العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد :
ساتخيل هاهنا نفسي في ظروف عديدة .. ليست من صنع خيالي على الاطلاق
وليس مبالغا فيها ابدا" ولا باي شكل من الاشكال
وحين انتهي من كتابة اخر كلمة من تخيلاتي ( الواقعية )
احب من القارئ الكريم ان يجيب على التساؤل الابدي المشهور
ماذا تفعل لو كنت مكاني !!؟؟
وحسبنا الله ونعم الوكيل
...
الاثاث اولا
تتناول عشاءك الشهي مع افراد عائلتك , وتودعهم , وتنام , وتصحو على صوت امك وابيك يدعوانك الى مساعدتهم على اخلاء البيت بسرعة , لان المهلة التي حددها العدو - فجاة - صغيرة للغاية , لاخلاء البيت قبل هدمه , لتستفيد من ارضه المستوطنة المجاورة ..
فاذا رفضت , وثرن , واعترضت , وغضبت , وقضيت يومك تصرخ اين الحق والعدالة , اين العالم , اين الانسانية , اين ... اين ... فستخسر البيت مع محتوياته ايضا ... !!!
حمام بعد اعوام
تعود من العمل , مجهدا" , تحتاج الى حمامٍ منعش , وفرشة مريحة , تتمدد عليها , وتريح بدنك المرهق , ولكن ... وقبل ان تتحقق احلامك (التافهة) !!!! .. يطرق العدو بابك - ان لم يكسره - , ويداهم بيتك المتواضع ,بحثا عن مطلوبين مطاردين , وتتبخر احلامك , وتمطر الدنيا رصاص وغاز ودموع والم وخوف ومقت وذل , وبعد انتهاء العذاب دون يجدوا ما جاؤا يدعون البحث عنه ... يعتقلونك بكل وقاحة عوضا" عنهم
وتظل تحلم بالحمام المنعش اشهرا واعوام .. !!!
الضعف الاجباري
تصلك انباء وانت خارج بيتك ان الاحتلال قد هجم هجوما شرسا على الحي الذي تسكن فيه , فتهرع من فورك الى هناك - لتحاول - ان تذود عن حياضك قدر الامكان , ولكي تساعد - على الاقل - عائلتك الضعيفة بدونك .. , فتصل البيت , لتجد ان اخاك الصغير مصابا بشظية ما , او رصاصة ما , ( يصعب التشخيص احيانا) , المهم , او الواضح ان صح التعبير , انه يحتاج الى اسعاف عاجل في اقرب مستشفى , ولكن .. منع التجول الذي اعلنه الاحتلال قبل قليل , سيعرض حياة من يخرج من بيته , او يمشي بالشارع , الى الموت المحقق
فتغضب اشد الغضب , وتتمنى انك مت قبل ان تصلك اخبار المداهمة , وانك لم تاتي لتذود عن حماك , لان عائلتك , كانت , ولازالت , ضعيفة , بوجدودك او بعدم وجودك ... ويمون اخوك من تواصل النزف .. وتموت انت قهرا على ضعفك الاجباري ... !!
البداية والنهاية
كنت من سكان مخيم جنين , وشهدت المجزرة الشهيرة والتي ذهب ضحيتها (مئات) الشهداء , وشهدت الدمار الذي خلفه ابشع استعمار على وجه الارض
بيوت مهدمة .. شوارع محفرة ... مساجد متسخة .. مدارس مقفلة .. محلات محطمة وشبه فارغة ... وجنائز لا حصر لها
وحينما رايت الصحافة واجهزة الاعلام قد غطت الخدث منذ بدايته , قلت في قرارة نفسك , حسنا" , على الاقل , سيسطر التاريخ ظلم الظالمين , باحرفٍ من دم , وسيشعر العالم بقسوة الحياة التي تحياها انت ومن حولك من ( بشر )
لكنك تفتح المذياع ذات يوم , لتعلم ان لجنة تقصي الحقائق الدولية الحقيرة , قد انهت تقريرها دون حتى ان تدخل المخيم !!!؟؟؟ ... وان شارون لايزال يوصف برجل السلام .. وان الشهدء الابرار يوصفون بالارهابيين القتلة !!!؟؟؟ .. وانه قد تم تسوية (القضية) بما يرضي جميع الاطراف .. !!!!!!
يالها من نهاية سهلة جدا ... لبداية بشعة جدا" ...
مهمة عاجلة
بعد طول سهر , بسبب القلق من الاوضاع الامنية الخطيرة والمنتشرة حول بيتك وبيوت الاخرين على شكل جنود ومدرعات ... تستيقظ فجاة .. مذعورا" .. على صوت رنين الهاتف
انت الطبيب الوحيد بالمنطقة .. وجارك السابع الذي اوصى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اصيب بنوبة قلبية طارئة
يا لطف الله ... واي قوة على وجه الارض سوف تقنع القناصين الجبناء المنتشرين بالخارج انك ذاهبٌ .. في هذا الوقت المتاخر جدا من الليل .. للقيام بمهمة انسانية طبية
وليس مهمة (ارهابية) على حد زعمهم !!!!
رد مع اقتباس
المفضلات