟!
ولايطالبون بحكم ذاتي ولا فيدرالي ؟!
ولايطالبون بتقاسم السلطة ولا بتقاسم الثروة ؟!
ولايطالبون بمناصب حكومية ولابحقائب وزارية ؟!
كل مايريدونه هو أن يأمنوا على أنفسهم وأطفالهم ونسائهم وأموالهم وأعراضهم ومبادئهم ؟!
هم يريدون الإعتراف بهم كمواطنين يمنيين أو حتى كبشر ؟!
صحيح أن النظام لديه الكثير من الأهداف والمخططات التي يريد تحقيقها داخلياً وخارجياً من هذه الحرب ؟!!
وصحيح أن الكثير من آراء ومواقف أتباع الحوثي تتعارض مع سياسات النظام وأهدافه ومخططات أعوانه وأسياده ؟!
ولكن النظام هو من شن الحرب ليحقق أهدافه !!
بينما أتباع الحوثي لم يدخلوا الحرب عنوة أو هواية كي يعبروا عن مواقفهم وآرائهم السياسية ؟!
بل إضطرهم النظام وأجبرهم على ذلك ولم يدع لهم أي خيار آخر سوى الدفاع عن أنفسهم وأهاليهم وأعراضهم وأموالهم ؟!
الصراع السياسي أو الصراع على السلطة يكون عادةً بين طرفين متكافئين أو شبه متكافئين في القوة العسكرية أو في التمثيل والثقل السياسي والشعبي ؟!!
بينما الصراع في صعدة قائم بين جهتين وطرفين لا يتكافئان في أي شيء على الإطلاق ؟!
الصراع في صعدة هو في الحقيقة حرب إبادة شاملة يشنها نظام يمتلك إمكانيات الدولة ولديه جيش وأسلحة متطورة وبشمركة وتأييد خارجي ... ضد مجموعة من المواطنين العزل في أقصى شمال البلاد والذين لا يمتلكون سوى بعض الأسلحة التقليدية الخفيفة والتي يمتلكها كل أبناء الشعب وهم يستخدمونها كي يواجهوا سعي الدولة لإبادتهم وتصفيتهم وإستأصالهم ؟!!!
الصراع السياسي أو الصراع على السلطة حله يكون معقد ومتشابك ويحتاج إلى توافق سياسي وتراضي على تنفيذ مطالب سياسية معينة !
بينما حلحلة الصراع في صعدة وإنها المشكلة بسيط جداً وهو بيد النظام وذلك بأن يبدأ بوقف جميع الأعمال العسكرية ويعيد الجيش إلى معسكراته وثكناته الطبيعية قبل جولات الصراع ؟!
ثم يطلق سراح جميع المعتقلين على ذمة هذه القضية ؟! ويكشف مصير المفقودين !
ثم يعوض كل المتضررين تعويضاً عادلاً !
ثم يفسح المجال لهاؤلاء في التعبير عن آرائهم ونشر أفكارهم بما يتوافق مع الدستور والقوانين النافذة ؟!
حينها ستنتهي المشكلة تماماً !
ولن يبقى في الجبال أي مقاتل أو مشرد ؟!!
وستعود الأوضاع إلى ماكانت عليه قبل الحروب ! وربما أفضل ؟!!!
تحياتي للصحفي والسياسي منير الماوري
وتحياتي لكل حرٍ أبي ٍ غيورٍ في هذا الوطن المجروح !
Reply With Quote
Originally Posted by شعاع الجنوب
Bookmarks