يوم عجيب
في يومٍ خرجت من داري صباحا و قلبي يملأه الفرح و السرور و الابتهاج و يتخلله كل الطموحات و الآمال الى بناء غدا مشرق و في داخلي امل ان في يومي هذا الكثير من المبهجات............
مريت على قارعة الطريق فإذا بعيني تقع على رجل يبدو انه فاقد عقله قد ملئ التراب و تحجر من كثره على شعره و ثيابه و بدنه ,يبدو عليه المرض و في يديه تورمات إذا ما نظرت إليها لن تتمالك نفسك من الجزع , وقفت انظر إليه و حسرات تتخل الى داخلي فقد التصق بجدار جالس لا يدري ما حوله ... منظر رهيب .... مشيت من جانبه و قلبي عنده لو بيدي ان أعمل له شيئا بسيطا , و ظل منظر ذلك الرجل في مخيلتي كلما تذكرته يزداد قلبي حزنا عليه لأنني لم اجد ما أعمله له ... و ما بيدي ...
أكملت مشواري و إذا بإمراة ثكلى تصيح بذلك الصوت العالي و دموعها قد اغرقت خديها و تقول : ابنتي في المستشفى و ما عندي حق الدواء لها , و صدقوني يا إخواني ان تلك الدموع لا تكذب و ذلك البكاء الشديد لا يتمثل أعطيتها ما شاء الله و مضيت و ظل حسي عند ذلك الرجل الذي لم يستطع ان يعبر عن عجزه و حاجته منتظر من أي احد نظرة شفقه او رحمه ......... و مضيت و صعدت الباص فإذا بشيخ كبير قد افنى الزمان شبابه يتعكز على عصا يسأل و تلته أمراه كبيرة في العمر تسأل ايضا
فطرأ سؤال في ذهني : هؤلاء كبار السن ما الذي جعلهم يخرجون من بيوتهم للسؤال و هم بحاجة للجلوس في بيوتهم بسبب كبر سنهم الذي هم عليه ........... و مضى الباص و ما زال قلبي معهم و مع حالهم.........
مشيت طريقي كي اصل الى جامعتي و إذا كذلك بجماعة من كبار السن كل واحد منهم قد أتخذ لنفسه زاوية يسأل فيها نظرت لكل واحد منهم و في قلبي لا يزال السؤال ...........
دخلت جامعتي و بعد ان انهيت المحاضرة جلست مع صديقاتي نشرب شيئا فإذا بطفلة صغيرة تأتينا و تسأل , فقلت لها : ما الذي جعلك تخرجين انت و اخوتك الصغار للسؤال و انت بهذا السن الصغير , فقالت : ابي لا يعمل و اذا لم نسأل فلن نجد ما يسد رمقنا , حزنت لأمرها ثم ابتسمت لها و قلت لها انتبهي على نفسك انت و اخوتك لإنكم صغار ...
عدت الى بيتي و ذهني يفكر في كل ما رأه لهذا اليوم و ظل سؤال في مخيلتي :
من المسئول عن هؤلاء الناس و عن حقوقهم و اين هم منهم
فكيف و ما رأيته كان ليوم واحد فقط ..... و لإناس قليل في شارع واحد كيف اذا ما نظرنا الى حال البلاد بشكل عام في يوم واحد فقط فما هو حالهم ......... و ما هو حالهم مع كل الايام المقبلة
تقبلوا خالص تحياتي
عرش بلقيس
Bookmarks