فيكتوريا وأنياب النبلاء
لباس تقليدي وعرباتٌ وأحصنه وقصور تعلوها أبراج،حراس فارع الطول وحراس أقزام سيوف بيضاء يكاد ذبابها أن يلامس ذلك الديباج المفروش على الأرض..
لاشك بأن كل ذلك يجعلهم مميزون في مظهرهم فقط.
أذاً فمن هم أولائك المميزون من بين ساكني هذه المدينة؟
تسائلات عدة تكاد أن تكتم أنفاسك وأنت تبحث لها عن إجابة.
أن بُحيت بها وتساءلت بها علناً فكأنك دخلت في المجهول.
أذاً ما هي الحيلة وكيف المناص من ذلك؟
تربُت على كتفك يداً وضعها يوحي إليك بأنها يداً حانية،تقطع عليك تفكيرك العميق بل وتكاد أن تقطع أوردة وشرايين فؤادك.
يهمس في أذنك من ورائك شيخ قائلً لك رويدك يا بُني،هوَّن عليك.
ثم يتابع قائلً:
أن أولائك هم من يدّعون ويزعمون بأنهم النبلاء!
ألم ترى تلك القبعات المميزة على رؤوسهم؟
ألم تسمع عن فيكتوريا تلك الملكة الجميلة؟
-بلى لقد سمعت عنها وقرأت عنها الكثير
أذاً فهذه هي مدينتها وأولاك هم فقط من ينعمون بما تركته لهم من كنوز في خزائنها فهم يسلبون وينهبون والآخرون يعملون بما يقتاتون.
-ولما يدّعون بأنهم ألنبلاء أن كانوا هم سبب كل البلاء وهم أقربُ إلى الغباء؟
يا بُني أن ذلك زعمهم وزعم حواشيهم وليس حقيقتهم فدعهم فأن مصيرهم كمصير سابقيهم ..لا عليك أذهب إلى فيكتوريا أن كنت من عشاقها.
-أولم تمت بعد؟
بلى لقد ماتت جسداً وبقيت حضارتاً وتاريخاً فبحث عنها وستجدها وستعرفها وستعرف جمالها وكذلك ستُخبرك بحقيقة من يدّعون بأنهم ألنبلاء
عدن / 2004م
Bookmarks