مسكن الجن وأكثر طعامهم
كثير من البيوت يسكنها الجن وهؤلاء يقال لهم عُمّار البيوت، منهم من يؤذي أصحاب البيت، ومنهم من لا يؤذي، وأحيانًا يظهرون لهؤلاء السكان وأحيانًا لا يظهرون، ومن الغريب أن بعض الناس إذا أرادوا أن يسكبوا ماء ساخنًا في المغسلة مثلاً بدلاً من أن يقولوا "بسم الله" يقولون "دستور" وهذا معناه أنّهم يطلبون الإذن من الجن كأنهم يقولون من بعد إذنكم، مع أنهم هم أصحاب البيت وليس الجن، فالأولى بهم أن يقولوا "بسم الله الرحمن الرحيم". ومن الجن من يسكن ضفاف الأنهر ومنهم من يسكن الكهوف ومنهم من يسكن عند السواقي ومنهم من يسكن في باطن الأرض، ذُكر عن رجل في زمن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بال في جُحر وكان هذا الجُحر مسكن جن كفرة فخطفوه وأنزلوه إليهم إلى باطن الأرض وأبقوه عندهم وقتًا، وفي مدة مكثه عندهم وجد أن أكثر طعامهم الفول، وبقي عندهم مدة طويلة إلى أن غزا هذه القبيلة جن مؤمنون فغلبوهم وأخذوه منهم، ثم إنهم خيّروه بين أن يبقى عندهم أو أن يرجع إلى أهله، فاختار الرجوع فتركوه فخرج إلى أهله بعد غياب أربع أو خمس سنوات.
استراقهم السمع من الملائكة
لقد أعطى الله تعالى بعض الجن القدرة على الطيران فمنهم من يطير إلى ما تحت السماء الأولى، يسترقون السمع من الملائكة فترجمهم الملائكة بالشهب، وقد أعطاهم الله القدرة على التشكل بصور بني ادم، وهم أكذب خلق الله، ولبعضهم شركاء من فساق وكفار البشر يعينوهم على التنجيم والسحرالمحرم فعلهما.
والله تعالى وكلّ بالبشر حفظة من الملائكة يحفظونهم إلا من شىء قدره الله تبارك وتعالى عليهم، ولولا ذلك لجعلتنا الجن كالكرة يلعب بها اللاعبون من يد إلى يد.
بعض قدراتهم العجيبة
منهم من أعطاهم الله القدرة على الطيران ومنهم من أعطاهم الله القدرة على الغوص إلى أعماق البحار ومنهم من يحملون الأشياء الثقيلة كالصخور ونحوها. ومنهم من يحضرون الأعشاب من أقطار عدة أو يأتون بالأخبار من بلدان شتى. ويخبرنا القرءان أنه بلغ سيدنا سليمان أن امرأة تعبد الشمس مع قومها وأن لها عرشًا أي سريرًا طوله 80 ذراعًا وعرضه 40 ذراعًا. قال تعالى حكاية عن سيدنا سليمان :قَالَ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ 38 وكان حينها في مجلس الحكم الذي يحكم فيه وفي هذا المجلس كراسي عددها ستمائة ألف كرسي الجن يجلسون متشكلين على جهة والإنس على جهة، قال تعالى : {قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا ءاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ 39)}، وهذا العفريت هو من الشياطين الكبار ممن جعل الله لهم قوة غريبة، ولعل مجلس الحكم كان يستمر ساعتين أو أكثر، وعرش بلقيس كان في اليمن وسيدنا سليمان كان في فلسطين، وهذا يدل على قوة هذا العفريت، لكن سيدنا سليمان أراد أن يحضر عرش بلقيس بوقت أقل قال تعالى : _قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا ءاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} الذي عنده علم من الكتاب وهو ءاصف بن برخيا وهو من الأولياء البشر فأحضره بإذن الله.
ظهورهم لبعض الناس
ليعلم أن الجنّ لا يراهم البشر على صورهم الأصلية لقول الله تعالى :{إنَّه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} لكن قد يتشكل الجن بهيئة البشر في بعض الأحيان مع ظهور علامة فارقة كرجل الماعز أو كعينين طويلتين إلى غير ذلك من الأشكال، وقد يظهر أحياًنا متشكلاً بغير علامة فارقة تظهر لنا، وأحيانًا يتشكل بهيئة بعض الحيوانات كالحية وغيرها، فقد ثبت أن صحابيًا من الجن واسمه مالك أدرك زمن سيدنا عمر بن عبد العزيز، ومات وهو متشكل بهيئة حية، وصارت تفوح منه رائحة المسك، فأخبر به سيدنا عمر بن عبد العزيز فأخذه ودفنه، رحمة الله عليه. روى القصة الحافظ ابن حجر العسقلاني وابن الجوزي في مناقب عمر بن عبد العزيز.
يتبع
Bookmarks