رأس السنة الميلادية ودين النصارى

افي البدء اضع سؤالاً هاماً ارجو من جميع من يقرا الموضوع أن يجيب عنه بما هو مستقر في قلبه ويسلكه في حياته:
ماذا يعني انتمائك للإسلام ؟؟؟
بعد ذلك وبعد ان تجيب عن هذا السؤال ولو في قرارة نفسك أسألك ما تعرف عن يوم رأس السنة الميلادية ؟!!!
سأكفيك المؤنة وأجيبك أخي الحبيب عن هذا السؤال:
كثير من المسلمين هدانا الله وإياهم يظنون أن الاحتفال براس السنة الميلادية ما هو إلا مجرد احتفال عرفي جرت عليه العادة بين جميع أفراد الشعوب العالمية، لكن لو تفكر هذا المسلم قليلاً في تلك العبارة (رأس السنة الميلادية) ميلاد من ... وكيف كان هذا الميلاد ... نعم اخواني فلنتفكر قليلاً ولنمعن النظر ... إن الميلاد المقصود به ميلاد المسيح عيسى بن مريم صلوات ربي عليه عبد الله ورسوله ... وابن امته مريم الطاهرة العفيفة ... لكن اتدرون لماذا النصارى يحتفلون بهذا اليوم ... لأنهم يعتقدون أن المسيح عيسى بن مريم هو ابن الله ولهذا هم يحتفلون بهذا الميلاد المقدس بزعمهم قاتلهم الله ... إذاً أعياد النصارى - يا أمة التوحيد - مرتبطة بالكفر الأكبر الذي إذا سمعته الجبال والسموات والأرضـون، كادت أن يتفطرن وأن يتصـدعن .
{ وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا إداً. تكاد السموات يتفطرن منه، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هداً. أن دعوا للرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا. إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا. لقد أحصاهم وعدهم عدا }[ مريم: 88 – 94 ].
فإذا كانت - أيها الأخوة - السماوات والجبال والأرضون يتفاعلن هذا التفاعل الرهيب مع الذين ينسبون لله تعالى ولدا فكيف بنا عباد الله ونحن الأجساد الطرية والقلوب المؤمنة والعقول المدركة ...... أفلا نغير .. افلا نغضب لله ونحن نرى النصارى يحتفلون بعيد ينسبون فيه الولد لله سبحانه وتعالى ... ولكن للأسف الشديد بدلاً من ذلك نرى أن بعض المسلمين يحتفلون ويهنئون النصارى بهذا العيد الذي قد عرفنا حقيقته ... عافانا الله وإياكم من الاحتفال به.
قد يقول قائل أنا احتفل احتفالهم ولا أعتقد اعتقادهم فأنا مسلم أباً عن جد ....
نقول له .. هداك الله اخي ... نحن كذلك ننزه اخواننا المسلمين عن هذا الاعتقاد الكفري وإلا لما خاطبناهم بخطاب الاسلام .. ولكن إن مجرد الموافقة للنصارى في أعيادهم منهيٌ عنه في دين الإسلام وإليك الأدلة على ذلك:
يقول الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً }الفرقان72
قال بن عباس و أبو العالية وطاوس وابن سيرين والضحاك والربيع بن أنس وغيرهم : هي أعياد المشركين.
وعن أنس رضي الله عنه ، قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، و لـهـم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية ، فقال : ( ان الله تبارك و تعالى قد أبدلكم بهما خيرا منهما ؛ يوم الفطر و يوم النحر ) [رواه الإمام أحمد].
قال بن القيم رحمه الله ( وكان للمشركين أعياد زمنية ومكانية فلما جاء الله بالإسلام أبطلها وعوض الحنفاء منها عيد الفطر وعيد النحر وأيام منى كما عوضهم من أعياد المشركين المكانية بالكعبة ومنى ومزدلفة وعرفة والمشاعر)
وقال ابن عمر رضي الله عنه : (من صنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم)... وقال عمر رضي الله عنه: ( اجتنبوا اعداء الله فى عيدهم ) ....
ونص الامام احمد على انه لا يجوز شهود اعياد اليهود والنصارى واحتج بقول الله تعالى : (والذين لا يشهدون الزور)
وكان علماء المسلمين على مر العصور يقولون: انه لا يحل للمسلمين ان يبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم لا لحما ولا دما ولا ثوبا ولا يعارون دابة ولا يعاونون على شيء من دينهم لان ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين ان ينهوا المسلمين عن ذلك لان الله تعالى يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان) ..... ثم ان المسلم لا يحل له ان يعينهم على شرب الخمور بعصرها او نحو ذلك فكيف يعينهم على ما هو من شعائر الكفر وإذا كان لا يحل له ان يعينهم هو فكيف اذا كان هو الفاعل وهو المحتفل موافقةً لهم بهذا اليوم ...
اخواني ... إن علينا كمسلمين أن ننابذ اليهود والنصارى في عاداتهم واعتقاداتهم وأن نخالفهم ولا نتشبه بهم في شيء من ذلك وإلا فما يعني انتمائنا للإسلام ...
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }الممتحنة1
والله أعلم ....
ملاحظة:
إن الموضوع طويل الأطراف ولولا أني أعلم أن المواضيع الطويلة لا تقرأ لكنت قد أطلت في هذا الموضوع لأهميته وغفلة كثير من المسلمين عن خطورته ... ولكن حتى لا تضيع الفائدة فإن الموضوع مفتوح للنقاش فيه وطرح كل ما هو مفيد ومثري لهذا الموضوع ............ (ابن الإسلام)..