في مجنون نت يرابعض الامور في العصر الحالي....
أصبحنا نعيش في زمن كل الموازين فيه مقلوبة فنرى قوانين كونية, وسننا أخلاقية انقلبت موازينها وأصبحت مألوفة لدينا وهي مقلوبة, وغريبة علينا وهي في وضعها الصحيح !فلو استنطقنا واقعنا المرير لشهدنا نماذج عديدة من ذلك فعلى سبيل المثال لا الحصر, نجد الإنسان الشريف النزيه ـ محاربا ـ مقهورا وغريبا فحينما يصدق الإنسان في معاملاته يقال عنه أنه متزلف ومتظاهر !استشرى فيما بيننا النفاق, والكذب والخيانة, فيصدق هنا حديث الرسول في وصف هذا الزمان ( إذا لبس الناس جلود الضأن على قلوب الذئاب وقلوبهم أنتن من الجيف وأمر من الصبر كلامهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الحنظل ما من يوم إلا ويقول الله : (أمني تفرون أم على الله تتجرؤون ) (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) وحقيقة هذا ما يحدث في زماننا الناس تلبس لباس الضأن والقلوب قلوب ذئاب مسعورة لا ترى إلا نفسها استشرت فيهم الأنانية وحب الذات!كثر الكذب وأصبح شيئا عاديا غير منبوذ وتفاقم النفاق وأصبح الجميع يرتدي أقنعة مزيفة حتى يستطيعوا الطعن في الشرفاء والأبرياء وبقي الإنسان المستقيم غريبا بين هؤلاء ! فحينما يعمل الإنسان المستقيم بإخلاص ولا يريد من المجتمع جزاء ولا شكورا يقال عنه أنه إنسان ساذج ولا يعرف كيف يستغل الفرص ؟!إذاأصبحت المعاملات مادية واختفت فيما بيننا النفحة الروحانية والأخوة الصادقة ,وأصبح الميزان مقلوبا فيما بيننا «أقدم لك معروفا بحساب «!! هذا من ناحية التعامل فيما بيننا :أما من الناحية الأخلاقية(فحدث ولا حرج ) فقد اختفت المعاني الجميلة من التسامح وحب الخير للآخرين وتقديم المساعدة لهم دون أن يكون هناك مصلحة شخصية فانعدمت الثقة بين الناس وأصبح همّ الغالبية العظمى هي الأمور المادية وإشباع النزوات وحب الأنا والذوبان في الذات وهناك صور كثيرة تعبر عن هذا الواقع المرير .قد يقول البعض اني ناقمة على المجتمع أو اني أنظر إليه بمنظار أسود كلا يا عزيزي القارئ ,فحديثي هذا لم يأت من فراغ أو تحليل شخصي ولم أقل فرضيات أو استنتاجات خيالية , وإنما هو واقع حقيقي فالموازين فعلا انقلبت في زماننا انظر عزيزي القارئ كيف تحجرت القلوب وامتلأت بالذنوب وانعدمت الغيرة عند الكثيرين , انظر إلى تميع الشباب والفتيات وانعدام الثقافة الفكرية لديهم ,انظر إلى التحول الكبير في المجتمع حيث أصبح يسيطر عليه روح الانتهازية واللهث وراء الماديات وتبرير الوسائل لتحقيق الأهداف, وغيرها مما يدمي القلب . وأخيرا قد يوافقني البعض ويخالفني آخرون لكنها هي الحقيقة أننا نعيش في زمن كل الموازين فيه مقلوبة !والميزان الصحيح هو: حينما تكون فلسطين ظالمة وإسرائيل مظلومة فهنا الميزان انعدل !وحينما يكون العراقيون إرهابيين والأرهابيون شهداء فالميزان صحيح!وحينما تكون أمريكا رمز العدالة والشعوب متمردة فهذا هو الحق!فإذا لا نبكي وإنما نستبشر لأننا في زمن الحق وفي ميزان زماننا أنه حتى المظلوم ليس مظلوما وإنما ظالم وهذه منتهى العدالة؟!!