المستعرفيم" كلمة عبرية تعني "المستعربون" وهي وحدات عسكرية سرية صهيونية كانت تعمل في فلسطين والبلاد العربية المجاورة منذ عام 1942، وكان هدف هذه الوحدات، التي كانت آنئذ جزءاً من البالماخ، الحصول على معلومات وأخبار، والقيام بعمليات اغتيال للعرب من خلال تسلل أفرادها إلى المدن والقرى العربية متخفين كعرب محليين، وكانت وحدات "المستعرفيم" تجند في المقام الأول- من أجل عملياتها السرية- اليهود الذين كانوا في الأصل من البلاد العربية، واعترف شيمون سوميخ، الذي كان قائداً في المستعرفيم خلال السنوات 1942-1949، بأن الاغتيال كان جزءاً من عمل الوحدات السرية، وتم بعث فرق المستعرفيم عام 1988 لمواجهة الانتفاضة وكانت تنقسم إلى قسمين: "الدُّفدُفان" (الكراز) وقد أسسها إيهود باراك (رئيس حزب العمل ورئيس الأركان ورئيس الوزراء السابق)، والأخرى تعمل في غزة واسمها السري "شمشون"، وهدف فرق المستعرفيم هو التسلل إلى الأوساط الفلسطينية النشطة في الضفة والقطاع، والعمل على إبطال نشاطها أو تصفيتها.

وفي أحداث الأقصى حاول أربعة من المستعربين التسلل بين المتظاهرين، وإحداث بعض العمليات الإرهابية، ولكن الله كشفهم، فانهال عليهم الأهالي بالضرب، حتى قتل اثنان منهم، وأسر الثالث وجرح الرابع، وردت إسرائيل بقصف مبنى الشرطة الفلسطينية الذي قتل فيه هؤلاء الإرهابيون.

طريقة مختلفة في القتل والاعتقال والإذلال

كثيرا ما تلتقط عدسات المصورين مشاهد لهؤلاء المستعربين أثناء قيامهم بأعمالهم الشنيعة ضد الفلسطينيين العزل ومع ذلك لا تتم إدانتهم أو حتى الاحتجاج على جرائمهم. بعضهم من ذوي الملامح الشرقية أو يتم التعامل بالماكياج ليظهروا كذلك . يدخلون مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية بلباس عربي مدني، والبعض الآخر من ذوي الملامح الغربية يدخلون كصحفيين أجانب ( يحملون معدات الصحافة بأكملها ). إنهم يهاجمون متخفين أهدافا بالعمق الفلسطيني ، يمشون بين الناس في المظاهرات أو حتى الجنازات إلى أن يصلوا إلى موقع المواجهات، فيبادرون برشق الحجارة على الدوريات الإسرائيلية فيتجمع الفلسطينيون حولهم ويرشقون الحجارة دون أن يعلموا بوجود مستعربين، عندها ينقض هؤلاء المستعربون على الشباب الفلسطينيين بالضرب على الرأس والوجه خاصة ، ويقيدونهم ويشهرون في وجوههم المسدسات ويلقون بهم في إحدى دوريات جيش الاحتلال الذي يساندهم ويراقبهم ويسهل لهم عملهم و من ثم يقتادون هؤلاء الشباب إلى السجون والمعتقلات.

عمليات اقتحام بسيارات عربية

يستخدم هؤلاء المستعربون سيارات عربية يستولون عليها، سواء سيارات حكومية أو عمومية أو شاحنات يعترضونها ليقوموا بأعمالهم الدنيئة من اغتيالات و اعتقالات ، حيث ينفذون اغتيالاتهم بمساندة قوات الاحتلال من دوريات أو قوارب أو طيران .

وتقوم الحكومات الإسرائيلية بإظهار دور المستعربين بأنه دفاعي بالرغم من أنهم يبادرون بالاقتحام والاغتيال، حيث استمرت نشاطهم في فترة السلام، ولا عجب في ذلك، فجيش الحتلال يبني استراتيجيته على الهجوم دائما و بالرغم من ذلك يلقب نفسه بجيش الدفاع.

صعوبة اكتشافهم

بالرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها الفلسطينيون لكشف العملاء والخونة وكذلك المستعربين الذين يندسون بين الصفوف لتحقيق أهداهفهم الخبيثة فإن اكتشاف هؤلاء المستعربين من الصعوبة بمكان حيث إنهم يقومون بإصدار هويات فلسطينية مزيفة ، ويستخدمون السيارات العربية ، ويجيدون الحديث باللهجة الفلسطينية، وقى الله أهلنا في فلسطين شر اليهود وأعوانهم.