جزاك الله خيراً اخي آخر احزاني على هذا الموضوع الشيق ...
بصراحة اسئلة يحتاج أن يتأمل فيها كل مسلم ..
وقد صدق الشاعر حين قال :
أقبل على الروح واستكمل فضائلها .... فأنت بالروح لا بالجسم انسان
وعلى فكرة الموضوع جميل جداً ولا يحتاج إلى تعليق ...
ولكن نتيجة لمداخلات بعض الأخوة في ما مدى ارتباط المظهر بالجوهر ؟ !!
أحببت ان اشارك في هذه المداخلات فأقول :
لا شك أن الاهتمام بالجوهر هو الأصل ولأن الجوهر هو محل نظر الرب فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم )..
لكن ما المقصود هنا بقولنا ما مدى ارتباط المظهر بالجوهر .. فإن كان المقصود المظهر الصفات الذاتية للشخص من سواد وبياض وطول وقصر وجمال وقبح .. فهذه لا شك أنه لا ارتباط بينها وبين الجوهر فكم من قبيح المظهر جميل المخبر والعكس وكم من أسود الوجه أبيض القلب وكم من قصير القامة طويل المقامة ..
وأما إن كان المقصود بالمظهر الصفات التي يتظاهر بها الشخص من ملبس ومنطق وسلوك .. فلا شك أنه يوجد هناك ارتباط بينه وبين الجوهر ..
ففسيولوجياً هناك ارتباط بين المظهر والجوهر فإنه بصلاح الجوهر لا بد أن يصلح المظهر الخارجي ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله،، ألا وهي القلب)..
وفي نفس الوقت فإن فساد الظاهر يؤدي إلى فساد الجوهر .. وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم في تسوية الصفوف في الصلاة : (لتسوونّ صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين قلوبكم) فدل ذلك على أن الاختلاف في مظهر تسوية الصفوف في الصلاة يؤدي إلى اختلاف القلوب في الباطن ...
ومثالاً على ذلك لو نظرنا إلى الجيران الذين ليس بينهم رابطة المجورة لا في المناسبات ولا في غيرها نجد أن قلوبهم متنافرة .. وهكذا ..
كذلك جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه رأى شاباً مسبلاً لثوبه فقال له عمر : (ارفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك) فدل على أن فساد الظاهر يدل على خلل في الباطن ..
لكن في نفس الوقت فإن صلاح الظاهر لا يلزم منه صلاح الباطن فكم من متزين بمظهر صالح ولكن لا تأمن فساد طويته ولؤم جوهره ...
إذا فالعلاقة هي كالتالي:
فساد الجوهر يلزم منه فساد الظاهر..
فساد المظهر يدل على خراب بالجوهر ...
صلاح المظهر لا يلزم منه صلاح الجوهر ..
في الأخير اعذروني على الإطالة ..
ومن كان له تعقيب أو إضافة فليتفضل لتكتمل الفائدة .. وجزاكم الله خيراً جميعاً..
Bookmarks