مـاذا جـرى ؟!
قالت له والدمـع قـد بـل الحجـاب
والحـزن يعلـو وجههـا والإكتئـاب
وفؤادهـا فـي صدرهـا متـوجـع :
ماذا جرى في دارنا هل من جـواب ؟!
مالـي أرانــا مطرقـيـن كأنـنـا
في مأتم ، أو في جحيم الإغتـراب ؟!
وأراك فـي غضـب وحـزن دائــم
ودمـوع قلبـك واصلـت بالإنصبـاب
أيـن إبتسامتنـا التـي كنـا بـهـا
ننسى هموم الدهر ، تنسينا العذاب ؟!
بـل أيـن منّـا جنّـة كـنـا بـهـا
نسقي ثمار الحب من روض الشباب ؟!
أحلامنـا فيهـا نـمـت أغصانـهـا
وتفتحـت أزهارهـا فـوق الهضـاب
كانت عصافير المنـى فـي روضهـا
تشـدو فتجعـل كـل خفـاق يُــذاب
هل غادرت أيامنـا وطـن الصفـا ؟!
أم أنهـا ماتـت فواراهـا التُّـراب ؟!
قل لي فإنـي قـد أمـوت بحسرتـي
إن لـم تفدنـي بالحقيقـة والصـواب
فأجابـهـا والآه تقـصـف صــدره
وكأنها رعـد يزمجـر مـن سحـاب
تتسائلـيـن وأنــتِ أدرى أنـنــا
نحيا بعصـر غيـر موفـور الجنـاب
فبأمتـي عبـث الخـؤن وأصبـحـت
قِطعا ، وفي أحشاءها نهـش الذئـاب
هدفـا غـدت للمعتديـن وأرضـهـا
تـأوي جيوشـا جـل قادتهـا كـلاب
ودماؤنـا فـي كـل ركـن أهـرقـت
كالنهر يروي أرضنـا بعـد الشعـاب
المسلمـون مـطـاردون ببعضـهـم
من ثلة تحمـي جيـوش الإغتصـاب
صـار الموحـد عنـد كـل منـافـق
من صانعي الأرهاب طـارده العقـاب
حكامـنـا يتسـابـقـون لقـتـلـه
ليصير فائزهم لـدى الغـازي مهـاب
وديـارنـا بالظالمـيـن تـكـدّسـت
وغدت تئـن وظلمهـم مـلأ الرحـاب
أفبعـد هــذا تحلمـيـن ببسـمـة
ممن بعمق الهم والأحـزان غـاب ؟!
قالـت نعـم فهمومـنـا معـروفـة
لم أنس عمق الجرح أو عُظم المصاب
لكـنـنـي بالله واثـقــة فـلــن
يجري سوى ماقد تسجل فـي الكتـاب
وأرى بأمتـنـا بــوادر نـصـرنـا
وأسودهـا تجتـاز أهـوال الصعـاب
هـذي فلسطيـن الحبيبـة لـم تـزل
تعطي نفوسـا غيـر ربـي لا تهـاب
وعـراق معتصـم تواصـل عزمهـا
في كل يـوم للجهـاد بهـا اكتسـاب
فانهض وكن فـي صفهـم لا تنثنـي
والموت لاتحسـب لساحتـه حسـاب
إن الحـيـاة بـذلــة مـرفـوضـة
قد عافها الحيـوان ،أنكرهـا الذبـاب
فـأفـاق مــن أحـزانـه متلهـفـا
يرجـو مـن الله الشهـادة والثـواب
ويقول : لـن أرضـى حيـاة خيانـة
مـادام قلبـي يعـربـي الإنتـسـاب
شُلـت يمينـي إن رضخـتُ لغاصـب
أو إن تركتُ الـدار يسكنهـا الغـراب
سأكـون قنبلـة تــدك عروشـهـم
وتذيقهـم نـاري وحـرّ الإلتـهـاب
لا عشـتُ إن أبقيتهـم فـي مـأمـن
وهم استحلوا موطنـي بعـد الرقـاب
ومضـى لـرد المعتـديـن بنـحـره
وبعزمـه وبصبـره يُنهـي الـعـذاب
من أجـل هـذا قـد حبتـه حياتهـا
ودنـت تـؤازره بـودّ وانجـذاب !!
للشاعر : درهم الجباري .. (عضو في منتدى يمني ) ..
هوب.
Bookmarks