عن كتاب ((نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد)) لإبراهيم اليازجي اللبناني
الباب الثاني في وصف الغرائز والملكات وما يأخذ مأخذها ويضاف اليها
فصل في كرم الأخلاق ولؤمها
يقال فلان كريم الخليقة ، شريف الملكة ، سري الأخلاق ، نبيل النفس ، حر الخلال ، محمود الشمائل ، أريحي الطباع ، كريم المخبر ، كريم المحسر ، صدق المعجم ، محمود المكسر ، حر الطينة ، محض الضريبة ، جزل المروءة ، شريف المساعي ، أغر المكارم . وإنه لممن تتوسم فيه مخايل الكرم ، ويقرأ في أسرته عنوان الكرم ، ويجول في غرته ماء الكرم ، ويقطر من شمائله ماء الكرم ، ويفوح من خلائقه عرف الكرم ، وانه لينطق الكرم من محاسن خلاله ، ويتمثل الكرم في منطقه وأفعاله . وقد خلق الله فلانا من طينة الكرم ، وصاغه من معدن العتق ، وأنبته من أرومة الحرية ، وجمع فيه خلال الفتوة . وهو بقية الكرام ، وتليه الأحرار ، وربيب الكرم ، وتوأم النجابة ، وصنو المروءة ، وخلاصة الحسب ، وعصارة الكرم . واني لم أر اكرم منه أخلاقا ، ولا أنبل فطرة ، ولا أطيب عنصرا ، ولا أخلص جوهرا ، كأن أخلاقه سبكت من الذهب المصفى ، وكأن شمائله عصرت من قطر المزن .
وتقول في ضد ذلك هو لئيم الضريبة ، دنيء الملكة ، خسيس الشنشنة ، خسيس النفس ، صغير الهمة ، سافل الطبع ، زمن المروءة ، لئيم الحسب ، جعد القفا ، لئيم القزال ، لئيم السبال ، دون ، ساقط ، نذل ، رذل ، فسل ، وغد وغب ، وغل ، رضيع ، وراضع ، وهو رضيع اللؤم ، ولئيم راضع . وقد تبرأت منه المروءة ، وسدت عليه طرق الكرم ، وهو بطرق اللؤم أهدى من القطا . وانما فعل ذلك بلؤمه ، وخسته ، ودناءته ، وسفالته ، ونذالته ، ورذالته ، وسفالته ، ووغادته ، ورضاعته . وانه لدنيء الأصل والفرع ، لئيم الحمل والوضع ، وقد غذي اللؤم في اللبن ، ودب في اللؤم وشب ، وان اللؤم حشو جلده ، وملء ثيابه ، وان جلده لينضح لؤما ، وانه لتجري عصارة اللؤم في دمه ، وانه ليرعف اللؤم من أنفه ، ويمجه من مسامه . وهو ألأم من أسلم ، والأم من ماقط ، والأم من راضع . وفي المثل لا يعجز مسك السوء عن عرف السوء يضرب للرجل اللئيم يكتم لؤمه جهده فيظهر في أفعاله .
Bookmarks