اسباب لرقة القلوب
و للرقة أسباب ، و للقسوة أسباب ، و لكن الله تبارك و
تعالي تفضل و تكرم بالاشارة إلي بيانها في الكتاب فما
رق القلب بسبب أعظم من سبب الإيمان بالله تبارك و
تعالي و لا عرف عبد ربه بأسمائه و صفاته إلا كان قلبه
رقيقا لله عز و جل ، و كان و قافا عند حدود الله ، و لن
و يأتيه الاية من كتاب الله و يأتيه .........
حديت عن رسول صلي الله عليه و سلم إلا قال بلسان
الحال و المقال :
سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و اليك
المصير...
فما من عبد عرف الله بأسمائه الحسني و تعرف
علي هذا الرب الذي بيده ملكوت كل شيء و هو يجير
و لا يجار عليه إلا و جدته إلي الخير سباقأً ، و عن الشر
محجاماً .
فأعظم سبب تلين به به القلوب لله تعالي و تلين
به القلوب سبب به القلوب لله تعالي و تنكسر من هيبته
هو....:
1- المعرفة بالله تبارك و تعالي:
أن المعرفة العبد ربه، و ما من شيء في هذا الكون إلا
و يذكرة الصباح و المساء بذلك الرب العظيم ، و تذكره
النعمة و النقمة و بذلك الكريم و الحليم ، و يذكره الخير
و الشر بمن له أمر الخير و الشر سبحانه و تعالي ، فمن
عرف الله رق قلبه من خشية الله تبارك و تعالي !
و العكس ، فما وجدت قلباً قاسياً إلا وجدت صاحبه أجهل
العباد بالله عز و جل و أبعدهم عن المعرفة ببطش الله و
عذاب الله، و اجهلهم بنعيم الله عز و جل و رحمة الله حتي
إنك تجد بعض العصاة اقنط ما يكون من رحمة ، و أياس
ما يكون من روح الله و العياذ بالله !
، فالما
جهل الله جرء علي حدوده ، و جرء علي محارمه و لم
يعرف من حياته !!
و هذا الذي يعده هدفاً في و جوده و
مستقبله !! لذلك فالمعرفة بالله عز و جل طريق لرقة
.. القلوب و لذلك كلما وجدت ألا نسان يديم العبرة و يديم
التفكير في ملكوت الله ، كلما وجدت قلبه فيه رقة!!
و كلما و جدت قلبه فيه خشوع و انكسار إلي تبارك
و تعالي . و السبب الثاني الذي يكسر القلوب و يرققها
و يعين العبد علي رقة قلبه من خشية الله عز و جل :
2- النظر في ايات هذا الكتاب :
النظر في هذا السبيل المفضي إلي السداد و الصواب ...
و النظر في كتاب الله بقوله
( كتابا احكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )
فما قرأ العبد هذه الا يات و كان عند قراءته حاضر
القلب مفكرأً متأملا إلا وجدت العين تدمع ، و القلب
يخشع ، و النفس تتوهج ايماناً من اعماقها تريد المسير
إلي الله تبارك و تعالي .... و اذا بارض ذلك القلب تنقلب
بعد أيات القران خصبة طرية للخير ، و محبة لله عز و جل و
طاعته. فما قرأ عبد القران و لا استمع لا يات الرحمن ألا
و جدته بعد قراءتها و التامل فيها رقيقاً ، قد خفق قلبه
و اقشعر جلده من خشية الله تبارك و تعالي :
كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون )
ربهم ثم تلين جلودهم و قلوبهم إلي ذلك هدي الله يهدي
به من يشاء و من يضلل فما له من هاد ) الزمر :23
أن هذا القران العجيب !!!!
بعض الصحابة تليت عليه بعض ايات القران فنقلته من
الوثنية إلي التوحيد ، و من الشرك بالله إلي عبادة رب
الإرباب سبحانه و تعالي .
هذا القران موعطة رب العالمين و كلام اله الإو لين و
الاخرين، فما قرأة عبد إلا تيسرت له الهداية بقراءته ، و
لذلكقال الله في كتابه :
(و لقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر )(القمر:17)
هل هناك من يريد العظة الكاملة و المو عظة السامية؟!
إنه كتابنا .. لذلك ما أدمن القلب و لا ادمن عبد علي
تلاوة القران ، معه إذا لم يكن حافظاً يتلوه أنالليل ،
إلا رق قلبه من خشية الله تبارك و تعالي .
ومن اسباب التي تعين علي رقة القلب و انابته إلي الله
تعالي :
3- تذكر الاخرة...
أن يتدكر اعبد إالي الله سائر .. و إن يتدكر أن لكل
بداية نهاية و أنه ما بعد الموت من مستعتب و ما بعد
الدنيا من دارإلا الجنة أو النار !
فاذا تدكر الإنسان أن الحياة زائلة ، و أن المتاع فانٍ..
و أنها غرور زائل دعاه... و الله ذلك إلي أن يحتقر
الدنيا و يقبل علي ربها أقبال المنيب الصادق ،
و عندها
يرق قلبه. و من النظر إلي القبور و إلي أحوال أهلها
انكسر قلبه ، و ذهب من قلبه ما يكون من القسوة و من
الغرور و العياذ بالله ، و لذلك لم تجد إنسانا يحافظ علي
زيارة القبور مع التفكر و التامل و التدبر ، إذ يري....
فيها الاباء و الا مهات ، و الاخوان و لا خوات ، ....
و الاصحاب و الاحباب ، و الاخوان و الخلان ، يري
منازلهم و يتذكرأنه قريباً سيكون بينهم ، و أنهم جيران
بعضهم لبعض ، قد انقطع التزاور بينهم مع الجيزة ، و إنه
قد يتداني القبران و بينهما كما بين السماء و الإرض
نعيما و جحيماً..ما تذكر عبد هذه المنازل التي ندب النبي
صلي الله عليه و سلم إلي ذكرها إلا قلبه من خشية الله
تبارك و تعالي ..و لا وقف علي شفيرة قبر فرأه محفوراً
فهيا نفسه علي ماذ يغلق ؟! و علي من يغلق ؟!
و علي أي شيء يغلق ؟!.
أيغلق علي نعيم أم علي جحيم
ايغلق علي مطيع أم علي عاصي
فلا إله إلا الله ، هو العالم بأحولهم و هو الحكم العدل
الذي يفصل بينهم .....
ما نظر عبد هذه النظرت ، و لا استجاشت في نفسه هذه
التاملات ، إلا اهتز القلب من خشية الله ، هيبة لله تبارك
و تعالي و أقبل إلي الله تعالي إقبال صدق و إخبات
المفضلات